السنن المهجورة (26) سنة السواك

تاريخ الإضافة 26 مارس, 2025 الزيارات : 2103

(26) سنة السواك

تعريف السواك:

السواك، قال أهل اللغة: السواك بكسر السين، وهو يطلق على الفعل، وعلى العود، الذي يتسوك به، فيطلق على الآلة، ويطلق على الفعل، فعل التسوك. ويقال: ساك فمه بالعود، يسوكه إذا دلكه.

وأما في اصطلاح العلماء، فإن السواك هو: استعمال عود أو نحوه في الأسنان لتذهب الصفرة، وغيرها عنها -عن الأسنان-

وهناك تخليل الأسنان، والفرق بين هذا وبين السواك: أن تخليل الأسنان هو إخراج ما بينها من فضلات بالخلال، مثل العود، ونحوه.

فالفرق بين الاستياك والتخليل: أن التخليل خاص بإخراج ما بين الأسنان.

أما السواك، فهو لتنظيف الفم والأسنان واللسان بنوع من الدلك.

فهو مطهر للفم عموما.

وأما التخليل بالعود، وغيره، فهو لإخراج البقايا المنحشرة بين الأسنان.

حكم السواك:

سنة مؤكدة، وقد ورد في ذلك عدة أحاديث منها:

  • قوله صلى الله عليه وسلم: (السواك مطهرة[1] للفم مرضاة للرب) وهذا الحديث صحيح، رواه الإمام أحمد.
  • وقوله صلى الله عليه وآله وسلم:(لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) متفق عليه، وفي رواية (لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء).
  • والسواك من سنن الفطرة التي ذكرها النبي ﷺ فقال: (عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم -هذه العقد التي في الأصابع، ويمكن أن تحتشي فيها الأوساخ- ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء -أي: الاستنجاء- قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة) رواه مسلم
  • وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (دخل عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مسندته إلى صدري) -وهذا كان في مرض النبي عليه الصلاة والسلام الذي توفي فيه- (ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به (يستاك به) فأبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره). نظر إلى السواك (

ففهمت أنه يريد السواك، فأخذت السواك فقضمته ورطّبته، ثم رفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن أحسن منه، فما غدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم)، أي: مجرد أن فرغ من الاستياك رفع يده -أي: إصبعه- ثم قال: (إلى الرفيق الأعلى، إلى الرفيق الأعلى، إلى الرفيق الأعلى، ثم قضى صلى الله عليه وآله وسلم).

فهذا كان من آخر الأشياء التي حافظ عليها الرسول عليه الصلاة والسلام قبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى، أي: اختار الرفيق الأعلى، والرفيق الأعلى إما أنه الله، وإما أنه هو المقصود بقوله: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا) [النساء:69]

ما حكم الاستياك بغير عود الآراك؟

السواك بغير العود جائز (كالفرشاة مثلا)، وكل ما يحصل به الإنقاء يُعدّ سواكاً وأفضله عود الأراك المشهور، لكن من استاك بغير عود وحصل الإنقاء فإنه يعتبر سواكاً، سواء كان التسوك بفرشاة أو بغيرها مما يمكن به الإنقاء.

مواضع استعمال السواك:

  • عند الوضوء:

 ويجوز أن يستاك قبل الوضوء أو معه أو بعده؛ بكل هذا قال الفقهاء.

لقوله صلى الله عليه وسلم: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء، وفي لفظ مع كل وضوء) وحتى لو تيمم فينبغي له أن يستاك، وحتى لو كان فاقداً الطهرين -التيمم وبالماء- فإنه أيضاً يستاك.

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء عند كل صلاة)، رواه ابن حبان.

وفي حديث ابن حبيب بلفظ: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة كما يتوضأون).

  • عند كل صلاة فرضاً كانت أو نفلاً [2]:

 وإن لم يتغير الفم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)، وفي صحيح مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم بتأخير العِشاء، والسواك عند كل صلاة)[3]

  • عند دخول البيت:

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك) رواه مسلم.

وعن المقداد بن شريح عن أبيه قال: قلت لـ عائشة: بأي شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ إذا دخل البيت؟ قالت: بالسواك.

  • عند النوم:

عن عمران رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان لا ينام إلا والسواك عنده، فإذا استيقظ بدأ بالسواك)

وفي حديث عائشة: (كان لا يستيقظ من ليل أو نهار إلا تسوّك قبل أن يتوضأ).

  • قبل قراءة القرآن:

للحديث الذي صححه الألباني عن علي رضي الله تبارك وتعالى عنه قال: (أمرنا بالسواك، وقال: إن العبد إذا قام يصلي أتاه الملك، فقام خلفه يستمع القرآن، ويدنو فلا يزال يسمع ويدنو حتى يضع فاه على فيه، فلا يقرأ آية إلا كانت في جوف الملك).

وأيضاً عن علي رضي الله عنه قال: إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك.

يعني: أنه يجري في أفواهكم كلام الله عز وجل، حينما تتلونه.

  • عند تغير الفم:

وتغيير الفم يكون بأشياء إذا مكث ساعات لا يأكل فيها ولا يشرب، فقد تتغير رائحة فمه، وأيضاً إذا أكل شيئاً له رائحة كريهة، وكذا طول السكوت، وكثرة الصمت.

  • هل يجوز السواك للصائم؟

السواك قبل الزوال مستحب كما هو دائمًا.

 وبعد الزوال اختلف الفقهاء على قولين:

 الأول: وهو مذهب الشافعية: يكره الاستياك للصائم بعد الزوال. وحجته في ذلك أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك (رواه البخاري من حديث أبي هريرة)

فهو يرى أن ريح المسك هذا لا يحسن أن يزيله المسلم، أو يكره له أن يزيله، ما دامت هذه الرائحة مقبولة عند الله ومحبوبة عند الله، فليبقها الصائم ولا يزيلها، وهذا مثل الدماء … دماء الجراح.. التي يصاب بها الشهيد، قال النبي – صلى الله عليه وسلم – في الشهداء: (زمّلوهم بدمائهم وثيابهم، فإنما يبعثون بها عند الله يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك)

 ولذلك يبقى الشهيد بدمه وثيابه لا يغسل ولا يزال أثر الدم، قاسوا هذا على ذلك.

القول الثاني: وهو قول الجمهور: جواز استعمال السواك طوال اليوم، واستدلوا بما جاء عن عامر بن ربيعة عن أبيه أنه قال: رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – يتسوك ما لا يحصى وهو صائم) رواه أبو داوود والترمذي وسنده ضعيف.

فالسواك في الصيام مستحب في كل الأوقات في أول النهار وفي آخره، كما هو مستحب قبل الصيام وبعد الصيام. فهو سنة أوصى بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال: (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما. ورواه البخاري معلقًا مجزومًا.

ولم يفرق بين الصوم وغيره.

وأما حديث: (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) والخلوف: هو تغير رائحة فم الصائم إذا خلت معدته من الأكل، ولا يذهب الخلوف بالسواك، لأنها رائحة النفس الخارج من المعدة، وإنما يذهب بالسواك ما كان في الأسنان من التغير.

وبهذا يعلم أنه لا دلالة في الحديث لما ذهب إليه الشافعي من كراهية السواك للصائم آخر النهار.

وقال ابن عمر: ويستاك أول النهار وآخره، ولا يبلع ريقه.

وقال ابن سيرين: لا بأس بالسواك الرطب. قيل: له طعم! قال: والماء له طعم، وأنت تمضمض به.

كيفية الاستياك:

الاستياك يكون عرضاً، أي: إلى أعلى وإلى أسفل، ومعنى: عرضاً أي: العرض بالنسبة للفم، وليس العرض بالنسبة للأسنان.

والاستياك يكون على أسنانه ولثته، واللثة: هي ما حول الأسنان من اللحم.

واستعمال السواك بهذه الطريقة لا يعرض اللثة إلى الإدماء، أي: لا يحصل نزيف دم، بعكس ما إذا استاك بغير تلك الصفة، حيث أنه قد تجرح اللثة، لكن هذا الاستعمال هو الذي يكون على الأسنان فقط، وسواء استعمل السواك أو الفرشة فإنها تكون على الأسنان واللثة؛ لأنها لما تدلك اللثة نفسها، وهذا نوع من المساج ينشط الدورة الدموية في اللثة، فلذلك الإنسان يستاك على اللثة، وعلى الأسنان.

وقد جاء في كيفية السواك أو في صفة السواك في الليل، حديث حذيفة: “كان النبي ﷺ إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك”. رواه البخاري ومسلم.

“يشوص” هو التنظيف والتنقية.

وقيل: هو الإمرار على الأسنان من أسفل إلى فوق.

أيضاً: ينبغي للمسلم أن يستاك على لسانه؛ لأنه قد ورد في بعض الأحاديث عن أبي موسى رضي الله عنه قال: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يستاك بسواك رطب وطرف السواك على لسانه، وهو يقول: أُع أُع والسواك في فيه كأنه يتهوع)

 وهذا التهوع يكون إذا أدخل الإنسان السواك إلى داخل فمه لتنظيف أسنانه أو لسانه.

ومن الآداب أن يغسل السواك بالماء إذا أراد أن يستعمله؛ لأن وجود الماء على السواك يحلل المواد النافعة التي يحتويها عود الأراك، فيترتب عليها الفوائد التي سنذكرها إن شاء الله.

تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني السواك أغسله، فأبدأ به فأستاك، ثم أغسله ثم أدفعه إليه)، رواه أبو داود.

ما حكم الاستياك بالأصبع ونحوها؟

استعمال الإصبع كسواك، إنما يكون ذلك بالإصبع الخشن، وليست الناعمة.

ثم الإصبع الخشن فيه خلاف على ثلاثة أقوال: أنه لا يحصل به ثواب السواك؛ لأنه الإصبع لا يسمى سواكاً، ولا هو في معنى السواك.

القوال الثاني: أنه يحصل به.

القول الثالث: بأنه إن عجز عن غيره حصل له ثواب السواك، وإلا فلا.

هل الاستياك باليد اليمنى أم اليسرى؟

هناك قولان للفقهاء:

الأول: الاستياك باليد اليمنى:

وهو قول الجمهور: ويستدلون بعموم الحديث في استحباب التيمن في كل شيء، ففي الحديث (كان صلى الله عليه وسلم يجعل يده اليمنى لترجله وتنعله وطهوره)، وهذا من الطهور، والإمام النووي رحمه الله قال: “والأصح أن السواك باليد اليمنى أفضل، لأن السواك سنة، وطاعة، وتنظيف، والتطهير، واليد اليمنى أنظف وأشرف)

الثاني الاستياك باليد اليسرى:

مذهب الحنابلة أن الاستياك باليسرى، لأن الاستياك إزالة للأذى أو لخلوف الفم ونحوه، فمن أجل ذلك قالوا: يستحب أن يستاك بيده اليسرى.

قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ما علمت إماماً خالف في الاستياك باليسرى؛ لأن الاستياك شُرع لإزالة ما في داخل الفم، وهذه العلة متفق عليها.

والمسألة ليس فيها نص واضح، والرسول – صلى الله عليه وسلم – كان يتسوك، ولم يأمر بأن يكون السواك باليمين أو بالشمال، وكل من قال قولاً في ذلك اجتهد في قياس المسألة على نظائر أخرى، والأمر في المسألة واسع، والله أعلم.

السواك بين الحديث والدراسات الطبية:

يوجد بعض الدراسات نذكرها ولا نقول: إنها تدعم اعتقادنا في السواك، فيكفينا ما ثبت من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم للسواك، وحثه عليه، لكن لا بأس بالاستئناس بالعقول البشرية، وما وصلت إليه البحوث الحديثة في هذا الباب.

فهذا أحد الأساتذة في بعض الرسائل الجامعية عن السواك في كلية طب الأسنان يقول: توصي بعض الجامعات بإجراء مساج بالإصبع للثة، لتحريك الدم في النسج اللثوية، وهذا واضح جداً في حالة استخدام السواك، فالسواك يستعمل كمساج للّثة.

وباقر العطار دكتور في جامعة دمشق يقول: لقد بلغني من الدكتور الأيوبي أن الأستاذ حلباوي وكيل شركة معاجين الأسنان تفكر شركته في إنتاج معجون سوف يسمونه المسواكين، وبالفعل هذا مشهور جداً وموجود في أوروبا وأمريكا، واعتقد أن اسمه كوالي مسواك.

وهناك نوع آخر من معجون الأسنان اسمه (مسواك)، وهو مشهور جداً، وموجود في كل مكان.

وكتب أحد الدكاترة في السواك قائلاً: لو نظرنا إلى السواك لوجدنا أنه يتركب كيميائياً من ألياف السليلوز وعد أنواعاً كثيرة من المكونات ليس هناك داعٍ للتفصيل فيها الآن.

مقارنة بين السواك وفرشاة الأسنان:

  • السواك يعتبر الفرشاة الطبيعية المثالية المزودة طبيعياً بمواد مطهرة ومنظفة، ولا تحتاج أن تضع عليه معجوناً.
  • السواك يعتبر منظفاً آلياً يقوم بطرح الفضلات من بين الأسنان، فهو أيضاً منظف ميكانيكي من حيث الحركة نفسها، فهي تساعد على تنظيف ما بين الأسنان.
  • السواك مزود بألياف طبيعية غزيرة وقوية لا تنكسر تحت الضغط، بل لينة، فتتخذ الشكل المناسب لتدخل بين الأسنان وفي الشقوق، فتزيح منها الفضلات دون أن تؤذي اللثة.
  • السواك منظف كيماوي مستمر؛ لأن الفرشاة بعد عشرين دقيقة فقط من استعمال معجون الأسنان يعود مقوي الجراثيم إلى الفم بحالته الأولى بمفرده بالوظيفة الميكانيكية والكيميائية، والفرشاة تحتاج في كل مرة إلى معجون، ومعظم معاجين الأسنان عبارة عن مواد صابونية فقط، وإنما السواك به مادة تستعمل لعلاج الالتهابات اللثوية؛ لأن أطباء الأسنان يصفون لبعض الناس الذين يشكون من التهابات في اللثة وصفة عبارة عن هذه المادة بصورة حمض وهي بنسبة مقدارها 20% ونسبة 80 % مواد أخرى ثم يدلك به اللثة، ويكون طعمه لاذعاً غير مقبول، وهذه المادة موجودة في السواك بنسبة أعلى بكثير من نسبة عشرين في المائة، وطعم هذه المادة في السواك مقبول، ينفرد بها السواك بميزة رائعة.
  • يتعذر استعمال الفرشاة والمعجون في كل وقت، بالمقارنة بإمكانية حمل السواك في كل مكان، فالسواك يحمله الإنسان في جيبه في أي مكان، في الصلاة عند الوضوء عند النوم في أي مكان تستطيع أن تحمل السواك وتستعمله، بخلاف الفرشاة فإنك لا تستعملها في غير البيت، وحتى يكون هناك ماء ومعجون فإنك تنظف بها.
  • الفرشاة قد تستعمل لعدة شهور، أما المسواك ففي كل أسبوع تستعمل سواكاً جديداً، حتى على الأقل تقطع الجزء المستعمل وتستعمل الجزء الجديد، بحيث تكون فيه مواد جديدة لم تتحلل وتستعمل.
  • توجد في السواك مادة عطرية زيتية يطيب بها فم المتسوكين، وتغطي على رائحة الفم الكريهة إن وجدت، وتكسب الأفواه رائحة زكية عطرة.
  • عدم الاعتناء بالفرشاة بعد الاستعمال يسبب معظم أمراض الأسنان.

هل قصة أن الصحابة كادوا يُهزمون في إحدى المعارك، ثم انتبهوا إلى أنهم تركوا سنة السواك، فأخذوا بها فانتصروا. هل هي صحيحة؟

لا أصل لها، ومن أضرار مثل هذه القصص أنها تختزل الأخذ بالأسباب في سنة من السنن، مع الظن أن الله لن ينصرنا إن لم نلتزم حتى بالسنن غير الواجبة.


[1] لك أن تقول: مَطهرة أو مِطهرة، بفتح الميم أو بكسرها.

[2] ويحتمل أن يكون المراد الصلوات المكتوبة، وما ضاهاها من النوافل التي ليست تبعا لغيرها، يعنى: أنه إذا كان قبل الظهر أربع وبعد الظهر اثنتان، فيصليها مباشرة، فالسواك لهذه كلها واحد، فيتسوك سواكا واحدا للصلاة في السنة الراتبة والفريضة والسنة التي بعدها، وكذلك سنة المغرب لا تحتاج إلى سواك منفصل، وسنة العشاء، فلو أن هناك سنة منفصلة عن الفرض لا علاقة لها به، مثل صلاة العيد، فعند ذلك يكون السواك لها وجيها؛ هذه صلاة نافلة ليست تبعا لغيرها.

[3] والحكمة في استحباب السواك عند القيام إلى الصلاة: كون الصلاة مناجاة للرب، فاقتضى أن تكون على حال كمال ونظافة، إظهارا لشرف العبادة، وهي الصلاة، ومن الفوائد أيضا: أن الأمر يتعلق بالملك الذي يستمع القرآن من المصلي؛ فإنه قد جاء في الحديث الذي حسنه بعض أهل العلم: “أن الإنسان إذا قام فتسوك وتطهر وصلى وقرأ القرآن، لا يزال الملك يدنو منه حتى يضع فاه على فيه” يعني: حتى يضع الملك فاه على فم المصلي، فلا يخرج منه قرآن إلا دخل في جوف الملك.[قال الألباني: حسن صحيح كما في صحيح الترغيب والترهيب] إذا، حتى يكون الملك غير متأذ، فإن السواك يفيد، بالإضافة للأدب مع الرب، الأدب مع الملائكة.

 

 


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 16 أبريل, 2025 عدد الزوار : 14104 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع