شرح أسماء الله الحسنى: 68- القيوم

تاريخ الإضافة 24 نوفمبر, 2023 الزيارات : 2177

شرح أسماء الله الحسنى: 68- القيوم

أولا / المعنى اللغوي

القيام نقيض الجلوس، يقال: قام يقوم قياما، فهو قائم، وهو قيّام على الشيء هو المراعاة للشيء والحفظ له، كقوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء ) [النساء/34]، ولهذا يقولون: قيام الأمر: صلاحه، واستواؤه، وقيام البناء: اكتماله، وتناهيه، والقيام بالأمر الجد فيه، دون فتور .

وقوله تعالى : (يقيمون الصلاة) [المائدة /55] أي: يديمون فعلها ويحافظون عليها. وقوله: (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس) [المائدة/97] أي: يقوم به أمر دينهم بالحج إليه.

والقيوم صيغة مبالغة من القيام، فعله قام، والقيم هو السيد (ويسمى في عصرنا المدير) الذي يسوس الأمور القائم بنفسه، المقيم لغيره.

ثانيا / المعنى في حق الله تعالى

(القيوم) مأخوذ من القيام، ومعناه : أنه جل جلاله قائم بأمر الخلق برزقه ورعايته وحفظه، وما من شيء إلا وإقامته بأمره وتدبيره سبحانه وتعالى، وهو متضمن كمال غناه وكمال قدرته، فإنه القائم بنفسه، فلا يحتاج إلى غيره بوجه من الوجوه، المقيم لغيره فلا قيام لغيره إلا بإقامته.

 وقال الشيخ العثيمين رحمه الله في تفسير آية الكرسي: (الحي) كمال الأوصاف، و (القيوم) تعبير عن كمال الأفعال.

ثالثا / ورود الاسم في القرآن والسنة

ورد هذا الاسم الكريم في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع مقترناً باسمه سبحانه «الحي»:

الأول: في قوله تعالى: {اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا هُوَ الْـحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]، الثاني: في قوله تعالى: {اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا هُوَ الْـحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 2]

 الثالث: في قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْـحَيِّ الْقَيُّومِ} [طه: 111]

أما في السنة :

1- عن زيد بن حارثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن قال: أستغفِرُ اللهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هوَ الحيُّ القَيومُ وأتوبُ إليهِ؛ غُفِرَ لهُ وإن كانَ فرَّ مِن الزَّحفِ) قال الألباني في صحيح الترغيب صحيح لغيره

2- عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اسمُ اللهِ الأعظَمِ في هاتين الآيتَيْنِ: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ واحِدٌ لا إِلَهَ إِلّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}، وفاتحةِ سورةِ آلِ عِمرانَ: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ) أخرجه أبو داود وقال الألباني في صحيح الترغيب حسن لغيره

3- عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قالَ حينَ يأوي إلى فراشهِ أستغفرُ اللَّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هوَ الحيَّ القيُّومَ وأتوبُ إليهِ ثلاثَ مرّاتٍ غفرَ اللَّهُ له ذنوبَهُ وإن كانت مثلَ زبدِ البحرِ أو عددَ رملِ عالجٍ أو عددَ ورقِ الشَّجرِ أو عددَ أيّامِ الدُّنيا) قال ابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح حسن.

4- عن أنس بن مالك :(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كربَهُ أمرٌ قال: يا حيٌّ يا قيومُ برحمتِكَ أستغيثُ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع  .

5- عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ لِفاطمةَ رضي اللَّه عنها ( ما يمنعُكِ أن تسمَعي ما أوصيكِ بِهِ أن تقولي إذا أصبَحتِ وإذا أمسَيتِ يا حيُّ يا قيُّومُ برَحمتِكَ أستَغيثُ أصلِح لي شأني كُلَّهُ ولا تَكِلني إلى نَفسي طرفةَ عينٍ ) أخرجه النسائي وصححه الألباني

6- عن أنس أنَّه كان مع رسولِ اللهِ ﷺ جالسًا ورجُلٌ يُصلِّي، ثمَّ دعا: اللَّهمَّ إنِّي أسألُك بأنَّ لك الحمدَ، لا إلهَ إلّا أنت، المنّانُ، بديعُ السمواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حيُّ يا قيُّومُ، فقال النَّبيُّ ﷺ: لقد دعا اللهَ باسمِه العظيمِ، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أَعطى. ) أخرجه النسائي وصححه الألباني.

7- عن عبدالله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللَّهمَّ لكَ الحمدُ، أنتَ نورُ السَّمواتِ والأرضِ ومَن فيهنَّ، ولكَ الحمدُ، أنتَ قيُّومُ السَّماواتِ والأرضِ ومَن فيهنَّ أنتَ الحقُّ، ووعدُك الحقُّ، ولِقاؤُك الحقُّ، والجنَّةُ حقٌّ، والنّارُ حقٌّ والسّاعةُ حقٌّ اللَّهمَّ لكَ أسلَمتُ، وبكَ آمَنتُ، وعليكَ توكَّلتُ، وإليكَ أنَبتُ، ولكَ خاصَمتُ، وإليك حاكَمتُ، فاغفِر لي ما قدَّمتُ وأخَّرتُ، وأسرَرتُ وأعلَنتُ، أنتَ إلهي، لا إلهَ إلّا أنتَ) صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد

رابعا / تأملات في رحاب الاسم الجليل

اسم القيوم يدل على أمرين.

الأول: كمالُ غنى الربِّ سبحانه فهو القائم بنفسه الغنيُّ عن خلقه، كما قال سبحانه:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الحميد} فاطر15

 وفي الحديث القدسيّ ( إنَّكم لن تبلغوا ضَرِّي فَتضُّروني, ولَنْ تبلُغُوا نَفْعي فَتَنْفَعُوني) وغناه سبحانه عن خلقه غنىً ذاتيٌّ لا يحتاج إليهم في شيء, غنيٌّ عنهم من كلِّ وجه.

 الثاني: كمال قدرته و تدبيره لهذه المخلوقات، فهو المقيم لها بقدرته سبحانه و جميع المخلوقات فقيرة إليه لا غنى لها عنه طرفة عين.

فالقيومية هي القيام التام على كل شئ في ملكه بالحفظ والعطاء والتدبير المحكم لجميع شئون خلقه وقيام كل شئ به خاضع لهيمنته مستجيب لأمره فلا يتصور وجود شئ و دوام وجود شئ إلا به سبحانه .. مسبح بحمده .. فهو جل شأنه قائم بذاته مستغني عن خلقه وهم الفقراء إليه .. وجودهم من وجوده وأمرهم كله منه وإليه .

وهو مع عظمة ودقة واتساع وكثرة حقيقة القيام على هذا الكون في الدنيا والآخرة فيصف الله تعالى قيوميته بأنه ( ولا يؤده حفظهما )أَيْ: لا يثقله حفظ السموات والأرض ومن فيهما ومن بَيْنَهُمَا، بَلْ ذَلِكَ سَهْلٌ عَلَيْهِ يَسِيرٌ لَدَيْهِ، لا يعجزه شئ أراده وقدره في ملكه فكل ما في ملكه في خير قدرته التامة .. فهو جل شأنه قد دبر ملكه تدبيرا محكما يخلو من التفاوت والخلل .. يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ويدير الملك بعلمه المحيط وأرادته التامة وقدرته المهنية المنجزة .

وهو سبحانه في قيوميته هذه ( لا تأخذه سنة ولا نوم ) فكل شيئ قائم به دون غفلة ولا نوم عن تدبير هذا الملك .. منزها سبحانه عنها إطلاقا .. فمن شأن المعبود بحق أن يكون قائما على عباده بكل ما يحتاجون إليه وما يفتقرون إليه .

إذن فكل شئ خاضع لتدبير الله وقيوميته في الدنيا والآخرة فليس لأحد مع تدبيره تدبير ولا إرادة، ومحاولة تصور وتخيل حقيقة القيام على هذا الوجود بكلياته وجزئياته في كل وقت وفي كل حال في هذا الكون الهائل بكل ما فيه من دقة باتساع وكثرة الخلائق والأشياء والأحداث ومحاولة تصور تعلق كل هذا الكون في قيامه بالله وتدبيره هو تصور وتخيل هائل يحير العقول ويدير الرؤوس وتطمئن به القلوب وهذا أمر فوق الإدراك الإنساني .

ما السر في ذكر اسمي (الحي والقيوم) لله عز وجل بعد (الله لا إله إلا هو) في آية الكرسي ؟

فيه ما يدل على تفرده تعالى بالألوهية والعبودية؛ لأنه هو المتفرد لقيام أمر الخلق، من رزقهم وحفظهم ورعايتهم من غير ندّ ولا شريك، فما دام لم يقم الخلق، ولم يدبر أمرهم، ولم يرزقهم، ولم يُحيهم، ولم يعافهم، ولم يفعل بهم كل هذا إلا الله عز وجل وحده، فينبغي ألا نوجّه العبادة إلا إلى الله عز وجل؛ لأنه هو المستحق وحده لجميع أنواع العبادات، دون أن يشرك معه فيها أحد.

فهو سبحانه (لا تأخذه سنة ولا نوم) {لَا تَأْخُذُهُ} أَيْ: لَا تَغْلِبُهُ سِنَةٌ وَهِيَ الْوَسَنُ وَالنُّعَاسُ (والوسن أول النوم ) وَلِهَذَا قَالَ: {وَلا نَوْمٌ} لِأَنَّهُ أَقْوَى مِنَ السِّنَةِ ، أي لَا يَعْتَرِيهِ نَقْصٌ وَلَا غَفْلَةٌ وَلَا ذُهُولٌ عَنْ خَلْقِهِ بَلْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ شَهِيدٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لَا يَغِيبُ عَنْهُ شَيْءٌ وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ ، وَمِنْ تَمَامِ الْقَيُّومِيَّةِ أَنَّهُ لَا يَعْتَرِيهِ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ .

وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: (قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات، فقال: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل، وعمل الليل قبل عمل النهار، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه) صحيح مسلم

قال النووي: معناه الإخبار أنه تعالى لا ينام وأنه مستحيل في حقه النوم فإن النوم انغمار وغلبة على العقل يسقط به الإحساس، والله منزه عن ذلك .

وسبحات وجهه (بضم السين والباء) نوره وجلاله وبهاؤه
والمعنى لو أزال المانع من رؤيته وهو الحجاب المسمى نورا وتجلى لخلقه لأحرق جلال ذاته جميع مخلوقاته .

وحديث موسى الذي ذكر فيه أنه سَأَلَ الْمَلَائِكَةَ هَلْ يَنَامُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْمَلَائِكَةِ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُؤَرِّقُوهُ ثَلَاثًا فَلَا يَتْرُكُوهُ يَنَامُ فَفَعَلُوا ثُمَّ أَعْطَوْهُ قَارُورَتَيْنِ فَأَمْسَكَهُمَا ثُمَّ تَرَكُوهُ وَحَذَّرُوهُ أَنْ يَكْسِرَهُمَا. قَالَ: فَجَعَلَ يَنْعَسُ وَهُمَا فِي يَدِهِ فِي كُلِّ يَدٍ وَاحِدَةٍ قَالَ: فَجَعَلَ يَنْعَسُ وَيَنْبَهُ وَيَنْعَسُ وَيَنْبَهُ حَتَّى نَعَسَ نَعْسَةً فَضَرَبَ إِحْدَاهُمَا بِالْأُخْرَى فَكَسَرَهُمَا قَالَ مَعْمَرٌ: إِنَّمَا هُوَ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يقول: فكذلك السموات وَالْأَرْضُ فِي يَدَيْهِ.

قال ابن كثير معلقا : وَهُوَ مِنْ أَخْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُوَ مِمَّا يُعْلَمُ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِثْلُ هَذَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عز وجل وأنه منزه عنه.

وعلى هذا أخطأ من رواه على سبيل الاستشهاد بل الأولى ذكره للتحذير منه لأن شبهة الوضع عليه ظاهرة .

هل اسم الله القيوم فيه اسم الله الأعظم؟

الاسم الأعظم لله سبحانه يحتاج إلى بحث مستقل، وهناك خلاف كبير بين العلماء في تعيين اسم الله الأعظم، والروايات، في هذا كثيرة، لكن هذه إحدى الروايات التي تؤيدها بعض الأدلة في أن اسم الله الأعظم هو: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}.

1- عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (في هاتين الآيتين: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} و {الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران:1 – 2]: إن فيهما اسم الله الأعظم) أخرجه الإمام أحمد وحسنه الألباني

يستفاد من هذا الحديث أن اسم الله الأعظم هو: الله لا إله إلا هو الحي القيوم؛ لأن هذا هو القاسم المشترك بين هذين الموضعين .

2- وعن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن اسم الله الأعظم في ثلاث سور في القرآن: في سورة البقرة، وآل عمران، وطه) فالتمستها فوجدت في سورة البقرة قول الله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} آية الكرسي، وفي سورة آل عمران: {الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران:1 – 2] وفي سورة طه: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [طه:111].صححه الألباني في صحيح ابن ماجة

3- عن أنس أنَّه كان مع رسولِ اللهِ ﷺ جالسًا  ورجُلٌ يُصلِّي، ثمَّ دعا: اللَّهمَّ إنِّي أسألُك بأنَّ لك الحمدَ، لا إلهَ إلّا أنت، المنّانُ، بديعُ السمواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حيُّ يا قيُّومُ، فقال النَّبيُّ ﷺ: لقد دعا اللهَ باسمِه العظيمِ، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أَعطى. ) أخرجه النسائي وصححه الألباني.

فمن رغب في الدعاء باسم الله الأعظم ليستجاب له فليدعُ بما جاء في آية الكرسي: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، فمن توفيق الله سبحانه وتعالى للعبد أن يدعو الله عز وجل باسمه الأعظم؛ لأن الإنسان إذا دعا باسم الله الأعظم وتوسل به فإنه إذا سأل الله أعطاه، وإذا دعاه أجابه.

ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن اسم الله الأعظم هو: الحي، حيث قال: فالحي نفسه مستلزم لجميع الصفات، وهو أصلها؛ ولهذا كانت أعظم آية في القرآن: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وهو الاسم الأعظم؛ لأنه ما من حي إلا هو شاعر مريد، فاستلزم جميع الصفات، فلو اكتفي في الصفات بالتلازم لاكتفى بالحي؛ لأنه لو لم يكن إلا اسمه الحي لاستلزمت حياته سائر الصفات.

فرأي ابن تيمية: أن (الحي) هو اسم الله الأعظم، أما تلميذه ابن القيم فإنه يرى أن اسم الله الأعظم هو: الحي القيوم، فقد قال: اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، هو اسم (الحي القيوم).

خامسا/ ثمار الإيمان باسم الله القيوم

1- الدعاء:

أن ندعوه -تبارك وتعالى- بهذا الاسم كما في حديث أنس أن النبي ﷺ قال لفاطمة: (ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت، وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)

2- الخوف من الله ومراقبته في السر والعلن:

فهو سبحانه القيوم المطّلع على العبد في كل أحواله، قال تعالى (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت) (33) الرعد). فهو القائم على الناس بأعمالهم، وآجالهم، وأرزاقهم، وحسابهم، وجزائهم، والدنيا والآخرة كلها بيده، والتصريف بيده.

3- الثقة في الله والتوكل عليه:

فمَن علم أن الله –سبحانه- هو القيوم فإنه يثق به، ويطمئن إلى تدبيره، وحفظه، ويدعوه، ويسأله أن يعينه على ذكره، وشكره، وحسن عبادته، ويتوجه إليه في طلب حاجاته.

4- الافتقار التام إلى الله عز وجل:

لأن العبد لا يستغني عن ربه طرفة عين لأنه سبحانه الغني ذو الغنى المطلق، الواسع الذي وسع كل شيء رحمة وعلما، القيوم الذي لا يحتاج إلى أحد وكل أحد محتاج له.

5- التوكل على الله وتفويض الأمور إليه :

 إذا عرف المؤمن أن ربه هو القيوم، القائم على أمور خلقه ؛ فإنه يخرج من حوله، وطوله، وقوته، ولا يركن إلى نفسه طرفة عين، فيفتقر إلى ربه -تبارك وتعالى- افتقاراً تامًّا، كاملاً، ويُنزل به جميع حوائجه، فيستعين به، وبه يستغيث، ويعتصم بحوله، وطوله، وقوته -تبارك وتعالى-، كما أنه يقطع التعلق بالمخلوقين، أن يعطوه، أو أن يرزقوه، أو يتعلق بهم من أجل أن ينكف شرهم عنه.


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود

 رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود   ما أجمل أن يتلمس الدعاة في عصرنا الحاضر السير على خطى الأنبياء، والتخلق بأخلاقهم، والاقتداء بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، من خلال المنهج القرآني في عرض قصصهم، وأحوالهم مع أقوامهم؛ من خلال دراستي لأحد سور القرآن (سورة هود)

تاريخ الإضافة : 24 أبريل, 2024 عدد الزوار : 42 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع