شرح أسماء الله الحسنى 98- النصير

تاريخ الإضافة 12 يناير, 2024 الزيارات : 430

شرح أسماء الله الحسنى

98- النصير

 أولا /المعنى اللغوي:

النصير صيغة مبالغة من نصر، أي: كثير التأييد والعون بدعم وقوة، من نصره ينصره نصرا؛ إذا أعانه على عدوه، واستنصره على عدوه، أي: سأله أن ينصره عليه، وانتصر منه: انتقم، ومنه قوله تعالى حكاية عن نوح (فدعا ربه أني مغلوب فانتصر)[القمر:10]

 ثانيا / وروده في الكتاب والسنة

ورد اسمه سبحانه (النصير) أربع مرات في كتاب الله:

  • قوله: ﴿والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا﴾ [النساء: 45].
  • قوله: ﴿وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير﴾ [الأنفال: 40].
  • ﴿ وٱعۡتصموا۟ بٱلله هو موۡلىٰكم فنعۡم ٱلۡموۡلىٰ ونعۡم ٱلنصیر﴾ [الحج :78]
  • قوله: ﴿وكفى بربك هاديا ونصيرا﴾ [الفرقان: 31].

وعن أنس بن مالك، قال: «كان رسول الله ﷺ إذا غزا قال: اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل» أخرجه أبو داود

هل “الناصر” من أسماء الله الحسنى؟

ورد اسمه (الناصر) مرة واحدة بصيغة الجمع، في قوله تعالى: (بل الله مولاكم وهو خير الناصرين) (آل عمران: 150).

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز إطلاق اسم ” الناصر ” على الله تعالى، وذلك لأنه في معنى ” النصير “، والنصير من أسماء الله تعالى، ولا شك أن الله ينصر عباده المؤمنين، قال تعالى: (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) [آل عمران/ 126]، فحيث كان الله تعالى هو وحده الناصر، لا ناصر غيره، ولا يكون نصر إلا من عند الله: جاز إطلاق اسم ” الناصر ” عليه.

وذهب آخرون من أهل العلم إلى أن ” الناصر ” ليس من أسماء الله تعالى، لأنه لم يرد في الكتاب ولا في السنة، ولكن يجوز إطلاقه على أنه صفة، فيقال: الله تعالى هو ناصر المؤمنين، ونحو ذلك.

 ثالثا / المعنى في حق الله تعالى

النصير سبحانه هو الذي ينصر رسله وأولياءه على أعدائهم في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد في الآخرة، قال تعالى: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) [غافر:51]

وهو الذي ينصر المستضعفين ويرفع الظلم عن المظلومين ويجير المضطر إذا دعاه، قال تعالى: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) [الحج:39]

 والنصير هو الذي يؤيد بنصره من يشاء ولا غالب لمن نصره ولا ناصر لمن خذله، كما قال تعالى: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده ) [آل عمران:160]

رابعا / تأملات في رحاب الاسم الجليل

من الخطأ: قصر مفهوم النصر على الحرب، فهو نصر ومعونة إلهية عامة مطلقة، فما من عبد استنصر بالله، وتولاه، وتوكل عليه، إلا تولاه سبحانه وحفظه وحرسه وصانه، وما من عبد خافه واتقاه، إلا أمنه مما يخاف ويحذر، ويسر له من كل خير وسعة.

ويقول ابن القيم في معنى قوله تعالى: ﴿واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير﴾ [الحج: ٧٨] -: «أي: متى اعتصمتم به تولاكم ونصركم على أنفسكم وعلى الشيطان، وهما العدوان اللذان لا يفارقان العبد، وعدواتهما أضر من عداوة العدو الخارج، فالنصر على هذا العدو أهم، والعبد إليه أحوج، وكمال النصرة على العدو بحسب كمال الاعتصام بالله» مدارج السالكين (180/1).

وهذا هو الإيمان الذي استقر في قلوب أنبيائه سبحانه، ومن شواهد ذلك: قول نوح -عليه السلام- حين عابوا عليه اتباع الفقراء والضعفاء لدعوته، وأمروه بطردهم: ﴿ وياقوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون﴾ [هود: 30]، وقول صالح-عليه السلام-: ﴿فمن ينصرني من الله إن عصيته﴾ [هود: 63].

وقول مؤمن آل فرعون: ﴿يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا﴾ [غافر: 29].

وقول النبي ﷺ ودعاؤه: «اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل» 

فعلى المؤمن الثقة بنصر الله لعباده المؤمنين، وفتحه ورحمته وقوته وعزته سبحانه، وعدم الرهبة من الكافرين إذا أخذ بالأسباب، وتوكل على الله وحده؛ وتوحيده، فالمنصور من نصره الله تعالى، والمخذول من خذله، يقول تعالى: ﴿وكان حقا علينا نصر المؤمنين﴾ [الروم: 47]، وقال سبحانه: ﴿إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد﴾ [غافر: 51].

 ومن نصرته لعباده المؤمنين: أن يوفقهم لطاعته ويحفظهم من الذنوب والمعاصي حتى يستقيموا على أمره، ويتطهروا من كل خلق ذميم وآفة قبيحة، ويرزقهم الثبات عند الشدائد والمحن ومواجهة الأعداء، قال -تعالى- عن الفئة المؤمنة مع طالوت: (ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين)[البقرة:250].

ومن نصرته لعباده: أن يحفظهم من أعدائهم وممن أراد بهم سوءا؛ كما في الحديث القدسي الصحيح: “من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب”(البخاري).

ومن صور نصرته لعباده: أن يحقق لهم آمالهم ومقاصدهم الصحيحة التي سعوا فيها وبذلوا الجهد في تحصيل أسبابها؛ كما قال -سبحانه- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاء نصر الله والفتح) [النصر:1]؛ فقد تعبدهم ببذل السبب واستفراغ الوسع، وحقق لهم النجاح والفتح ومفتاح النصر الصبر؛ كما في الحديث: “واعلم أن النصر مع الصبر”(الترمذي).

ومن نصرته لعباده: أن يهلك عدوهم ويدفع شره عنهم، ويكفيهم كيده قال -تعالى- عن أعداء الرسل: (فكلا أخذنا بذنبه ۖ فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا ۚ وما كان الله ليظلمهم ولٰكن كانوا أنفسهم يظلمون) [العنكبوت:40].

ولكن من سنن الله -تعالى- أن النصر قد يتأخر على المؤمنين وذلك لأسباب منها:

1-زيادة صلة العبد بربه، وهو يعاني ويتألم ويبذل، ولا يجد له سندا إلا الله، ولا ملجأ إلا إليه، فإذا حصل النصر لا يطغى ولا ينحرف.

2- أن يجرب العبد كل القوى، فيدرك أن القوى وحدها بدون سند من الله لا تحقق النصر، إنما النصر من عند الله وحده.

3-الأخذ بأسباب نصر الله تعالى في الدنيا والآخرة، وذلك بالخضوع لأمره وشريعته ونصرة دينه في نفسه ومع الناس، فالتفريط في الأسباب باب إلى الخذلان والمصائب وتأخر نصر الله تعالى.

4- أن الأمة لم تحشد كل طاقاتها، فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكا لعدم قدرتها على حمايته طويلا؛ لأن النصر السريع يسهل فقدانه وضياعه؛ لأنه رخيص الثمن لم تبذل فيه تضحيات عزيزة.

5-وقد يتأخر النصر أيضا؛ إذا كان بعض أفراد الأمة يقاتل لمغنم أو حمية أو شجاعة أمام أعدائهم، والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله ، وقد سئل النبي -صلى الله عليه وسلم-: الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل ليرى مكانه فأيها في سبيل الله؟ فقال: “من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله”(متفق عليه)”.

6- وقد يتأخر النصر -أيضا-؛ “لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنة لم ينكشف زيفه للناس تماما فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد الباطل له أنصارا من المخدوعين فيه لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة فيشاء الله أن يبقى الباطل مدة من الزمن حتى يتكشف عاريا للناس وإذا ما ذهب فإنه يذهب غير مأسوف عليه.

هذه بعض من الأسباب التي قد يؤخر الله بها نصره عن عباده المؤمنين ولله في تدبيره حكم ومع تأخر النصر وبذل المؤمنين للتضحيات وصبرهم؛ تتضاعف حسناتهم وترتفع درجاتهم وفي كل ذلك خير ويتحقق النصر لهم في النهاية؛ (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) [الحج:41].

ومن أبرز صور نصر الله لأوليائه :

1 – التمكين:

فالله تعالى ينصر أولياءه بصورة التمكين، كما ذكر الله سبحانه: ﴿الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهواعن المنكر﴾ إلى قوله سبحانه: ﴿ولينصرن الله من ينصره﴾ [الحج: 40]، فعبر عن التمكين بالنصر.

وهذا ما حصل لنبي الله يوسف كما قال تعالى: ﴿وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾ [يوسف: 21]، قال القرطبي: «أي: وكما أنقذناه من إخوته، ومن الجب، فكذلك مكنا له، أي: عطفنا عليه قلب الملك الذي اشتراه حتى تمكن من الأمر والنهي في البلد الذي الملك مستول عليه» تفسير القرطبي (160/9).

كذلك تمكين الله له على خزائن مصر، في قوله تعالى: ﴿وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين﴾ [يوسف: 54-56].

2 – التأييد:

من نصر الله: تأييده لعباده، يقول تعالى: ﴿ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين﴾ [الصف: 14]، يقول السعدي عند هذه الآية: «﴿فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم﴾ أي: قويناهم ونصرناهم عليهم، ﴿فأصبحوا ظاهرين﴾ عليهم وقاهرين لهم، فأنتم يا أمة محمد، كونوا أنصار الله ودعاة دينه، ينصركم الله كما نصر من قبلكم، ويظهركم على عدوكم» ( تفسير السعدي (ص: 861).

3 – الدفاع:

من نصر الله: دفاعه عن عباده بحسب قوة إيمانهم، يقول تعالى: ﴿إن الله يدافع عن الذين آمنوا﴾ [الحج: 38]، بل من عجيب هذا النصر: أن يكون الدفاع حتى من شر النفس! وهذا ماذكره السعدي عند تفسير هذه الآية، فقال: «هذا إخبار ووعد وبشارة من الله، للذين آمنوا، أن الله يدافع عنهم كل مكروه، ويدفع عنهم كل شر- بسبب إيمانهم- من شر الكفار، وشر وسوسة الشيطان، وشرور أنفسهم، وسيئات أعمالهم، ويحمل عنهم عند نزول المكاره، ما لا يتحملون، فيخفف عنهم غاية التخفيف، كل مؤمن له من هذه المدافعة والفضيلة بحسب إيمانه، فمستقل ومستكثر» ( تفسير السعدي (539).).

٤ – الكيد والمكر بالأعداء:

من صور نصره سبحانه: أن يكيد بمن كاد لأوليائه ويعاديهم، كما في الحديث: قال رسول الله ﷺ: «إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته» ( أخرجه البخاري).

ومن تأمل في سيرة نبي الله يوسف، والمكائد التي تعرض لها، سواء من إخوته حين حاولوا التفريق بينه وبين أبيه، يقول تعالى: ﴿لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا﴾ [يوسف: 5]، أو من امرأة العزيز حين راودته وأودعته السجن، يقول تعالى في ذلك: ﴿إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم﴾ [يوسف: 28]، وكذا كيد النسوة له، يقول تعالى: ﴿قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم﴾ [يوسف: 33 – 34].

٥ – إجابة الدعاء:

من صور نصر الله: إجابة الدعاء، بل إن المتأمل يعلم أن غاية الداعي تحقيق نصره بإجابة الله لدعوته وتحقيق مطلوبه، يقول ﷺ: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين» (أخرجه أحمد).

وفي حديث عائشة، قالت: «أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب، فأعتقوها فكانت معهم، قالت: فخرجت صبية لهم، عليها وشاح أحمر من سيور، قالت: فوضعته، أو وقع منها، فمرت به حدياة وهو ملقى فحسبته لحما فخطفته، قالت: فالتمسوه فلم يجدوه، قالت: فاتهموني به، قالت: فطفقوا يفتشون، حتى فتشوا قبلها، قالت: والله إني لقائمة معهم، إذ مرت الحدياة فألقته، قالت: فوقع بينهم، قالت: فقلت: هذا الذي اتهمتموني به، زعمتم وأنا منه بريئة، وهو ذا هو، قالت: فجاءت إلى رسول الله ﷺ فأسلمت، قالت عائشة: فكان لها خباء في المسجد أو حفش، قالت: فكانت تأتيني فتحدث عندي، قالت: فلا تجلس عندي مجلسا، إلا قالت: ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني» ( أخرجه البخاري).

 

خامسا / ثمار الإيمان بالاسم الجليل

1- عزة المسلم:

اعتقاد المؤمن أن من كان الله تعالى ناصره فلا ينبغي أن يخيفه مخلوق مهما كان، لأن الله تعالى وعد أولياءه المؤمنين بالنصر، قال تعالى: ﴿ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ﴾ [غافر: 51]، ووعده سبحانه حق وصدق، فالنصر آت عاجلا أم آجلا، لكن نصر الله تعالى له أسباب، من أهمها نصرة شريعة الله، قال تعالى: ﴿ يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ﴾ [محمد: 7]، ومعنى (تنصروا الله)، أي: بإقامة دينه وشرعه والدعوة إليه.

 2- الأخذ بأسباب النصر:

أن يبذل المؤمنون جهدهم في تحقيق النصر على الأعداء؛ فنصر الله وتمكينه ليست هبة للكسالى والقاعدين والمفرطين، ولكنها مكافأة لأهل البذل والتضحية الآخذين بأسباب النصر والتمكين؛ (ولينصرن الله من ينصره) [الحج: 40].

3- حاجة العبد لمولاه في كل أحواله:

شعور العبد بحاجته لنصرة الله -تعالى- في جميع أحواله وشؤونه كلها وأنه لا يستغني عن نصرة ربه له طرفة عين، فهو محتاج إلى أن ينصره الله – عز وجل -على هواه ونفسه، وهو محتاج إلى نصرة الله تعالى له على شيطانه من الإنس والجن، وهو محتاج إلى نصرة الله له على أعدائه الكافرين، وبالجملة فهو محتاج إلى عون الله – عز وجل – ونصرته على فتن الشبهات والشهوات وكيد الأعداء.

4- اليقين بأن تأخر نصر الله تعالى لا يعني انعدامه:

فنصر الله سنة ماضية، ووعد منجز، آت لا محالة، يقول تعالى: ﴿كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز﴾ [المجادلة: 21]، فالمؤمن الصادق لايقنط من نصر الله ولا ييأس، والله سبحانه يقول: ﴿حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب﴾ [البقرة: 214].

وعلى هذا المنهج ربى رسول الله ﷺ أصحابه، ففي حديث خباب بن الأرت، قال: «شكونا إلى رسول الله ﷺ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا قال: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر،حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون» (أخرجه البخاري).

5- الدعاء باسم الله النصير:

إن شعور العبد بحاجته لنصرة الله تعالى في جميع أحواله وشؤونه، وأنه لا يستغني عن نصرة ربه له طرفة عين، فهو محتاج إلى نصرة الله له على هواه ونفسه أولا، وعلى شيطانه من الإنس والجن، وعلى أعدائه الكافرين، فبالجملة هو محتاج إلى عون الله ونصرته على فتن الشبهات والشهوات وكيد الأعداء.

ولذا جاءت أدعية كثيرة ثابتة عن النبي ﷺ في طلب النصرة من الله تعالى على الشر وأهله، ومن هذه الأدعية قوله ﷺ: «رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر هداي إلي، وانصرني على من بغى علي» ، وكذلك كان من هدي النبي ﷺ في غزواته: أن يدعو الله بهذا الدعاء: «اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول وبك أصول، وبك أقاتل»

 

 


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود

 رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود   ما أجمل أن يتلمس الدعاة في عصرنا الحاضر السير على خطى الأنبياء، والتخلق بأخلاقهم، والاقتداء بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، من خلال المنهج القرآني في عرض قصصهم، وأحوالهم مع أقوامهم؛ من خلال دراستي لأحد سور القرآن (سورة هود)

تاريخ الإضافة : 24 أبريل, 2024 عدد الزوار : 45 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع