شرح أسماء الله الحسنى: 72- الغني
أولا / المعنى اللغوي
الغنى ضد الفقر، ومعناه بلوغ حد الكفاية ومنه قوله تعالى : ( لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) والغنيُّ المطلق هو الله لأنه ليس بِمُحتاجٍ إلى غيره، وغيره محتاج إليه.
ثانيا / المعنى في حق الله تعالى
هو الغني بذاته، الذي له الغنى التام المطلق، فهو الغني الذي بيده خزائن السماوات والأرض، وخزائن الدنيا والآخرة .
ثالثا / ورود الاسم في القرآن والسنة
ورد اسم الله الغني في كتاب الله تعالى في ثماني عشرة آية؛ منفرداً تارة؛ كما في قوله تعالى: (قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) [يونس: 68] وذلك أن اتخاذ الولد هو نوع افتقار، فكان الجواب بذكر غناه.
ومقترناً بغيره من الأسماء الحسنى الأخرى: فورد عشر مرات مقترنا مع اسم الله (الحميد):
قال تعالى : (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَنفِقُوا۟ مِن طَیِّبَـٰتِ مَا كَسَبۡتُمۡ وَمِمَّاۤ أَخۡرَجۡنَا لَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِۖ وَلَا تَیَمَّمُوا۟ ٱلۡخَبِیثَ مِنۡهُ تُنفِقُونَ وَلَسۡتُم بِـَٔاخِذِیهِ إِلَّاۤ أَن تُغۡمِضُوا۟ فِیهِۚ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِیٌّ حَمِیدٌ) [البقرة 267] فهو سبحانه طيب، لا يقبل إلا طيباً، فغناه وحمده يأبيان قبول الرديء…. إنما الذي يُقبل الرديء من كان يحمل نفساً دونية، أومن كان محتاجاً، مفتقراً إليه، مضطراً لأخذه، والله ليس بمفتقر، فهو الغني، وهو حميد لا يصلح له الرديء، حميد، فهو محمود؛ لكماله -تبارك وتعالى.
وكذلك جاء مقترناً باسمه الحليم، قال -تعالى-: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ) [البقرة:263]، الله غني عن هذه الصدقات، ومع ذلك فهو حليم، لا يعاجل المانَّ بالعقوبة، هذا الذي يتصدق بزعمه، ثم يؤذي المتصدَّق عليه بهذه العطية.
وكذلك حلمه -تعالى- لم يكن عن عجز، بل مع غناه التام، فهو لا يعاجل بانتقام، لفقره، وحاجته، فهو يحتاج إلى هذا الإنسان، كلا إنما حلمه صادر عن غنى، وليس عن فقر، أو حاجة.
كذلك اقتران هذا الاسم بالكريم، قال تعالى : (وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّی غَنِیࣱّ كَرِیمࣱ)[النمل : 40] فالله -تبارك وتعالى- محسن إلى عباده مع غناه عنهم، أما المخلوق فإنه لا يعطي إلا لشيء، إما في الدنيا، وإما في الآخرة، في الدنيا يريد من الله شيئاً كدفع بلاء، أو تعجيل شفاء مريض، أو يكون ذلك بطلب الأجر، والثواب، أو أن يريد من المخلوقين أن يثنوا عليه، أو يطلب المنزلة في قلوب الناس؛ فالمخلوق لا يعطي شيئاً إلا لشيء، أما الذي يعطي إحساناً، وتفضلاً محضاً فهو الله.
رابعا / تأملات في رحاب الاسم الجليل
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ }
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [فاطر: 15]لا يتصف بالغنى المطلق إلا من كان قائماً بنفسه، أما الذي يقوم بغيره وهو جميع المخلوقات -فإن قيامها بإقامة الله لها- فهذا هو عنوان الفقر، وأصله الذي لا ينفك منه المخلوق.
أما الله -تبارك وتعالى- فهو قائم بنفسه، مقيم لغيره، وجميع الخلق مُفتَقِرون إلى الله، في طلب مصالحهم، ودفْع مضارِّهم، وفي أمور دينهم ودنياهم، والعِبَاد لا يملِكون لأنفسهم شيئًا من ذلك كلِّه؛ قال تعالى: (مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [فاطر: 2] فالله تعالى غنيٌّ عن عباده، لا يُرِيد منهم طعامًا ولا شرابًا، لم يخلقْهم ليستَكثِر بهم من قِلَّة، أو يستقوي بهم من ضعف، أو ليستأنس بهم من وَحْشَة؛ بل هم المُحتاجُون إليه في كل شؤونهم؛ قال تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) [الذاريات: 56، 57]
والله -تبارك وتعالى- قد جبل الخلق على ذلك، وخلقهم؛ (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا) [الزخرف:32]، يُسخَّر بعضهم لبعض، فالغني يحتاج إلى الفقير، والفقير يحتاج إلى الغني، ولو بقي الغني بماله، ونقوده وحده فإنه سيموت جوعاً، وعُريًّا، ولا يجد ما يكنه؛ لأنه يحتاج إلى من يقوم بهذه الصنائع، والأعمال التي لا يقوم بها، ولا يزاولها، ولا يحسنها بنفسه، كما أن الإنسان قد يكون ذا مالٍ كثير، ولكنه لا ينتفع بهذا المال؛ لأنه يمسكه، ويبخل به على نفسه، فضلاً عن غيره. فتجد مثل هذا الإنسان يفتقر إلى الناس أن يقدموا إليه أنواع الخدمات من غير مقابل, عنده أموال كثيرة، لكنه يحتاج إلى معروف الآخرين، وإحسان الآخرين!!
إذن فرب العالمين ليس كمثله أحد في غناه : وهذا من وجوه :
الأول : كثرة ما عند اللَّه : قال تعالى : { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ المائدة : 120 ] .
الثاني : غناه دائم : فما من مخلوق أصبح غنيًّا إلا بعد فقر أو تكون عاقبتُه إلى فقر أو يفني المال وصاحبه ، أما اللَّه جل جلاله فغناه دائم لا يفنى أبدًا ، قال تعالى : { مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ } [ النحل : 96 ]
الثالث غناه ذاتيُّ :أي أن غنى اللَّه في ذاته ،وليس فيما يراه الناس من الملك في السماوات والأرض ، فإنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له : كن فيكون ، ولكن غنى الخلق إنما يكون بما يمتلكون من ثروات وأموال .
الرابع : غناه مطلق :فإن الخلق يحتاجون إلى ما تقوم به أبدانهم وأرواحهم ، وهذا يجعلهم فقراء إلى رزق اللَّه من كل الوجوه ، فإنهم فقراء إلى الطعام وإلى الشراب ، والنفس والروح والسعادة والزوجة والولد ، والسمع والبصر .. هذا فقرٌ مطلق إلى اللَّه الذي بيده هذه النعم وغيرها مما لا غنى عنه للخلق ، أما اللَّه جلَّ جلاله فإنه غنيّ عن ذلك كله ، بل وعن كل ما سواه ، تبارك وتعالى ، لذلك فإن غنى اللَّه غنى مطلق ، وكل العباد فقرهم إلى اللَّه فقر مطلق
خامسًا : وأنه هو أغنى وأقنى قال تعالى : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ آل عمران : 26 ] . فإن الغنى والعطاء بيد من له ملك الأرض والسماء ، فلا يَغْتَني أحدٌ إلا بإذنه ، ولا يُرزق أحدٌ إلا من عطائِه .
مظاهر كمال غناه جل وعلا :
1- ومن كمال غناه أنه لم يتخذ صاحباً ولا ولداً ولا شريكاً في الملك، ولا ولياً من الذل، وهو الغني الذي كمل بنعوته، وأوصافه، المغني لجميع مخلوقاته، قال تعالى: (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) [يونس: 68].
2- ومن مظاهر غناه تعالى: أن خزائن السماوات والأرض والرحمة بيده، وأن جوده على خلقه متواصل في جميع اللحظات والأوقات, يأمر عباده بدعائه، ويعدهم بإجابة دعواتهم بجميع مراداتهم، ويؤتيهم من فضله ما سألوه وما لم يسألوه, وما ينقص من ملكه مثقال ذرة. روى مسلم من حديث أبي ذر -رضِي الله عنْه- أنَّ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال الله -عز وجل-: “لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ وسألوني فأعطيت كل إنسانٍ مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر”.
3- ومن مظاهر غناه تعالى: أنه لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين، فلو آمن أهل الأرض كلهم جميعاً ما زاد ذلك في ملكه شيئاً، ولو كفروا جميعاً لم ينقص ذلك من ملكه شيئاً، قال تعالى: (إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ) [إبراهيم: 8]. وفي الحديث القدسيّ يقول الله تعالى: “يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً”، وقال: “يا عبادي! إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضري فتضروني” (رواه مسلم).
4- ومن مظاهر غناه تعالى: ما يبسطه تعالى لأهل الجنة من النعيم واللذات المتتابعات، والخيرات المتواصلات، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
5- ومن مظاهر غناه تعالى: أنه قادِرٌ -سبحانه- على أن يُذهِبَ الناسَ ويأتيَ بخلقٍ جديد، قال تعالى: (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ) [الأنعام: 133].
خامسا/ ثمرات الإيمان بهذا الاسم الجليل:
1- الإيمان بإن اللَّه تعالى هو الغني بذاته الذي له الغنى التام من جميع الوجوه لكماله وكمال صفاته فبيده خزائن السماوات والأرض وخزائن الدنيا والآخرة فالرب غني لذاته والعبد فقير لذاته محتاج إلى ربه لا غنى له عنه طرفة عين ، وفي الصحيحين (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ – وَقَالَ – يَدُ اللَّهِ مَلأَى لاَ تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ – وَقَالَ – أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ …).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
والفَقْرُ لي وَصْفُ ذَاتٍ لاَزمٍ أبداً **** كَمَا أَنَّ الغِنَى أَبداً وَصْفٌ لَهُ ذَاتِي
فجميع المخلوقات مفتقرة إليه تعالى في وجودها، فلا وجود لها إلا به، فهي مفتقرة إليه في قيامها، فلا قوام لها إلا به، فلا حركة ولا سكون إلا بإذنه، فهو الحي القيوم القائم بنفسه فلا يحتاج إلى شيء، القيم لغيره فلا قوام لشيء إلا به.
2-أن اللَّه تعالى غني عن عباده لا يريد منهم طعاماً ولا شراباً لم يخلقهم ليستكثر بهم من قلة، أو يستقوي بهم من ضعف، أو ليستأنس بهم من وحشة بل هم المحتاجون إليه في طعامهم وشرابهم وسائر شؤونهم، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُون (57)} [الذاريات].
3- أن يتعفف المؤمن عن أموال الناس وحاجاتهم وأن يسأل الغني الكريم من فضله، قال تعالى: {وَاسْأَلُوا اللهَ مِن فَضْلِهِ} [النساء:32] وروى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللهُ عنه أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ»
4-سؤال الله الغنى والكفاية : روى الترمذي في سننه من حديث علي رضي اللهُ عنه أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقول: «اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ» وروى مسلم في صحيحه من حديث ابن مسعود رضي اللهُ عنه أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى»
5- أن يدرك المؤمن أن الغنى الحقيقي هو غنى النفس, وليس الغنى بكثرة الأموال مهما بلغت, فليزم القناعة والرضا بما آتاه الله, قال رَسُول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “لَيْسَ الْغنى عَن كَثْرَة الْعرض وَإِنَّمَا الْغنى غنى النَّفس” فكم من فقيرٍ معدمٍ غني النفس سخي, لا يبالي بالدنيا جاءت أو ذهبت؛ لأن همه الآخرة والوصول للجنة, وكم من صاحب أموالٍ معذب بأمواله؛ لأنه لا يزال يلهث ليجمع المزيد من الدنيا, فهو لا يرى نعم الله عليه, قال رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ، جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ” بغنى النفس وقناعتها يحيى المسلم حياة طيبة مطمئنة, لا يلتفت إلى ما فضل الله به الناس عليه, فلا يؤرقه هم ولا قلق.
إذا ما كنت ذا قلب قنوعٍ *** فأنت ومالك الدنيا سواءُ