ما حكم تدويخ الدجاج بالغاز قبل الذبح بكندا؟
هل حدث تطور في حكم الدجاج الذي يباع في المحلات العامة بكندا بعد أن أخذوا بنظام التدويخ بالغاز، وصارت نسبة الميتة قبل الذبح هي الغالبة، فهل تغير الفتوى بناء على ذلك؟
الجواب: (للدكتور صلاح الصاوي)
أولا/ الفتوى معرفة الواجب في الواقع، تعرف الواقع وتستدعي القواعد الشرعية الحاكمة له وتطبق هذا على ذاك ينتج لك ذلك حكما أو فتوى صحيحة بإذن الله.
لقد كانت مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا ولا تزال على الترخص في الدجاج والتركي (الديك الرومي)، لأن ما يتعرض له من تدويخ لا يكاد يميت منها نسبة تذكر.
طبعا إذا تغير الحال وكانت الميتة هي الغالبة في هذه الطريقة أو في غيرها ستتحول الفتوى إلى المنع وهو الأمر الذي لم يثبت لدينا حتى هذه اللحظة في المجتمع الأمريكي.
لقد حولنا هذه المسألة فور وصولها إلينا على الخبراء، في هذا الشأن، فأفادوا بأن المسألة تتوقف على نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون الذي تتعرض له الطيور، وإنه قد تم إجراء دراسة قصيرة حول إجراء التدويخ بالغاز، المعروف باسم (غرف التدويخ الجوي) المتحكم به، بهدف تطوير ممارسة الصعق الحلال، حيث تمر الطيور الحية عبر نفق غرفة يبلغ طوله عشرين قدما الكربون يحتوي على خليط من الغازات الخاضعة للرقابة قبل الوصول لسكين الذبح الثابت، وتم اختبار ثلاث مجموعات للغازات بتركيزات مختلفة:
المجموعة الأولى: تركيز ثاني أكسيد الكربون من 70 إلى 75% وأقل من 2% أكسجين مع نسبة صغيرة من أول أكسيد الكربون والنيتروجين.
المجموعة الثانية: على 50% فقط من ثاني أكسيد الكربون وأكسجين نسبة 2% وغازات أخرى خاملة.
المجموعة الثالثة: لم تتعرض للتدويخ قبل الذبح.
الخلاصة:
إن تطبيق هذا النظام باستخدام تركيز عال من غاز ثاني أكسيد الكربون يزيد عن 70% يؤدي إلى موت الطيور اختناقا، وأن الطيور في هذا الإجراء تموت جميعا قبل أن تذبح وبالتالي لا تعتبر حلالا.
وإنه من خلال معالجة أو ضبط مستويات ثاني أكسيد الكربون، بحيث لا يتجاوز التركيز 55% يكون خليط الغاز قادرا على تدويخ الطيور دون اختناقها وقتلها.
وذكر أن هناك عوامل أخرى: وقت التعرض للغاز ووقت بقاء الطيور في الغرفة، ووزن الطيور؛ فلهذا كله دور في تحديد بقائها على قيد الحياة بعد إجراء التدويخ بالغاز.
وقد وجد أن التعامل مع تركيز خليط الغاز هو الأسهل والأكثر قابلية للتطبيق للحصول على النتيجة المرجوة.
فعندما تصل هذه الطيور إلى سكين الذبح فأنها تكون لا تزال على قيد الحياة، لكنها تكون فاقدة للوعي، ويكون الذبح غير مؤلم لها، هذا الإجراء من شأنه أن يلبي متطلبات سوق الذبح الحلال في أمريكا.
علاوة على ذلك، تؤكد هذه التجارب كما قال إن الطيور المدوخة بالغاز تدويخا منضبطا، تنزف دمها بشكل أكثر من الطيور غير المدوخة، وأنها تنتج لحوما ذات جودة أفضل.
على كل حال هذا هو ما جاءنا من بعض جهات الخبراء محل ثقة عندنا، لكن لا يزال الحديث موصولا مع مزيد من الخبراء لمزيد من التحقيق والتثبت.
وسوف تعقد اللجنة الدائمة للإفتاء بمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا لقاء موسعا مشتركا مع باقة من الخبراء لمناقشة الأمر معهم وتعلن نتائج ذلك على الملأ -بإذن الله-، لكن حتى هذه اللحظة لم يثبت لدينا ما يؤدي إلى تغيير الفتوى التي تبنت الترخص في هذه اللحوم، والله تعالى أعلى وأعلم.