ما السر في (لا) النافية في قوله تعالى: (لا أُقْسِمُ …)

تاريخ الإضافة 2 أكتوبر, 2025 الزيارات : 4098
ما السر في (لا) النافية في قوله تعالى: (لا أُقْسِمُ …)؟
في قوله تعالى: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ [القيامة:1-2]
 
(لا أقسم) ظاهر الكلام نفي للقسم، مع أن المراد إثبات القسم، فالله جلا وعلا يقسم بيوم القيامة، ويقسم بالنفس اللوامة، ولذلك أجاب العلماء عن هذا الإشكال، ووجهوا ذكر (لا النافية )هنا بثلاثة أجوبة معتبرة من أجوبة كثيرة قيلت:
 
الجواب الأول: أن (لا) هنا زائدة للتوكيد، وتقدير الكلام: أقسم بيوم القيامة، وأقسم بالنفس اللوامة، وزيد لفظ (لا) ليؤكد الله القسم، كما زيد هذا اللفظ في آيات كثيرة كقوله تعالى : (ما منعك أن لا تسجد إذ أمرتك)، والأصل: ما منعك أن تسجد إذ أمرتك، وقوله: (ما منعك إذ رأيتهم ضلوا أن لا تتبعني)، أي: ما منعك أن تتبعني، فتزاد (لا) في الكلام العربي للتوكيد، وهنا كذلك، زيدت من باب التوكيد.
 
الجواب الثاني: قيل: أن (لا) نافية لشيء يقتضيه المقام، والتقدير: لا صحة لقولكم أيها المشركون في أن الله لن يبعث الناس يوم القيامة، أقسم بيوم القيامة أن يوم القيامة لحق، وأقسم بالنفس اللوامة أن يوم القيامة لواقع، فكلمة (لا) نفي لشيء يقتضيه سياق الكلام.
 
الجواب الثالث: أن الكلام في ظاهره جرى مجرى نفي القسم للإشارة إلى أن المقسم عليه ليس بحاجة للقسم عليه؛ لأنه في منتهى الظهور والوضوح، فالكلام في ظاهره نفي للقسم، لكنه في حقيقته إثبات للقسم وبصحة المقسم عليه، وهذا كما تقول لصديقك: أنا لا أقسم لك بالله أنني أحبك، وتقصد من هذا أن محبتي لك ظاهرة وواضحة، ليست بحاجة إلى قسم، إنما أن أقسم قسماً مؤكداً أنني أحبك، وهنا كذلك، تقدير الكلام: ليس يوم القيامة بحاجة إلى إقسام عليه، فهو واضح وظاهر، ولا بد من حصوله ووقوعه، فأراد الله أن يؤكد وقوعه بصيغة فيها نفي القسم في الظاهر، مع أن الواقع إثبات القسم: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ [القيامة:1-2]
 
Visited 72 times, 1 visit(s) today

(2) تعليقات



اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 16 أبريل, 2025 عدد الزوار : 14312 زائر

خواطر إيمانية

كتب الدكتور حسين عامر