العبودية لله في الحج

تاريخ الإضافة 24 مايو, 2024 الزيارات : 3532

العبودية لله في الحج

اليوم هو يوم الحج الأكبر كما سماه الله عز وجل (في سورة التوبة)، والنبي صلى الله عليه وسلم قال :” إن أفضل الأيام عند الله تعالى : يوم النحر ثم يوم القر “ يوم النحر هو اليوم العاشر ذي الحجة ويوم القر غدا لأن الحجيج يقرون بمعنى يقيمون في منى بعد ذلك .

لماذا سمي بيوم الحج الأكبر؟

والسر في أنه يوم الحج الأكبر أن أغلب عبادات الحج تكون فيه ، فطبعا مع فروق التوقيت حجاج بيت الله الحرام قاموا في صبيحة هذا اليوم برمي جمرة العقبة الكبرى، ثم ذبح الهدي لمن كان عليه الهدي واجبا أو مستحبا ، ثم الحلق أو التقصير، ثم زيارة بيت الله الحرام لطواف الركن ، كما قال الله عز وجل  -( ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق )- [الحج/29]

مناسك الحج والعبودية لله :

ولاحظوا يا إخواني أن هذه المناسك كلها فيها إشارة بارزة إلى عبودية الخلق لله جل وعلا ، وأنه الإله الحق الذي يستحق العبادة دون سواه قال تعالى : ( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير )- [الحج/62]

تأملوا الحجيج فرض عليهم الإحرام إزار ورداء زي معين ، لا صنعة فيه ، ولا تكلف ، يذهبون لزيارة بيت الله العتيق لا يلبسون عمائم ، ولا تيجان ، ولا ثياب مزركشة ، ولا ماركات عالمية ، ولا صنع في كذا من البلاد ، أو الشركات التي يحب البعض أن يتباهى بلبسها ، كلا ثياب خالية من أي صنعة أو تكلف ، إزار يستر نصفه الأسفل ، ورداء يستر نصفه الأعلى ، هذه الملابس ببساطة شديدة يلبسها كل الحجيج فيتساوون جميعا ، لا تنظر إلى هؤلاء في يوم عرفة فتقول : هذا الملك فلان ، أو هذا الوزير فلان ، أو رجل الأعمال أو الفقير …. كل سواء زيّ واحد هتاف واحد  “لبيك اللهم لبيك” ، وهذا كله فيه إشارة إلى معنى العبودية لله .

العبودية لله أن الله أمرنا بأمر فنسمع له ونطيع ، العبودية لله أن الرب يقول : أمرت ، والعبد يقول : أطعت

العبودية لله تجدها بارزة في الحج بشكل كبير ، فلو كيفنا مناسك الحج على العقل لرفض العقل الكثير منها ، لأنه لا يستوعب هذه المعاني ، لكننا لو جعلناها في إطار العبودية لله ، وأن هذا هو الاستسلام الكامل لأمر الله لرأينا هذا الأمر في إطاره الصحيح .

الحج فيه تربية على العبودية لله بداية من الزي ، مرورا بالمحرمات التي تحرم على المحرم من العطر والطيب وقص الشعر والأظفار واعتزال النساء ، كل هذه الأشياء التي حرمها الله عليه لينشغل بالعبادة ، لا ينشغل بشيء آخر ليتجرد من الدنيا كلها …. ، ليتجرد من الالتفات لأي زينة يترفع بها على من حوله ، يشتركون جميعا في صفتهم وهيئتهم .

 عبودية لله لما تطوف بالكعبة بداية من الحجر الأسود وتطوف السبعة أشواط كأنك تدعو إلى الله رغبا ورهبا .

عبودية لله نتعلمها في مشهد هاجر حينما سعت من الصفا إلى المروة ، ومن المروة إلى الصفا تبحث عن رزق لطفلها الرضيع الذي يصرخ عند الحطيم عند الكعبة .

عبودية لله حينما يقفون بعرفات في صعيد واحد ، في وقت واحد في حر شديد ، وشمس حارقة يقفون بين يدي الله جل وعلا ، ينتشرون في جبل عرفات …. قالوا إن عدد الحجيج (هذا العام 1438هـ) بلغ مليونان وثمانمئة ألف هذا عدد من وقفوا بالأمس  سبحان الله العظيم  .

عبودية لله لما يرمي جمرة العقبة حجر صغير يرمى به الشاخص الذي هو رمز لإبليس ، وليس إبليس حقيقة فسبحان الله العظيم .

عبودية لله حينما تذبح الأضحية لله تقول :  بسم الله والله أكبر وتذبح .

عبودية لله حينما تحلق الرأس خضوعا وإجلالا لله  سبحانه وتعالى .

لكل أمر من أوامر الله حكمة :

وهنالك مسألة مهمة وهي أن الله  سبحانه وتعالى أمرنا بأمور قد ندرك معناها ونفهم الحكمة منها ، وأمور لا ندرك معناها ولا الحكمة منها ، فقدر الله تعالى ذلك لحكم عديدة :

أن هنالك أمور لا يدركها العقل ، أولها / معنى العبودية لله ، والشيخ الشعراوي رحمة الله عليه قال كلمة رائعة قال :حينما تجد في أمر الله شيئا لا يدركه العقل فاعلم أن هذه هي العبودية ، لأنك حينما تستجيب وتطيع لله سبحانه وتعالى فإنما تعلن عبوديتك لله ، لكنك حينما لا تنقاد إلا لما يدركه عقلك فمعنى ذلك أنك عابد لعقلك وليس عابدا لله .

لماذا لا نعترف أن العقل له حدود ؟

وليس المقصود من هذا الكلام أن الإسلام يلغي العقل ، الإسلام لم يقل لك وقّف الفهم بلاش تفهم  ، عندنا القرآن فيه آيات كثيرة (أفلا يعقلون ، يتفكرون ، لعلهم يفقهون ، لعلهم يتفكرون ، لآيات لأولي الألباب ) لكن كما نقول كثيرا إن العقل له حدود ؛ بل إننا كبشر نتفاوت في العقل ، سمعي له حدود ، صوتي له حدود ،بصري له حدود ، لماذا لا نعترف أن العقل له حدود ؟

كل إنسان عنده طاقة في البصر هنالك من هو بصره حاد قوي ، وهناك من بصره عادي ، وهناك من بصره ضعيف ، كذلك السمع ، كذلك الصوت ، كذلك كل حاسة من حواس الإنسان ، فلماذا لا نؤمن أن العقل له قدرات وله حدود عندها يتوقف ولا يدرك ؟

ليس هناك حرية بلا حدود :

المسألة الأهم أن عدم إدراك عقلي لشيء أمر الله تعالى به لا يعني أبدا بالتلازم أن أرد الأمر على الله ، حينما لا يدرك عقلي حكمة إلهية من أوامر الله عزوجل لا يعني بالتلازم أن أنقد منهج الله أو أنقد كلام الله ….هذا هو الإسلام ، هذا هو الدين ….

إنما واحد يأتي ليطعن في قرآن أو سنة صحيحة ، ويقول : هذا كلام عقلي ، أو هذا رأيي،  أوهذا مفكر إسلامي ….الخ

لا يا أخي إلزم حدودك ليس هناك حرية بلا حدود  ، أنت حر معك رخصة القيادة قد السيارة حيث شئت ، لكن حريتك مقيدة بالتزام قانون المرور … ، السرعة المقدرة هنا خمسين كم ، لا تتجاوزها هنا علامة التوقف (stop sign) توقف ، هنا السرعة 30 كم … ، وهكذا فأنت حر في قيادتك للسيارة ، لكنك لست حرا في الاعتداء على الآخرين ، أو أن تخاطر بزيادة السرعة إلى حد أنك تقتل نفسا بريئة ….

  فأنا حر في عقلي وتفكيري لكن هذه الحرية لها حدود لأن العقل لا يدرك كل أمر أمر الله تعالى به ، وهذه المسائل والحكم قد يكشفها الله لمن شاء من خلقه ، وقد لا يكشفها ، وهذا كله ابتلاء واختبار لمعنى العبودية لله .

لا يصح لمسلم أو مسلمة شهد أنه لاإله إلا الله ،  وأن محمد ا رسول الله لا يصح أن يقول لا تعجبني هذه الآية ، أو لا يعجبني هذا الحديث ، أو بما أني لا أفهم هذا فلا أعمل به ، أو بما أننا في القرن الحادي والعشرين فلا نأخذ بذلك ،هذا الكلام كلام خطير جدا .

والآن الحرب القذرة هي حرب على الثوابت في الإسلام ليست مسائل فرعية نتكلم فيها  ، ثم يتكلم علماؤنا بايضاحها ، بل صارت المسألة جرأة على الله ومنهجه وكلامه ، نقول ليس معنى عدم إدراك الحكمة أن ترد الأمر على الله ، بل اتهم عقلك أنت الذي لم تدرك ، لكن أفعال الله لا تخلو من حكمة ، خلق الله لا يخلو من حكمة ، أوامر الله لا تخلو من حكمة ، ليس هناك أمر عبث ، أو خلق عبث ، أو تشريع عبث ، فنحن نعاني في هذا الوقت من الحرب القذرة على ثوابت الإسلام التي يقودها أعداؤه ، الهدف منها الجرأة على الله ، الجرأة على القرآن ، كنا نتكلم بالأمس عن الجرأة على صحيح البخاري الآن الكلام صار الكلام في القرآن ، وهذا كلام خطير ، أن يخرج مسلم علينا ليرد آيات من القرآن لفهمه السقيم .

ما معنى ” لبيك اللهم لبيك ” ؟

العبودية لله نراها في الحج بارزة واضحة وهذا معنى ” لبيك اللهم لبيك ” لبيك من لبى إذا أجاب ،  والتثنية فيها تعني تلبية بعد تلبية  ، إشارة إلى دوام الاستجابة وسرعتها ، فأنا لا أجيب مرة بل مرات ، ولا أجيب بعد مدة من الزمن بل أجيب مسرعا لبيك اللهم لبيك .

فالتلبية ليست كلمة تقال ، بل تربية يتربى عليها الحجيج ، ونتربى معهم عليها في الانقياد لأمر الله ، لا ينبغي لمسلم أن يقول أنا غير مقتنع بالصلوات الخمس ، أو أنا غيرمقتنع بالصيام … أنا غير مقتنعة بالحجاب …أنا غير مقتنع بحرمة الربا أو حرمة الخمر …الخ ، فهذا كلام خطير لأن معناه رد الأمر على الله عز وجل ، فحينما يعجز عقلي عن الإدراك أسأل أهل الذكر  -( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )- [الأنبياء/7] فإذا لم أجد ما يروي العطش أقصد لم أجد ما يقنعني إذن أصبر فهذا اختبار من الله لي هل أنا عبد لله أم عبد لعقلي ، هل عندي ثقة أني كعبد لله إذا أمرني أن أقول سمعنا وأطعنا ، أم أرد الأمر ، وأقول سمعنا وعصينا .

فالعبودية لله استجابة ، وليست إلغاء للعقل ، إنما هي اعتراف بتصاغر الإنسان بعقله أمام أمر الله  سبحانه وتعالى ، اعتراف بعجزي وفقري .

مثال الأب وتربيته لابنه :

وحتى تتضح المسألة أنا كأب عندي أبناء ليس المطلوب مني كلما أمرت ابني بأمر أو نهيته عن شئ أن أشرح له في محاضرة مطولة لماذا نهيته عن كذا ، لأن عقله ربما لا يدرك ، ولا يتسع لفهم الأمر ، أو ربما لو كلمته لا يصل لعقله إدراك مدى خطورة هذا الفعل عليه ، وهذا أمر في التربية مشهور وهو أن هناك أمور لما أقول لابني : لا تفعل كذا أنا لا أقول له : لا تفعل ذلك لأني عدوه أو أكرهه ، بل لأني أحبه ، وحريص عليه أقول له لا تفعل ذلك … ممكن يبكي أو يغضب ، ومع هذا مع حنان الأبوة والرحمة التي في القلب لا أستجيب ولا ألين لأني أعلم أن مصلحته وفائدته في أن ينتهي عن هذا الفعل وحينما آمره بشيء ولا يستجيب أو يغضب أو يستثقل ما أمرته به أعلم يقينا أن ضغطي عليه وإجباري له هو لمصلحته ومنفعته التي حينما ينضج عقله سيشكرني عليها .

الاستسلام لذوي الخبرة:

نفس الاستسلام يحدث لنا مع ذوي الخبرة ، فأنت تستسلم للطبيب حينما يقول لك : عندك مرض كذا  ، أو ورم ، أو مشكلة صحية في القلب ، وستخضع لعملية جراحية ، ويذهب الإنسان على قدميه ويوقع اقرارا بهذه العملية الجراحية ويستسلم بين يدي الطبيب يخدره ، والعملية تستغرق ساعة ،اثنين ، أكثر مستسلما لما يفعل… لماذا ؟ لثقتي بالطبيب ، وأن هذه العملية الجراحية رغم خطورتها وصعوبتها إلا أن فيها فائدة لي …

أنا لا أدرك التفاصيل من النواحي العلمية  ، ولكني مستسلم للطبيب ،  مستجيب لكل ما يأمرني به … بعد العملية هنالك وصايا افعل كذا ولا تفعل كذا …هنالك أدوية علاج طبيعي ….أنا مستسلم للطبيب ، لم يذهب أحدهم للطبيب ويقول له دكتور ناقشني أنا أريد كلام منطقي(logic )هذه الحبة الكبيرة آخذ منها 4 أقراص ،  والحبة الصغيرة آخذ منها قرص واحد !!!اقنعني ….لماذا هذه قبل الطعام وهذه بعد الطعام ؟

الثقة فيما يقوله الطبيب :

إنه لن يستطيع أن يشرح لك كثيرا لأن أنا وأنت لسنا متخصصين لفهم التركيبة الكيميائية للدواء ، ولسنا متخصصين في معرفة تفاعلات الدواء مع جسم الإنسان ، وإذا جاملك الطبيب ربما يعطيك جملة مختصرة أو جملتين فتحاول أن تفهم بعض ما قاله الطبيب …لكن  سبحان الله العظيم لا يستطيع الطبيب أن يوصل إليك المعلومة تامة واضحة كما درسها هو في كلية الطب حينما كان يدرس .

إذن أنا عندي ثقة بالطبيب استسلم له فيما يصفه لي .

 وأنا عندي ثقة بالمهندس حينما يخطط لبيت ، أو لمصنع ، أو أي مبنى ، فيقول هذا تكلفته كذا والأعمدة والسقف كذا وكذا …أنا مستسلم للمهندس .

أنا مستسلم للمذكرة التي كتبها المحامي في القضية التي وكلته فيها .

أنا مستسلم لكافة البشر في مختلف تخصصاتهم التي لا أعرف فيها شيئا ، فلماذا لا أستسلم لله الذي خلقني وشرع لي وبين ما يحل وما يحرم ، لا عبثا ولا لعبا إنما”  -(  يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)- [البقرة/185]

  و( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا )[النساء27/28] 

أيها المفكر فكرك له حدود:

هذه المعاني للأسف تغيب بسبب هذه الغوغائية التي نسمعها للهجوم على الإسلام والقرآن والسنة ، وفي النهاية يقول لك كلام عقلي من المفكر الإسلامي …أيها المفكر فكرك له حدود …إذا كان إلى الآن في بعض الدول تسمى العيب في ذات الملك أو الرئيس رغم أن الرئيس أو الملك بشر يصيب ويخطئ لا إله ولا نصف إله ، ولانبي يوحى إليه ،لكن لأنهم ينظرون للملك أو الرئيس على أنه رمز فالنيل من الرمز والاستهزاء به وسبه ، هذا كله إنقاص لمعنى الرمز ، وأن لا أؤيد هذا الكلام لأنه لا قدسية ولا تأليه لحاكم ، إنما أقصد حينما أنقده أنقد سياساته أقول أصاب وأخطأ من حقي أن أعبر …. المهم هذه تهمة موجودة ، فلماذا لما يأت واحد يسب الله أو القرآن أو يستهزيء بشرع الله نبارك ونصفق ونقول هذا هو الإبداع وهذه هي الحرية وحرية الفكر والرأي …الخ

الإسلام لا يلغي العقل إنما يقول لك ضع عقلك في حجمه ونطاقه الصحيح، فإذا أدركت الحكمة من أمر الله فالحمد لله ، وإن غابت عنك الحكمة فاعلم أنك في اختبار عبودية ، هل تقول لله سمعنا وأطعنا ، وحينما يغيب عن عقلك الحكمة لا يعني رد الأمر على الله ، إنما يعني أن تستسلم عبودية لله  سبحانه وتعالى  .

وكانت تلبية عبد الله بن عمر  رضي الله عنه ” لبيك حقا حقا لبيك تعبدا ورقا “

فتجد هذا المعنى العبودية لله معنى بارزا في الحج و واضحا في كل أفعاله يتحرك الحجيج طاعة لله  سبحانه وتعالى وإقرارا له بالألوهية وإقرارابأنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

قصة إمام الحرم مع المصلين :

يحضرني في هذا السياق قصة فـي برنـامج على قنـاة المجد كـان الضيف د. يحيى اليحيى رئيس لجنة التعريف بالإسلام

حيث نفى عن المسلمين تُهمة الفوضى و عدم النظـام

و قـال : إنهُم يكونون مرتبين و منظمين اذا اقتنعوا وحكى قصة حيث عرض بعض الدعـاة على رجل أمريكي مشهد للحرم المكي , وهو يعج بـالمصلين قبل إقـامة الصلاة

ثُم سأله : كم من الوقت يحتـاج هؤلاء للاصطفاف في رأيك ؟؟!

فقـال : سـاعتين إلى ثـلاث سـاعات

فقـال له : إن الحرم أربعة أدوار ؟!

فقـال : إذن 12 سـاعة !

فقـال : إنهُم مختلفو اللغـات !!

فقـال : هؤلاء لا يُمكن اصطفافهُم !!

 ثُم حـــان وقت الصـلاة

فَتقدم إمام الحرم و قــال : استووا

فَوقف الجميع في صُفوفٍ مُنتظمه في لحــظـات قليلــة……

عندهـا ذهل الرجل لروعة المشهد ، وأسلم الرجل بعد ذلك .

أنتم الآن صامتون لا يكلم أحدنا أخاه ولا يعبث بهاتفه أو يتكلم مع من بجواره سكتنا بحديث من أحاديث رسول الله إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت ” فتطبيقا لهذاالحديث يتكلم الخطيب ويسمع المصلون للخطبة ….هذا هو الإيمان …

أنا كمسلم لا أشرب الخمر؛ ليس خوفا من قانون أو عقوبة؛ إنما خوفا من الله .

أنا لا أقع في الزنا …..أنا لا آكل الربا ….أنا لا أفعل المحرمات…..

لماذا ؟ طاعة لله ….

عبودية لله ….. استسلاما لله – سبحانه وتعالى-.

وهذا معنى عظيم لو أن المسلم انتبه إليه في حياته لعلم يقينا أن كل ما أمره الله  سبحانه وتعالى به هو خير له وأن كل ما نهاك الله عنه إنما نهاك عنه  لخير أراده  بك .

وأن حركتنا في هذا الكون طاعة لله عز وجل واستسلاما له ولأمره جل وعلا فيها الخير وليس فيها الشر فيها التقدم إلى مرضاة الله وليس فيها التخلف عن الحضارة زعموا .

إنما الرقي والتقدم أن تتحرر من كل عبودية لغير الله فلا تكن عبدا إلا لله لا عبد لنفسك ولا لمذهب ولا لنظرية ولا لمصلحة ولا لكرسي …..

أنا عبد لله وحده لا ينازعني في هذه العبودية أحد أعبد الله وحده لا شريك له ،لا ند له ، لا نظير له ،  سبحانه وتعالى .

ولسان حالنا ” لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك .


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 14 مايو, 2024 عدد الزوار : 1034 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع