من هم آل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وهل صح أن آله هم اتباعه من المؤمنين ؟ وجزاكم الله خيرا .
لأهل العلم قولان مشهوران:
الأول : هُمْ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنّ ، وَبَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِب.
أخرج مسلم في صحيحه عن عائشة قالت: «إن كُنا آل محمدصلى الله عليه وسلم لنمكث شهراً ما نستوقد بنار؛ إن هو إلا التمر ظاهراً».
وأخرج البخاري في صحيحه: عن أنس قال: «سمعته أي النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “ما أمسى عند آل محمد–صلى الله عليه وسلم– صاع برٍ ولا صاع حَب” وإن عنده لتسع نسوة». فهذه دلالة صريحة على دخول أزواج النبي في كلمة “آل محمد“.
القول الثاني : وَاخْتَارَ جَمْعٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّ ( آلَ مُحَمَّدٍ ) أَتْبَاعُهُ إِلَى يَومِ القِيَامَة؛ وَمِمَّنْ اخْتَارَه:جَابِرٌ رضي الله عنه وَالثَّورِيُّ ، وَبَعْضُ أَصْحَابِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ ، وَالنَّوَويُّ ، وَالأَزْهَرِيُّ – رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى– .
قال الشاعر:
آل النبي همو أتباع ملته على…. الشريعة من عجم ومن عرب
لولم يكن آله إلا قرابته صلى….. المصلي على الطاغي أبي لهب
وعليه حمل قول الله –تبارك وتعالى–: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ } البقرة:50.
والمقصود : أتباع فرعون وليس أولاده ؛ فإنه لم يكن له ولدٌ أصلاً – باتفاق المفسّرين–، ولذلك قَبِلَ أن تتبنى امرأته آسية –عليها السلام– موسى –عليه السلام– كولد، كما قال الله تعالى: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} (القصص:9).
ولا خلاف أن الذين كانوا يذبحون أبناء بني إسرائيل والذين أغرقهم الله، هم جند فرعون وأتباعه، وليس أولاده.
ويشهد لذلك إجماع العلماء أن الكفار من ذرية محمدليسوا من آله ولا من أهله.
قال الله –سبحانه وتعالى–: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (هود:46).
فخرج أن يكون ابن نوحٍ من أهله لأنه كافر، رغم أنه ولده من صلبه.
وقوله –تبارك وتعالى–: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ…} غافرالآية28
أي أن هذا الرجل كان من أتباع فرعون كما يظهر، فدخل في آل فرعون عندهم، لكنه كان في حقيقة أمره مؤمنٌ يكتم إيمانه.