أعمال تستغفر الملائكة لأصحابها

تاريخ الإضافة 28 يونيو, 2024 الزيارات : 3523
أعمال تستغفر الملائكة لأصحابها

 مِنْ أصولِ الإيمان: الإيمانَ بالملائكةِ, والتصديقَ بوجودِهم، وأنهم عبادٌ مكرمون، خلقهم الله لعبادتِه، وتنفيذِ أوامِره: (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم: 6].

وهُم مِنْ أَعْظَمِ خَلْقِ الله, خَلَقَهُم اللهُ -تعالى- مِن نُور، وَهُم بالنسبةِ إلى الأعمال التي يقومون بها أصناف، فمنهم حملة العرش، ومنهم المُقَرَّبون ومِنْهُمُ المُوكلون بالنار، ومنهم المُوكلون بالجنة، ومنهم جبريلُ المُوكل بالوحي.

وَهُمْ مِنْ أَنْصَحِ العِبادِ لِلعِباد؛ كما قالَ مُطَرِّفِ بنِ عبدِ الله: “وَجَدْنا أنْصْحَ عِبادِ اللهِ لِعِبادِ اللهِ -تعالى- الملائكة، وَوَجَدْنا أَغَشَّ عِبادِ اللهِ لِعِبادِ اللهِ -تعالى- الشيطان”.

ومعنى صلاة الملائكة على المؤمنين الدعاء ، أي يدعون للناس بالرحمة والمغفرة ويستغفرون لهم ، وهذا سبب لخروجهم من الظلمات إلى النور، ومن الذنوب إلى الطاعة ، كما قال الله تعالى:{هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور}.

وَمِنْ نُصْحِ المِلائكةِ لِعِبادِ اللهِ المُؤْمنين: اسْتِغْفارُهُم لهم إذا قاموا بِأَسْبابِ الإيمانِ وَلَوازِمِه، ومِنَ الأدلةِ على ذلك:

أولاً: استغفارُ الملائكةِ للمؤمنين الذين جَمَعُوا بين التوبةِ والاستقامة:

والدعاءُ لهم بدخولِ الجنةِ مَعَ مَن صَلَحَ مِن أبائِهم وأزواجِهم وذرياتِهم؛ كما قال تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [غافر: 7 – 8].

الثاني: استِغفارُهُم لِمَن يُصَلُّون الفَجْرَ والعَصْرَ جماعة:

كما في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “يتعاقبون فيكم: ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يَعْرُجُ الذين باتُوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم، فيقول: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون”.

وفي رواية لأحمد: “قال: فيقولون: جئناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون، فاغفر لهم يوم الدين”.

الثالث: استغفارُهم لِمَن جَلَسَ في المسجدِ مُتَطَهِّراً يَنْتَظِرُ الصلاةَ:

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( لَا يُزَالُ أحَدُكُمْ فِي صَلَاَةٍ مَا دَامٍ يَنْتَظِرُهَا، وَلَا تُزَالُ الْمَلَاَئِكَةُ تُصَلَّى عَلَى أحَدِكُمْ مَا دَامٍ فِي الْمَسْجِدَ، اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْه، مَا لَمْ يُحْدِثْ).رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ 

الرابع: استِغْفارُهُم لِمَن باتَ مِن الليلِ على وُضوء:

عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ( مِنْ بَاتَ طَاهِرًا بَاتَ فِي شِعَارِهِ مَلِّكَ، لَا يَسْتَيْقِظُ سَاعَةُ مِنَ اللَّيْلِ، إِلَّا قَالَ الْمَلِكُ اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِعَبْدِكَ فُلَاَنًا، فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِرَا) صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي صَحِيحُ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ.

الخامس: معلّم الناس الخير:

روى الترمذي في سننه عن أبي أمامة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير)

السادس: استِغفارُهُم لِمَن عادَ مَريضاً:

عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ , وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ ). صححه الألباني في صحيح الترمذي .

العمل السابع : الحرص على السحور:
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللهَ وَمَلَاَئِكَتَهُ يَصِلُونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ). صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 
 
العمل الثامن : الحرص على الصف الأول أو الثاني:
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللهَ وَمَلَاَئِكَتَهُ يَصِلُونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ قَالُوا يَا رَسُولِ اللهِ وَعَلَى الثاني قَالٌ إِنَّ اللهَ وَمَلَاَئِكَتَهُ يَصِلُونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ قَالُوا يَا رَسُولِ اللهِ وَعَلَى الثاني قَالَ وَعَلَى الثاني). صحيح الرغيب والترهيب 
وصلاة الله على العبد : هي ثناؤه عليه ، وصلاة الملائكة على العبد : هي استغفارهم ودعاؤهم له .
العمل التاسع : سد الفُرَجِ في الصلاة:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( إِنَّ اللهَ وَمَلَاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ، وَمَنْ سَدَّ فُرْجَةً رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً). رواه أحمد وصححه الألباني .
 
العمل العاشر : الصلاة على النبي ﷺ:
قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيَّ إِلا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ مَا صَلَّى عَلَيَّ ، فَلْيُقِلَّ الْعَبْدُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ). رواه أحمد وحسنه الألباني


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 14 مايو, 2024 عدد الزوار : 1036 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع