ما حكم من مات ولم يسمع بالإسلام؟
سؤال عن الاشخاص غير المسلمين والذين لايعلمون عن الإسلام شيئا و لا عن رسالته هل يدخلون الجنه أم النار مثال القبائل التي تعيش في أفريقيا و الأمازون…لا يعلمون شيئا عن الحضارة و لا الديانات هؤلاء كيف يكون حسابهم عند الله؟
تحدّث العلماء عمن لم تبلغهم الدعوة وعن الذين لم يدركوا نبيًّا سابقًا أو لاحقًا وهم أهل الفَتْرة، وممّا استشهدوا به قوله تعالى: (وما كُنّا مُعذِّبين حتّى نَبْعَثَ رَسولاً) (سورة الإسراء : 15) أ
ي أن الله لا يُهلِك أمةً بعذاب إلا بعد الرسالة إليهم، كما قال الجمهور.
وقالت فرقة: هذا عامٌّ في الدنيا والآخرة لقوله تعالى: (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ . قالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا) (سورة الملك : 8،9).
فالذي لم تبلغه الدعوة في عصرنا هذا أمثال سكّان الكهوف والأدغال والجُزر النائية الذين لا يعرِفون وسائل الاتصال بالعالَم مِن حولهم، وهم قِلّة في هذا الزمان الذي كثُرت فيه وسائل الاتِّصال وكثُرت الرحلات وتنافست الدول في استغلال مناطق الأرض.
ومن سمع بأنّ هناك رسولاً جاءَ بدِين اسمه الإسلام وجب عليه أن يبحث عنه إن استطاع، فإن لم يسمَع أو سمِع ولم يستطِع البحث كان معذورًا، كما قال العلماء.
وقد اشترط العلماء في لزوم الدعوة لمن بلغتهم أن تبلغهم صحيحة غير مشوّهة، فإذا وصلت مشوّهة كانوا معذورين في عدم الإيمان بها.
وقد نصَّ على ذلك الإمام الغزالي في كتابه “فيصل التفرِقة” فبعد أن ذكر أن أكثر النصارى من الروم والترك في زمانه ناجُون لعدم بلوغ الدعوة إليهم، قال: بل أقول: حتّى الذين بلغتهم دعوة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشوّهة فعلّمهم أهلوهم منذ الصبا أن كذّابًا مدلِّسًا اسمه محمد ادّعى النبوة كذبًا فهؤلاء عندي كالصِّنف الأول، أي ناجون، وأما سائر الأمم الذين كذبوا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد علمهم بالتواتُر ظهوره وصفاته ومُعجزاته الخارِقة، وعلى رأسها القرآن، وأعرضوا عنه ولم ينظروا فيما جاء فيه فهم كفّار. أهـ ملخصًا.
وعلى هذا نقول: إن من لم تبلغه الدعوة أصلاً أو بلغته مشوّهة أو بلغته صحيحة ولم يقصِّر في البحث والتحرِّي فهو معذور، أي يُرجَى له عدم الخلود في النّار.