من عادات الكشافة المصافحة باليسرى فهل يجوز؟
أنا قائد كشفي في كندا ومن عادات فرق الكشافة في دول الغرب المصافحة باليد اليسرى، بمبدأ الامتنان لأنها الأقرب للقلب. مع حفظ الضوابط الشرعية بعدم لمس أجنبية، هل يجوز اتباع هذه العاده أم بها مخالفة للشرع؟
المصافحة باليسرى خلاف السنة المستحبة، وقد استقرت قواعد الشريعة على تقديم اليمنى فيما كان من باب الكرامة، وتقديم اليسرى في ضد ذلك، فلا تترك سنة المصافحة باليمنى إلا إذا وجد مانع من المصافحة بها.
قال النووي ـ رحمه الله ـ في الأذكار: يستحب أن يبتدئ في لبس الثوب والنعل والسراويل وشبهها باليمين من كميه ورجلي السراويل، ويخلع الأيسر ثم الأيمن، وكذلك الاكتحال، والسواك، وتقليم الأظفار، وقص الشارب، ونتف الإبط، وحلق الرأس، والسلام من الصلاة، ودخول المسجد، والخروج من الخلاء، والوضوء، والغسل، والأكل، والشرب، والمصافحة، واستلام الحجر الأسود، وأخذ الحاجة من إنسان ودفعها إليه، وما أشبه هذا، فكله يفعله باليمين، وضده باليسار. انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى: والأفعال نوعان :
أحدهما: مشترك بين العضوين.
والثاني: مختص بأحدهما.
وقد استقرت قواعد الشريعة على أن الأفعال التي تشترك فيها اليمنى واليسرى تقدم فيها اليمنى إذا كانت من باب الكرامة؛ كالوضوء والغسل والابتداء بالشق الأيمن في السواك، ونتف الإبط ؛ وكاللباس ؛ والانتعال والترجل ودخول المسجد والمنزل والخروج من الخلاء ونحو ذلك . وتقدم اليسرى في ضد ذلك كدخول الخلاء وخلع النعل والخروج من المسجد، والذي يختص بأحدهما: إن كان من باب الكرامة كان باليمين كالأكل والشرب والمصافحة، ومناولة الكتب وتناولها ونحو ذلك، وإن كان ضد ذلك كان باليسرى كالاستجمار ومس الذكر والاستنثار والامتخاط ونحو ذلك. انتهى.
وجاء في الموسوعة الفقهية: وهناك أمور يسن فعلها باليمين دون اليسار إلا للضرورة، منها: استلام الحجر الأسود، ورمي الجمار، والمصافحة. انتهى.
وعلى هذا أرى أن تعتذر مبينا أن المصافحة عند المسلمين باليمين وليست باليسرى.
والله أعلم.