الرسول صلى الله عليه وسلم كأنك تراه

تاريخ الإضافة 27 أغسطس, 2025 الزيارات : 7971

 الرسول صلى الله عليه وسلم كأنك تراه

تمهيد:

مما لا شك فيه أن الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام- يمثلون الكمال الإنساني في أرقى صوره، فهم أطهر البشر قلوبا، وأزكاهم أخلاقا، اختارهم الله تعالى واصطفاهم لنفسه، وما كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم من حسن الخُلُق وجمال الخلقة أمرا له أثره الكبير في استجابة الناس له، فكم من رجل دخل في الإسلام بمجرد رؤية النبي صلى الله عليه وسلم فهذا عبد الله بن سلام حبر اليهود وأعلمهم بالتوراة، يقول: (لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه” أي: أسرع الناس إليه ، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما تأملت وجهه واستثبته أي تحققت وتبينت منه، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب) [رواه الترمذي وصححه الألباني]

عناصر الخطبة:

أولا / كان النبي أحسن الناس وأجملهم.

ثانيا/ كيف عرفنا الصفات الخلقية للرسول؟

 ثالثا/ وصف الرسول صلى الله عليه وسلم كأنك تراه

رابعا/ كيف أرى النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا ؟

 

 أولا / كان النبي أحسن الناس وأجملهم

 فرسولنا صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس وأجمل الناس، لم يصفه واصف قط إلا شبهه بالقمر ليلة البدر، حتى لقد كان يقول قائلهم: لربما نظرنا إلى القمر ليلة البدر فنقول: “هو أحسن في أعيننا من القمر صلى الله عليه وسلم، أحسن الناس وجها وأنورهم لونا، يتلألأ تلألؤ الكوكب.

يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

وَأَجْمَلَ مِنْكَ لَمْ تَرَ قَطُّ عَيْنِي   ***   وَأَفْضَلَ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النِّسَاءُ

خُـلِقْتَ مُبَرَّأً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ   ***   كَأَنَّكَ قَدْ خُلِقْتَ كَمَا تَـشَاءُ

ثانيا/ كيف عرفنا الصفات الخلقية للرسول؟

جاء وصف النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، وحفظ الله لهذه الأمة وللأجيال المتأخرة والتالية لها صفة نبيها صلى الله عليه وسلم ، وجاءت صفته في الأحاديث كأن الإنسان ينظر إليه إذا قرأها فقد وصفه الواصفون وصفا دقيقا ، نقله لنا الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم-.

وهذا مِن دلالات حب الصحابة رضوان الله عليهم للنبي صلى الله عليه وسلم، فنقلوا لنا وصفه حتى كأننا نراه.

 إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر كما قال تعالى : ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾ [الكهف: 110] ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يكن بشراً عادياً، فمبلغ العلم أنه بشر ولكنه خير خلق الله كلهم .

وكل مسلم صادق محب له يحلو له ذكر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .. ويحلو له أن يتصوره وأن يتخيله وأن يعيش بقلبه من خلال كتب الأثر مع وصف الحبيب وما صفة وجهه ؟ وما صفة شعره ؟ وما صفة لحيته ؟ وما صفة مشيته ؟

قال ثابت البناني لأنس بن مالك رضي الله عنه : ( أعطني عينيك التي رأيت بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبلها ).

وعن جبير بن نفير عن أبيه قال جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما فمر به رجل فقال : طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت ) رواه الإمام أحمد وقال شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح.

ثالثا/ وصف الرسول صلى الله عليه وسلم كأنك تراه

فتعالوا بنا نَصفُ المصطفى صلى الله عليه وسلم كما نقل ذلك لنا صحابته رضوان الله عليهم :

أولا/ وجه النبي صلى الله عليه وسلم :

  • عن البراء رضى الله قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأحسنه خلقاً ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ) رواه البخاري
  • وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ) رواه البخاري ،

أزهر اللون : أي: أبيض مستنير مائل إلى الحُمرة.

ومن أحسن ما قيل في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه**** ثِمَال اليتامى عصمة للأرامل[1]

  • وعن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما على الأرض رجل رآه غيري. قيل له : كيف رأيته ؟ قال : أبيض مليحاً مُقصَّداً ) رواه مسلم.
  • وكان على بن أبى طالب يصف النبي صلى الله عليه وسلم ومما قال: ( فكان في وجهه تدوير ) رواه الترمذي
  • وعن عبد الله بن كعب قال : سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن تبوك قال : فلمَّا سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه . رواه البخاري.
  • وعن جابر بن سمرة والحديث حسن بشواهده أنه قال :رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة أضحيان ( أي في ليلة مقمرة ) فجعلت أنظر إليه ، وأنظر إلى القمر ، أنظر إلى النبي ، وأنظر إلى القمر ثم قال : فو الله لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في عيني أحسن من القمر . أخرجه الدارمي والبيهقي.
  • وعن الربيع بنت معوذ رضى الله عنها : قيل لها صفى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ربُيِّع . قالت : لو رأيت النبي صلى الله عليه وسلم لقلت أن الشمس طالعة . أخرجه الدارمي والبيهقي

ومن مجموع هذه الآثار الصحيحة نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان :

  • أحسن الناس وجها كالقمر ليلة البدر.
  • أبيضاً مليحاً ، في وجهه تدوير.
  • أزهر اللون أي أبيض مستنير مائل إلى الحمرة.
  • إذا سُرَّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر .

الله أكبر .. هذا وجه الحبيب !! اللهم صلى عليه واجمعنا به في الجنة .

ثانيا/ شعر النبي صلى الله عليه وسلم:

كان شعره كما يصفه علي رضي الله عنه : ليس بالسبط ولا الجعد القطط

وعن قتادة رحمه الله قال :  ( سألت أنساً رضي الله عنه عن شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : شعر بين شعرين ، لا رجِلٌ ولا جَعدُ قططٌ كان بين أذنيه وعاتقه . رواه البخاري

والمعنى: أن شعره ليس مسترسلاً كشعر الأوربيين ولا جعداً مفلفل كشعر السودان ، بل هو وسط، شعر رجل : إذا لم يكن شديد الجعودة ، ولا شديد السبوطة .

ولم يحلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه (أي بالكلية) إلا عام الحديبية ثم عام عمرة القضاء ثم عام حجة الوداع).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد)، أخرجه البخاري ومسلم.

وسدل الشعر : إرساله

و(يفرقون) مفرق الرأس : وسطه ، وفرق الشعر أي جعله فرقتين

والناصية هي مقدم الرأس . 

وكان يبدأ في ترجيل شعره من الجهة اليمنى، فكان يفرق رأسه ثم يمشط الشق الأيمن ثم الشق الأيسر. 

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترجل غباً، أي يمشط شعره ويتعهده من وقت إلى آخر.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت :  (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره، أي الابتداء باليمين، إذا تطهر وفي ترجله إذا ترجل وفي انتعاله إذا انتعل- أخرجه البخاري

ويصل شعره إلى أنصاف أذنيه حيناً ويرسله أحياناً فيصل إلى شحمة أذنيه أو بين أذنيه وعاتقه، وغاية طوله أن يضرب منكبيه إذا طال زمان إرساله بعد الحلق.

 وبهذا يجمع بين الروايات الواردة في هذا الشأن، حيث أخبر كل واحدٍ من الرواة عما رآه في حين من الأحيان وقد وردت عدة أحاديث:

  • ( كان رَجِلاً وليس بالسَّبِطِ ولا الجعد ، بين أذنيه وعاتقه )
  • (كان يضرب شعره منكبيه )
  • (كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شحمة أذنيه )
  • (كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه )
  • وعن عائشة رضى الله عنها قالت :  ( كنت اغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء ، وكان له شعر فوق الجُمَّة ودون الوفرة )

والوفرة : الشعر الواصل إلى شحمة الأذن .

والجُمَّة : الشعر الواصل بين المنكبين .

وكان في شعره عشرين شعرة بيضاء :

كما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضى الله عنها قالت : ( مات رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثلاثة والستين ولم يكن في شعره إلا عشرين شعرة بيضاء )

وكان يقول صلى الله عليه وسلم ( شيبتني هود ، والواقعة ، والمرسلات ، وعمَّ يتساءلون ، وإذا الشمس كورت ) صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي

وعن جرير بن عثمان رحمه الله قال : إنه سأل عبد الله بن بُسْرٍ قال : أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم   كان شيخاً ؟ قال : كان في عَنْفَقَتِه شعراتً بيض ) رواه البخاري

والعنفقة هي ما تحت الشفة السفلي .

إذن نرى من مجموع هذه الآثار أن شعر النبي صلى الله عليه وسلم:

  • ليس بالسَّبِط أي الناعم شديد النعومة ولا الجعد أي الخشن .
  • وكان شعره صلى الله عليه وسلم يضرب منكبيه.
  • وكان يسدله ثم فَرَقَه صلى الله عليه وسلم.
  • وكان في شعره عشرين شعرة بيضاء .
  • وكان في عَنْفَقَتِه شعراتً بيض

ثالثا/ صفة جبينه :

كان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين أي ممتد الجبين طولاً وعرضاً، والجبين هو غير الجبهة، الجبين هو: ما اكتنف الجبهة من يمين وشمال، فهما جبينان، فتكون الجبهة بين جبينين، والعرب تحمد سعة الجبين وتمتدحها، وهي صفة جمال عند أصحاب الذوق السليم.

  • فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل الجبين أخرجه عبد الرازق. والأسيل: هو المستوي.
  • وعنه أيضًا أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مُفاض الجبين) رواه ابن عساكر، ومُفاض الجبين: أي واسع الجبين.
  • ولقد وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت: كان صلى الله عليه وسلم أجلى الجبهة، إذا طلع جبينه من بين الشعر، أو طلع في فلق الصبح، أو عند طفل الليل، أو طلع بوجهه على الناس، تراءوا جبينه كأنه ضوء السرج المتوقد يتلألأ) رواه البيهقي في دلائل النبوة
  • وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: كان صلى الله عليه وسلم صلت الجبين) رواه ابن سعد، وابن عساكر.

وصلت الجبين: أي واسع، وقيل: أملس. وقيل: بارز الجبين.

رابعا/ حاجبيه :

قال هند بن أبي هالة :” كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فخماً مفخماً …أزج الحواجب سوابغ في غير قَرَن ، بينهما عرق يدره الغضب )

والحاجب الأزج المقوس الطويل الوافر الشعر .

خامسا / عين النبي صلى الله عليه وسلم :

كان أدعج العينين أي كان صلى الله عليه وسلم مشرب العينين بحمرة.

ومعنى مشرب العين بحمرة: هي عروق حمر رقاق وهي من علاماته صلى الله عليه وسلم التي في الكتب السالفة.

وهذا رسم تقريبي لرجل أدعج العينين (الرسم لتوضيح المعنى وليس أنه تخيل لشخصه الكريم صلى الله عليه وسلم)

 

وكانت عيناه واسعتين جميلتين، شديدتي سواد الحدقة، ذات أهداب طويلة – أي رموش العينين – ناصعتي البياض وكان صلى الله عليه وسلم شديد سواد العينين إذا رأيته من بعيد تظن أنه مكتحل .

عن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم ، أشكل العينين ، منهوس العقبين ، ضخم القدمين )

قيل لسماك : ما ضليع الفم؟ قال عظيم الفم .

 قيل : وما أشكل العينين ؟ قال طويل شق العين .

 قيل ما منهوس العقب ؟ قال قليل لحم العقب . رواه مسلم

وعن جابر بن سمرة قال : ( …. وكنت إذا نظرتُ إليه قلت : أكحل العينين ، وليس بأكحل صلى الله عليه وسلم . رواه الترمذي بسند حسن

وكان يكتحل بالإثمد كل ليلة في كل عين ثلاثة أطراف عند النوم .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت:  (كانت عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوان أدعجهما )، والعين النجلاء الواسعة الحسنة والدعج: سبق معناه .

فهذه العين التي أشرقت بنور الإيمان، وبكت من خشية الله ، وهي العين التي فرحت بانتصار دعوة الحق، وسُرَّت بانكسار راية الباطل، وهي العين التي ترقرقت فيها دموع الذل والانكسار بين يدي الله سبحانه وتعالى، ولمع فيها شعاع العزة والتعالي على الكفرة والمشركين.

سادسا/ رموش العينين :

عن على بن أبي طالب رضى الله عنه قال في وصف النبي صلى الله عليه وسلم : (….أدعج العينين ، أهدب الأشفار )

أهدب الأشفار : الذي شعر أجفانه كثير مستطيل .

سابعا/ صفة خديه :

وكان صلى الله عليه وسلم سهل الخدين ليس فيهما تجاعيد أو غيره .

عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده ) أخرجه ابن ماجه

ثامنا / أنفه صلى الله عليه وسلم :  

يحسبه من لم يتأمله صلى الله عليه وسلم أشماً ولم يكن أشماً وكان مستقيماً،

أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع، مع دقة أرنبته والأرنبة هي ما لان من الأنف يعنى أسفل الأنف .

وهذا رسم تقريبي لرجل أقنى الأنف (الرسم لتوضيح المعنى وليس أنه تخيل لشخصه الكريم صلى الله عليه وسلم)

 

تاسعا/ فم المصطفى صلى الله عليه وسلم :

تقدم حديث جابر بن سمرة : (أنه صلى الله عليه وسلم كان ضليع الفم أي واسع الفم )

 والعرب تمدح بذلك وتذم صغر الفم وقيل واسع الفم من البلاغة فإذا كان الرجل ضليع الفم يكون بليغاً مفهوماً .

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشنب مفلج الأسنان).  أخرجه البغوي في شرح السنة.

الأشنب: هو الذي في أسنانه رقة وتحدد.

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميله، وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم.

وكان صلى الله عليه وسلم وسيماً أشنب – أبيض الأسنان مفلج أي متفرق الأسنان، بعيد ما بين الثنايا والرباعيات- أفلج الثنيتين –

والثنايا جمع ثنية بالتشديد وهي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت.

 والفلج هو تباعد بين الأسنان .

 إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه، – والمقصود من التشبيه ما يخرج من فمه من أحاديثه الشريفة وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية .

عاشرا/ صفة ريقه :

لقد أعطى الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه ، ومن ذلك أن ريقه صلى الله عليه وسلم فيه شفاء للعليل، ورواء للغليل وغذاء وقوة وبركة ونماء، فكم داوى صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرئ من ساعته بإذن الله.

فقد جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يعطاها ، فقال صلى الله عليه وسلم:

أين علي بن أبي طالب؟

فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه.

قال: فأرسلوا إليه.

فأتي به وفي رواية مسلم: قال سلمة: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي، فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، فبرئ كأنه لم يكن به وجع)

ومما يروى في عجائب غزوة أحد، ما أصاب قتادة رضي الله عنه بسهم في عينه قد فقأتها له، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تدلت عينه، فأخذها صلى الله عليه وسلم بيده وأعادها ثم تفل بها ومسح عليها وقال (قم معافى بإذن الله) فعادت أبصر من أختها.

 فقال الشاعر :

اللهم صل على من سمى ونمى **** ورد عين قتادة بعد العمى

حادي عشر/ لحيته :

وكان صلى الله عليه وسلم كث اللحية كانت لحيته تملأ صدره صلى الله عليه وسلم :

  • عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعاً ، عريض ما بين المنكبين كث اللحية ، تعلوه حمره ، جُمته إلى شحمة أذنه ، لقد رأيته في حُلَّةِ حمراءَ ، ما رأيت أحسن منه ) سنن الترمذي
  • (وكانت عنفقته بارزة (الشعر تحت الشفة السفلى)، وحولها كبياض اللؤلؤ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها) أخرجه أبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق.
  • وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: (كان في عنفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرات بيض). أخرجه البخاري.
  • وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (لم يختضب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان البياض في عنفقته). أخرجه مسلم.

ثاني عشر: شاربه :

لم يصف الصحابة لنا صفة شاربه صلى الله عليه وسلم ؛ لكن الذي تدل عليه بعض الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقص شاربه ويأخذ منه:

ورد في الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال :(كان النبي ﷺ يأخذ من شاربه ما لا يجاوز الشفة).

وعن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من لم يأخذ من شاربه فليس منا) رواه الترمذي وصححه الألباني.

ولعل المؤلفين في الشمائل قد اكتفوا بالأحاديث التي وردت بالأمر بقص الشارب والأخذ منه ، وذكر ابن القيم أن من هديه صلى الله عليه وسلم قص الشارب. والله أعلم. 

ثالث عشر/ صفة عنقه :

وكان عنقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم معتدل الطول، لا هو طويل ولا قصير، وكان ظاهر الوضاءة متلألئا، وكأنه في البياض والبهاء إبريق فضة في صفائه ونقائه.

يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كان عنق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إبريق فضة. رواه البيهقي.

رابع عشر/ صفة منكبيه :

المنكب هو مجمع العضد والكتف، وكان صلى الله عليه وسلم أشعر المنكبين (أي عليهما شعر كثير)، واسع ما بينهما، والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر .

فعن عليٍّ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم الكراديس) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

الكراديس: جمع كردوس، وهو كل عظمين التقيا في مفصل، نحو: المنكبين والركبتين والوركين. وقيل: رؤوس العظام.

وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:  (كان النبي صلى الله عليه وسلم بعيد ما بين المنكبين.) متفق عليه.

خامس عشر/ صفة خاتم النبوة :

وهو خاتم أسود اللون مثل الهلال وفي رواية أنه أخضر اللون، وفي رواية أنه كان أحمراً، وفي رواية أخرى أنه كلون جسده.

والحقيقة أنه لا يوجد تدافع بين هذه الروايات لأن لون الخاتم كان يتفاوت باختلاف الأوقات، فيكون تارة أحمراً وتارة كلون جسده وهكذا بحسب الأوقات.

ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة، وورد أنه كان على أعلى كتف النبي صلى الله عليه وسلم الأيسر. 

وقد عرف سلمان الفارسي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الخاتم. 

فعن عبد الله بن سرجس قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزاً ولحماً وقال ثريداً. فقيل له: أستغفر لك النبي؟ قال: نعم ولك، ثم تلى هذه الآية: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) [محمد/19]

قال: (ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى عليه خيلان كأمثال الثآليل) أخرجه مسلم. 

قال أبو زيد رضي الله عنه: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقترب مني، فاقتربت منه، فقال: أدخل يدك فامسح ظهري، قال: فأدخلت يدي في قميصه فمسحت ظهره فوقع خاتم النبوة بين أصبعي.

 قال: فسئل عن خاتم النبوة فقال: (شعرات بين كتفيه)، أخرجه أحمد والحاكم وقال (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. 

سادس عشر/ كفيه :

كان صلى الله عليه وسلم رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لحماً، غير أنها مع غاية ضخامتها كانت لينة أي ناعمة.

قال أنس رضي الله عنه: (ما مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم).

وأما ما ورد في روايات أخرى عن خشونة كفيه وغلاظتها، فهو محمول على ما إذا عمل في الجهاد أو مهنة أهله، فإن كفه الشريفة تصير خشنة للعارض المذكور (أي العمل) وإذا ترك رجعت إلى النعومة.

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً.

قال: وأما أنا فمسح خدي. قال: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار). أخرجه مسلم

وكان صلى الله عليه وسلم رحب القدمين والكفين كما تقدم من حديث جابر بن سمرة .

وعن أنس وأبى هريرة قال :  ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم القدمين ، حسن الوجه ، لم أر بعده مثله )

وفى رواية عن أنس : ( ضخم اليدين ، لم أر قبله أو بعده مثله )

وفى أخرى : كان ضخم الرأس والقدمين ، لم أر بعده ولا قبله مثله . رواه البخاري

وعن أنس رضي الله عنه وفى قال :ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم . صحيح البخاري

وأخرج الشيخان عن أنس قال : ” ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب من ريح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” .

سابع عشر/ صدره :

كان أشعر المنكبين والذراعين وأعالي الصدر؛ دقيق المسربة وهى الشعر الدقيق من الصدر إلى السرة كالقضيب

ثامن عشر/ بطنه :

وكان صلى الله عليه وسلم : سواء البطن والصدر دون ارتفاع أو انخفاض بينهما (ليس له كرش)

تاسع عشر/ صفة إبطيه :

كان صلى الله عليه وسلم أبيض الإبطين، وبياض الإبطين من علامة نبوته إذ إن الإبط من جميع الناس يكون عادة متغير اللون.

قال عبد الله بن مالك رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد فرج بين يديه (أي باعد) حتى نرى بياض إبطيه). أخرجه البخاري.

وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه). أخرجه أحمد.

العشرون / مشيته :

وكان صلى الله عليه وسلم إذا مشى كأنما تطوى له الأرض ويجدَّون في لحاقه وهو غير مكترث .

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : ( ما رأيت أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجرى في وجهه ، قال : وما رأيت أحداً أسرع في مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكأنما الأرض تطوى له ، كنا إذا مشينا معه نجهد أنفسنا ، وإنه لغير مُكْتَرِث ) أخرجه الترمذي

وفي حديث علي : (… شثن الكفين والقدمين ، إذا مشى تقلع كأنما يمشى من صبب ، إذا التفت التفت معاً … ) رواه الترمذي بسند حسن

شثن الكفين والقدمين : أي أنهما يميلان إلى الغلظ ، والقصر ، ويحمد ذلك في الرجال ؛ لأنه أشد لقبضهم ويذم في النساء .

فدلت هذه الأحاديث وأمثالها أن مشيته صلى الله عليه وسلم فيها قوة مع تواضع بلا ضعف ولا كبر.

 والصبب : الموضع المنحدر من الأرض، وذلك دليل على سرعة مشيه مع قوة.

وقال ابن عباس: أَراد به أَنه قويّ البدن، فإِذا مشى فكأَنه يمشي على صَدْر قدميه من القوة .

إذًا فقد كانت مشيتُه صلى الله عليه وسلم مفعمة بالحيوية والنشاط والهمة مع القوة وتتابع الخطي الثابتة الرزينة بلا توقف ولا عجلة ولا اختيال أو تبختر،

وكان صلى الله عليه وسلم يرفع رجليه من الأرض رفعًا بائنًا بقوة، ويمشي صلى الله عليه وسلم كأنما يصعد موضعًا عاليًا.

 وهذا الوصف دليل على التواضع والمثابرة وعلو الهمة أيضًا، والنشاط والتفاؤل .

واحد وعشرون/ التفاته :

وكان إذا التفت التفت جميعاً ،ومعناه أنه صلى الله عليه وسلم كان لا ينظر من طرف عينه ، وهذه من علامات التواضع ، فكان صلى الله عليه وسلم خافض الطرف ، نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء .

اثنان وعشرون/ كلامه:

أما كلامه صلى الله عليه وسلم فتدبر ما تقول أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضى الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث لو عَدَّهُ العادّ لأحصاه ) رواه البخاري

وفى سنن الترمذي قالت رضى الله عنها : ( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد كسردكم هذا ، ولكنه كان يتكلم بكلام يُبِّينُهُ ، فصل ، يحفَظُهُ من جلس إليه )

ثلاث وعشرون/ عرقه :

يقول أنس : كان صلى الله عليه وسلم يدخل بيت أم سليم ، فينام على فراشها وليست فيه . قال : فجاء ذات يوم فنام على فراشها ، فأتيت ، فقيل لها : هذا النبي صلى الله عليه وسلم نائم في بيتك على فراشك ؟

قال : فجاءت وقد عرق ، واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش . ففتحت عتيدتها ، فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها ، ففزع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما تصنعين يا أم سليم ؟ فقالت : يا رسول الله ، نرجو بركته لصبياننا ، قال أصبت .

وفى رواية قالت ( هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب ) رواه البخاري

قوله : ( ففتحت عتيدتها ) شيء كالصندوق الصغير ، تجعل المرأة فيه ما يعز من متاعها .

وأخرج الإمام أحمد والبيهقي عن على بن أبى طالب قال : (كان العرق في وجهه صلى الله عليه وسلم كحبات اللؤلؤ)

وصف أم معبد :

لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه إلى المدينة، مر على خيمة امرأة عجوز تسمى (أم معبد)، كانت تجلس قرب الخيمة تسقي وتطعم، فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها، فلم يجدوا عندها شيئاً.

فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في جانب الخيمة، وكان قد نفد زادهم وجاعوا.

وسأل النبي صلى الله عليه وسلم أم معبد: ما هذه الشاة يا أم معبد؟

قالت: شاة خلفها الجهد والضعف عن الغنم.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل بها من لبن؟

قالت: بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حلباً فاحلبها!!!

فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الشاة، ومسح بيده ضرعها، وسمى الله جل ثناؤه ثم دعا لأم معبد في شاتها حتى فتحت الشاة رجليها، ودرت، فدعا بإناء كبير، فحلب فيه حتى امتلأ، ثم سقى المرأة حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا (أي شبعوا)، ثم شرب آخرهم، ثم حلب في الإناء مرة ثانية حتى ملأ الإناء، ثم تركه عندها وارتحلوا عنها.

وبعد قليل أتى زوج المرأة (أبو معبد) يسوق عنزاً يتمايلن من الضعف، فرأى اللبن، فقال لزوجته: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب ولا حلوب في البيت!، فقالت: لا والله، إنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا…..

فقال أبو معبد: صفيه لي يا أم معبد!!!

فقالت: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أي مشرق الوجه)، لم تعبه نحلة (أي نحول الجسم) ولم تزر به صقلة (أنه ليس بناحلٍ ولا سمين)، وسيمٌ قسيم (أي حسن وضيء)، في عينيه دعج (أي سواد)، وفي أشفاره وطف (طويل شعر العين)، وفي صوته صحل (بحة وحسن)، وفي عنقه سطع (طول)، وفي لحيته كثاثة (كثرة شعر)، أزج أقرن (حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان)، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق، فصل لا تذر ولا هذر (كلامه بين وسط ليس بالقليل ولا بالكثير)، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة (ليس بالطويل البائن ولا بالقصير)، لا يأس من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصين، فهو أنضر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدراً، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود (أي عنده جماعة من أصحابه يطيعونه)، لا عابس ولا مفند (غير عابس الوجه، وكلامه خالٍ من الخرافة)، فقال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه، ولأعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا. حديث حسن قوي أخرجه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي. 

رابعا/ كيف أرى النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا ؟

ثبت في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.”

فإذا رأى المسلم النبي صلى الله عليه وسلم في المنام بأوصافه الثابتة في السنة فقد رآه حقيقة .

أما ما هي الأسباب التي تجعل الشخص يراه في المنام؟

فالأمر متوقف على طاعة الله ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، فكلما كان الإنسان أتقى لله وأكثر اتباعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان توقع رؤياه للنبي صلى الله عليه وسلم أكثر احتمالاً من غيره، كذلك الإكثار من الصلاة والسلام على النبي ليلاً، ونهارًا، ولا يلزم من عدم الرؤية له عدم صلاح الشخص، ولا يلزم أيضاً من شدة التقوى والمتابعة رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم، فالأمر في النهاية توفيق من الله تعالى، وفضل من الله يؤتيه من يشاء.

والله أعلم.


[1] هذا البيت من أجمل وأشهر أبيات المديح النبوي، وهو من قصيدة قالها حسان بن ثابت رضي الله عنه، شاعر الرسول ﷺ. والمعنى: وأبيض: أي أن وجهه عليه الصلاة والسلام كان مشرقًا مشوبًا بنور وبياض. يُستسقى الغمام بوجهه: أي أن الله يُنزل المطر بدعائه، فوجهه عليه الصلاة والسلام سببٌ في رحمة الله للناس، ثمال اليتامى: الثِّمال هو الملجأ والمعين، أي أن النبي ﷺ كان مأوى لليتامى، يسندهم ويهتم بشؤونهم. عِصمة للأرامل: أي أنه كان حاميًا وكافلاً للأرامل، يمنع عنهن الأذى، ويهتم بهن، ويحفظ لهن الكرامة والعيش الكريم.

Visited 153 times, 1 visit(s) today


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 16 أبريل, 2025 عدد الزوار : 14348 زائر

خواطر إيمانية

كتب الدكتور حسين عامر

جديد الموقع