(2) بم يثبت دخول الشهر؟ وهل يجوز الأخذ بالحساب الفلكي؟
أولا/بم يثبت دخول الشهر؟
يثبت دخول الشهر بظهور الهلال في الأفق، فالهلال هو العلامة الحسية لدخول الشهر، وكذلك خروجه بظهور هلال شوال.
ما الوسيلة لإثبات ظهور الهلال؟
الوسيلة هي رؤية الهلال بالأبصار.
فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: صوموا لرؤيته (أي الهلال)، وأفطروا لرؤيته، فإن غَبِي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين متفق عليه
ومعنى غَبِي: من الغباء، وهو الغبرة في السماء، وفي لفظ (غم عليكم) أي خفي وغطاه سحاب.
ويثبت دخول رمضان بأحد طريقين:
- رؤية الهلال.
- أو إكمال عدة شعبان ثلاثين.
فأما الرؤيةُ:
فقد اختلف فيها الفقهاء: أهي رؤية واحد عدل، أم رؤية عدلين اثنين، أم رؤية جمع غفير من الناس؟
فمَنْ قال: يقبل شهادة عدل واحد، استدلَّ بحديث ابن عمر، قال: تراءى الناس الهلال، فأخبرت النبي أني رأيته، فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر الناس بصيامه رواه أبو داود
ومَنْ اشترط في الرؤية عدلين، استدل بما روى الحسين بن حريث الجدلي قال: خطبنا أمير مكة الحارث بن حاطب، فقال: (أمرَنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن ننسكَ لرؤيته، فإن لم نَرهُ فشَهدَ شاهدان عدلانِ نَسَكْنا بشهادتيهما) رواه أبو داود.
وقياسًا على سائر الشهود، فإنها تثبت بشهادة عدلين.
أمّا من اشترط الجمع الكثير فهم الحنفية، وذلك في حالة الصحو (السماء صافية)، فقد أجـازوا في حالة الغيم أن يشهد برؤيته واحد، إذ قد ينشقُّ عنه الغيم لحظـة فيراه واحـد، ولا يراه غيره من الناس.
ولكن إذا كانت السماءُ صافية، ولا سحابَ، ولا حائل يحول دون الرؤية، فما الذي يجعل واحدًا من الناس يراه دون الآخرين؟
لهذا قالوا: لابد من إخبار جمع عظيم؛ لأن التفرد من بين الجم الغفير بالرؤية ـ مع توجههم طالبين لما توجه هو إليه، مع فرض عدم المانع، وسلامة الأبصار ـ وإن تفاوتت في الحدة ظاهر في غلطه.
وأما خبر ابن عمر والأعرابي ـ وفيهما إثبات الهلال برؤية واحد ـ فقد قال العلامة رشيد رضا في تعليقه على المغني: (ليس في الخـبرين أن الناس تراءوا الهلالَ، فلم يره إلا واحد، فهما في غير محل النزاع، ولاسيما مع أبي حنيفة، وبهذا يبطل كل ما بني عليهما). (انظر التعليق على المغني مع الشرح 93/3).
ومن الواجب على المسلمين التماس الهلال يوم التاسع والعشرين من شعبان عند الغروب؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، إلاَّ أنه واجب على الكفاية.
والطريقة الثانية: إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما:
سواء كان الجو صحوًا أم غائمًا، فإذا تراءوا الهلال ليلة الثلاثين من شعبان ولم يره أحد، استكملوا شعبان ثلاثين يوما.
كما قال في الحديث: (إذا غم عليكم فاقدروا له)، فما معنى اقدروا له؟
قال أبو حنيفة والشافعي وجمهور السلف والخلف: معناه: قدروا له تمام العدد ثلاثين يومًا.
واحتج الجمهور بالروايات التي ذكرناها، وكلها صحيحة صريحة: فأكملوا العدة ثلاثين، فاقدروا له ثلاثين، وهي مفسرة لرواية: فاقدروا له المطلقة)
مسألة: إذا رُؤى الهلال في بلد، فهل يلزم جميع المسلمين؟
في هذه المسألة ثلاثة أقوال لأهل العلم:
الأول: إذا رأى الهلال أهل بلد لزم جميع البلاد الصوم دون اعتبار اختلاف المطالع: وهذا هو المعتمد عند الحنفية، ومذهب المالكية، وبعض الشافعية، والمشهور عند الحنابلة.
– قالوا: لأن الخطاب في قوله صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته » لكل المسلمين، ولأن ذلك أقرب إلى اتحاد المسلمين وتوحيد كلمتهم.
الثاني: أن لكل بلد رؤيتهم: وقد نقله ابن المنذر عن عكرمة والقاسم وسالم وإسحاق، ودليلهم حديث كريب -مولى ابن عباس- قال: «قدمت الشام واستهل عليَّ هلال رمضان، وأنا بالشام، فرأينا الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني ابن عباس، ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ قلت: رأيناه ليلة الجمعة، فقال: أنت رأيته ليلة الجمعة؟ قلت: نعم ورآه الناس، وصاموا، وصام معاوية، فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه، فقلت: ألا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه مسلم
وقوله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} سورة البقرة: 185.
ومفهومه أن من لم يشهده لا يصوم حتى يراه أو يكمل عدة شعبان.
الثالث: أنه يجب الصوم على البلاد التي لا تختلف مطالعها: وهذا أصح الأوجه عند الشافعية ومذهب بعض المالكية والحنفية وقول عند الحنابلة وهو اختيار شيخ الإسلام وهذا هو القول الوسط في المسألة، فإن المطالع تختلف باتفاق أهل المعرفة، فإن اتفقت لزم الصوم، وإلا فلا.
يقول الشيخ القرضاوي : وعلى الرغم من أني أقول بالقول الأول وأعتقد رجحانه وهو إذا رأى الهلال أهل بلد لزم جميع البلاد الصوم دون اعتبار اختلاف المطالع ، إلا أنه رأي نظري لم يأخذ طريقه إلى التطبيق الفعلي في تاريخ المسلمين منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا تعلم فترة جرى فيها توحيد المسلمين على رؤية واحدة إلا أن يكون حصل ذلك عرضاً ودون ترتيب لذلك الأمر .
وقد يستغرب بعض الناس هذا الكلام ولكنه الواقع ، لأن جمع المسلمين على رؤية واحدة عند الصيام أو عند الأعياد ، يحتاج إلى وسائل اتصالات حديثة وسريعة حتى يصل الخبر خلال ساعات إلى جميع أنحاء العالم الإسلامي ليصوموا في نفس اليوم ، وهل هذا الأمر كان متوفراً للمسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء من بعده ؟!
ونحن نعلم أن وسائل الاتصال الحديثة قريبة العهد ،ولا شك أنني آمل أن يتحقق جمع المسلمين على رؤية واحدة وأن هذا الأمر لسهل ميسور في هذا الزمان مع تقدم وسائل الاتصال ولكن إلى أن يتحقق هذا الأمل ، أقول : بأنه يجب على أهل كل بلد من بلدان المسلمين أن يصوموا في يوم واحد وأن يكون عيدهم في يوم واحد .
وضابط هذا الأمر هو الالتزام بما يصدر عن أهل العلم في ذلك البلد وهم أولوا الأمر من العلماء وطاعتهم في ذلك طاعة في المعروف وإن كان هذا مخالفاً لرؤية أهل بلد آخر ، لأن الأصل في الصوم أن يكون مع جماعة المسلمين وعامتهم لما ثبت في الحديث من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون ) رواه الترمذي وأبو داود والبيهقي وهو حديث صحيح .
وبما أن المسألة خلافية ، فإن حكم الحاكم يرفع الخلاف ، فيجب على من رأى أن المسألة مبنية على المطالع، ألا يظهر خلافاً لما عليه الناس.
ويقول الدكتور يوسف القرضاوي: إن السعي إلى وحدة المسلمين في صيامهم وفطرهم، وسائر شعائرهم وشرائعهم، أمر مطلوب دائمًا، ولا ينبغي اليأس من الوصول إليه ولا من إزالة العوائق دونه، ولكن الذي يجب تأكيده وعدم التفريط فيه بحال، هو: أننا إذا لم نصل إلى الوحدة الكلية العامة بين أقطار المسلمين في أنحاء العالم، فعلى الأقل يجب أن نحرص على الوحدة الجزئية الخاصة بين أبناء الإسلام في القطر الواحد.
فلا يجوز أن نقبل بأن ينقسم أبناء البلد الواحد، أو المدينة الواحدة، فيصوم فريق اليوم على أنه من رمضان، ويفطر آخرون على أنه من شعبان، وفي آخر الشهر تصوم جماعة، وتعيّد أخرى فهذا وضع غير مقبول.
فمن المتفق عليه أن حكم الحاكم، أو قرار ولي الأمر يرفع الخلاف في الأمور المختلف فيها.
فإذا أصدرت السلطة الشرعية المسؤولة عن إثبات الهلال في بلد إسلامي – المحكمة العليا، أو دار الإفتاء، أو رئاسة الشؤون الدينية، أو غيرها – قرارها بالصوم أو بالإفطار، فعلى مسلمي ذلك البلد الطاعة والالتزام، لأنها طاعة في المعروف، وإن كان ذلك مخالفًا لما ثبت في بلد آخر، فإن حكم الحاكم هنا رجح الرأي الذي يقول: إن لكل بلد رؤيته.
وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: صومكم يوم تصومون، وفطركم يوم تفطرون رواه الترمذي
وفي لفظ: وفطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون أبو داود
فائدة: لماذا فرض الله الصوم شهرًا قمريًا؟
يقول الدكتور يوسف القرضاوي: فرض الله الصيام شهرًا قمريًا لجملة حكم وأسباب، منها:
- أن توقيت المسلمين كله بالأشهر القمرية، كما في حول الزكاة، والحج، وعِدَة المرأة، وغيرها، قال تعالى: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ﴾ [البقرة: 189]
- أن توقيت المسلمين بالأشهر القمرية، توقيت طبيعي، تدل عليه علامة طبيعية هي ظهور الهلال.
- أن الشهر القمري يتنقل بين فصول العام، فتارة يكون في الشتاء، وطورًا يكون في الصيف، وكذا في الربيع والخريف، فمرة يأتي في أيام البرد، وأخرى في شدة القيظ، وثالثة في أيام الاعتدال، وتطول أيامه حينًا، وتقصر حينًا، وتعتدل حينًا، وبذلك يتاح للمسلم ممارسة الصوم في البرد والحر، وفي طوال الأيام وقصارها.
وفي هذا توازن واعتدال من ناحية، وإثبات عملي لطاعة المسلم لربه وقيامه بواجب العبادة له في كل حين، وفي كل حال.
الشهر (29) أو (30) يومًا
والشهر القمري لا ينقص عن 29 يومًا، ولا يزيد عن 30 يومًا، ثبت ذلك بنصوص الشرع، كما ثبت باستقراء الواقع.
وسواء كان الشهر ثلاثين أم تسعة وعشرين، فإن الأجر عند الله واحد في الصيام والقيام والعمل الصالح، وهذا معنى الحديث المتفق عليه: (شهران لا ينقصان، شهرًا عيد: رمضان وذو الحجة) وإنما خصهما بالذكر لتعلق فريضتين عظيمتين من فرائض الإسلام بهما، فالأول شهر الصوم، والثاني شهر الحج، ويتفرع من هذا الأمر مسألة متكررة وهي شخص مقيم ببلد وسيقضي العيد ببلد آخر
ما حكم من بدأ الصيام في بلد وسيقضى العيد في بلد آخر؟
حكم الصوم والفطر مرتبط مع أهل البلاد التي يوجد فيها الشخص لأن صيام رمضان يكون مع جماعة الناس ولا يصوم الإنسان رمضان لوحده فحكم صوم الفرد هو حكم صوم أهل البلد الذي وجد فيه فقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون) رواه أبو داود وقال الألباني: حديث صحيح
وبناء على ذلك فعندنا ثلاث صور:
- إذا كان رمضان هذا العام 30 يوماً وهو قد صام 29 يوماً فلا يلزمه قضاء يوم.
- إذا جاء رمضان 29 يوماً وهو قد صام 28 يوماً فعليه أن يفطر معهم ثم يلزمه قضاء يوم بعد ذلك، لأن الشهر الهجري لا يكون أقل من 29 يوماً.
- وأما إذا أتم صيامه 30 يوما وهم سيصومون يوما آخر هو اليوم 30 عندهم فعليه أن يفطر سرا ثم يقضي العيد معهم باليوم التالي.
ثانيا/ هل يجوز الأخذ بالحساب الفلكي؟
في زمن النبي- صلى الله عليه وسلم- كانوا يستطلعون الهلال وكان الأمر سهلا يسيرا فالسماء صافية، والبصر حديد -ما شاء الله- يرون الهلال بكل سهولة ويسر في السماء، لا يوجد انبعاث كربون، ولا عوادم سيارات، ولا عوادم مصانع، ولا تلوث، ولا دخان، ولا أضواء كهرباء، ولا هذه الأشياء كلها فكانت رؤية الهلال بمنتهى السهولة، فكانوا إذا رأوا الهلال صاموا وإلا أفطروا.
الآن ضعف النظر فصرنا لا ندرك الهلال بالعين المجردة، سأستعمل ميكروسكوب (مجهر باللغة العربية) وأرى هل الهلال موجود أم لا؟ فأنا بذلك أيضا أحقق المعنى الشرعي بالمجهر.
وحتى أصل لمرحلة من مراحل الدقة عندي الحساب الفلكي يحدد لي وقت ومكان ولادة الهلال، ومن الممكن أن يقول العلم لي: لا يوجد هلال في السماء أو يقول: إنه موجود لمدة كذا في المكان الفلاني، وأي واحد فيكم يدخل على موقع مركز الفلك الدولي سيجد أنه في كل الشهور العربية يعرض فيها بيان مكان الهلال في المنطقة الفلانية، ويستحيل رؤية الهلال في المنطقة الفلانية، قد يمكن رؤيته بالتلسكوبات في المنطقة الفلانية، كلا يمكن رؤيته بالعين المجردة وهكذا.
إذن فالوسيلة تتغير لكن الهدف واحد هو: هل يوجد هلال أم لا؟ والله- سبحانه وتعالى- قال: (الشمس والقمر بحسبان) [الرحمن:5] بحسبان أي بحساب وتقدير من العزيز العليم، وذلك من آيات الله ونعمه، لأنهم يعرفون به الشهور والسنين والأيام، وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة جاء موضحا في آيات أخر من كتاب الله كقوله تعالى: ﴿هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون﴾ [يونس: 5].
أي: يجريان متعاقبين بحساب مقنن لا يختلف ولا يضطرب، والحسبان كناية عن انتظام سيرهما انتظاما مطردا لا يختل حساب الناس له والتوقيت به. فالحسابات الفلكية ليست رجما بالغيب؛ بل الحسابات الفلكية مبنية على قواعد واضحة وثابتة ونسبة الخطأ فيها كما قالوا نسبة واحد في المليون.
رأي الشــيخ مصطـفى الزرقـــا – رحمه الله:
ومـن المنـادين بهـذا الرأي في عصــرنا الفقــيه الكـبير الشــيخ مصطـفى الزرقـــا – رحمه الله -.
والذي يظهر من الأخبار أن الذي رفضه الفقهاء من علم الهيئة أو الفلك، هو ما كان يسمى التنجيم أو علم النجوم وهو ما يُدَّعَى فيه معرفة بعض الغيوب المستقبلية عن طريق النجوم، وهذا باطل، وهو الذي جاء فيه الحديث الذي رواه أبو داود وغيره عن ابن عباس مرفوعًا: مَنْ اقتبس علمًا من النجوم اقتبس شعبة من السحر. رواه أبو داود
ولكن علم الفلك الحديث يقوم على المشاهدة بوساطة الأجهزة وعلى الحساب الرياضي القطعي، والذي غدا يملك من الإمكانات العلمية والعملية التكنولوجية ما جعله يصل بالإنسان إلى سطح القمر، ويبعث بمراكز فضائية إلى الكواكب الأكثر بعدًا، وغدت نسبة احتمال الخطأ في تقديراته (1 – 100000) واحدًا إلى مئة ألف في الثانية؛ وأصبح من أسهل الأمور عليه أن يخبرنا عن ميلاد الهلال فلكيًا، وعن إمكان ظهوره في كل أفق بالدقيقة والثانية، لو أردنا.
رؤية الهلال لإثبات الشهر وسيلة متغيرة لهدف ثابت: إن الحديث الشريف أشار إلى هدف، وعيّن وسيلة، أما الهدف من الحديث فهو واضح بين، وهو أن يصوموا رمضان كله، ولا يضيعوا يومًا منه، أو يصوموا يومًا من شهر غيره، كشعبان أو شوال، وذلك بإثبات دخول الشهر أو الخروج منه، بوسيلة ممكنة مقدورة لجمهور الناس، لا تكلفهم عنتًا ولا حرجًا في دينهم.
وكانت الرؤية بالأبصار هي الوسيلة السهلة والمقدورة لعامة الناس في ذلك العصر، فلهذا جاء الحديث بتعيينها؛ لأنه لو كلفهم بوسيلة أخرى كالحساب الفلكي – والأمة في ذلك الحين أمية ولا تحسب – لأرهقهم من أمرهم عسرا، واللَّه يريد بأمته اليسر ولا يريد بهم العسر، وقد قال عليه الصلاة والسلام عن نفسه: إن اللّه بعثني معلمًا ميسرًا، ولم يبعثني معنتًا. (رواه مسلم وغيره).
فإذا وجدت وسيلة أخرى أقدر على تحقيق هدف الحديث، وأبعد عن احتمال الخطأ والوهم والكذب في دخول الشهر، وأصبحت هذه الوسيلة ميسورة غير معسورة، ولم تعد وسيلة صعبة المنال، ولا فوق طاقة الأمة، بعد أن أصبح فيها علماء وخبراء فلكيون وجيولوجيون وفيزيائيون متخصصون على المستوى العالمي، وبعد أن بلغ العلم البشري مبلغًا مكن الإنسان أن يصعد إلى القمر نفسه، وينزل على سطحه، ويجوس خلال أرضه، ويجلب نماذج من صخوره وأتربته! فلماذا نجمد على الوسيلة – وهي ليست مقصودة لذاتها – ونغفل الهدف الذي نشده الحديث؟!
لقد أثبت الحديث دخول الشهر بخبر واحد أو اثنين يدعيان رؤية الهلال بالعين المجردة، حيث كانت هي الوسيلة الممكنة والملائمة لمستوى الأمة، فكيف يتصور أن يرفض وسيلة لا يتطرق إليها الخطأ أو الوهم، أو الكذب، وسيلة بلغت درجة اليقين والقطع، ويمكن أن تجتمع عليها أمة الإسلام في شرق الأرض وغربها، وتزيل الخلاف الدائم والمتفاوت في الصوم والإفطار والأعياد، إلى مدى ثلاثة أيام تكون فرقا بين بلد وآخر (في رمضان هذا العام (1409هـ) ثبت دخول رمضان يوم الخميس الموافق السادس من أبريل 1989 م في المملكة العربية السعودية، والكويت، وقطر، والبحرين، وتونس وغيرها، كلها برؤية المملكة، وثبت دخوله في مصر والأردن والعراق والجزائر والمغرب وغيرها يوم الجمعة، أما باكستان والهند وعمان وإيران وغيرها فصاموا يوم السبت !!.)، وهو ما لا يعقل ولا يقبل لا بمنطق العلم، ولا بمنطق الدين، ومن المقطوع به أن أحدها هو الصواب والباقي خطأ بلا جدال .
إن الأخذ بالحساب القطعي اليوم وسيلة لإثبات الشهور، يجب أن يقبل من باب قياس الأولي، بمعني أن السنة التي شرعت لنا الأخذ بوسيلة أدني، لما يحيط بها من الشك والاحتمال – وهي الرؤية – لا ترفض وسيلة أعلى وأكمل وأوفي بتحقيق المقصود، والخروج بالأمة من الاختلاف الشديد في تحديد بداية صيامها وفطرها وأضحاها، إلى الوحدة المنشودة في شعائرها وعباداتها، المتصلة بأخص أمور دينها، وألصقها بحياتها وكيانها الروحي، وهي وسيلة الحساب القطعي.
رأي العلامة أحمد شاكر – رحمه الله –:
وممن قال بإثبات الهلال بالحساب الفلكي العلمي القطعي، في عصرنا وكتب في ذلك المحدث الكبير العلامة أحمد محمد شاكر – رحمه الله – في رسالته، في أوائل الشهور العربية: هل يجوز إثباتها شرعًا بالحساب الفلكي؟
يقول العلامة المحدث الكبير الشيخ أحمد شاكر – رحمه اللّه – في رسالته أوائل الشهور العربية : (فمما لا شك فيه أن العرب قبل الإسلام وفي صدر الإسلام لم يكونوا يعرفون العلوم الفلكية معرفة علمية جازمة، كانوا أمة أميين، لا يكتبون ولا يحسبون، ومن شدا منهم شيئًا من ذلك فإنما يعرف مبادئ أو قشورا، عرفها بالملاحظة والتتبع، أو بالسماع والخبر، لم تبن على قواعد رياضية، ولا على براهين قطعية ترجع إلى مقدمات أولية يقينية، ولذلك جعل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مرجع إثبات الشهر في عبادتهم إلى الأمر القطعي المشاهد الذي هو في مقدور كل واحد منهم، أو في مقدور أكثرهم . وهو رؤية الهلال بالعين المجردة، فإن هذا أحكم وأضبط لمواقيت شعائرهم وعباداتهم، وهو الذي يصل إليه اليقين والثقة مما في استطاعتهم، ولا يكلف اللّه نفسًا إلا وسعها.
لم يكن مما يوافق حكمة الشارع أن يجعل مناط الإثبات في الأهلة الحساب والفلك، وهم لا يعرفون شيئًا من ذلك في حواضرهم، وكثير منهم بادون لا تصل إليهم أنباء الحواضر، إلا في فترات متقاربة حينا، ومتباعدة أحيانا، فلو جعله لهم بالحساب والفلك لأعنتهم، ولم يعرفه منهم إلا الشاذ والنادر في البوادي عن سماع إن وصل إليهم، ولم يعرفه أهل الحواضر إلا تقليدًا لبعض أهل الحساب، وأكثرهم أو كلهم من أهل الكتاب.
ثم فتح المسلمون الدنيا، وملكوا زمام العلوم، وتوسعوا في كل أفنانها، وترجموا علوم الأوائل، ونبغوا فيها، وكشفوا كثيرًا من خباياها، وحفظوها لمن بعدهم، ومنها علوم الفلك والهيئة وحساب النجوم.
وكان أكثر الفقهاء والمحدثين لا يعرفون علوم الفلك، أو هم يعرفون بعض مبادئها، وكان بعضهم، أو كثير منهم لا يثق بمن يعرفها ولا يطمئن إليه، بل كان بعضهم يرمي المشتغل بها بالزيغ والابتداع، ظنا منه أن هذه العلوم يتوسل بها أهلها إلى ادعاء العلم بالغيب – التنجيم – وكان بعضهم يدعي ذلك فعلا، فأساء إلى نفسه وإلى علمه، والفقهاء معذورون، ومن كان من الفقهاء والعلماء يعرف هذه العلوم لم يكن بمستطيع أن يحدد موقفها الصحيح بالنسبة إلى الدين والفقه، بل كان يشير إليها على تخوف.
هكذا كان شأنهم، إذ كانت العلوم الكونية غير ذائعة ذيعان العلوم الدينية وما إليها، ولم تكن قواعدها قطعية الثبوت عند العلماء.
وهذه الشريعة الغراء السمحة، باقية على الدهر، إلى أن يأذن اللّه بانتهاء هذه الحياة الدنيا، فهي تشريع لكل أمة، ولكل عصر، ولذلك نرى في نصوص الكتاب والسنة إشارات دقيقة لما يستحدث من الشئون، فإذا جاء مصداقها فسرت وعلمت، وإن فسرها المتقدمون على غير حقيقتها.
وبعد هذا الاستعراض لأقوال علمائنا أقول خاصة للمسلمين المقيمين بالغرب:
إن تبني قول العلماء القائلين بالأخذ بالحساب الفلكي في زماننا، والإفتاء به للمسلمين المقيمين بالغرب صار ضرورة شرعية؛ مع غياب أي هيئة إسلامية رسمية كما في البلاد الإسلامية فترفع الخلاف، وانعدام الآليات للرؤية البصرية فالمسلمون لا يملكون مراصد ولا مناظير، وليس من بينهم علماء متخصصون في دراسة الفلك.
مواقيت الصلاة بالحساب الفلكي
وتعجب ممن ينكرون الأخذ بالحساب الفلكي للشهور الهجرية، وكلهم يأخذون بالحسابات الفلكية يوميا من خلال مواقيت الصلاة (فجر ظهر عصر مغرب عشاء) هل يوجد مؤذن في العالم كله الآن يطلع يتحرى الفجر في السماء أو يطلع يتحرى زوال الشمس عن وسط السماء وبداية الظهر أو أن ظل الشيء صار مثله في وقت العصر؟!!
فنحن المسلمين قد افترض الله علينا خمس صلوات تتكرر يوميا نتبع فيها الحساب الفلكي يعني 150 صلاة في الشهر1825صلاة في السنة، فلماذا نأخذ بالحساب في الصلوات الخمس ثم نقول: عن هلال رمضان أو شوال لا نأخذ بالحساب الفلكي؟ والشريعة لا تفرق بين متماثلين، فما الفرق بينهما؟
الحساب الفلكي الذي سيضبط لك وجود الهلال هو نفسه الذي يضبط لك مواقيت الصلاة لا فرق.
الإشكالية وهذه مسألة مهمة جدا أن عددا من البلاد العربية وصلوا لمرحلة أنهم يتراءون الهلال وهو غير موجود، والأعجب من هذا أن هناك من يشهد أنه رأى الهلال وهو هلال يستحيل علميا أن يوجد ويصوم الناس ويفطرون على خطأ ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هناك مقطع على اليوتيوب لباحث فلكي سعودي اسمه (عدنان القاضي) جمع الموضوع في دراسة وهي منشورة أيضا على الإنترنت، عمل دراسة فلكية بصفته رجل متخصص في المجال لآخر خمسين سنة لغاية سنة 2010م
قال: إن نسبة أخطاء السعودية في تحري الهلال 78%
وأقل الدول العربية: الأردن 35%
المغرب: لا أخطاء على المستوى المحلي لأن المغرب عندها الرؤية المحلية الخاصة بها وليس عالميا.
فلك أن تتخيل أن دولا تصوم على غير هلال أو تفطر على غير هلال!!!
إن عدم إيقاع العبادة على وجه صحيح سيؤدي إلى أننا لم نطبق الأمر الإلهي (كتب عليكم الصيام) على وجه صحيح.
تحقيق الأمر الإلهي بأن أصلي بعد دخول الوقت وليس قبل دخول الوقت ولا بعد خروجه، كذلك أصوم عندما يتحقق رؤية هلال رمضان وأفطر عندما يتحقق رؤية هلال شوال.
وأقرب مثال لهذا الذي حدث عام 1443هـ الفلكيون قالوا إنه لا يوجد هلال في المنطقة العربية كلها آسيا وأفريقيا ما فيها هلال نهائي لأن الهلال سيغرب قبل غروب الشمس يعني ما في هلال.
وفوجئنا بالسعودية ومصر وغيرهما أعلنوا رسميا إن غدا رمضان!!!
الحسابات الفلكية قالوا إن الهلال ممكن رؤيته بالرؤية البصرية والتلسكوبات في الأميركتين الشمالية والجنوبية.
طيب يا جماعة أنتم عندكم مراصد وعلماء شرع وعلماء فلك ثم تعلنون رؤية هلال لا وجود له في السماء عندكم؟؟
طيب أعلنوا أنكم ستأخذون بالحسابات الفلكية لنصدقكم إنما تعلنون أن غدا رمضان ولا يوجد هلال في منطقتكم كلها؟ فهذا يا للأسف تخبط.
في لفتة جميلة للدكتور خالد حنفي- بارك الله في عمره- [1]قال: إن من إشكاليات هذا الخطأ كأننا نبين للناس أن الدين عاجز عن مسايرة الحياة وهذا هو التنظير الذي يقوده العلمانيون أن يقول لك أحدهم: إن الدين كان زمان، الشريعة كانت زمان، القرآن غير مناسب لكل زمان ومكان، وأدل دليل: هذا الأمر وهذا طبعا عبث وغير صحيح، فالإسلام دين يواكب العلم وواقع الحياة فهو دين واقعي؛ دين فيه توازن؛ فيه شمولية؛ فيه ربانية …إلى آخر ذلك.
فلما يقول بعضهم إن هناك فصل بين الدين والعلم، نقول لهم: هذا الفصل صنعه البشر لكن الدين لا يصطدم مع العلم أبدا.
توجيه حديث: إنا أمة أمية لانكتب ولا نحسب:
ومن الغريب الاستدلال بحديث النبي: (إنا أمة أمية لانكتب ولا نحسب) وهذا الحديث توصيف لواقع المجتمع الذي بعث فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وليس إخبارا عن قدر أن تظل الأمة طوال عمرها أمة أمية مستحيل أن تكون الأمية شيء مستحسن في الدين أو مطلب ديني أن تبقى الأمة أمية… من زعم هذا؟
لو قلت إن في مصر مثلا نسبة الأمية 20% هل معنى ذلك أن هذا قدر أن تبقى نسبة الأمية بمصر20% ونحافظ عليها؟!
لو قلت إن بالمغرب المرض الفلاني نسبة الإصابة به 30% هل هذا قدر أن يبقى المغرب مع هذا المرض بدون علاج؟ هذا كلام عبث.
فالرسول- صلى الله عليه وسلم- يشخص حالة الأمة في وقت بعثته أنها أمة أمية، وقال تعالى: (هو الذي بعث في الأميين رسولا) [الجمعة :2]
فالعرب أمة أمية لا يقرأون ولا يكتبون هذا توصيف لواقع لكن الرسول- صلى الله عليه وسلم- هو الذي أمر الصحابة بالتعلم والعلم وعندنا قصة زيد بن ثابت لما أمره أن يتعلم العبرية وقال إني لا آمن أحدا على كتب (رسائل) تأتيني من اليهود.
وأيضا الأسرى في غزوة بدر كانوا من يعجز منهم عن دفع الفدية يعلّم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة.
فهذا إخبار عن واقع وليس إخبار عن قدر محتوم أن تظل الأمة أمية وتكون أمة متخلفة لا معرفة لها بأدوات العلم ولا أدوات العصر.
يوم العيد يوم إجازة مدفوعة بكندا للمسلمين
ونحن نحلم كمسلمين نعيش في الغرب ونحن جزء من هذا المجتمع أن نصل إلى موائمة على المستوى العام أن نصوم في يوم واحد ونفطر في يوم واحد إذا تحقق هذا سنصل إلى إلزام أصحاب القرار أن يكون يوم العيد يوم إجازة مدفوعة الأجر وإجازة من المدارس لأبنائنا، وإجازة من الأعمال هذا مطلب مشروع.
وهذا مطلب مهم لكل مسلم عنده عيدك ويريد أن يحتفل به؛ فلا يعقل أن نقول للسياسيين أو أعضاء مجلس النواب (البرلمان)أو مجالس البلدية – إن شاء الله- على الساعة 9 أو 10 في الليل سنعرف إذا كان غدا عيد أو لا؟
وفي بعض الأماكن تتيح للعاملين أخذ إجازة يوم عيده، فإذا سأله مديره متى عيدكم؟ يقول له والله المسألة فيها قولان إما الثلاثاء وإما الأربعاء!!!
فالمقصود تحديد غدا العيد أو بعد غد العيد يوفر الأجواء لطلب إجازة ولو بشكل فردي، فتقدم ورقة عندك بالعمل لمديرك غدا عندي عيد، وكذلك أولادك تكتب رسالة للمدرسة إن أولادي سيغيبون في هذا اليوم.
صلاة عيد تجمع كل المسلمين
من ضمن الأمور المهمة أيضا حلمنا كمسلمين بعمل صلاة عيد مجمعة لجميع المسلمين، ونحن ما شاء الله لا قوة إلا بالله كثير، والعدد سيشمل رجال ونساء وأطفال، ونحن نعاني لأن مساجدنا في صلاة العيد لا تتسع للمصلين جميعا، فلماذا لا نستأجر ملعب كرة قدم يتسع لعشرين ألف مصل ما المانع؟
أول مانع من الموانع متى نحجز المكان؟ يوم الإثنين أم يوم الأحد؟
أحد الإخوة حكى لي أنهم في تورنتو حجزوا إستاد بثلاثة وعشرين ألف دولار وبعدها في مجلس الأئمة عندهم قالوا: رمضان 30 يوم!!
وللأسف راحت عليهم الفلوس23 ألف دولار ما السبب؟ هو عدم الأخذ بالحساب الفلكي.
نحن هنا في بعض السنوات اضطررنا أن نحجز القاعة ليومين لو رمضان ناقص أو رمضان كامل!!
من يدفع هذه الفلوس؟ إنها تدفع من جيوب المسلمين وأموال المسلمين؟
23 ألف دولار دفعت في تورنتو أليست تضييع لفلوس المسلمين؟
وكيف احجز قاعة وأقول لهم: نريدها ليومين لأن صلاة العيد عندنا فيها قولان.
قلق دائم متى ينتهي؟
من عدة سنوات قالوا إن في رؤية ممكنة في الأميركتين، لكن في العالم العربي ما في هلال.
مجلس الأئمة بكيبيك وقتها كان يأخذ برأي وسط وهو: لو بلغتنا رؤية مسبقة في أي دولة من دول العالم الإسلامي، والحساب الفلكي يقول بإثباتها نأخذ بها، وإذا لم تأتنا رؤية ننتظر؛ فلو بلغتنا رؤية من أي مكان قريب حتى إلى صلاة العشاء كان وقتها العشاء الساعة 10:50 انتظرنا حتى الساعة العاشرة والنصف ولم يأتنا أي إفادة فأعلنا أن غدا 30 شعبان، وكان عندنا بمونتريال جمعية إسلامية كبيرة أعلنت الأخذ بالحساب الفلكي وأن غدا 1 رمضان، وحدثت فتنة كبيرة وجلبة وضجة، المهم أعلنا والناس قالوا نحن مع مجلس الأئمة.
الساعة 11:30 بسبب فروق التوقيت (الدكتور صلاح الصاوي) أمين مجمع فقهاء الشريعة خرج في بث مباشر على الفيسبوك، وقال إن الهلال ثبتت رؤيته في ولاية كاليفورنيا!!!! ونشر الصورة التي صورها أحد المسلمين هناك.
طيب يا جماعة الخير كيف نوقظ الناس الذين ناموا لنخبرهم أن غدا 1 رمضان؟ لقد وقعنا في أشكال شرعي كبير وليس سهلا!!!
ونفس المشكلة حصلت في خروج الشهر اجتمعنا أربع ساعات خمس ساعات وما شاء الله الأئمة كلهم تكلموا كثيرا، وفي النهاية اتفقنا على ألا نتفق على شيء، يا جماعة اتقوا الله في الجالية، يا جماعة اتقوا الله ونأخذ بالحساب الفلكي سيسهل علينا.
نحن في مونتريال لا عندنا مراصد ولا فلك ولا علماء ولا أي مقدرة على رصد الهلال والسماء مغيمة أغلب الوقت في غيم وفي سحاب وأمطار بحكم طبيعة جزيرة مونتريال فالأرفق والألطف والأحسن والأرحم للمسلمين الحسابات الفلكية.
قالوا لا هذا الاجتماع لا يكفي نعمل اجتماع آخر، المهم في الأخير انقسمنا على قولين!!! واتفقنا ألا نتفق!!! ومن يومها لم نجتمع!!
فهذه الإشكاليات أذاقتنا الويلات تخبط وحيرة وتردد
ولهذه الأسباب أقول: إن الرؤية البصرية ليست مقصودة لذاتها إنما هي وسيلة لمعرفة وجود الهلال من عدمه، والأخذ بالحسابات الفلكية الدقيقة سيرفع حرجا بالغا عن المسلمين في الغرب، والله المستعان.
وأختم بقوله تعالى :(قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ عَـٰلِمَ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ أَنتَ تَحۡكُمُ بَیۡنَ عِبَادِكَ فِی مَا كَانُوا۟ فِیهِ یَخۡتَلِفُونَ) [الزمر 46]
[1] الدكتور خالد حنفي عميد الكلية الأوربية للعلوم الإنسانية بألمانيا، ورئيس لجنة الفتوى بألمانيا، ونائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث.