كيف نجمع بين عظمة الرسول وأميته؟
بداية ما معنى الأمية؟ الأمي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب وينسب في ذلك إلى أمه، كما قال تعالى: -( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) – [النحل/78] فالأمي يبقى على ما هو عليه؛ ليس عنده القدرة على القراءة أو الكتابة أو المعرفة.
هل الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان أميا ؟
نعم؛ والبعض ظن أن وصف الرسول بأنه أمي أن في ذلك انتقاص لقدره ومكانته -صلى الله عليه وسلم- وهناك من أحب أن يتجمل فقال: إن رسول الله كان يقرأ ولا يكتب!!!
وماذا عن كلمة أمي الواردة في القرآن؟ قالوا أمي نسبة لأم القرى!!
وهذه كلها أوهام انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لا أساس لصحتها.
الرسول كان أميا والعرب الذين بعث فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصفوا في القرآن بهذا الوصف وهاكم الآيات:
قال تعالى: -( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته) – [الجمعة/2] و -( فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) – [الأعراف/158] و -( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون) – [العنكبوت/48]
والسؤال الآن: كيف تكون الأمية مدح لرسول الله حتى أن هذا المدح يذكر في القرآن، ومنقصة لأي واحد فينا بمعنى لو أن أحدنا وصف بأنه أمي لعد ذلك إهانة؟
أي واحد في الدنيا يفخر بأساتذته الذين درسوه وجامعته التي تخرج منها، فماذا نقول عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي جعل الله له مصدرا وحيدا للتلقي وهو الوحي المنزل عليه من الله؟
لا جامعة ولا أساتذة ولا مراكز بحث، وإنما عنده مصدر واحد هو الله ،كما قال تعالى : -( وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما )- [النساء/113] و -( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور )- [الشورى52 /53]
إذن كان مصدرا واحدا للتلقي عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الوحي ، ولو قلنا إن الرسول تعلم هذا الأمر من أحد فالسؤال ممن تعلمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟
والرسول قبل اختراع الأجهزة الطبية الحديثة يبلغ عن مراحل خلق الجنين في بطن أمه – (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين )- [المؤمنون12 /14]
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح….)
من أين علم النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الرقم بالتحديد (أربعين يومًا نطفة) ؟
لماذا لا تكون ثلاثين أو أكثر أو أقل؟
من أين له بهذه الدقة؟
فهذه الأمور في زمنه لم تكن معروفة في العالم كله لا في دول كبرى ولا متقدمة ولم يكن عندهم مراكز بحثية ولا أشعة تكتشف مراحل تطور الجنين في بطن أمه فلم يكن عندهم من أدوات العلم ما يكتشفون به ذلك كله.
فحكمة الله أن يكون الرسول -صلى الله عليه وسلم- أميا حتى لا يكون له مصدر للتلقي غير الوحي المنزل عليه من الله، فلا يبقى مظنة التهمة بأنه يتلقى القرآن من أحد من البشر، والمشركون كانوا يبنون هجومهم على الرسول من خلال التشكيك في الوحي، فجاء الوحي ليقول لهم ها هو محمد يخبر بأمور ليس في وسع البشر في زمانكم أن يعرفونها.
ولذلك تخبطوا في تهمهم فقالوا عنه ساحر وشاعر وكاهن …. وكلها تهم هم أول من يعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- غير متصف بما يقولون.
فأتوا بسورة من مثله :
وجاء التحدي لهم إن كنتم تزعمون أن القرآن كلام بشر -(فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين )- [البقرة/23] وافتتح الله العديد من السور بالأحرف المقطعة الم ، حم وغيرها ليقول لهم هذا القرآن مؤلف من هذه الأحرف فإذا كان بإمكان البشر أن يأتوا بمثله فافعلوها ، والعرب كانوا أرباب الفصاحة والبلاغة ، وكانوا عندهم أسواق يجتمعون فيها بعد الحج وتأتي كل قبيلة بشاعرها فيذكر مآثرها ومفاخرها وهذا يرد عليه ، وكانوا ينقدون الشعر ، ويعارضونه بمثله وأقوى منه ، فالتحدي كان مع ناس يملكون ناصية البيان ؛ ومع هذا عجزوا عن الاتيان بمثله ، ولهذا قال لهم -( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين )- [البقرة/24]
وقال : -( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )- [الإسراء/88] أي لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بكلام مثل القرآن ما استطاعوا ذلك ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا أي معاونا ونصيرا ، وما زال التحدي قائما إلى يومنا هذا ، ولن يستطيع أحد أن يأتي بمثله لأنه كلام الله ، وكل المحاولات التي حاولوها قديما وحديثا لتأليف بعض السور على نسق القرآن لا ذكر لها ولا وزن لها ،وفيها ركاكة غير مقبولة .
والكلام يكتسب القوة على حسب من أضيف إليه بمعنى كلمة شخص عادي غير كلمة وزير ، غير كلمة رئيس …. وهكذا فما بالك بالقرآن إنه كلام الله العلى الكبير ، قال تعالى : -( الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )- [هود/1] و -( وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم )- [النمل/6] فأراد الله أن يقطع الشك قديما وحديثا فلا يأتي من يقول : إن محمدا تعلم القرآن من غيره .
ما ضل صاحبكم وما غوى :
ولذلك لما قال مشركو مكة هذا الكلام -( ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر )- [النحل/103] وهم يعرفون الرسول قبل البعثة جيدا فقد عاش معهم أربعين سنة ولذلك القرآن عبر عنه بلفظ الصاحب -( وما صاحبكم بمجنون )- [التكوير/22] فهو صاحبكم تعرفونه جيدا وعاش معكم أربعين سنة فمن أين له أن يتلقى القرآن ؟
فلما بحثوا وجدوا أنهم كلهم يعرف بعضهم بعضا جيدا فوقع اختيارهم على غلام رومي !!! لا إله إلا الله …
لو أني أريد أن أتعلم اللغة العربية أذهب لأتعلمها من كندي؟ فهذا شيء عجيب
قال تعالى : -( ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين )- [النحل/103]
قصة بحيرا الراهب :
حتى أن بعض المستشرقين الذين كان هدفهم الرئيس هو دراسة الإسلام واستخراج بعض الشبهات لتشكيك المسلمين في دينهم وتشويه صورة الإسلام ، بحثوا فلم يجدوا شيئا في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدللون به على أن القرآن ليس من عند الله ، فطرأ في ذهن أحدهم فكرة من خلال قصة حدثت للرسول -صلى الله عليه وسلم- في صغره كان في التاسعة ، وبعض كتاب السيرة ذكروا أنه كان في الثانية عشر من عمره ، لما كان ذاهبا مع عمه في التجارة ،وقابل بحيرا الراهب وكان على الحنيفية مثل ورقة بن نوفل وغيره ممن التزموا بالاعتقاد أنه لا إله إلا الله وأن عيسى عبد الله ورسوله ، والبشارة بمقدم نبي آخر الزمان ، وكان يعرف بعض العلامات عن هذا النبي الذي يبعث كما قال الله تعالى : -( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )- [البقرة/146] فوجد هذه العلامات في النبي -صلى الله عليه وسلم- في قصة طويلة خلاصتها أنه سأل عمه أبا طالب من أبوه ؟ قال أنا أبوه قال ما ينبغي لأبيه أن يكون حيا ،قال فأنا عمه، المهم في الأخير خوفه أن يناله أذى من اليهود وأوصاه أن يعود به إلى مكة حتى لا يصاب بسوء.
هذا المشهد لا يتجاوز دقائق لكن لو فرضنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا السن جلس يوما كاملا مع بحيرا الراهب هل يعقل أن يقال أنه نقل القرآن عنه وهو في سن الأربعين، وهل يعقل أنه في هذا السن في جلسة واحدة ينقل عن بحيرا هذا القرآن كاملا ؟
هذا مستحيل طبعا ، أضف إلى هذا أن المتعلم في مجال معين ومتخصص فيه الإدراك المعرفي عنده أعلى بكثير من غيره فمثلا لو أنا طبيب متخصص لو أمسكت بتقرير طبي سأدرك ما فيه سريعا بمجرد إلقاء نظرة عليه ، لكن لو أنا أمي في الطب سأقرأ وأقلب الأوراق لكن لن أدرك شيئا إلا يسيرا ، فما بالنا بالرسول -صلى الله عليه وسلم- كيف له وهو أمي أن ينقل كل هذه المعلومات أقصد القرآن وهو في سن الثانية عشرة من خلال لقاء واحد مع بحيرا الراهب ؟ ثم ما الذي أسكت الرسول -صلى الله عليه وسلم- من سن الثانية عشرة إلى الأربعين ؟
فهذه قصة باطلة والعجيب أنهم يرددونها كثيرا ويدللون بها على أن القرآن أخذه رسول الله عن بحيرا الراهب، ومن الناحية الحديثية فسند القصة غير صحيح .
ولتخريج القصة يرجى الدخول على هذا الرابط :
جزيل المواهب في خبر بحيرى الراهب
دلالة افتتاح سور القرآن بالأحرف المقطعة :
إذن أراد الله أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- أميا ليقطع أي طريق للشك في أن القرآن مؤلف ، أو أن محمد ا قرأ كتبا أو علوما أو معارف فجاء بالقرآن من عند نفسه بل جاء القرآن متحديا -( -( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )- [البقرة1/2] -( الر تلك آيات الكتاب الحكيم )- [يونس/1] -( الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين )- [الحجر/1] -( كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون )- [فصلت/3]
فالتحدي قائم للجميع هذا القرآن مكون من هذا الأحرف وهو تنزيل من الله سبحانه ، فإن كان بإمكان البشر الإتيان بمثله فأتوا بسورة من مثله ، والعرب كانوا يقولون عن القرآن أنه شعر ، وهم أدرى الناس وأعلمهم أن القرآن ليس على أوزان الشعر المعروفة لديهم ، وأن النبي قبل أن يوحى إليه عاش أربعين سنة فما قال الشعر أبدا رغم فصاحته وقوة بيانه -صلى الله عليه وسلم -( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين )- [يس/69] ولذلك يُذكر عن رسول الله أنه كان إذا روى الشعر كسر البيت فقد ورد أنه عليه الصلاة والسلام أنشد: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك من لم تزود بالأخبار، فقال أبو بكر رضي الله عنه ليس هكذا يا رسول الله، فقال عليه الصلاة والسلام: إني والله ما أنا بشاعر ولا ينبغي لي ، فإذا كان لا يجيد رواية الشعر فمن باب أولى لا يستطيع تأليفه ، رغم ملكته اللغوية الكبيرة وبلاغته وقد أوتي جوامع الكلم ،كل هذا ليبقى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعيدا عن أي شبهة أو اتهام له بأن هذا القرآن من عنده وليس من عند الله ،ولذلك البعض لما يدرس في مجال من المجالات ربما لقلة فهمه للغة العربية والقرآن وعدم اطلاعه على تفسير العلماء لآيات الله عز وجل يصطدم بآيات القرآن ويقول إن القرآن يتنافى مع كذا وكذا … كلا الخلل ليس في القرآن الخلل فيك أنت، أو فيما قرأت.
وهل كل ما يقرأ صحيحا ؟
هل كل النظريات العلمية صحيحة ؟
أي شيء ما زال في طور البحث فهو قابل للصواب والخطأ، وهناك آلاف النظريات في الزمن الماضي لو ذكرت لنا لضحكنا منها طويلا ، أما القرآن فهو كلام الله -( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد )- [فصلت/42] وفيه من أوجه الإعجاز الكثير : منها الإعجاز التشريعي ، البياني ، التاريخي ، العلمي …. وهكذا وهناك عشرات بل مئات المؤلفات في هذا الموضوع، وكلها تؤكد على أن القرآن كلام الله عز وجل -(تنزيل من حكيم حميد )- [فصلت/42]
إخبار الرسول عن المستقبل :
نفس الأمر بالنسبة للرسول الذي أطلعه الله على بعض الغيب فأخبر عن أمور حدثت بعد وفاته وأخبر أيضا عن أمور لم تحدث بعد ، وكل هذا لتمتد مسألة تصديقه والإيمان به عبر الزمن ، وأذكر أنه من سنين مضت جاء من يشكك في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ ثُمَّ لِيَنْزِعْهُ ؛ فَإِنَّ فِي إِحْدَى جَنَاحَيْهِ دَاءً وَالْأُخْرَى شِفَاءً ) رواه البخاري
ويقول : لو غمست جناح ذبابة كما جاء في الحديث وكانت هذه الذبابة تحمل مرض الملاريا ، لأدى ذلك إلى إصابة الشخص بمرض خطير فكيف يكون هذا حديث ؟ وينبغي عدم القبول لكل أحاديث البخاري.
وبمرور الأيام أثبت العلم الحديث بالأبحاث التجريبية المختبرية المحكمة والمعتمدة ، أن الذباب يشتمل فعلا على الداء المتمثل بالبكتيريا الضارة ، وعلى الدواء المتمثل بالمضادات لتلك البكتيريا مصداقا للحديث .
ومن أقوى الأبحاث التي أقيمت في هذا الموضوع بحث الأستاذ الدكتور مصطفى إبراهيم حسن ، أستاذ الحشرات الطبية ، ومدير مركز أبحاث ودراسات الحشرات الناقلة للأمراض ، وكان بحثه بعنوان : ” الداء والدواء في جناحي الذباب “، يمكن الاطلاع عليه على الرابط الآتي :
” الداء والدواء في جناحي الذباب “
فمن أين للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعلم بهذا في وقت انعدمت فيه وسائل البحث الحديثة عندنا ومختبرات البحث العلمي ؟
إذن علمه الله -سبحانه وتعالى – -( وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما )- [النساء/113]
خطورة إسقاط الأحاديث الغيبية على الواقع :
والشيء بالشيء يذكر :أريد أن أقول من المبالغات التي وقع بها البعض في عصرنا إسقاط الأحاديث الغيبية على الواقع فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: سيكون بين يدي الساعة كذا وكذا …. فيأخذ البعض هذه الأحاديث ، ويربطها ببعض الوقائع مثل مبالغة البعض بأن النبي أخبر عن طالبان أو داعش أو تفجير برج التجارة العالمي ….الخ وكل هذه أوهام .
ولا ننس لما قالوا إن سورة التوبة هي السورة رقم 9 بالمصحف والآية 110 من السورة كلها تدل على وقوع تفجير برج التجارة العالمي كما زعموا -( لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم )- [التوبة/110] وبالغوا فقالوا إن الشارع اسمه (جرف هار) بنيويورك وهذا عبث عجيب .
وذات مرة أرسل لي أحدهم بريدا الكترونيا (قبل اختراع الفيس بوك) وقال جرت محاورة بين رجل مسلم عراقي وعسكري أمريكي قال المسلم : كل شيء عندنا في القرآن ، فقال الأمريكي متحديا : حتى اسمي ؟ قال : ما اسمك قال: ” كوك ” قال : نعم عندنا ( كوك قائما ) وهذا طبعا تحريف لقوله تعالى ( -( وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما )- [الجمعة/11] ) فماذا لو اسمه بيتر أو امرأة اسمها نانسي هذا عبث كبير والقرآن لم ينزل لهذا العبث .
فربما ما قاله الرسول من الأمور الغيبية يحدث الآن أو بعد مئة سنة أو أكثر الله أعلم ، ولذلك لما سئل أحد العلماء عن قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- “بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار للسبابة والوسطى ” فالرسول مات منذ 1400 عام فكيف نوفق بين ذلك والحديث ؟
قال الشيخ :إن الله تعالى يقول : -( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون )- [الحج/47] فلم يمر على وفاته -صلى الله عليه وسلم- يوم ونصف فمن الممكن أن تقوم الساعة بعد يوم ونصف أو يومين من أيام الله .
فقبل أن ترسل شيئا تأكد منه ومن صحته ولا تنشر الخرافات والأشياء غير الصحيحة فإن هذا دين وكل واحد منا سيسأل أمام الله هل فرط وضيع أم حفظ الدين وصانه وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى .