هل صحت قصة سواد بن عزيّة؟ وأنه مرغ وجهه في بطن النبي صلى الله عليه وسلم؟
أولا بالنسبة للقصة فقد قال عبد الرزاق : أخبرني جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخصر بِعُرْجُون من بنات طاب . قال سفيان : وهو عرجون مستقيم ويكون فيه عوج ، فيقام ، قال : فأصاب بذلك العرجون سوادة بن غزية الانصاري فقال : يا رسول الله القَوَد ! فقال : نعم ، فَشَقّ ذلك على الناس ، قالوا : يا رسول الله ! إنه محتاج ، إنما أراد أن تعطيه شيئا ، فأمكنه النبي صلى الله عليه وسلم من القَوَد(القصاص) ، فَقَبَّل بَيْن عَيينه ، فَرَضَخ له النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك .
ثانيا أما عن تخريجها فقد قال الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” :
أخرجه ابن إسحاق في ” السيرة ” و من طريقه أبو نعيم في ” معرفة الصحابة ” و ابن الأثير في ” أسد الغابة ” .
قال ابن إسحاق : و حدثني حبان بن واسع بن حبان عن أشياخ من قومه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر ، و في يده قَدح يُعدل به القوم ، فمر بسواد بن غزية – حليف بني عدي بن النجار – و هو مستنتل من الصف ، فطعن في بطنه بالقدح ، و قال : ” استو يا سواد ” ، فقال : يا رسول الله ! أوجعتني و قد بعثك الله بالحق و العدل ، فأقدني . قال : فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه ، و قال : ” استقد ” ، قال : فاعتنقه فَقَبَّل بَطْنه ، فقال : ” ما حملك على هذا يا سواد ؟ ” قال : يا رسول الله ! حَضَر ما ترى ، فأردت أن يكون آخر العهد بك : أن يمس جلدي جلدك ! فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير و قال له – فَذَكَرَه .
قال الألباني : قلت : و هذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى لأن الأشياخ من قوم حبان من الأنصار ، فإن كانوا من الصحابة فلا إشكال ، و إن كانوا من التابعين فهم من كبارهم ، لأن حبان تابعي من الخامسة عند الحافظ ، و هم جمع لا يضر جهالتهم كما هو معروف عند أهل العلم . وروايتهم لهذه القصة تدل على أنها كانت مشهورة عندهم ، متداولة بينهم . و قد ذكر لها الحافظ في ” الإصابة ” شاهدا من مرسل جعفر بن محمد عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخطى بعرجون ، فأصاب به سواد بن غزية الأنصاري .. فذكر القصة . قلت : و أخرجها ابن سعد في ترجمة سواد بن غزية بسند صحيح عن الحسن مرسلا بلفظ : ” رأى سواد بن عمرو .. ” قال ابن سعد : هكذا قال إسماعيل . يعني ابن عُلَية . و مَال الحافظ إلى تعدّد القصة . و الله أعلم .