وقفات مع قصة موسى والخضر: 3- ( البصيرة والإلهام والخواطر )

تاريخ الإضافة 11 ديسمبر, 2022 الزيارات : 2749

وقفات مع قصة موسى والخضر
(3)البصيرة والإلهام والخواطر

تكلمنا الأسبوع الماضي عن العلم اللدني وقلنا إن العلم نوعان :علم كسبي ، وعلم لدني .
العلم الكسبي :هوالعلم الذي يكتسب بأدواته وأسبابه المختلفة .
أما العلم اللدني : فهو العلم بلا واسطة فهو مستمد من الله بطريق الوحي، وهذا العلم في المقام الأول اختص الله سبحانه وتعالى به الأنبياء والمرسلين ، وقد يجعله الله سبحانه وتعالى طرفا من هذا العلم لبعض العلماء بأن يفتح الله لهم فهما في كتاب الله أو فقه دليل في كتاب الله أو سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
ونستكمل الحديث لتوضيح المسائل أكثر ، لأن هذه المسألة مما يتداخل الفهم فيها لنوضح الفرق بين الإلهام والخواطر والبصيرة والفراسة ، فهذه كلمات نسمعها كثيرا نريد أن نستوضحها في هذا اللقاء حتى تكتمل الصورة .

ما هو الإلهام؟

 الإلهام عبارة عن فيض من الله عز وجل يليقيه في قلب المؤمن يدعوه لفعل شيء أو تركه ، هذا الإلهام شيء ظني وليس يقيني ،لأن البعض كثيرا ما يخلط بين الإلهام والخاطر ؛ الخاطر هو ما يتردد في النفس من أمور : أنا أريد أن أسافر ، أعمل في المكان الفلاني ، آكل كذا ، أقابل فلان ….الخ فهذه خواطر تتردد في النفس ، والخواطر عرضة لوساوس الشيطان ونزغاته ، فليس كل ما يخطر ببال الإنسان خير ، قد يكون الخاطر خيرا وقد يكون شرا .
والخواطر لا ثواب فيها ولا عقاب ، ما حدثت به النفس ، طالما أنه لم يقل أو يفعل لا شيء له ولا عليه ،لو جاءك خاطر في أمر من الأمور أن هذا الأمر فيه شر ، أوهذا الأمر الذي أنا مقبل عليه فيه خير ، ماذا أفعل ؟

نقول لك : إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- علمنا الاستخارة ، لما يتردد في نفسك شيء لا تدري ما الخير من الشر استخير .

ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ” مِن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له ”

وقال جابر رضي الله عنه : كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها ، نعم فالاستخارة في كل مباح في الزواج والسفر والبيع والشراء والعمل ، في كل أحوالك ، بل من العلماء من قال : يجوز إذا ضاق الوقت أو لم تستطع الصلاة أن تدعو فقط بدعاء الاستخارة طالبا الخيرة من الله عز وجل ، وإن كان الأكمل طبعا أداء ركعتين ثم تدعو بدعاء الاستخارة .
من بركة الاستخارة : الإلهام ؛ أن يلهمك الله بالخير والصواب ، لأنك تدعو فتقول ( اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم  وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ويسميه باسمه -هذا السفر، هذا الزواج، وأشباه ذلك يسميه هذا الأمر- خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فيسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أنه شر لي، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه وقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به ”
فعلامة الخير :فيسره لي ثم بارك لي فيه .
وعلامة الشر :فاصرفه عني واصرفني عنه وقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.
وهذا كله إلهام من الله ، أن يلهم المسلم الفعل خيرا أ وشرا .

البعض يقول : أنا استخرت ولم يحدث شيئا ؟

إذا استخرت اعزم في الأمر متوكلا على الله ، قال تعالى : -( فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين )- [آل عمران/159] فإما يأتي التيسير من الله إن كان خيرا ، أو تتعسر الأمور بقدر الله فيصرف الأمر عنك .
لا يلزم في الاستخارة الرؤيا ؛ بل إن الرؤيا كما يقول العلماء أحيانا تكون حديث نفس ،لانشغال الإنسان بالأمر كثيرا وخصوصا في القرارات المصيرية في الحياة : كالزواج والتعلم والسفر والهجرة … الخ ،قد تكون الرؤيا من المبشرات لكن لا تلزم غالبا ، إنما استخير وسيلهمك الله الصواب بالفعل أو الترك .
البصيرة :

من الإلهام أن يجعل الله لك بصيرة في الأمور ، في هذا الواقع المتشابك الذي نعيشه تداخلت الأمور وكثر اللبس والخلط بين الحق والباطل وكثرت الفتن ، فلا يستطيع البعض أن يرى رؤية حقيقية ، البصر يرى الأشياء كما هي بظاهرها ، أما البصيرة فهي عين القلب بأن ترى الأشياء على حقيقتها ، وهذا الإلهام لا يأتي من فراغ إنما يأتي بطاعة الله عز وجل ، قال تعالى : -( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم )- [الأنفال/29] فقوله تعالى {فُرْقَاناً} أَيْ فَصْلًا بين الحق والباطل؛ فَإِنَّ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ بِفِعْلِ أَوَامِرِهِ وَتَرْكِ زَوَاجِرِهِ، وُفِّقَ لِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ مِنَ الْبَاطِلِ، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ نَصْرِهِ وَنَجَاتِهِ وَمَخْرَجِهِ مِنْ أُمور الدُّنْيَا وَسَعَادَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَتَكْفِيرِ ذُنُوبِهِ وَهُوَ مَحْوُهَا، وَغَفْرُهَا: سَتْرُهَا عَنِ النَّاسِ، وسبباً لنيل ثواب الله الجزيل كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رحيم} .الحديد 28

فقوله (كِفْلَيْنِ) أي ضعفين مِن رَّحْمَتِهِ {وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ} يَعْنِي هُدًى يُتَبَصَّرُ بِهِ مِنَ الْعَمَى وَالْجَهَالَةِ {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} ففضلهم بالنور والمغفرة.
إذن فهذه البصيرة تأتي بتقوى الله “إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ”

وفي الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : { إن الله تعالى قال : من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر فيه ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه (رواه البخاري
فمعنى الحديث : ما عبدني أحد بشيء أحب إلى مما افترضته عليه لأن العبادة تقرب إلى الله سبحانه وتعالى ، فركعتان من الفريضة أحب إلى الله من ركعتين نفلاً ، ودرهم من زكاة ، أحب إلى الله من درهم صدقة ، وحج فريضة أحب إلى الله من حج تطوع ، صوم رمضان أحب إلى الله من صوم تطوع .
( ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل ) يعني : بعد الفرائض حتى يحبه الله ،
( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ) أي : سددته في كل ما يسمع فلا يسمع إلا ما فيه الخير له ، ولا ينظر إلا إلى ما كان فيه خير .
( ويده التي يبطش بها ) أي : أن الله تعالى يسدده في بطشه وعمله بيده فلا يعمل إلى ما فيه الخير .
الشاهد من الحديث : أن في محبة الله عز وجل تسديد العبد في سمعه وبصره ويده ورجله مؤيدا من الله عز وجل ، فهو عبد موفق في عمله وسعيه ولعل هذاالمعنى أوضح في الرواية الأخرى :”فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش”
والمراد: أن من اجتهد بالتقرب إلى الله عز وجل بالفرائض ثم بالنوافل قربة إليه؛ ورقّاه من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان؛ فيصير يعبد الله على الحضور والمراقبة كأنه يراه، فيمتلئ قلبه بمعرفة الله تعالى ومحبته وعظمته وخوفه ومهابته وإجلاله والأنس به والشوق إليه؛ حتى يصير هذا الذي في قلبه من المعرفة مشاهداً له بعين البصيرة؛ فحينئذ لا ينطق العبد إلا بذكره، ولا يتحرك إلا بأمره؛ فإن نطق نطق بالله، وإن سمع سمع به، وإن نظر نظر به، وإن بطش بطش به.

إذن الإلهام أن يفيض الله عليك من فضله وإنعامه وكرمه فترى بنور البصيرة الأشياء على حقيقتها وتميز الخير من الشر، والحق من الباطل خاصة في زمان الفتن، وقد تتنبأ أو تتوقع الأمور المستقبلية بشيء يقذفه الله في قلبك ، وهذا من إنعام الله عز وجل ، ونوع من أنواع الإلهام ، كما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال عنه أنه من المحدثين أي الملهمين الذين يتوقعون الأمور فتحدث كما توقعوا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : “لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناسٌ محدَّثون، فإن يكُ في أمتي أحد، فإنه عمر”
المحدثون – بفتح الدال – : جمع محدث ، وهو الملهم ،والمعنى أن الله سبحانه وتعالى يُجري الحقَّ على لسانه، كأنما تحدّثه الملائكة، فيأتي بالصواب من غير نبوّة .

هذه المسألة تسمى “موافقات عمر للقرآن” وهي ثابتة في أخبار صحيحة؛ وقد ألف فيها الإمام السيوطي رسالة صغيرة سماها ” موافقات عمر بن الخطاب “منها على سبيل المثال :
قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ” وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاَثٍ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، فَنَزَلَتْ: ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى )، وَآيَةُ الحِجَابِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ، فَإِنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ البَرُّ وَالفَاجِرُ، فَنَزَلَتْ آيَةُ الحِجَابِ، وَاجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الغَيْرَةِ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ: (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ)، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ “رواه البخاري .
و عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: ” وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ: فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ، وَفِي الْحِجَابِ، وَفِي أُسَارَى بَدْرٍ “رواه مسلم .
وأبو بكر الصديق لما سمع رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يتكلم في آخر خطبة له : ( إنَّ عبدًا خيَّره اللهُ بيْنَ أنْ يُؤتيَه مِن زَهرةِ الدُّنيا ما شاء وبيْنَ ما عندَه فاختار ما عندَه ) فبكى أبو بكرٍ وقال : فدَيْناك بآبائِنا وأمَّهاتِنا!!!
فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هو المُخيَّرَ وكان أبو بكرٍ هو الوحيد من الصحابة الذي فهم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتكلم عن نفسه .

موقف لأبي بكر بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
لما علم الصحابة بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ،وتداولوا الأمر بينهم في اختيار من يلي الخلافة من بعده،ووقف أبو بكر خطيبا فكان مما قال : يا معشر الأنصار : إن الله سمانا «الصادقين» وسمّاكم «المفلحين» إشارة إلى قوله تعالى: { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ *وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*} [الحشر: 8 ـ 9].قال والله سبحانه وتعالى أمرنا أن نكون مع الصادقين : -( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )- [التوبة/119] وبهذه الكلمات النيرة التي قالها الصديق اقتنع الأنصار ووجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قد آن الأوان لتقديم مقترح لا يختلف فيه اثنان ، فقدّم أبا بكر الصديق وقال له: ابسط يدك نبايعك، وتمت البيعة .
فالشاهد هو استدلال أبي بكر وكيفية استنباطه للأمر من كتاب الله عز وجل ، وهذا كله من توفيق الله لأبي بكر.

الإلهام ليس من أدلة الأحكام الشرعية :

وأود أن أنبه أن الإلهام هوأمر خاص بالشخص، ولا يؤسس لحكم شرعي بأن يحل حراما أو يحرم حلالا ، فيحتفظ بإلهامه وخواطره لنفسه ،إلا إذا كان له فهم يستند إلى دليل من كتاب أو سنة كما ذكرنا عن الصحابة الأجلاء ، والأمور ربما تتداخل ما بين خواطر وإلهام ووسوسة شيطان للمسلم ، فينبغي الانتباه لهذا كله ؛لأن الصوفية توسعوا في ذلك فقالوا أنتم تقولون حدثنا ميت عن ميت ونحن نقول: حدثني قلبي عن ربي !!!

فكانوا يأخذون الدين من المنامات والإلهامات ، فأحدث الشيطان بهم بدعا كثيرة ، وضلالات وقعوا فيها دون أن يقصدوا ، أرادوا الخير لكنهم وقعوا في الشر ، وأضلهم الشيطان تحت هذه الدعوى ، وعندنا نقول فلان من العلماء في الدين ، وعندهم يقولون : العارف بالله ، ويقصدون به الذي يتلقى العلم مباشرة عن الله عز وجل !!
وهذا غير صحيح لأن الوحي لا يكون إلا للأنبياء ، والإلهام الذي به تقع الأمور الشرعية على سبيل الإيجاب أو التحريم لا يكون إلا بوحي من الله على الأنبياء والمرسلين ، كما في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ( إن روح القدس نفث في روعي )روح القدس : جبريل عليه السلام ، أي ألقى في قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الكلام ، هناك تواصل مباشر بأن يتنزل جبريل على النبي -صلى الله عليه وسلم- بالوحي كما نعلم بآيات القرآن أو بالأحكام الشرعية وهناك التواصل بالإلهام ، بأن يلقي في قلبه هذه الأمور .
بقية الحديث : ( إن روح القدس نفثَ في رُوعِي ، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها ، وتستوعِبَ رزقَها ، فاتَّقوا اللهَ ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بِطاعَتِهِ)
فلا يحق لأحد أن يؤسس لحكم شيء في الدين حلالا كان أو حراما إلا بوحي من الله سبحانه وتعالى ، فالإلهام (حدثني قلبي عن ربي ) لا يحل ولا يحرم ومن أدراك أنه عن ربك وليس وسوسة من الشيطان ؟ أو حديث نفس ؟ فالإلهام ليس من أدلة الأحكام الشرعية .
وهذه الأمور هامة جدا لأن هناك خلط كبير فيها ، ومن أراد أن يتوسع في الموضوع فعليه بقراءة كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية ( الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) وقد ذكر فيه أمورا عجيبة أضل الشيطان بها بعض المشايخ ، وضلالات ظنوا أنها إلهام وتوفيق من الله عز وجل ، وكان الأمر وسوسة من الشيطان لنشر البدع والخرافات باسم الدين ، وما ضيعهم إلا عبادة الله على جهل .
وكان من دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : ” اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه “


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 14 مايو, 2024 عدد الزوار : 1036 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع