17- الأحاديث القدسية : لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين

تاريخ الإضافة 3 يوليو, 2021 الزيارات : 5304

17- الأحاديث القدسية : لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال : ( وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين ، إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ) أخرجه ابن حبان وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة .

أنواع الخوف 

1- الخوف من الله تعالى: 

ويسمى (خوف العبادة)، وهو الخوف المقترِن بالمحبة والتعظيم والتذلل والخضوع، وهو الذي يحمل العبدَ على الطاعة والبعدعن المعصية.

حكمه: واجب في حق الله تعالى، وصرفه لغير الله تعالى شرك أكبر.

2- الخوف من غير الله:

أ- الخوف الطبيعي: هو خوف الإنسان مما يُؤذيه؛ مثل خوف الإنسان من السَّبُع أن يأكله، ومن النار أن تُحرقه.

حكمه: مباح إذا وجدت أسبابه.

وهذا الخوف ليس بعبادة، ووقوعه في القلب لا ينافي الإيمان، قال تعالى عن موسى: ﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ﴾ [القصص: 21].

ولكن يجب ألا يزيد عن الحد، وألا يستقر في القلب، بل يُذهبه العبد ويَدفعه عن قلبه بالتوكل على الله واللجوء إليه سبحانه؛﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173].

فالخوف الطبيعي لا يُلام عليه العبد، بشرط ألا يؤدي إلى ترك واجب أو فعل محرَّم، وإذا كان بلا سبب، أو سببه ضعيفًا؛ كمن يخاف من الظلام، أو كان سببًا وهميًّا – فهو مذموم.

ب- الخوف من الناس : وهو الخوف الذي يحمل على ترك واجب أو فعل محرم.

هو الخوف من الخلق في حدٍّ من حدود الله، فيعصي الله خوفًا من الناس، أو يترك واجبًا من الواجبات خوفًا أو حياء من الناس.

قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175]؛ أي: إن الشيطان يخوفكم أولياءه، ويعظمهم في صدوركم؛ أي يجعل أولياءه مخوفين في قلوب الناس، ﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ ﴾، وهذا دليل على أن الخوف من غير الله منهيٌّ عنه، وأن الخوف من الله مأمور به، وهو شرط في صحة الإيمان.

قال العلاَّمة ابن القيم: ومن كيد عدوِّ الله أن يخوِّف المؤمنين من جنده وأوليائه؛ لئلا يجاهدوهم ولا يأمروهم بمعروف، ولا ينهوهم عن منكر، وأخبر – تعالى – أن هذا مِن كيْد الشيطان وتخْويفه، ونهانا أن نخافه.

والمعنى عند جميع المفسِّرين: يخوِّفكم بأوليائه، قال قتادة: يعظِّمهم في صدوركم، فكلما قوِي إيمان العبد زال من قلْبه خوفُ أولياء الشيطان؛ قال – تعالى -: ﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76]، وكلما ضعف إيمانه قوِي خوفُه منهم، فدلَّتْ هذه الآية على أن إخلاص الخوف مِنْ شُرُوط كمال الإيمان.

حكمه: محرم.

ج – خوف الشرك: هو خوف غيرِ الله فيما لا يقدر عليه إلا الله؛ كمَن يخاف مِن أحد إنس أو جن، أن يصيبه بمرض أو مكروه أو أذى مما لا يقدر عليه إلا اللهُ، ومن هذا الاعتقاد في السحرة والدجالين أنهم يملكون الضر والنفع وفي الحديث ” من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد “.

حكمه: شرك أكبر.

المحبة والخوف والرجاء

ينبغي للعبد أن يجمع بين ثلاثة أمور :

وهي المحبة والخوف والرجاء 

يقول ابن القيم “القلب في سيره إلى الله عزَّ وجلَّ بمنزلة الطائر؛ فالمحبة رأسه والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطير جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر .. ولكن السلف استحبوا أن يقوى في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء، وعند الخروج من الدنيا يقوى جناح الرجاء على جناج الخوف” [مدارج السالكين (15:7)]

حقيقة الخوف ودرجاته:

والخوف ليس مقصودا لذاته ، بل هو وسيلة لغيره ، ولهذا يزول بزوال المخوف ، فإن أهل الجنة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، ومنه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم :

فالخوف المحمود هو ما حال بين صاحبه وبين محارم الله عز وجل ، قال بعض الحكماء : ” ليس الخائف الذى يبكي ويمسح عينيه بل من يترك ما يخاف أن يعاقب عليه ” 

ومنه قدر واجب ومستحب :

فالواجب منه ما حمل على أداء الفرائض واجتناب المحارم ، فإن زاد على ذلك بحيث صار باعثاً للنفوس على التشمير في النوافل ، والبعد عن المكروهات ، وعدم التوسع في فضول المباحات ، كان ذلك مستحباً ، فإن زاد على ذلك ، بحيث أدى إلى اليأس والقنوط والمرض ، وأقعد عن السعي في اكتساب الفضائل كان ذلك هو الخوف المحُرَّم .

كيف نخاف الله عز وجل ؟ 
لذلك وسائل شرعية ، وأعمالا قلبية ، نذكر منها :

1- قراءة القرآن وتدبر معانيه :
قال تعالى : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) الاسراء/107-109

وقال عز وجل : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً ) مريم/58

2- استشعار عظم الذنب وهوله :

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله “لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة، ما طمع بجنته أحد. ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ما قنط من جنته أحد” متفق عليه

وروى البخاري عن ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : ” إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا ” .

وعن ابن عباس أنه قال “يا صاحب الذنب لا تأمن سوء عاقبته، ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته، وقلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذنب، وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب، وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب، وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب، وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب” [الجواب الكافي (2:57)] .

وقال ابن المبارك “من أعظم المصائب للرجل أن يعلم من نفسه تقصيرًا، ثم لا يبالي، ولا يحزن عليه ” [شعب الإيمان (2:271)]

وقال الغزالي رحمه الله :” الخوف مِنَ اللَّهِ تَعَالَى تَارَةً يَكُونُ لِمَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَعْرِفَةِ صِفَاتِهِ وَأَنَّهُ لَوْ أَهْلَكَ الْعَالَمِينَ لَمْ يُبَالِ وَلَمْ يَمْنَعْهُ مَانِعٌ ، وَتَارَةً يَكُونُ لِكَثْرَةِ الْجِنَايَةِ مِنَ الْعَبْدِ بِمُقَارَفَةِ الْمَعَاصِي ، وَتَارَةً يَكُونُ بِهِمَا جَمِيعًا ، وَبِحَسَبِ مَعْرِفَتِهِ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِجَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى وَاسْتِغْنَائِهِ ؛ فَأَخْوَفُ النَّاسِ لِرَبِّهِ أَعْرَفُهُمْ بِنَفْسِهِ وَبِرَبِّهِ ” من “إحياء علوم الدين” (4/ 155) .

3- تقوى الله تعالى وتعظيم محارمه:

بفعل الطاعات ، وترك المنكرات والمحرمات ، فهذا يزرع الخوف في القلوب ، ويحييها بعد مواتها ، ويشغلها بمحبة الله وابتغاء مرضاته واتقاه سخطه .

قال ابن القيم رحمه الله :” الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ الصَّادِقُ: مَا حَالَ بَيْنَ صَاحِبِهِ وَبَيْنَ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا تَجَاوَزَ ذَلِكَ خِيفَ مِنْهُ الْيَأْسُ وَالْقُنُوطُ.

والخوف هو السوط الذي يسوق النفس إلى الله والدار الآخرة ، وبدونه تركن النفس إلى الكسل والأمن وترك العمل اتكالاً على عفو الله ورحمته ، فإن الآمن لا يعمل ، ولا يمكن أن يجتهد في العمل إلا من أقلقه الخوف وأزعجه .

 قال بعض السلف : ” الخوف سوط الله يقوم به الشاردين عن بابه ، وما فارق الخوف قلباً إلا خرب “

4- معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته:

على قدر العلم والمعرفة بالله يكون الخوف والخشية منه ، قال سبحانه :{ إنما يخشى الله من عباده العلماء } (فاطر: 28) ، ولهذا كان نبينا – صلى الله عليه وسلم – أعرف الأمة بالله جل وعلا وأخشاها له كما جاء في الحديث وقال : (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا ، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله ) رواه الترمذي .

ولما سألت عائشة رضي الله عنها النبي – صلى الله عليه وسلم – عن قول الله تعالى : { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } (المؤمنون: 60) ، هل هم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟ قال : ( لا يا بنت الصديق ، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ، وهم يخافون أن لا يقبل منهم ) رواه الترمذي.

قال الحسن : “عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها وخافوا أن ترد عليهم ، إن المؤمن جمع إحسانا وخشية ، والمنافق جمع إساءة وأمنا ” .

قال ابن القيم رحمه الله :” كلما كان العبد بالله أعلم ، كان له أخوف.

قال ابن مسعود: ” كفى بخشية الله علماً ” ونقصان الخوف من الله إنما هو لنقصان معرفة العبد به، فأَعرف الناس أخشاهم لله، ومن عرف الله اشتد حياؤه منه وخوفه له وحبه له، وكلما ازداد معرفة ازداد حياءً وخوفاً وحباً ” انتهى ، من “طريق الهجرتين” (ص 283).

وقال ابن الجوزي رحمه الله :” من علم عظمة الإله : زاد وجله، ومن خاف نِقَم ربه : حسن عمله، فالخوف يستخرج داء البطالة ويشفيه، وهو نعم المؤدب للمؤمن ويكفيه.

5- معرفة فضل الخائفين من الله :

قال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الأنفال/ 2
وعن أبي هريرة – رضي اللَّه عنه – قال : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : ( لا َيَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع ، وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ ) . رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
وعنه قالَ : قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ … ) الحديث ، وفيه : ( ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ) رواه البخاري ومسلم

6- تدبر أحوال الخائفين :

وكيف وصلوا إلى هذه المنزلة بالإيمان والعمل الصالح ، وقيام الليل ، وصيام النهار ، والبكاء من خشية الله .

قال الغزالي رحمه الله :” معرفة سير الأنبياء والصحابة فيها التخويف والتحذير ، وهو سبب لإثارة الخوف من الله ، فإن لم يؤثر في الحال أثر في المآل ” انتهى من “إحياء علوم الدين” (2/ 237) .
قال الحسن: صحبت أقواماً كانوا لحسناتهم أن ترد عليهم أخوف منكم من سيئاتكم أن تعذبوا بها ..” انتهى، من “مواعظ ابن الجوزي” (ص 91) بترقيم الشاملة .

7- تدبرأحوال الناس يوم الفزع الأكبر وآيات العذاب والوعيد :

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) الحج/ 1، 2 

وقال عز وجل : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ) هود/ 103.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله “ما رأيت مثل النار، نام هاربها ولا مثل الجنة نام طالبها” رواه الترمذي وحسنه الألباني

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: عن رسول الله أنه قال لجبريل “ما لي لا أرى ميكائيل ضاحكا قط؟”، قال: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار. رواه أحمد وقال الألباني: حسن لغيره، صحيح الترغيب والترهيب 

8- سماع المواعظ المؤثرة المرققة للقلوب:
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : ( وَعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ) وصححه الألباني.

9- كثرة الدعـــــــــــاء أن يرزقك الله الخشية:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قلما كان رسول الله يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: ” اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ..” حسنه الألباني.

ثمرات الخوف من الله عز وجل

1- يبعث الخوفُ من الله على العمل الصالح والإخلاص فيه؛ ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 9، 10].

2-  يقمع الشهوات، ويكدر اللذات المحرَّمة، فتصير المعاصي المحبوبة عنده مكروهة.

3- يجعل صاحبه في ظل العرش يوم القيامة؛ (ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه).

4- الأمان يوم القيامة؛كما في الحديث القدسي الذي معنا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل: وعزَّتي، لا أجمع على عبدي خوفينِ، ولا أجمع له أمنينِ؛ إذا أمِنَني في الدنيا أخفتُه يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا أمَّنتُه يوم القيامة)؛ رواه ابن المبارك في الزهد ، وحسنه الألباني في الصحيحة 

5-الخوف من أسباب المغفرة: في قصة الرجل الذي كان فيمَن قبلَنا، عندما حضرته الوفاة جمع بَنيه وقال لهم: إني لم أعمل خيرًا قط، فإذا متُّ فأحرقوني، ثم ذروني في يوم عاصفٍ، ففعلوا، فأعاده الله كما كان، ثم سأله: ما حملك على ذلك؟ قال: مخافتك يا رب، فتلقاه برحمته.

عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن رجلًا كان قبلكم رَغَسَهُ الله مالًا، فقال لبنيه لَمَّا حُضِر: أيُّ أبٍ كنت لكم؟ قالوا: خير أبٍ، قال: فإني لم أعمل خيرًا قط، فإذا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم ذَرُّوني في يوم عاصف، ففعلوا، فجمعه الله عز وجل، فقال: ما حملك؟ قال: مخافتك، فتلقاه برحمته))؛ رواه البخاري ، ومسلم 

رَغَسه الله مالًا: رزقه الله مالًا وفيرًا

6- الخوف يؤدي إلى الجنة؛ وبين سبحانه ما أعده للخائفين في الآخرة فقال : { ولمن خاف مقام ربه جنتان } (الرحمن: 46)

وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن خاف أدلج، ومَن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة).


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود

 رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود   ما أجمل أن يتلمس الدعاة في عصرنا الحاضر السير على خطى الأنبياء، والتخلق بأخلاقهم، والاقتداء بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، من خلال المنهج القرآني في عرض قصصهم، وأحوالهم مع أقوامهم؛ من خلال دراستي لأحد سور القرآن (سورة هود)

تاريخ الإضافة : 24 أبريل, 2024 عدد الزوار : 31 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع