فهم سنن الله من خلال سورة ” العنكبوت “

تاريخ الإضافة 23 يوليو, 2024 الزيارات : 4982

فهم سنن الله من خلال سورة ” العنكبوت “

تتعدد المصائب مصيبة تلو المصيبة ، وكل دقيقة تتوقع خبرا أشد مما سبقه، وحادثة وقعها على القلب أشد مما سبقها ، وتتوالى الأخبار والنكبات والمصائب ويتساءل الناس لماذا يحدث كل هذا ؟

متى نصر الله ؟ ومتى الفرج واليسر ؟
وهنا عندما ننظر للأمور لا ننظر إليها نظرة المتعجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهم في شدة من الابتلاء : ” إن الله لا يعجل بعجلة أحدكم “

وبعض الإخوة يسألني لماذا لا نتكلم عن الحادثة الفلانية ؟

ولو علقت على أخبار الأسبوع كلها سيتحول المنبر إلى قناة للأخبار وليس مكانا للتذكرة والوعظ ، وهذا ليس معناه أن نكون في واد والأحداث والواقع في واد ، إنما أقصد أن يبقى للمنبر دوره وهو التذكير بالله عز وجل ، الشحن الإيماني ، وصيانة القلب مرة أخرى بعد أسبوع كامل مر عليه ….

لو تناولنا كل الأحداث والنكبات والمصائب بالتحليل والتعليل ربما نتفق أو نختلف أو نتنازع ، وهكذا .
لكن أريد اليوم أن أبين لكم كيف كان القرآن يربي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على فهم سنن الله عز وجل ، لقد أصاب رسول الله والمسلمين أشد مما يصيب الكثير من المسلمين الآن من القتل أو التشريد ، أو التهجير ، أو التعذيب ، والأذى ، وكان القرآن ينزل ليربي ، وسأشير إلى سورة مكية فيها هذه المعاني التي نحتاج إليها وهي سورة العنكبوت ، واسم السورة يدل على معنى هام فيها ، فسورة العنكبوت سميت بهذا الاسم لمعنى سنشير إليه .

سورة العنكبوت :

افتتحت السورة بآيات تصحح بعض التصورات الخاطئة عند كثير من المسلمين يقول تعالى:”الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون” العنكبوت1 /4

يا أيها المسلم هل تحسب أن إيمانك معناه أنك لن تبتلى ؟

كلا إن معنى إيمانك أن تختبر وتبتلى فإذا ثبت رفعك الله وأعلى قدرك وكنت عند الله بمكان ، وإذا اختل الأمر فعندئذ لا تلومن إلا نفسك .

سنة الابتلاء :

فالابتلاء سنة من سنن الله حتى يكون أمر الإيمان واضحا لمن أراد أن يتبعه ، الإسلام ليس دين نفعي يتبعه من أراد الشهرة أو أراد الدنيا والمال أو السلطة ، كلا الإسلام كدين يوضح الله سبحانه وتعالى طبيعته فيقول : “أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون” فلا بد من الابتلاء لأنه سنة جارية -( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )- [العنكبوت/3]

تأملوا كلمة فتنة ما معناها ؟
كلمة فتنة مأخوذة من فتنت الذهب إذا عرضته للنار ، فالذهب كمعدن نفيس يستخرج من باطن الأرض ، وقد تعلقت به بعض المعادن الخسيسة التي لاقيمة لها فيحتاج الصناع حينئذ أن يعرضوه على النار لتنقيته منها، وهذه تسمى فتنة الذهب وكلما كانت النار شديدة كانت التنقية للذهب أفضل ، وكل المعادن الخسيسة تذوب ، فيبقى لنا الذهب صافيا لامعا ….

فباب الإيمان لو أنه مفتوح للجميع سيقول الجميع : أنا مؤمن ؛ طالما في منفعة !!!

كلا لكل قول حقيقة تقول : أنا مؤمن إذن حقيقة إيمانك مجموعة من الاختبارات تتعرض لها فإذا ثبتّ فيها كان من الله القبول .
هذه نقطة مهمة جدا ، أن الابتلاء سنة ماضية أرادها الله تعالى في عباده ، من ظن أن الدنيا دار سعادة دائمة فهو واهم ، لأن الدنيا دار اختبار دار عمل ،قال تعالى :  -( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور )- [الملك/2]
والابتلاء يكون بالسراء والضراء ، ابتلاء بالشدة والرخاء ، بالغنى والفقر ، بالعسر واليسر ، كيف حالك مع كل هذه عند عطاء الله وعند المنع ، عندما يبسط الله لك وعندما يقبض عنك ، وبين النبي هذه السنة فقال : “يُبْتَلَى المرء عَلَى قدر دِينِهِ ، فَإِنْ كَانَ في دِينُهُ صُلْابة زيد له في البلاء ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى قدر دِينِهِ ” فهذه سنة ثابتة أن الابتلاء يأتي مع الإيمان .
وليس المقصود هنا أن الحياة تكون كلها كدر ونكد وغم كلا إنما المقصود أنك معرض للابتلاء ، طالما أنك في الدنيا فأنت في اختبار ، ماذا أفعل ؟

هنا الإيمان اللجوء إلى الله والثقة فيه وتعلق القلب به سبحانه وتعالى كما قلت أكثر من مرة : حينما يبتلى المسلم يعلم أن الأخذ بالأسباب لا ينافي أبدا أن يتعلق قلبك بالله ، فالقلب معلق بالله والجوارح تأخذ بالأسباب ،لا تتعلق بالأسباب أو تتوكل عليها فيكلك الله إلى نفسك .
قد تأخذ بالأسباب وتأتي النتيجة التي كنت ترجو فالحمد لله ، وقد تأخذ بالأسباب ويتأخر الفرج أو النتيجة التي خططت لها ليزداد قلبك تعلقا بالله عز وجل ، ويقبل القلب على الله سبحانه وتعالى فلا يرجو غيره فيطهر القلب من كل شائبة فيها التعلق بغير الله .

سنة الإمهال للظالم :

من سنن الله عز وجل أنه يملي للظالم أي يمهله لكن لا يهمله -( أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون )- [العنكبوت/4] ومعنى يسبقونا أي يظنون أنهم سيعجزون الله أو أن يفلتوا من غضبه وعقابه ” ساء ما يحكمون ”

وفي سياق الآيات فيما بعد يأتي ذكر قوم إبراهيم وقوم لوط ، ثم شعيب وعاد وثمود وقارون وفرعون وهامان … سبحان الله العظيم !!!

هؤلاء كلهم أرسل الله جل وعلا إليهم رسلا ، واراد الله عز وجل بإرسال الرسل إقامة الحجة فأعرضوا وكذبوا ومنهم من مكر بالرسل ، وصدوا عن سبيل الله ، لكن هنا مسألة ألا تعجل .

يين الله في سياق الآيات عن نوح عليه السلام -( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون )- [العنكبوت/14] ألف سنة إلا خمسين عاما ، الله حليم عليهم ، لم يعاجلهم بالعقوبة ، وعجلتنا سببها هي أننا نعيش الأحداث ، ومسنا من هذه الأحداث الضر والبلاء والهم والغم ، ومن أهلينا من ابتلوا في هذه المصائب والحروب والمجازر التي نسمع بها كل يوم ، لكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ” إن الله لا يعجل بعجلة أحدكم ” فالله له تقدير وتدبير وهو الحكيم جل في علاه ، أكثر شيء يغتر به الظالم أن الله يكله إلى الأسباب ، فيزداد في ظلمه ، عندما ينظر حواليه يجد الجنود والأتباع والأنصار والمطبلين والمنافقين فيفرح ويغتر ، كل شيء تمام ، الأمان وانعدام الخطر والسلامة الكاملة له ولنظامه ، ولذلك تجد في أكثر الدول ظلما تجد هاجس المخاوف عال وكبير لأنه كلما زاد الظلم زاد الخوف وزادت الحراسات والتحصينات ،

فهل يظن أنه بمأمن من غضب الله وعقابه ؟
وقد بين الله لنا عاقبة بعض الظلمة بعد ذلك فقال : ” -( وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )- [العنكبوت41/40 ]
أنت تعاند من بيده الملك كله ، من هو علمه محيط بهذا الكون ، من تصل رقابته إلى أنه لا يخفى عليه ماتوسوس به نفسك ، من هو أقرب إليك من حبل الوريد.
إن تعذر جريان الدم في عرق من العروق كاف لأن يكون إنسان طويل عريض طريح الفراش ، اختلاج عرق من مكانه كاف بأن الإنسان يصرخ صراخا لا منقذ ولا منجي له منه إلا الله سبحانه وتعالى – سبحان الله العظيم- !!!

(فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا)هؤلاء قوم لوط السماء أمطرت عليهم حجارة .

(ومنهم من أخذته الصيحة)هؤلاء قوم ثمود ، الصيحة الصوت الشديد المهلك .

(ومنهم من خسفنا به الأرض)هذا قاررون لم تنفعه أمواله ولا خزائنه ، لوقلنا مليارات فإن كلمة مليارات تقف عاجزة عن التعبير عن ضخامة ثروته ولا أجد أبلغ من التعبير القرآني -(وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين )- [القصص/76] العصبة العدد من 10:40 فمفاتيح الخزائن يعجز عن حملها هؤلاء الرجال الأشداء ، هذا عن المفاتيح فما بالنا بما في الخزائن ، فخسف الله به وبكنوزه الأرض .

( ومنهم من أغرقنا ) هذا فرعون لم تنفعه جنوده ولا جيوشه في وقت كانت مصر فيه دولة ضخمة وغنية واقرأوا وصف القرآن لها -( كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين )- [الدخان25/27]

كل أخذه الله بذنبه من ظن أنه متحصن من السماء ؛ فلن ينجو أن يأتيه بأس الله من الأرض ، ومن ظن أنه متحصن بالأرض فلن ينج من عذاب الصيحة، والآخر لن ينج من الخسف وغيره لن ينج من الإغراق .

ما الأمر ؟
ضرب الله مثلا عجيبا لهؤلاء الظلمة واتكالهم على الأسباب الظاهرة وظنه أنه بمنجاة من عذاب الله فقال : ” -( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون )- [العنكبوت/41]

العنكبوت حشرة ضعيفة لما تحاول أن تتحصن تقوم بعمل بيتها ، هذا البيت من وجهة نظرها بيت قوي بذلت فيه مجهودا كبيرا لتتحصن فيه ، ويكون فخا لمن تأكل ، لكن هذا البيت ضعيف ( وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون )- [العنكبوت/41] أوهن يعني أضعف ، نفخة تذهب هذا البيت ، بيت لا ينفع في دفع برد الشتاء ولا حر الصيف سبحان الله العظيم !!!

دابة ضعيفة مهما تكون بقبضة يد يأخذ هذا البيت وينتهي فهو بيت ضعيف، والعنكبوت تظن أنها في حصن منيع ومتين وبعيد لا تناله الأيدي ، وتستطيع أن تصطاد أعداءها وتميتهم ….وكل هذا لا شيء .

فهذا حال الظالمين اتخذوا بيوت العنكبوت ، ظن أن القلاع والتحصينات والجيوش والجنود والطيران وسائر الأسلحة … كل هذا يظن معه الظالم أنه بعيد ، وكلما مر الوقت يزداد فرحه وبطره وطغيانه وتجاوزه ، وفجوره والعياذ بالله كما وصف الله فرعون -( إن فرعون علا في الأرض )- [القصص/4] و( وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين )- [يونس/83]

لاحظ قوله تعالى (لعال في الأرض )المفترض أن من يعلو يعلو إلى السماء لكنه علا في الأرض ،يعني قدرة الله عليه نافذة ، الأسباب كلها التي يتحصن بها كبيت العنكبوت لا تنفعه بشيء ….

إبرهة وجيشه الذي كان يعد من أكبر الجيوش وقتها لما أراد هدم الكعبة كيف أهلكه الله ؟ 

( وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول )- [الفيل3/5] العصف المأكول معناه :أن البهائم لما تضع لها الطعام يتبقى منها فضلات وطعام يقع منها فتدهسه بأرجلها ، فهؤلاء القوم بعد بأس الله الذي وقع بهم صاروا كهذا الطعام الذي تدهسه الدواب ، العصف المأكول سبحان الله العظيم !!!

فيتحصنون ببيت العنكبوت ويتجرأون على الضعفاء والمساكين والمدنيين ويفجرون ويتجبرون ويقولون: من أشد منا قوة ؟
هؤلاء كلهم ولا شيء بالنسبة لقدرة الله سبحانه وتعالى .

ولكن من رضي وتابع :

الإشكال فيمن يفتن أو ييأس أو يتجه مع اتجاه الريح ، كلا الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا فقال : ” ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع “
ولكن من رضي وتابع فهو شريكهم فلولا هؤلاء المنافقين والأنصار ما رأيت الظالم بهذا البأس والقوة …. هذا الظالم لو جردته من سلاحه وجنوده ومكانته ونظرت إليه كم يساوي؟  ولا شيء بشر مثلك لا وحش ولا عملاق ولاديناصور ولا قدرات فائقة ، هو اكتسب قوته من كل هؤلاء .

مشهد هلاك القذافي :

وقد رأينا القذافي وما فعله بشعبه …استأجر مرتزقة لقتل شعبه وفي الأخير رأيناه في ماسورة مجاري لا حول له ولاقوة يترجى الشباب أن يتركوه ويستعطفهم سبحان الله العظيم ضعيف ذليل ، بيت العنكبوت واهي ضعيف لا شيء بالنسبة لله سبحانه وتعالى .

قصة قارون :

فأنت دائما ترى حقيقة الأمور بعين البصيرة ، مشهد من قصة قارون نستبصر به لما خرج قارون ببهرجته وزينته وموكبه والناس بطبيعتهم يرون الظاهر -( فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم )- [القصص/79]

هذه النظرة الدنيوية البحتة قارون عنده أموال سعيد وكذا ….

أهل العلم والبصيرة ماذا قالوا ؟

( وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون )- [القصص/80]

ما تغني عنه هذه الكنوز وهو كافر عاص يصد عن سبيل الله ، وهو يمشي في ركاب فرعون ، فأهل العلم ذكروهم بالله الذي يملك السموات والأرض فما هو بالنسبة لله ؟! -( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم )- [محمد/11]

لكن الناس دائما لهم الظاهر ويتعجلون الأمور ،فهنا الظاهر أن قارون محظوظ غني متمكن لكن أهل البصائر قالوا:  (ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا)- [القصص/80]

وبعد قليل ماذا حدث ؟

قال الله : -( فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين )- [القصص/81]

أين الأعوان والأنصار والمعجبين ؟

جاء التعقيب بعدها ( وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون )- [القصص/82] سبحان الله العظيم

إذن أنت كمسلم لا بد من هاتين الحقيقتين :

الأولى : أن الدنيا دارابتلاء ، الدنيا ليست دار سعادة ولا راحة ، السعادة الأبدية في الجنة ، والراحة عند الله في الجنة ، فلا تتوقع غير هذا .

الأمر الثاني : أن إمهال ربي للظالم ليس إهمالا إمهاله لحكم ربما نعلمها وربما نجهلها ، فالله تعالى يملي للظالم ويتركه ، فيكرم من يكرم بالشهادة ، ويبتلي من يشاء فينقيه من ذنوبه ويطهره ، ولما نرى هؤلاء ومكانتهم عند الله نزداد قربا من الله ويقينا ، أما الظالم فيستدرجه الله يعطيه ويفتح له من الأسباب ما شاء فيزداد فجورا وطغيانا وكبرا وعلوا ، حتى إذا أخذه لم يفلته كما قال الله سبحانه وتعالى :

( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون )- [الأنعام/44]

فعذاب الله يأتي بغتة فجأة بدون مقدمات لا يستطيعون أن يتقوها لا بجيش ولا أموال ولا أعوان …

متى هذا ؟

الله يؤخر ذلك في وقت وقته وميعاد قدره ، ورب العزة قال هذا لنبينا صلى الله عليه وسلم -( سيهزم الجمع ويولون الدبر )- [القمر/45]

يقول عمر:  كنا نقرؤها بمكة ونتساءل أي جمع ؟ ويأتي التحقق بغزوة بدر فيما بعد ، سبحان الله العظيم ، والشواهد كثيرة .

بعد الآية ( وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون )- [العنكبوت/41] رب العزة أخبر أن هذه الأمثال يسوقها لإيضاح الأمور -( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون )- [العنكبوت/43]

طيب أنا في وسط هذه الأحداث كيف أستوعب ؟

رب العزة ساق لنا أربعة أمور أذكرهم سريعا خشية الإطالة :
أولا / التفكر في عظمة الله في خلقه -( خلق الله السماوات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين )- [العنكبوت/44] فتزداد إيمانا ويقينا بالله وتتحصن بالثقة بالله ليقينك أن هذا الملك كله ملك لله .

ثانيا /اقرأ القرآن -( اتل ما أوحي إليك من الكتاب )- [العنكبوت/45] شاهد اعتبر اتعظ راجع قصص الأمم السابقة راجع سنن الله في خلقه سبحان الله العظيم
ثالثا / ادفع الهموم والغموم وما يعتلج النفس من مخاوف بالصلاة (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )- [العنكبوت/45] تكن بها قريبا من ربك ” أرحنا بها يا بلال ”
رابعا / وبين الصلوات استعن بذكر الله داوم على الذكر (ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون )- [العنكبوت/45]

إذن في هذه الشدائد لا تنس هذه الأمور الأربعة .


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 14 مايو, 2024 عدد الزوار : 1033 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع