وصايا لقمان : 1- “ولقد آتينا لقمان الحكمة …” خطبة مفرغة

تاريخ الإضافة 12 سبتمبر, 2022 الزيارات : 4658

وصايا لقمان : 1- “ولقد آتينا لقمان الحكمة …”

أنزل الله تعالى كتابه ليكون هداية للناس وإقامة لهم على صراط الله المستقيم، وماذكره الله تعالى في محكم التنزيل القرآن ما هو إلا بيان لمنهج الله عزوجل وبيان لما يريده الله من عباده ، فنحاول بين الحين والآخر أن نتوقف مع بعض آيات القرآن الكريم ننهل من هذا المورد العذب الذي لا يخلق على كثرة الرد ونزداد شرفا بتلاوة كتاب الله ومدارسته سائلين الله تعالى أن يرزقنا العمل به اللهم آمين .
نعيش اليوم في هذا اللقاء واللقاءات القادمة إن شاء الله مع وصايا لقمان في القرآن والتي وردت في سورة تسمت باسمه ؛ سورة لقمان، قال تعالى -( ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد )- [لقمان/12]

من هو لقمان ؟

هو عبد صالح من عباد الله رجح كثير من أهل العلم أنه ليس بنبي ولكنه رجل صالح آتاه الله تعالى الحكمة ، وهذا الإيتاء اصطفاء وفيض من الله عز وجل يمنحه لمن يشاء من خلقه ، وقد ذكرنا في خطبة سابقة عن الحكمة أن الحكمة هي السداد في الأقوال والأفعال، القول المناسب في الوقت المناسب، والفعل المناسب في الوقت المناسب …. ممكن واحد يقول كلمة، كلمة لا يلقي لها بالا فتشعل حرب بين بلدين أو تخرب أسرة أو تضيع مستقبل شخص!!
ولو قرأنا في تاريخ الحروب هناك حروب كبيرة كان سببها كلمة قيلت أو تصرف أرعن من حاكم أو مسؤول متهور، والتاريخ فيه الكثير .
فعدم الحكمة في الأقوال والأفعال قد يؤدي إلى عواقب وخيمة .
والحكمة منها ما هو وهبي من الله مثل لقمان عليه السلام ومن شاء الله من خلقه؛ فيصطفي الله من يشاء من خلقه فيهبهم الحكمة كما قال تعالى -( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب )- [البقرة/269]
الطريق الثاني للحكمة : ما هو كسبي بالتعلم ، وهذه الحكمة من التوفيق الذي يمنحه الله لعباده ، عندنا التوفيق والخذلان فيكتسب العبد الحكمة بتقواه لله عز وجل .
وما علاقة التقوى بالحكمة؟
الحكمة من معانيها أن ترى الأمور ببصيرة تراها على حقيقتها دون أن يكون هنالك غشاوة تمنع من الرؤية الحقيقية وحتى ترى الأمور ببصيرة تحتاج إلى أن تكون من أهل الطاعة والتقوى. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا …) أي أمرا واضحا ظاهرا تفرقون به بين الحق والباطل.

عندك بصيرة وانكشاف للأمور؛إذن عندك رؤية واضحة، لا غشاوة ولاغبش، ولا وقوع في فتنة، ولا انشغال ببدعة، ولا شيء من هذه الأمراض والحمد لله.
فالبصيرة هي عين القلب التي جعلها الله تعالى خاصة بأهل الإيمان قال تعالى:  -( أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون )- [الأنعام/122]

وبين الله تعالى طريق هذا الفرقان وهذه البصيرة فقال : -( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم )- [الحديد/28] فالنور الذي يجعله الله تعالى للمتقين من عباده هذا هو التوفيق من الله والإعانة منه سبحانه قال تعالى : -( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )- [محمد/17]
هذه المنحة الربانية تأتي من التقوى ، والتقوى تكون بالعمل الصالح أن تفعل ما أمر الله تعالى به والانتهاء عما نهى الله عنه، التقوى أن يراك الله حيث أمرك وألا يراك حيث نهاك أن تكون دائما مسارعا لمرضاة الله متجنبا لمحارمه بعيدا عن الشهوات والشبهات، وكل مايسخطه جل وعلا كما في الحديث القدسي ( وما تقرب إلي عبدي بشئ أحب إلي مما افترضته عليه)
إذن يجعل الله تعالى لأهل الإيمان الإعانة والتوفيق ؛أن يبصرك الله بالطريق السليم في حياتك …أن يفتح الله عليك بالكلمة المناسبة في الوقت المناسب وبالفعل الطيب الذي يصلح الله به الكثير، بحكمة في التصرف وتعقل في الأمور خاصة الأمور التي يكون فيها العصبية والغضب ،وبعض الأمور التي لا نملك فيها أنفسنا ، فيرزقك الله الحكمة فيها وهذا كله من توفيق الله عزوجل .
يجعل الله تعالى في الجهة الأخرى الخذلان …عدم التوفيق ، يسلط على من أعرض عن ذكره ومنهجه الغباء ؛ فالغباء جندي من جنود الله يسلطه الله على من ضل عن الصراط المستقيم فلا يبصر إلا شهواته وزين له الشيطان سوء عمله، فتجده دائما لا توفيق له دائما عنده الخذلان في خطواته فلا إصابة في كلام ولا أفعال، وهذا عقوبة من الله لإعراضه، قال تعالى : -( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )- [الصف/5] وقال تعالى: -( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون )- [الحشر/19] نسأل الله العافية
وقال تعالى: -( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين )- [الزمر/22] وقال تعالى: -( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور )- [النور/40] فهو مخذول لا بصيرة له فلا يرى الأشياء على وجه الصواب .

مثال التوفيق ومثال الخذلان:

وفي سورة لقمان ذكر الله لنا مثالين : الأول :مثال “النضر بن الحارث ” ولم يسمه لأن هذا المثال يتكرر،قال تعالى : -( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين )- [لقمان/6] نزلت في النضر بن الحارث، كان يخرج تاجرا إلى فارس، فيشتري كتب الأعاجم، فيرويها ويحدّث بها قريشا، ويقول لهم: إن محمدا صلّى الله عليه وسلّم يحدثكم حديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم حديث رستم وإسفنديار، وأخبار الأكاسرة، فيستملحون حديثه، ويتركون سماع القرآن.
وعن ابن عباس أنه كان له جوارٍ(جمع جارية)فكان لا يسمع بأحد يريد الإسلام، إلا سلط عليه إحداهن، فيقول: أطعميه واسقيه الخمر وغنيه، حتى يرجع عن الإسلام .
ومن الممكن أنه كان يفعل كلا الأمرين للصد عن سبيل الله، وظن أنه بذلك سيصرف الناس عن سبيل الله واتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهذا المبطل ضيع عمره في هراء في شيء لا قيمة له … سافر وبذل ماله ليصل إلى ما وصل إليه من الباطل وصد الناس عن سبيل الله ؛ فهذا عليه وزره ووزر من فتنه كما قال تعالى : -( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون )- [العنكبوت/13] فجعل الله عاقبته الخذلان لم يتحقق له ما أراد، وأقبل الناس على دين الله عز وجل .
فهذا مثال يتكرر في أعصر كثيرة من شياطين الإنس الذين يشترون لهو الحديث ويروجون له بين الناس .

أما لقمان فهو مثال لتوفيق الله لعبده فقد آتاه الله الحكمة ووفقه لنشرها وتربية الناس على الفضائل -( ولقد آتينا لقمان الحكمة )- [لقمان/12]
ومن اللطائف أن العلماء قالوا إن أكل الحلال الطيب والعمل الصالح هذا مما يعين على صفاء القلب وإشراقة النفس ، من كان يأكل حراما أو مالا فيه شبهة هذا مستحيل أن يشعر بهذا المعنى، وقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من يأكل حراما فهو بعيد عن الله عز وجل لا تستجاب دعوته ؛ كما في الحديث عن أبي هريرة ؟ قال: قال رسولُ الله ؟: إنَّ الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المُرسلين؛ فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون:51]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172]، ثم ذكر الرجلَ يُطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب له؟! رواه مسلم.
فأكل الحرام يبعد عن الله ويعمي البصيرة فهو لا يهتدي ولا يوفق ، أكل الحرام سبب لبغض الله للعبد وفي الحديث (كُلُّ جِسْمٍ نَبَتَ مَنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ) نسأل الله عافيته .
فأكل الحرام يبعد عن الله هذا غذاء الجسد ، هذه طهرة الجسد أن يكون الدم الذي يجري في العروق من طعام حلال من مكسب حلال، فإذا طاب الكسب كان ذلك تهيئة لإشراقة الروح وطهارة القلب… سبحان الله العظيم !!!
فلما يطهر القلب بالعمل الصالح والعبادة تكون عنده الشفافية والحكمة والتوفيق والإعانة والسداد من الله سبحانه وتعالى .

أثر الكلمة الطيبة :
ونحن نتدارس هذه الآيات التي ذكرها الله تعالى في كتابه هذه الوصايا من لقمان لابنه شأنها شأن الكثير من الآباء الذين يوصون أبناءهم بحكم الفطرة والعاطفة والحب بين الأب وأبنائه ينصحهم ،لكن الله تعالى خلد هذه الكلمات فأنزلها قرآنا يتلى ، وجعلها موعظة باقية لنا جميعا .

وهذا يبين أثر الكلمة الطيبة التي فيها توفيق من الله سبحانه وتعالى ، أن يلهم الله العبد كلمة طيبة في موقف من المواقف يحقن الله بها الدماء أو يحفظ بها الأعراض أو يهدي بها من شاء من خلقه ، هذه أمر يخلده الله سبحانه وتعالى ، ويجعل للكلمة الطيبة أثرا كبيرا .
نحن بيننا وبين الكثير من علمائنا مئات السنين ونقول : قال الإمام الشافعي … الحسن البصري ….الخ لماذا هذه الكلمات بالذات كلمة لا تتجاوز سطرا خلد الله سبحانه وتعالى ذكرها وتناقلها الناس جيلا بعد جيل ، هذا من بركة الإخلاص والتوفيق .
وهذا كله يبين لنا أثر الكلمة الطيبة فالإنسان منا يملك لسانه فاهتم بما تخرج من لسانك لأن له أثرا ومن مرائي النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج أنه أتى على جحرٍ صغيرٍ يخرجُ منه ثورٌ عظيمٌ ، فجعل الثورُ يريدُ أن يرجعَ من حيثُ خرجَ ، فلا يستطيعُ ، فقال : ما هذا يا جبريلُ ؟ فقال : هذا الرجلُ يتكلّمُ بالكلمةِ العظيمةِ ، ثم يندمُ عليها فلا يستطيعُ أن يردها .رواه الإمام أحمد بإسناد حسن كما قال ابن حجر في الفتح.
والعرب قالت قديما إذا أخرجت من فمي الكلمة ملكتني وإذا لم أخرجها ملكتها.
فالاستهانة بالكلمة وأثرها يكون لذلك عواقب وخيمة .

ولذلك لما وقع من وقع في الأفك ونالوا من الصديقة بنت الصديق قال الله عز وجل -( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )- [النور/15]
سهيل بن عمرو

في غزوة بدر وقع سهيل بن عمرو أسيرا بأيدي المسلمين ، فقال عمر بن الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم ” فأجابه رسول الله: “لا أمثل بأحد، فيمثل الله بي، وإن كنت نبيا ” ثم أدنى عمر منه وقال :” يا عمر لعل سهيلاً يقف غدا موقفاً يسرك ” وأسلم سهيل يوم الفتح‏، الشاهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي ظهر المرتدون ومانعو الزكاة، فقام سهيل بن عمرو فقال كلمة ثبت الله بها القلوب في مكة ولم تحدث ردة كما حدثت في مناطق عديدة من شبه الجزيرة ، فقال‏:‏ يا معشر قريش، لا تكونوا آخر من أسلم وأول من ارتد، وثبتت قريش على الإسلام‏.

والأمثلة كثيرة لكن أريد أن أقول إن هذا من توفيق الله وإعانته لعبده أن يرزقه الكلمة التي يكون لها أثرا كبيرا طيبا يصلح بها بين اثنين، يعيد بها زوجين إلى بيتهما بعد أن كادت الخلافات تعصف ببيتهما ، يصلح بها بين عائلتين ، يصلح بها خلق كثير فيهتدون إلى طريق الله .
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً”. أخرجه مسلم

أن اشكر لله:

قال تعالى :   -( ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد )- [لقمان/12]
وبما أن الحكمة نعمة من الله فاشكر الله تعالى عليها؛ وبصفة عامة الله يرضى أن تشكره على نعمه سبحانه وتعالى ، والشيطان قال لله سبحانه وتعالى بعد أن رفض السجود لآدم -( ولا تجد أكثرهم شاكرين )- [الأعراف/17] فالشيطان دائما يجعلك ساخطا على وضعك : على شكلك، زوجتك،أولادك ،بيتك ،عملك، سيارتك، عيشتك كلها.
وقد أخبرنا الله أن الدنيا ليست هي دار الجزاء والعطاء الكامل الوافي للمؤمنين ، ورزق الله يسع الجميع المؤمن والكافر -( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا )- [الإسراء/20] أما في الآخرة فالعطاء لا يكون إلا للمؤمنين -(وإنما توفون أجوركم يوم القيامة )- [آل عمران/185]

فهنا في هذه الآية جعل الله سبحانه وتعالى مع النعمة شكرا ، إذا أنعم الله عليك بنعمة وأحببت أن يديمها عليك فداوم على شكرها قال تعالى : -( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم )- [إبراهيم/7] فتشكره على نعمة العافية المال الزوجة الأولاد الأمن …وهكذا .
( أن اشكر لله) فالله يحب أن يسمع من عبده كلمة الشكر ،فلا تنطق بالسخط والجزع على الله.

( ومن كفر فإن الله غني حميد ):

ثم بين أنه سبحانه هو الغني الذي لا حاجة له في شكر عباده -( ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد )- [لقمان/12] فكلما شكرت زادك الله ، لكن إذا جحدت وسخطت فإن الله يحجب نعمته عنك .
-( ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه )- [لقمان/12] كما قال : -( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها )- [الجاثية/15] فالجزاء من جنس العمل -( من يعمل سوءا يجز به )- [النساء/123]
والله غني عنا لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية، غني عن عباده؛ وإن كفر به من كفر، وإن جحد نعمه من جحد ، وعبد غيره من عبد ،الله غني عن هذا كله .
فسبحانه هو الذي أنعم وهو الذي أمرنا بالشكر ووعدنا بالمزيد-( ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد )- [لقمان/12] فهو غني لا يقوم بمدد من أحد أو عطاء من أحد، وهو حميد يحمده من في السموات والأرض وكل شيء خاضع له ، وكل شيء قائم به .
هل تعلم أن هذا الكون كله من عرشه إلى فرشه بسمواته وأرضه ، كل ذرة فيه مسبحة خاضعة لله سبحانه وتعالى إلا عصاة الإنس والجن .
قال تعالى -( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا )- [الإسراء/44]

الخلاصة:

 خطبتنا في كلمات :
– كان لقمان عبدا صالحا من عباد الله آتاه الله الحكمة ،لم يكن نبيا وإنما كان وليا، ويقال أنه كان في زمن داوود عليه السلام ( وهذا قول نستأنس به لكن لا دليل صحيح عليه)
– مثال لقمان هو مثال العبد الصالح الذي رزقه الله الحكمة في مقابل الرجل الذي يشتري لهو الحديث ليصد عن سبيل الله (النضر بن الحارث) ومن سار على دربه.
– الحكمة منها ما هو وهب من الله ، ومنها ما هو كسبي يكتسبه المؤمن بطاعته وتقواه لله سبحانه وتعالى فيجعل الله لمن يأكل حلالا ويطعم حلالا ويطيع الله سبحانه وتعالى يجعل الله له إشراقة وبصيرة …نورا يمشي به ،أما الآخر الذي أعرض وصد عن سبيل الله يجعل الله تعالى الخذلان حليفه عقوبة له فيسلط عليه الغباء والغباء جندي من جنود الله.
-أثر الكلمة الطيبة التي قالها لقمان من آلاف السنين وخلدها الله في كتابه فهي وحي يتلى .
– كل نعمة أنعم الله علينا بها تستحق شكر الله سبحانه وتعالى عليها والشكر فيه وعد الله بالمزيد ، وبين أن هذا الشكرعاقبته لنا فمن جحد وكفر بنعمة الله فإن الله غني عنه وعن عبادته وهو حميد يحمده ويمجده أهل السموات والأرض إلا عصاة الإنس والجن .


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 1 فبراير, 2024 عدد الزوار : 278 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم