وصايا لقمان 3 – “يا بني لا تشرك بالله ” (خطبة مفرغة)

تاريخ الإضافة 12 سبتمبر, 2022 الزيارات : 3687

وصايا لقمان 3 – “يا بني لا تشرك بالله “

نواصل الحديث عن العبد الصالح لقمان الذي آتاه الله الحكمة ووصى ابنه ببعض الوصايا ؛ فخلد الله سبحانه وتعالى هذه الوصايا وأنزلها قرآنا يتلى في السورة التي تسمت باسمه (سورة لقمان)
قال تعالى : -( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )- [لقمان/13]
( وهو يعظه ) الموعظة تكون تذكيرا للغافل ، عندنا العالم الذي يعلم من جهل ، والواعظ الذي يذكّر من غفلة ، فليس معنى الكلام أن ابنه كان مشركا بالله كما ظن البعض ؛ هو كان يذكره فقط ، كما تقول لابنك مثلا : لا تشرب السجائر ، لا تصاحب فلانا فإنه سيء الأخلاق …الخ ، فهذا من باب التنبيه والتذكير ، وإظهارا للخوف والشفقة بالتربية والتوجيه ؛ لأن البعض يظن أن التربية هي مجرد الإنفاق على الأولاد ( الطعام والشراب واحتياجات الحياة ) هذه رعاية ؛إنما التربية هي التوجيه ، هي النصح ، أن تكون دائما مع ابنك ناصحا ومعلما ومنبها ، ولا تقل في نفسك : ابني يعرف كل شيء ابني ولد ذكي ، لابد من هذا خاصة أن أبناءنا في هذا البلد عندهم الكثير من الثقافات والديانات والأعراف والعادات ، هذه الخليط الكبير يحتاج منا أن نميز أبناءنا بصفاتهم وأخلاقهم بما يتفق مع ديننا وأعرافنا ، ربما ما هو عندك بديهي تربيت وشببت عليه هو عند ابنك شيء غائب لا يعرف عنه أي شيء .
والبعض منا لما نتكلم عن التوحيد والعقيدة يقول : الحمد لله كلنا موحدون ومؤمنون بالله ، نعم لكن في وسط هذه الفتن الكثيرة والسموات المفتوحة انترنت وقنوات فضائية وثقافات وأفكار كثيرة جدا .

أسباب انتشار الإلحاد :

كذلك خطورة الإلحاد الذي انتشر بين الشباب ، وانتشاره لأسباب عديدة أهمها : الجهل بالدين ،هناك معلومات تغذي العقل ، والشاب كالأرض الخصبة ما تغرسه أو ماتزرعه فيها ينبت ، فإذا تركت الأرض بلا زرع ولا بذر ماذا تتوقع ؟ سينبت فيها أي شيء وكل شيء، لكن حينما ترعاها وتكون بإذن الله نبتة صالحة شاب نشا في طاعة الله أو فتاة تنشأ في طاعة الله.
فمن أكبر أسباب انتشار الإلحاد الجهل بالدين ، فقر المعلومة عن الدين ، المعلومة المشوهة التي يتلقاها عن الدين ، النظر إلى الدين على أنه قيد على الحرية ، يقولون : كل حاجة حرام وحلال وعيب، فأنا حتى أتحلل وأتحرر من هذا الأمر وهذا المفهوم أنا لا ديني ليس عندي دين ، أنا ملحد !!!

وهذا كله ليهرب من التكاليف فلا صلاة ولا صيام ولا حلال ولا حرام ، يخضع للدنيا وتقلباتها ويعيش في الحياة يفعل ما يشاء ليس عنده ما يمنعه فلا رقيب ولا وازع ديني ، وهذا أمرغاية في الخطورة إذا أهملنا أولادنا .

في بعض المشاكل التي حضرتها بعض الآباء يقول : أنا تفاجأت أن ابني يشرب مخدرات ، تفاجأت أن ابني يتكلم في مسائل فيها كفر بالله ….

تفاجأت ؟! هذا معناه أنك غائب غير موجود ، للأسف الشديد لا علاقة بينك وبين أولادك .

غياب الدفء الأسري :

يا إخواني ، إذا كانت الحياة هي انشغال بالمكسب والبيت والسيارة، والأولاد يأكلون ويشربون وينامون ، فهذه حياة لا معنى لها ، الأبوة فيها غائبة ، لا بد من جلسة عائلية نجلس كأب وأم وأبناء نمنح أبناءنا الدفء الأسري ، ونتعرف على أخبارهم وأحوالهم وإذا كان هناك مشاكل ونسألهم عن أحوالهم الدراسية ونناقشهم في أفكارهم لنستوعب هذه المسألة .
فغياب الأبوة والأمومة عن الأبناء خطير جدا ، فمن يقول أن تفاجأت !! نقول له : كلا أنت مغيب غير موجود في بيتك .

المال وسيلة وليس غاية:

لماذا تعمل وتتعب نفسك ؟ من أجل المال ؟ فماذا فعل المال لك ؟ هل ربى أولادك ؟
المال وسيلة وليس غاية ، بعض الناس جاء إلى هنا ليحقق المال فقط على أنه هو غايته، أن تسعد أبناءك وتكون والحمد لله مستور الحال لا تمد يدك لسؤال الناس فهذا شيء طيب، لكن ليكن عندنا توازن ، فلا يشغلك كسب لقمة العيش عن تربية أبنائك ورعايتهم.
ولو أمعنا النظر لرأينا أن أثمن وأغلى ما نقدمه لأبنائنا الرعاية والتوجيه ، لا تخش عليهم من الفقر، هذه الحياة بكل تقلباتها وأحوالها أهم شيء فيها أن يكون الإنسان على دين وخلق على مباديء ، هناك من حصد الملايين فلم تغن عنه شيئا ولم تثمر له سعادة أبدا ،سبحان الله العظيم !!!
فيكون هناك تواصل وحوار ومناقشة للأفكار ونصائح ، الشباب مع آبائهم والبنات مع أمهاتهم .
ودائما نسمع أحدنا يقول مفتخرا : الله يرحم والدي لما قال لي كذا وكذا …. الله يرحم أمي لما قالت لي كذا وكذا، فهذا القول ما زلت أنت تذكره لماذا ؟ لأنه أثّر فيك ؛ فلماذا غيبنا أنفسنا عن أبنائنا ، فلا بد من الحوار مع أبنائنا حتى لا تتفاجأ بأن ابنك مدخن أو مدمن أو ملحد أو واقع في طريق سيء عاقبته السجن بسبب صحبة السوء .
وهذه الأمور يمكن أن تحدث في كل مكان لأن البعض يحتج بكندا والعيش في كندا، ويقول هؤلاء شباب يعيشون بكندا !!!

ضياع الأولاد نتيجة لإهمال تربيتهم في أي مكان حتى لو كنت تعيش بمكة المكرمة ، لو قصرت في تربية أولادك سيكونون للأسف الشديد عرضة للضياع والوقوع في مصائب ومعاص وكبائر وفشل وإلحاد …الخ.

( يا بني لا تشرك بالله ):
نرجع للآيات قال تعالى حكاية عن لقمان : -( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )- [لقمان/13] الله سبحانه وتعالى واحد لا شريك له ، والشرك معناه أن تتخذ مع الله آلهة أخرى ، والشرك غير الكفر ، الكافر ممكن أن يقول : لا إله إلا الله لكن يكفر بالنبي محمد فلا يؤمن أن محمدا رسول الله ، فهذا آمن بالله ربا وكفره بمحمد نبيا ورسولا ، أما المشرك فهو الذي عبد مع الله إلها أو آلهة أخرى كما كان المشركون زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث نصبوا حول الكعبة 365 صنما عبدوها من دون الله وألّهوها وذبحوا لها القرابين وسجدوا لها من دون الله ، فلما جاء النبي بالتوحيد قالوا متعجبين : -( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )- [ص/5]

لماذا سمى الله الشرك ظلم عظيم ؟
لأن أعظم حقوق الله على العباد أن يعبدوه وحده لا شريك له كما في حديث معاذ لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا معاذ ، أتدري ما حق الله على العباد ؟ وما حق العباد على الله ؟) قلت : الله ورسوله أعلم . قال : ( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً ) فإذا جاء من يشرك بالله، ويعبد معه غيره فهذا ظلم، لأنه أدى الشكر لغير المنعم ، الذي أنعم عليك ورزقك هو الله ، فلماذا تعبد غيره ؟
أو أنه ظلم عظيم لنفسه لأن المشرك محروم من مغفرة الله عز وجل فالله يغفر أي ذنب إلا الشرك قال تعالى : -( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا )- [النساء/116] فكل الذنوب واقعة تحت عفو الله ومشيئته إن شاء عفا وإن شاء عذب ، أما من عاش على الشرك ومات عليه فقد حرمت عليه الجنة قال تعالى : -( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )- [المائدة/72]

التوحيد مصدر الأمان:
وقد فسر النبي بهذه الآية الآية الأخرى من سورة الأنعام وهي قول الله تعالى : -( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )- [الأنعام/82] حينما ساله الصحابة عنها وقالوا: يا رسول أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟

فقال: « ليس الذي تذهبون إليه، الظلم الشرك، ألم تسمعوا لقول العبد الصالح ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) لقمان:13

فتوحيد الله سبحانه وتعالى سبب للشعور بالأمان والراحة النفسية .
سبب اضطراب البشرية والاكتئاب والخوف والتوتروالأمراض العصرية الكثيرة التي نسمع عنها سببها هو البعد عن الله وخلو القلب من الإيمان بالله .
فتوحيد الله نعمة ، توحيدالله أمان .
وحتى نفهم السياق الذي وردت فيه هذه الآية نربطها بالآيات قبلها: لما كسر إبراهيم الخليل عليه السلام الأصنام التي كان قومه يعبدونها من دون الله ، خوفوه من الأصنام أن تنتقم لنفسها فقال لهم : -( وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون )- [الأنعام/81] أنتم تخوفوني بهذه الأحجار العاجزة عن الدفاع عن نفسها فضلا عن أن تنتقم ممن كسرها ؟!
فالأولى بالخوف هو أنتم ولست أنا، أنتم أشركتم بالله فالأولى بكم الخوف من عقابه عز وجل ، كما قال تعالى : -( أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد )- [الزمر/36] ويخوفونك بالذين من دونه أنت تخوفني بعبد ، بشيء لا ذكر له ولا قيمة له لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، ثم عقب بقوله :- ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )- [الأنعام/82] اللبس هو الخلط ، يعني الذين آمنوا ولم يخلطوا إيمانهم بالشرك كما فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- ، هؤلاء الذين آمنوا ووحدوا الله عز وجل ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ( أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) ما هو الأمن هنا ؟
الأمن هو أنك لا تخاف أحدا إلا الله ، أنك تحررت من أي عبودية لغير الله ، وأذكركم بكلمة ربعي بن عامر لما كان يخاطب قائد الفرس حينما سأله ما الذي أتى بكم ؟ فقال : ( إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد،ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة )

أن يكون الناس أحرارا ليسوا عبيدا إلا لله ، وهذا معنى الحرية الكامل ، أنك لا تخضع لمخلوق بسبب غناه أو سلطانه أو خوفا من بطشه أو انتقامه وأذاه ، أو أن يمنع عنك الرزق ، أنت عبد لله فأنت حر ، أما لو أنك عبد لغير الله لهذا وذاك ، وخائف من كذا وكذا …. هذه المخاوف كلها تجعلك دائما لا تشعر بالأمان .
لما كان النبي وأبو بكر في الغار قال أبو بكر: يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا، فكان جوابه ﷺ: “يا أبا بكر؛ ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟” {لا تحزن إنّ الله معنا}التوبة 40

وقال الشاعر :
وَإِذا السَعادَةُ لا حَظَتكَ عُيونُها *** نَم فَالمَخاوِفُ كُلُّهُنَّ أَمانُ

إذا كان معك الله عز وجل يرعاك ويحفظك نم بهدوء واطمئنان فالمخاوف كلهن أمان .
فالتوحيد لله عز وجل مصدر للأمان ، أن تتحرر من أي عبودية أو مذلة لغير الله ، تتحررمن كل خوف من المستقبل من اللحظة المقبلة ، أن يظلمك أحد ،أو يمكر بك ، أو يتآمر عليك ، من أحد يريد أذاك ، أنا عبد لله عزيز بالله عز وجل ، هناك من باع دينه لدنيا ، هناك من باع دينه لوظيفة ، ومن باع دينه لمنصب ،ومن باع دينه لامرأة ،ومن باع دينه لمال، لكن من ضحى وبذل في سبيل دينه كان أمانه بالله سبحانه وتعالى.
إذن التوحيد أمان للموحدين من الخوف.

التوحيد أمان من الأوهام والخرافات :

كنا نتكلم في خطبة ماضية عن موضوع الحظ والنحس ، وقلنا إن بعض الناس يلبس جلدة في يده ويعتقد أن هذه الجلدة التي لا حول لها ولا قوة تجلب له السعادة ، والبعض يحتفظ بعملة معدنية لأنها فيما يتوهم تجلب له الحظ !!! واعتقاد هذا نوع من الشرك ؛ أن تعتقد أن هذه القطعة المعدنية أو هذه الجلدة ، أو كف يد فيه عين لتكفيه الحسد ….الخ هذا، فيه تعلق القلب بغير الله عز وجل ، تعلق القلب بالأوهام ، لا إله إلا الله ، يتعلق القلب بطائر أو حيوان أو رؤية شخص معين يجلب إليك النحس والتعاسة أوالمرض !!!

تتعطل عقول الناس أمام هذا الجانب، ولو كان عندهم التوحيد الخالص لله ما تعلقت قلوبهم بمثل هذه الأوهام .
الآن هناك من يقرأ الطالع والمستقبل ومن يسمون بالأطباء الروحانيين ، أو المعالج الروحاني ، صار الآن في قنوات ومواقع لهذا ، والدفع بكارت الفيزا أو الماستر كارد ،فيه تطور الآن والرقية صارت بالصورة الشخصية ؛ ترسل الصورة ورقم الماستر كارد في رقية شرعية إلكترونية -كما يوهمون الناس – ويأتون ببعض الأشخاص المزيفين على أنهم كانوا يشتكون من كذا وكذا ….واحد يحكي قصته أنه كان معه 5 من الشياطين !!! سبحان الله العظيم !!! انت عامل جسمك شقة مفروشة ولا فاتحها ايجار شهري للشياطين ؟!!!
هذه العقلية التي جعلتنا أسرى للأوهام والخرافات ، وأسرى للشياطين وكفرة الجن على أنهم يتحكمون بالكون كله فنخاف كل شيء ونهاب كل شيء ، ونجد عندنا دائما الوهم في هذا الأمر ، أنا لو مؤمن وموحد بالله لا يضرني هذا أبدا،  أنا لو مؤمن وموحد بالله فأنا عندي أمان -( إن كيد الشيطان كان ضعيفا )- [النساء/76]
دائما قلبي قوي ، التوحيد عزة ، التوحيد أمان ، التوحيد قوة ، التوحيد لله سكينة وطمأنينة .
حينما تصبح قائلا : أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله رب العالمين ، تنفض من قلبك كل تعلق بغير الله ، تتيقن من كل قلبك أن هذا الملك كله أنت أصبحت وهو لله لا لغيره والحمد لله رب العالمين ، قال تعالى : -( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير )- [الملك/1] هذا هو رب الكون الذي أوحده وأؤمن به ، فهذا ينفي عنك المخاوف والأوهام والقلق والتوتر وتعلق القلب بغير الله ، أوأن تكون إنسانا رخيصا تبيع دينك أغلى ما تملك في سبيل دنيا أو مال …الخ .
قال تعالى : -( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )- [يونس/62] لا خوف عليهم لأنهم في أمان الله ، ولا هم يحزنون لأنهم في سعادة في الدنيا والآخرة ، أنا إنسان أصبح كل يوم ورزقي بيد خالقي فلماذا أحزن ؟ أصبح كل يوم وعافيتي بأمر خالقي فلماذا أحزن ؟ حفظي أنا وذريتي وأهلي بأمر الله خالقي ، أعلم أن كل الأقدار التي تصيبني خيرا أو شرا فهي من إرادة الله في ،فأنا مؤمن بالقضاء والقدر قال تعالى : -( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون )- [التوبة/51]
وقال تعالى : -( يدبر الأمر)- [السجدة/5] و -( وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون )- [هود/123]
غزوة حمراء الأسد:

وهذا مثال أخير أسوقه للدلالة على هذا المعنى وهو أن التوحيد والإيمان بالله أمان من الخوف :

بعد غزوة أحد واستشهاد سبعين من الصحابة فيها غير أعداد كبيرة من الجرحى ،جاء بعض المشركين قائلا : إن أبا سفيان ومن معه قد أجمعوا أمرهم على الرجوع إليكم لاستئصالكم، فاحذروهم واتقوا لقاءهم، فإنه لا طاقة لكم بهم، فزادهم ذلك التخويف يقينًا وتصديقًا بوعد الله لهم، ولم يَثْنِهم ذلك عن عزمهم، فأمرهم النبي بالركوب والتحرك السريع لملاقاة العدو في غزوة تعرف بحمراء الأسد وساروا إلى حيث شاء الله، وقالوا: حسبنا الله أي: كافينا، ونِعْم الوكيل المفوَّض إليه تدبير عباده، فلما علم المشركون بمسير المسلمين إليهم فروا خوفا من مواجهة جديدة مع المسلمين لا تحمد عواقبها ،  وفي هذا الموقف نزل قوله تعالى : “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ” آل عمران 173/ 174
نسأل الله أن يجعلنا من أهل التوحيد وأن يقبضنا عليه وأن يحشرنا في زمرة الموحدين اللهم آمين .

(2) تعليقات


  • نضال

    جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ، وجعله في ميزان حسناتك إن شاء الله
    أنا استفدت كثيراً من خطبك ودروسك في الخطب التي ألقيها في بريطانيا

    • abojannah

      وجزاكم الله خيرا وبارك فيك وشكر الله لك كلماتك الطيبة ورزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود

 رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود   ما أجمل أن يتلمس الدعاة في عصرنا الحاضر السير على خطى الأنبياء، والتخلق بأخلاقهم، والاقتداء بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، من خلال المنهج القرآني في عرض قصصهم، وأحوالهم مع أقوامهم؛ من خلال دراستي لأحد سور القرآن (سورة هود)

تاريخ الإضافة : 24 أبريل, 2024 عدد الزوار : 30 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع