ترجمة الإمام النووي- رحمه الله-

تاريخ الإضافة 30 أكتوبر, 2025 الزيارات : 1143

ترجمة الإمام النووي

رحمه الله (631- 676هـ)

مولده:

ولد في بلد اسمها نوى، وهي قريبة من دمشق الآن في سوريا، على عادة العلماء والفقهاء في زمانه بالنسبة إلى بلادهم أو صنائعهم، مثل البخاري نسبة إلى بخارى، وكذلك النووي والقرطبي نسبة إلى قرطبة، والترمذي نسبة إلى ترمذ، والنسائي نسبة إلى بلد اسمها نساء (بفتح النون) [1]، ومن العلماء من اشتهر بمهنته مثل القماش، نسبة إلى القماش، والجصاص نسبة إلى عمل أو بيع الجص وهو الجير، وهكذا.[2]

اسمه ونسبه:

هو يحيى بن شرف بن مُرِّيِّ بن حسن بن حسين بن محمد جمعة بن حِزام. وقال الذهبي في وصفه: (كان أسمر كث اللحية، ربعة مهيباً، قليل الضحك، عديم اللعب، بل جدّاً صرفاً، يقول الحق وإن كان مُراً، لا يخاف في الله لومة لائم»، ووصفه الذهبي أيضاً بأن لحيته سوداء فيها شعرات بيض، وعليه هيبة وسكينة)[3]

كنيته:

أبو زكريَّا، مع أنَّه من العُلَماء العزَّاب، الذين آثَرُوا العلم على الزواج، وإنما كنى بأبي زكريا لأن اسمه يحيى، والعرب تكني من كان كذلك بأبي زكريا التفاتا إلى نبي الله يحيى وأبيه زكريا ـ عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ـ، كما تكني من كان اسمه يوسف بأبي يعقوب ومن اسمه إبراهيم بأبي إسحاق، ومن اسمه عمر بأبي حفص على غير قياس، لأن يحيى ويوسف مولودان لا والدان، ولكنه أسلوب عربي مسموع.

لقبه:

كان لقبه رحمه الله: (محيي الدين) لأنَّ تلك الألقاب كانت مُتداوَلة في عصره، وقد كان رحمه الله يكره أن يلقب به، ولعله كره ذلك تواضعا، وإلا فهو جدير به لما أحيا الله به من سنن وأمات به من بدع، وما نفع الله به المسلمين من مؤلفاته العظيمة.

أوقاف المدارس الشرعية:

وكان الخلفاء والأمراء يقومون بعمل وقف للمدارس الشرعية للإنفاق منها على المشايخ وطلبة العلم، فلم يكن العالم محتاجا لفلوس من الناس أو من الحكومة، ولا كان الطلبة محتاجين، فثمرة الوقف ينفق منها على العلماء وعلي طلبة العلم.[4]

وكانت البيئة العلمية كالتالي، الطفل يبدأ بتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، ثم يتلقى العلم على أيدي العلماء.

طفولة الإمام النووي:

كان والد الإمام النووي مستور الحال له دكان يبيع فيه بعض البقالة أو ما شابه ذلك، وبدأ في حفظ القرآن الكريم، وكان يبدو عليه من صغره الجدية وكان الأطفال يكرهونه على اللعب معهم فلا يرضى أن يلعب أبدا.[5]

وكان من صالحي أهل زمانه رجلا اسمه الشيخ ياسين لما رآه على هذه الحال ذهب إلى شيخه الذي يحفظّه القرآن، فقال له: إن هذا الصبي له شأن كبير فاهتم به، قال أوحي يوحى به إليك أم منجم أنت؟ قال لا والله هذه كلمة ألقاها الله على لساني.

 فقالوا إنه بالفعل كان مقدم على أقرانه الذين هم في سنه، فختم القرآن ولم يناهز الحلم[6].

ويذكر أنه كان نائما بجانب والده ذات مرة؛ ليلة السابع والعشرين من رمضان، فاستيقظ في منتصف الليل وأيقظ أباه قائلا: يا أبتي إني أرى البيت مملوء نورا، فقام إليه أبوه يبحث ما الذي في الدار؟

فلم يجد شيئا فكأن الله كشف عن بصيرة النووي، وهو طفل ابن سبع سنين، فقال لوالده: هذا الكلام قال: لعلها يا بني ليلة القدر، فقام واجتهد في العبادة على أنها ليلة القدر.

 وأدى النووي الحج مع والده وكان عمره 22 سنة، وكان رحمة الله عليه كثير العبادة، يعرف بكثرة صيامه، وكان له ذاكرة حديدية قوية، فكان يكتب من حفظه الكثير والكثير، ويسطر الصحائف ويكتب بيده.

رحلته لطلب العلم واجتهاده فيه:

ذهب به أبوه إلى دمشق لنيل العلم من معينه الصافي، ومورده الشافي، وكان ذلك في عام 649هـ، وكان عمره آنذاك 19 سنة، فقصد به الجامع الأموي ونزله، فطفق عندئذ يشمر النووي عن ساعد الجد في طلب العلم.

 وذكر تلميذه الشيخ أَبو الحسن بن العطار أن الشيخ محيي الدين ذكر له أنه كان يقرأ كل يوم اثنى عشر درسًا على مشايخه شرحًا وتصحيحًا: 

درسين في الوسيط، وثالثا في المهذب، ودرسا في الجمع بين الصحيحين، وخامسا في صحيح مسلم، ودرس في اللمع لابن جني في النحو، ودرسا في إصلاح المنطق لابن السكِّيت في اللغة، ودرسا في التصريف، ودرسا في أصول الفقه تارة في اللمع لأبي إسحاق، وتارة في المنتخب للفخر الرازي، ودرسا في أسماء الرجال، ودرسا في أصول الدين.

 وقال النووي عن نفسه: إنه كان لا يضيع له وقتًا لا في ليل ولا في نهار حتى في الطريق، وأنه دام ست سنين. ثم أخذ في التصنيف، والإفادة، والنصيحة.

شيوخه:

تتلمذ على يد الكثير من العلماء منهم:

  • القاضي الخطيب عماد الدين عبد الكريم بن القاضي جمال الدين.
  • الشيخ شرف الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري.
  • الحافظ الزَّين خالد بن يوسف بن سعد بن حسن بن مفرج.
  • ومنهم ابن البرهان رضى الدين أَبو إسحاق إبراهيم بن أبي حفص.
  • ومنهم الإمام الزاهد ضياء الدين أَبو إسحاق إبراهيم بن عيسى.

تلاميذه:

تخرج على يديه جماعة من العلماء منهم:

  • علاء الدين بن العطار.
  • والحافظ المزي.
  • وابن النقيب.
  • وخطيب داريا أَبو الربيع الهاشمي.
  • وابن أبي الدر.

أول مؤلفاته:

ظهر أول مؤلف له في سن الثلاثين من عمره، وقال المؤرخون: لو جمعنا الكتب اللي ألفها الإمام على سنين عمره فمعنى ذلك أنه ألف في كل يوم كراستين، إشارة إلى غزارة ما كتبه رحمة الله عليه، وهذا الأمر بلا شك بركة من الله سبحانه وتعالى.

وأي باحث يدرك أن البحث عن المعلومة ومعرفة مكانها وسياقها وتوظيفها وتحليل الأقوال ونقل أقوال العلماء، كل هذا يحتاج إلى جهد، لكن هؤلاء آتاهم الله ذاكرة قوية جدا، وكانت الحياة أبسط مما نحن فيه الآن، فكان الرجل يقضي يومه بتمرات[7]، فهذه البساطة جعلت لهم بركة في الوقت، وأيضا لعلها كانت سببا للذاكرة القوية عند علمائنا ، وكان اليوم يبدأ من الفجر فيتحصلون على بركة اليوم، وعندما يظلم الكون عند العشاء الناس تتجه للنوم ، فينعمون بالنوم الهادئ، وربما من أسباب ذهاب البركة عندنا عدم تنظيم الأوقات وإهدار أوقات كثيرة في تفريعات وفي تعقيدات الحياة، الله المستعان.

 لماذا لم يتزوج؟

والإمام النووي لم يتزوج، وهذا الأمر ليس فيه سنة تتبع، السنة عن رسول الله ﷺ أنه تزوج النساء، لكن هذا أمر خاص بالنووي، وأيضا ابن تيمية لم يتزوج، ما هو السبب؟ هل انشغلوا بالعلم؟ الله أعلم، ولم ينقل شيء عن الإمام النووي عن سبب عزوفه عن الزواج، لكن نقول إن الأصل في ذلك اتباع الرسول ﷺ.

أمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر وموقفه مع الظاهر بيبرس:

ولم يكن النووي يخشى في الله لومة لائم، وعرف عنه أنه وقف للسلطان بيبرس مرتين:

الأولى: لما أراد أن يفرض ضرائب على الناس أثناء حربه مع التتار، فقال له قبل أن تفرض الضرائب على الناس عندك ألف جارية، كل جارية عندها علبة مجوهرات، خذ ما عندهم من ذهب وأنفقه على الجيش، وعندك العبيد يلبسون الحياصي من الذهب، (الحياصي صدرية كان لها أزرار ذهبية) علامة على الغنى، وبعد بيع كل هذا إن كنت محتاجا للمال فافرض على الناس الضرائب.

فغضب بيبرس وقال اقطعوا عنه راتبه واعزلوه عن منصبه، فقالوا الشيخ ليس له راتب ولا منصب، فقال له غيب عني وجهك فقال سمعا وطاعة. فخرج من دمشق إلى نوى اللي هي قريته التي ولد فيها.

ويقال إن هذا الموقف حدث له لما الظاهر بيبرس أراد أن يستخرج الأموال من الناس فقال كل من كان له أرض أو بيت يأتينا بما يثبت ملكيته لها فإن لم يأت وجب عليه أن يشتريها من الدولة، يعني باعتبار أن الدولة المالكة لهذا الشيء أصلا، فوقف له الإمام النووي أيضا ولعل الموقف تكرر، وقال له كل من كان تحت يده بيت أو أرض أو دار، فليس مطالبا بأن يثبت ملكيته لها، إنما أنت الذي تثبت العكس، لأن الرسول ﷺ قال: (البينة على من ادعى واليمين على من أنكر) فكفى الله تعالى المؤمنين شر هذا القانون الجائر، وكان الأمراء والسلاطين في هذا الوقت يخافون من العلماء لأنهم يتبعهم خلق كثير، وطالما أن العالم كان له كلمته التي تخرج لإرضاء ربه وليس لإرضاء ذي السلطان كانت كلمة لها وزنها.

طبعا انتبه الملوك والرؤساء في زماننا لهذا الأمر فجعلوا الأوقاف كلها بيد الدولة، وتعطي من عنده ولاء للنظام، ويعطى المكافآت والألقاب، ويمنع من لا ولاء له للنظام، ومن هنا نشأت طبقة علماء السلطان.

فلعل من أسباب إخلاص الإمام النووي هذه الوقفات التي وقفها أمام الظلم. ولم يخش في الله لومة لائم.

مؤلفاته:

 ذكرنا أن النووي عاش خمسا وأربعين سنة، وترك من المؤلفات ما لو قسم على سني حياته، لكان نصيبُ ُكل يوم كُرَّاستين، فإذا علمنا أنه لم يبدأ في طلب العلم إلا في سن الثامنة عشرة، وأنه أخذ في التصنيف في حدود الستين والست مئة(سنة 660 للهجرة)، وإلى أن مات كما يقول الذهبي ـ رحمه الله ـ ؛أي: بعد مكثه في دمشق بعشر سنوات، علمنا أن الله رزقه البركة في العمر، أضف إلى ذلك انشغاله بتعليم الطلبة، وقراءة الكتب، فإنه ما كان يضيع من وقته لحظة إلا في قراءة أو تعليم أو تأليف أو عبادة، وقد ألف النووي في علوم شتى: الفقه، والحديث، وشرح الحديث والمصطلح، واللغة، والتراجم، والتوحيد، وغير ذلك، وتمتاز مؤلفاته بالوضوح، وصحة التعبير، وانسيابِه بسهولة وعدم تكلف، يقول الذهبي: “إن عبارته أبسطُ من كلامه”، وأسلوبُه أسلوبُ عصره، مع عذوبة في الألفاظ، وجزالة في التراكيب، ولثقة الناس عامَّتِهم وخاصَّتِهم بالنووي وعلمه وحسن تأليفه، بادروا إلى اقتنائها ودراستها والعَزْوِ إليها حتى انتشرت في الآفاق، وحَرَصَ عليها العلماء من جميع المذاهب.

ويقول النووي في مقدمة كتابه روضة الطالبين وعمدة المفتين

 فإن الاشتغال بالعلم من أفضل القرب وأجل الطاعات، وأهم أنواع الخير وآكد العبادات، وأولى ما أنفقت فيه نفائس الأوقات، وشمَّر في إدراكه والتمكن فيه أصحاب الأنفس الزكيات، وبادر إلى الاهتمام به المسارعون إلى المكرمات، وسارع إلى التحلي به مستبقو الخيرات.

 وقد تظاهر على ما ذكرته جمل من آيات القرآن الكريمات، والأحاديث الصحيحة النبوية المشهورات، ولا ضرورة إلى الإطناب بذكرها هنا لكونها من الواضحات الجليات.”

من أهم مؤلفاته:

  • شرح صحيح الإمام مسلم”، وهو المعروف بـ “المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج”
  • الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار
  • رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين
  • الأربعون حديثًا النَّوَوِيَّة
  • روضة الطالبين”، وهو اختصار “الشرح الكبير”؛ للإمام الرافعي في الفقه الشافعي.
  • منهاج الطالبين”، وهو اختصار “للمُحَرَّر”؛ للإمام الرافعي مع الزيادة عليه بفرائد حسان.
  • “الإيضاح في المناسك”
  • “المجموع شرح المهذب للإمام الشِّيرازي”، وصَل فيه إلى الربا.
  • “التبيان في آداب حملة القرآن”

وفاته:

توفي الإمام النَّوَوِيُّ سنة 676 هـ عن خمس وأربعين سنة – رحمه الله تعالى على عالمنا وإمامنا الإمام النووي.


[1] أحد الجهلة قال: لقب بالنسائي لأنه كان يحب النساء!! فالنسائي نسبة إلى بلد اسمها نساء، ويذكر أنه عندما دخل المسلمون بلاد خراسان، هرب أهلها ولم يبق فيها سوى النساء. عندما وصل المسلمون لم يروا رجالا، فقالوا “هؤلاء نساء والنساء لا يقاتلن”، فقرروا أن يؤجلوا أمر هذه البلدة (أي ينسأوها) إلى أن يعود رجالها، فسميت باسم “نساء”. 

[2] الإمام مسلم اشتهر باسمه فقد كان اسمه مسلم بن الحجاج، فاشتهر بالإمام مسلم، فلم ينسب لا إلى صنعة ولا إلى بلد، وكان عندنا بعض المشايخ هداه الله يقول: وأنت في الدرس لو أحرجك شخص وقال لك من روى هذا الحديث؟ قل له رواه مسلم، وأنت تقصد مسلم من المسلمين!!! الله المستعان.

[3] تذكرة الحفاظ للذهبي (4 /1470) وقال في سير أعلام النبلاء (23 / 393): وكانت لحيته سوداء فيها شعرات بيض، وعليه سكينة وهيبة.

[4] ويذكر أن الإمام أبا حامد الغزالي رحمة الله عليه كان سبب طلبه العلم أنه نشأ يتيما فقيرا فقد توفى والده، ووصى به هو وأخوه لصديق له، ليعتني بابنيه بعد وفاته، وقد استمر هذا الصديق في الإنفاق عليهما حتى نفدت الأموال، وعندما اضطر لعدم الاستطاعة على مواصلة الإنفاق، اقترح عليهما اللجوء إلى طلب العلم في المدارس للحصول على قوتهم، وهذا هو ما أدى إلى توجههما لطلب العلم، حيث ذكر الغزالي أنهم طلبوا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله. 

[5] وهذه سمات شخصية خاصة به، لكن الصحيح تربويا مراعاة سن وعقل الطفل وأن يكون له وقت يلعب فيه مراعاة لطفولته، وأذكر قديما ونحن صغار أن المدرس كان يقول لأحدنا: أنا رأيتك أمس في الشارع وأنت تلعب ويعاقبه، فكنا نعتقد أن اللعب حرام، وتربينا على أن اللعب حرام، وهذه ولا شك تربية سيئة ، وكان عندنا إجازة نصف السنة أسبوعين وكان امتحان السنة النهائي في نهاية العام، فكانت إجازة نصف السنة أسبوعين معلم اللغة العربية يقول لنا: اكتبوا الكتاب من أوله إلى الدرس الذي توقفنا عنده في الدراسة، ومعلم الحساب يقول لنا حلوا كل التمارين من أول الكتاب، وهكذا كل مدرس يفعل ، وكان يوم الحساب هو أول يوم بعد انتهاء الإجازة يؤخذ الطالب المجرم بالنواصي والأقدام !! فالصواب هو الموازنة بين التعليم ووقت اللعب للطفل.

[6] كان قريبا من البلوغ.

[7] والرسول- صلى الله عليه وسلم- كان يقول بيت لا تمر فيه جياع أهله، وتقول عائشة: كان يمر الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة ولا يوقد في بيت الرسول نار، يعني لم يكونوا يطبخون، قال لها ابن أختها: فما كان يعيشكم يا أماه؟ قالت الأسودين التمر والماء.

 

Visited 133 times, 1 visit(s) today


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 16 أبريل, 2025 عدد الزوار : 14348 زائر

خواطر إيمانية

كتب الدكتور حسين عامر

جديد الموقع