شرح الأربعون النووية 1- إنما الأعمال بالنيات

تاريخ الإضافة 26 يناير, 2023 الزيارات : 516

شرح الأربعون النووية

1- إنما الأعمال بالنيات

عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول إنما الأعمال بالنيات وإن لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) الحديث متفق عليه.

عن أمير المؤمنين: عمر بن الخطاب: هو أول من تلقب بلقب أمير المؤمنين فيمن حكموا المسلمين بعد رسول الله وطبعا لقب الصديق خليفة رسول الله فكان يقال لعمر في أول الأمر يا خليفة خليفة رسول الله، فلما استثقلوها أشار عليهم عمر بلقب: أمير المؤمنين، فلقب بها وكان أول من حكم المسلمين بهذا اللقب أمير المؤمنين.

أبي حفص عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-: أبي حفص هذه الكنية لسيدنا عمر، وكني بها نسبة إلى ابنته حفصة بنت عمر، ومن عادة العرب ترخيم بعض الأسماء ، والترخيم هو حذف آخر الاسم تخفيفًا ، وهذا يدل على التدليل كما كان الرسول يقول لعائشة يا عائش فيقال لحفصة حفص من باب التدليل في الكلام،

هذا قول، والقول الثاني: إن كنية أبي حفص نسبة إلى الأسد، لأن من أسماء الأسد حفص، فهو أبو حفص إشارة إلى القوة والشدة والشجاعة،

 يقول سمعت رسول الله: إشارة إلى السماع المباشر بدون واسطة يعني من فمه- صلى الله عليه وسلم

يقول: إنما الأعمال بالنيات: (إنما) هذا أسلوب حصر، يعني الأعمال لا تكون إلا بالنيات، والمراد الأعمال المعتبرة التي يجازي الله تعالى عليها هي الأعمال التي تكون بالنيات.

 وكلمة الأعمال تشمل كل الأعمال، سواء الأعمال المتعبد بها أو غير المتعبد بها، الأعمال المتعبد بها مثل: الصلاة، الصوم، الزكاة، الحج.

 أو غير متعبد بها وهي الأمور المباحة، أمور السعي والمعاش والملابس والطعام والشراب … إلى آخره.

هل معنى ذلك أن يكون في كل شيء نية؟

قال العلماء: إن النية في العبادة شرط لصحتها، لماذا؟ لأنها تميز العبادة من العادة، لما ضربنا المثل قبل ذلك بشخص قال له الطبيب: أنت إن شاء الله لازم تكون صائم قبل أن تعمل العملية الجراحية، فبقي صائم من الليل إلى اليوم التالي، ولم ينو الصيام عبادة لله، لكن للزوم العملية أو ممكن للزوم بعض التحاليل: التحليل في الدم أحيانا يطلبون منك أنك تكون صائم، فهذا يعتبر عمل ليس فيه نية العبادة، إنما هو عمل لإجراء تحليل الدم.

مثال ثانٍ: شخص كان يلعب كرة قدم وقام بغسل يديه ووجهه ومسح رأسه وغسل رجليه دون أن ينوي الوضوء، هو يغسل من العرق والغبار فهذا لا يعتبر متوضئا.

 إذن النية شرط لصحة العبادة، وتميزها من العادة.

 والنية في العادات لتحصيل الأجر، بمعنى إنك لو جددت النية عند النوم من باب إن لبدنك عليك حقا أو حتى إن شاء الله تتقوى بهذا النوم على عبادة الله وكانت نيتك أن تصحو لقيام الليل أو لصلاة الفجر، فهذه نية صالحة، ويذكر عن أنس وعن معاذ أيضا قوله: (إني لأحتسب عند الله نومتي كما أحتسب قومتي)، يعني عند الاثنين، قيامي عبادة.

ومثل هذا إذا تبسمت في وجه أخيك من عادة الإنسان إنه يتبسم في وجه صاحبه، فإذا جددت النية لتكون هذه عبادة فهي عبادة يتحصل بها الأجر، رغم أنك ممكن تبتسم بتلقائية ، لكن لما تجدد النية على أن ابتسامتك فيها صدقة وتودد وزيادة حب في الله وفيها إدخال السرور على من هو أمامك ، فأنت هنا تحصل على الأجر.

مثال ثانٍ: حسن العشرة بين الرجل وزوجته، والنبي قال لمعاذ بن جبل: (فإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله حتى اللقمة تضعها في في امرأتك، (في يعني الفم) فوضع الرجل اللقمة في فم امرأته هذا من حسن العشرة، وقد يفعله محبة أو كزوج يعني شيء فطري، لكن لما يجدد النية لله يؤجر على هذا العمل.

 ومثل هذا في أمور كثيرة يا إخواني من الأمور العادية إذا جدد المسلم النية فيها حصل الأجر والثواب من الله- سبحانه وتعالى-.

 إذن النية في العبادات شرط لصحة العبادة، وفي العادات شرط لتحصيل الثواب.

قوله: بالنيات جمع نية، والنية العزم على الشيء مقترنا بفعله.

وهذا يدخل في أي عمل يقوم به الإنسان، أنت ممكن العمل واحد لكن يختلف على حسب نيتك وهذا الأمر في اللغة العربية في التراكيب اللغوية قد تكون الجملة واحدة لكن فهمها على حسب نية المتكلم.

مثلا: لما أقول: (جاء محمد.) ونضع بعدها نقطة فهذا خبر يفيد مجيء محمد فعلا.

فإذا قلت: (جاء محمد؟) وبعدها علامة استفهام فالمعنى أجاء محمد؟ لكن اختصارا تحذف أداء الاستفهام؟

محمد تأخر ونحن ننتظره لمدة أربع ساعات حتى جاء فنقول متعجبين: (جاء محمد!!!)

أو هذا الشخص مجيئه سيفسد علينا الخصوصية في جلستنا فنقول بألم وحسرة: (جاء فلان)

أو من قبيل التهكم والازدراء فنقول ضاحكين (جاء فلان)،

ومن الممكن أن يكون الخبر بمعنى التحذير (جاء الجيش)

إذن الجملة واحدة وتأتي للخبر والاستفهام والندم والعجب والحسرة والفرح والتحذير، وكل هذا على حسب نية القائل، فالنية تحكم العمل، فلها مدخل في كل شيء.

فما معنى: (إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى)؟

أن من نوى في عمله الإخلاص والعبادة لله كان له ما نواه، ومن نوى الرياء في عمله كان له ما نواه.

 فإذا نويت وجه الله والإخلاص يكتب عند الله عملك هذا فيه إخلاص.

وإذا نويت وجه الناس والرياء وأن يحمدوك ويمدحوك يكتب عند الله رياء، سبحان نسأل الله العفو والعافية.

قوله: (وإنما لكل امرئ ما نوى)، كلمة امرئ تشمل الإنسان ذكر أو أنثى، يعني كلمة عامة الرجل أو المرأة، وإنما لكل امرئ ما نوى على تقدير حذف مضاف، يعني جزاء ما نوى، أو إنما لكل امرئ جزاء ما نوى، كما قال اخوة يوسف: (واسأل القرية) فليس المقصود سؤال الحيطان والمباني، فحذف المضاف وتقديره: واسأل أهل القرية.

 وإنما لكل امرئ ما نوى فيعطى المرء على قدر نيته.

 يقول عبد الله بن المبارك: ” رب عمل صغير تعظمه النية(بالإخلاص)، ورب عمل كبير تحقره النية، (بالرياء)

وسئل النبي- صلى الله عليه وسلم- يا رسول الله الرجل يقاتل حمية، حمية يعني لقبيلته، والرجل يقاتل ليرى مكانه، يقال عنه شجاع، جريء، مقدام إلى آخره، والرجل يقاتل للمغنم، يقاتل ليحصل بعد المعركة على الغنائم، أي ذلك في سبيل الله؟ يبقى عندنا واحد عصبية والثاني ليرى مكانه أو مكانته والثالث للمغنم، من في سبيل الله؟ قال: ( من قاتل لتكون كلمة هي العليا فهو في سبيل الله)

(وإنما لكل امرئ ما نوى) كنا نتكلم بالأمس في شرح كتاب الفوائد لابن القيم، في مسألة الوسوسة في النية، الموضوع سهل جدا جدا، أنت تريد أن تعمل عملا، اسأل نفسك، بينك وبين نفسك لماذا؟ لله، خلاص انتهت، لمن ستصلي؟ لله…. لمن ستصوم؟ لمن ستتصدق؟ فإذا كان الجواب لله فلك ما نويت ولا داعي للوسوسة، والله ديننا سهل جدا، إنما يفتح لك الشيطان باب وسوسة ويقول لك أنت مرائي ومن يضمن لك أنك مخلص؟ فإذا استجبت لوساوسه فأنت مطيع للشيطان عاص لله، أما إذا خالفته فأنت مطيع لله عاص للشيطان.

 ولذلك كان بعض السلف يقول إن جاءك الشيطان يقول لك في صلاتك أنت مراءٍ فزدها طولا، يوسوس قائلا: أنت تحسن صوتك في القرآن ليقولوا صوتك جميل؟ زده حسنا… وهكذا.

ولذلك لو ظهر أثر للعمل فقد بشرنا النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث عن أبي ذر قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ العَمَلَ مِنَ الخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عليه؟ قالَ: تِلكَ عَاجِلُ بُشْرَى المُؤْمِنِ. وفي روايةٍ: وَيُحِبُّهُ النَّاسُ عليه. رواه مسلم

فالنبي هنا سُئل عن الرَّجلِ الَّذي يَعمَلُ العَمَلَ مِنَ الخيرِ خالصًا للهِ، يَبْتغي الأجرَ والثَّوابَ مِن اللهِ، فإذا اطَّلعَ عليه أحدٌ مِن النَّاسِ حَمِده عليه، أي: يُثنونَ عَلى ذلكَ العَملِ، أو عَلى ذلكَ الخيرِ، فهلْ هذا مِن الرِّياءِ الَّذي يُبطِلُ عمَلَ صاحبِه وأجْرَه عليه؟ فأخبَرَهُم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ تلكَ المَحمَدةَ أو المَحبَّةَ هي البشارةُ المعجَّلةُ له في الدُّنيا، فهذا مِن ثَوابِ الدُّنيا الَّذي يُعطِيه اللهُ لعَبدِه، وهو أنْ يُوقِعَ مَحبَّتَه في قُلوبِ النَّاسِ، ويُوقِعَ على ألْسِنتِهم ذِكرَه بالخيرِ، وثَوابُه في الآخرةِ: اللِّقاءُ والجنَّةُ، وهذه البُشرى المعجَّلةُ دَليلٌ على رِضا اللهِ تَعالَى عنه ومَحبَّتِه له، فيُحبِّبُه إلى الخلْقِ.

ومعنى ذلك أنَّ مَن أَخلصَ العَملَ للهِ تَعالَى أَطلَقَ اللهُ الأَلسنَةَ بالثَّناءِ عليهِ، وأنَّه مِن جُملةِ أَولياءِ اللهِ عزَّ وجلَّ.

وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) رواه مسلم، وفي رواية ابن ماجه: (فأنا منه بريء وهو للذي أشرك)

فالله تبارك وتعالى يقول أنا غني عن المشاركة وغيرها فمن عمل شيئا لي ولغيري لم أقبله، بل أتركه لذلك الغير والمراد أن عمل المرائي باطل لا ثواب فيه ويأثم به.

يقول: فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كأنت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)

ما علاقة الكلام عن النية بالكلام عن الهجرة؟

لأنها من أنواع الأعمال، والنية تختلف حتى في موضوع الهجرة.

والهجرة المقصود بها أن ينتقل الإنسان من مكان إلى مكان، وأغلب ما تطلق تطلق على الانتقال من مكة إلى المدينة، باعتبار أن مكة كانت دار كفر، والمدينة دار إسلام، والذي يعيش في مكة لا يستطيع أن يجهر بدينه ولا أن يجهر بالفرائض والشعائر، فكانت الهجرة من مكة إلى المدينة في زمن من الأزمنة واجبة، وبعد فتح مكة سنة 8هجرية الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال: (لا هجرة بعد الفتح) لأن مكة فتحت، فسبب وجوب الهجرة من مكة للمدينة انتهى، ولكن جهاد ونية، جهاد يعني من يخرج من مكة يخرج للجهاد سبيل الله ونية الخروج في سبيل الله- عز وجل-، لكن مكة بقيت دار إسلام وليست دار كفر، واضح الكلام؟

قوله: (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله)هنا العلماء قالوا هذه العبارة محيرة، لأن المفروض إن جواب الشرط يختلف عن فعل الشرط، يعني نقول مثلا من صدق نجا، فعل الشرط صدق وجواب الشرط: نجا، لكن هنا ينفع نقول من صدق صدق؟ طيب هنا قال (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله)

 قالوا في رفع هذا الاستشكال: هذه بلاغة نبوية، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله نية وقصدا، النية في الأساس مهاجر في سبيل الله، ابتغاء وجه الله، هجرته إلى الأرض التي هاجر إليها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فرارا بدينه، هجرته ابتداء نية لله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله جزاء، فهجرته متقبلة عند الله- سبحانه وتعالى-، ويسمي العلماء هذا باتفاق اللفظ وتغاير المعنى ، وفي سورة الفرقان، (ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا) فهذا في ظاهره تكرار وهو ليس تكرار، فهذه بلاغة في التعبير، فالمعنى : (من تاب إلى الله وعمل صالحا ) هذه النية ابتداء، نية التوبة، (فإنه يتوب إلى الله متابا ) كناية عن قبول الله للتوبة.

فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله نية وقصدا كانت هجرته إلى الله ورسوله جزاء وأجرا.

(ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها) الرسول قال: (فهجرته إلى ما هاجر إليه) لم يذكر أو لم يقل فهجرته إلى دنيا.. لماذا؟

في الأولى كان التبرك بذكر اسم الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله وتعظيما لشأن هذه الهجرة، واحد ترك بيته وماله وكل ما يملك ابتغاء وجه الله، والثاني هاجر لغرض أن يتزوج بامرأة أو لغرض إصابة الدنيا، طيب وهل هذا حرام؟ كلنا أو أغلبنا جاء بهذه النية أقصد لسعة الرزق، وطلبا للأمان، ولتأمين مستقبل نفسه أو أولاده يعني معنى ذلك أن هذه الهجرة غير نافعة؟ كلا، المقصود هنا في موضوع النية أن رجلا هاجر ظاهره أنه هاجر إلى الله ورسوله، ولكن نيته أنه هاجر لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فالرسول- صلى الله عليه وسلم- ذم هذا الفعل من هاجر وظاهره أنه هاجر لله ورسوله وباطنه أنه هاجر لدنيا أو لزوجة ينكحها، وإلا فنحن عندنا آيات القرآن الكريم في موضوع الهجرة والانتقال والسعي للتجارة قال تعالى: ﴿ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ ﴾ [المزمل: 20]

وقوله تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ذَلُولٗا فَٱمۡشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِۦۖ وَإِلَيۡهِ ٱلنُّشُورُ﴾ [الملك: 15] إلى غير ذلك من الآيات.

إذن المذموم هنا أنه أعلن هجرته لله ورسوله وأبطن أنه يهاجر من أجل الدنيا أو من أجل زوجة يتزوجها في هذا البلد، يعني المعنى: لو أني مهاجر من بلد الى بلد في سبيل التجارة، أو سعة الرزق أو العمل أو ما شابه ذلك هذا ليس حرام هذا جائز ومباح.

 واحد هاجر من بلد إلى بلد ليتزوج بامرأة وتوطن مدينة امرأته هذا جائز، ومباح لا شيء فيه.

قصة مهاجر أم قيس:

 هذه الرواية أنكر العلماء ارتباطها بالحديث يعني الرسول لم يقل هذا الحديث لهذه الحادثة، لكن شراح الحديث ربطوها كمثال، إن في رجل أحب امرأة اسمها أم قيس ورغب أن يتزوجها، فهاجر ليتزوجها، فكان ظاهر هجرته أنه مهاجر إلى الله ورسوله وهو ينوي أن ينكح هذه المرأة، فهذه القصة ليست سببا لورود الحديث.

وعندنا قصة، أم سليم، أم أنس بن مالك سهلة بنت ملحان رضي الله عنها، لما أراد زوجها أبي طلحة أن يتزوجها، كان أبو أنس غير أبي طلحة أبو أنس بن زمالك كان زوجها الأول ولما أسلمت سافر ولم يسلم، سافر إلى الشام ومات هناك، فجاء أبو طلحة يخطبها، قالت إنك تعبد حجرا لا يضر ولا ينفع، فإن أسلمت فذاك مهري، فأسلم فكان مهرها أعظم مهر، وهو أن يدخل في الإسلام، طيب هل أسلم ابتغاء رضا أم سليم؟ كلا، هو جعل الرغبة الأساسية أن يدخل في دين الله -عز وجل- ثم كان مهرا لزوجته التي تزوجها.

مسائل في الحديث:

1- هل يستحب التلفظ بالنية؟

بعض الناس خصوصا من عندهم وسواس تجده وقف في الصف يقول نويت أن أصلي فرض الظهر أربع ركعات حاضر جماعة نويت لا لا مرة أخرى… نويت نويت يا عم اهدى الله يهديك… مرة واحد وقف بجانبي الإمام كان خلاص سيسجد وهم يقول نويت نويت يا عم اخلص يا عم اخلص شغلتني!!! الله المستعان.

 يقول لك أصل أنا أحقق الحروف، وخائف لا مش عارف أصل النية فيها … الاستجابة للوسواس مصيبة يا إخواني، الشيطان يفرح بهذا الكلام ويلعب بك، والله الشيطان يلعب بالناس لعبا كثيرا بهذا الباب، وموضوع الوسواس هذا الشيطان يضخمه ويكبره ويظل الموسوس في موضوع النية شهور وسنين، ولم ينقل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه تلفظ بالنية في عبادة من العبادات، كان زمان يحفظوننا حتى في رمضان تظل تقول نويت صيام غد عن شهر رمضان الكريم إيمانا واحتسابا لوجه الله تعالى، طيب عايز اشرب، تشرب، جدد النية ثانيا!!!

ولذلك ابن تيمية تناولها بأسلوب لطيف جدا قال: إنه ليس هناك إنسان عاقل يقول نويت أن آكل، نويت أن أشرب نويت أن أنام ما فيش إنسان عاقل يقول هذا الكلام، هذا الكلام مضحك لما واحد يقول نويت أن آكل أو نويت أن أشرب؟ نضحك ولا نستغرب ذلك لمن قال نويت أن أصلي، نويت أن أتوضأ أن أصوم … فهذا غير صحيح.

 لكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نقل عنه لما نحرم بالحج والعمرة نقول اللهم لبيك عمرة اللهم لبيك حجة؟

 هذا إعلان للنسك، إظهار لشعيرة الحج، لأن التلبية في النسك أول ما تحرم ربنا يوعدنا وإياكم يا رب، أول ما تحرم شعار الحج التلبية: لبيك اللهم لبيك، فأول ما تصلي ركعتي سنة الإحرام تقول: اللهم لبيك عمرة، اللهم لبيك حجة في عمرة، إذا كان متمتعا مثلا، فالتلبية، شعار النسك، أول ما تحرم فورا تبدأ في التلبية.

وعندما تقف في الصف للصلاة ما شعار الدخول في الصلاة؟ الله اكبر تكبيرة الإحرام.

فلم يقل أحد من العلماء بالجهر بالنية ولا ترداد النية ولا تكرارها.

2- قال العلماء إن أثر العمل يختلف باختلاف النية فالعمل واحد لكن بالنية يختلف ما يترتب عليه.

  • مثلا: ذبح الحيوان، الحيوان ربنا أحل أكله، ذبح فذكر اسم الله عليه، ما حكم الذبيحة؟ حلال.
  • شخص آخر ذبح لغير الله (وما أهل لغير الله به) هذه ذبيحة حرام.
  • رجل عصر العنب ليتخذه عصيرا، ما حكمها؟ حلال.
  • آخر عصر العنب ليتخذه نبيذا يخمره ويبيعه نبيذا هذا حرام.
  • ألفاظ الطلاق لها أثر في النية، إذا قال لزوجته الحقي بأهلك، هذا يسمى طلاق كناية يعني إذا نوى الطلاق فهو طلاق، وإذا لم ينو الطلاق فليس بطلاق، يقول لها اعتبري ما بيننا انتهى، انتهى، يعني ايه؟ ما هي النية، نيتك الطلاق؟ أم نيتك أمر آخر لو نوى الطلاق فهو طلاق، أما إذا لم ينو ولم يرد على باله الطلاق فليس بطلاق.
  • بمناسبة الوسواس فيه ناس توسوس أيضا في موضوع الطلاق، يقول كلما أردت أن أنطق كلمة يسبق على لساني كلمة الطلاق، يا أخي هذا الشيطان!!

 ورحم الله الفقيه ابن عقيل جاءه رجل فقال له إن الشيطان يوسوس لي أني طلقت زوجتي، دائما يجيء لي وسواس إن أنا طلقت زوجتي

قال: ألم تطلقها؟ قال لا. قال: ألم تأتني بالأمس وطلقت زوجتك أمامي؟ قال لا والله. قال يا رجل. قال لا والله. قال إن جاءك الشيطان فأقسم له كما أقسمت لي.

 لما الشيطان يجيء لي أقول له والله العظيم ما حصل.

  • أعطى الفقير مالا بنية الهدية، هل يجزئ أن يكون صدقة؟ لا. نويت أن هذه هدية فهي هدية. نويت أنه زكاة فهو زكاة.

ونحن نفرق في التعامل العرفي بين الصدقة والزكاة، فنطلق الصدقة على التطوع والزكاة على الفريضة، هذا الاستعمال الغالب.

لكن في الاستعمال الشرعي الزكاة هي الصدقة والصدقة هي الزكاة.

لكن عموما لو واحد اخرج صدقة تطوع ولم ينو الزكاة، فلما جاء حين إخراج الزكاة قال احتسب ما أنفقت من زكاة مالي. نقول له لا. لا يصح لعدم وجود النية.

 ناهيك عن الذي يحسب الضرائب من الزكاة فهذا لا يجوز.

3- الإرادة والقصد في النية:

النية عمل قلبي، بمعنى أني أريد الشيء وأقصده، فلو أقسم يمينا بالله مخطئا لم ينو ما في إرادة، ولم يقصد، فيمينه لا يقع.

مثلا: قلت لك هل معك فكة أريد دولار ولا دولارين فأنت قلت لا والله ما معي، وبعد أن رجعت البيت قلت: أنا حلفت إن أنا ما معي فلوس فكة وأنا معي لكن أنا كنت ناسي وليس على بالي، هذا اسمه يمين لغو لا يترتب عليه شيء.

 فأنا أخطأت، لم أنو الكذب ولم أقصد الكذب، فاليمين هنا يمين لغو.

 لكن واحد نوى وقصد وقال والله سأفعل كذا وكذا، سأسافر سأعطي فلان كذا… إلى آخره، فنوى وقصد هنا انعقد اليمين، قال تعالى:﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلۡأَيۡمَٰنَ﴾ [المائدة: 89]

 نفس الكلام لو واحد قال كلمة لم يقصد بها الكفر، ففي الحديث: ( لله أشد فرحًا بتوبة عبده من أحدكم براحلته التي عليها طعامه وشرابه فأضلها في أرض فلاة، فاضطجع قد أيس منها، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة على رأسه فلما رآها أخذ بخطامها وقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح)

فقوله: (اللهم أنت عبدي وأنا ربك) حقيقة اللفظ هنا كفر والعياذ بالله، لكن هل نوى الرجل الكفر هل قصد الكفر؟ إذن ليس بكافر، بل ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- دلالة على شدة فرحه، ومعنى أن الرسول يذكرها دون أن ينكر دلالة على أن الله لن يعاقبه عليها،

مثال آخر: في الإكراه على فعل شيء، واحد اكره على قول الكفر مثل عمار بن ياسر، أو اكره حتى طلق زوجته أو أكره حتى كتب على نفسه ديون وشيكات مثلا بأموال طائلة، فنقول هنا إنه لم ينو ولم يقصد، شرط الإرادة والقصد منتفي، قال تعالى: ﴿مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ [النحل: 106]

  • ما حكم من أكل أو شرب في نهار رمضان؟ هل هو ناسٍ أو مخطئ أو متعمد، فلو نوى وقصد فصيامه باطل، وإذا لم ينو ولم يقصد، فأكل ناسيا فحكم صيامه أنه صحيح.
  • لو أخطأ في تحري الفجر، أخطأ في الساعة نظر فوجد ما زال الوقت لم يدخل وقت الفجر فأكل، أو أكل قبل المغرب ظنا أن المغرب أذن فأكل أو شرب، ما حكم صيامه؟ صيام صحيح، في بعض الفقهاء قالوا إنه يقضي لكن الأصح الذي يتوافق مع الأدلة أن الخطأ قرين النسيان، لم ينو ولم يقصر، لما سيدنا عمر افطروا في يوم غيم بعد ما افطروا خرجت الشمس من وسط السحاب، قالوا ما نفعل يا أمير المؤمنين؟ قال ما تجانفنا لاثم، ما تعمدنا الذنب فهنا لا يترتب عليه شيء.
  • حكم طلاق الغضبان، الغضبان الغضب العادي يقع طلاقه، لأنه مدرك وفاهم، إنما الغضب الشديد الذي يصل معه الإنسان إلى أن يقول دون أن يدري أو أن يقصد أو أن يفعل أشياء لا تتصور لدرجة أن نقول له أنت قلت كذا وسببت كذا وعملت كذا لا لا مش فاكر حاجة، أنا أنا عملت كده؟ أنت غلطت في فلان عمك مثلا.. فمن اشتد غضبه، فوقع في الطلاق دون أن ينوي ودون أن يقصد لا يقع طلاقه. قال رب العزة- سبحانه وتعالى-: ﴿وَإِنۡ عَزَمُواْ ٱلطَّلَٰقَ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ [البقرة: 227] العزم إرادة الفعل وقصد الفعل. هو لم يرد ولم يقصد فلا يقع طلاقه، لكن لو واحد غضبان زوجته عصبته وهو فاهم أنه ينطق بكلمة الطلاق وأنه يطلق زوجته نقول له هذا طلاق واقع، إنما واحد خرجت منه كلمة الطلاق دون أن يقصدها ودون أن ينويها ودون أن ترد على باله لا يقع طلاقه، وفي الحديث: (لا طلاق ولا عتاق في إغلاق) إغلاق يعني لما العقل يستغلق.

 طبعا البعض سيقول: لم طلق زوجته وما طلق أمه؟ هو في ساعة الغضب أي نعم هو لم ينو ولم يقصد لكن هو ما وصل لدرجة الجنون فلا يستطيع أن يميز أمه من زوجته، فهو أي نعم جرى على لسانه كلمة الطلاق لكن لم ينوها، وهذا الأمر طبعا ليست فتوى عامة إنما هو لبيان الحكم الشرعي ، ولما يكلمني أحدهم أقول له أسمع منك وأسمع من زوجتك ومن حضر هذا المشهد لنتأكد أنك فعلا وصلت لمرحلة أنك لم تنو ولم تقصد. مرحلة يسمونها عدم التحكم أو السيطرة على الأفعال.

4- النية الصالحة لا تصحح العمل الفاسد:

بمعنى هناك من يسرق ليتصدق، يسرق هذا عمل فاسد، طيب الصدقة؟ عمل طيب، نقول لك لا، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، إن الله لا يصلح عمل المفسدين، يأكل الربا ليتصدق، يقول لك والله أنا وضعت فلوس في البنك، لكن الفوائد أخرجها في سبيل الله للأيتام للفقراء، وهم محتاجون والله محتاجين فعلا، نقول لك محتاجين لا يأكلون خبيثا، في واحد يأخذ الفوائد للتخلص منها لأنه لم يكن يعرف، أو كان عاصيا وربنا هداه وتاب إلى الله.

حافظ على مالك بحساب جار أو تاجر في تجارة مشروعة ربنا شرعها، لكن تعطي البنك مالك ويجري عليه فوائد ثم تأخذ الفوائد الربوية وتتصدق بها هذه لا يقبلها الله- عز وجل-، لا يقبلها الله كصدقة، ولا يغفر لك ذنب أكل الربا، قال تعالى: (فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف) ما فات يعفو الله عنه، (ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)

 قصة الأصمعي وسارق الرمانة:

رأى الأصمعي جارية تحمل رمانا فوق رأسها في وعاء ….. فتسلل إليها رجل فأخذ رمانة منها خلسة وهي لا تشعر

قال الأصمعي فتبعته حتى مر الرجل بمسكين فأعطاه الرمانة

فقال له: عجبا لك سرقتها.. ظننتك جائعاً؟!!! أما أن تسرقها وتتصدق بها على مسكين!!! فهذا أعجب

فقال الرجل: لا يا هذا.. أنا أتاجر مع ربي..

فرد الأصمعي مستنكرا تتاجر مع ربك كيف ذلك؟!

فقال الرجل: سرقتها فكتبت عليّ سيئة واحدة.. وتصدقت بها فكتبت لي عشر حسنات.. فبقي لي عند ربي تسع حسنات! فإذاً أنا أتاجر مع ربي!!!

فقال له الأصمعي رحمه الله: سرقتها فكتبت عليك سيئة، وتصدقت بها ، فلن يقبلها الله منك … لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا … فأنت كمن يغسل الثوب النجس بالبول !!!

فهذا فقيه روسي!! يعني شغال برأسه، سبحان الله، وكم في زماننا من أمثال هذا الرجل من الفقهاء الروس … يفتي لنفسه أو لغيره دون علم … ويجادل بالباطل و هو يظن أنه على الحق.. ويبرر ويدافع ليحلل لنفسه الحرام أو يوهمها انه على صواب من أمره

عافانا الله وإياكم من اتباع الهوى

5- نية المرء أبلغ من عمله:

 نية المرء أبلغ من عمله قد تنوي فعل الشيء ولا تقوم به، في الحديث (إذا هم عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له بحسنة، فان عملها فاكتبوها له بعشر) فمن هم ولم يفعل، يجازى بالنية.

  • مثلا لو فرضنا أني قلت إن شاء الله غدا الاثنين سأنوي الصيام فهذه نية، فلما كنت في اليوم التالي أصابني عطش شديد أو تعبت او اجهدت في العمل، أو نسيت وأفطرت يكتب لك صيام يوم الاثنين تطوع، ولو صمت يكتب لك صيام عشرة أيام.
  • نويت قيام الليل قلت إن شاء الله أنام مبكرًا واستيقظ على الساعة أربعة لأقيم الليل وضبطت المنبه فعلا وعندك عزم ونية على قيام الليل ثم شاء الله أن تغفل فلا تسمع للمنبه ولا تستيقظ إلا على أذان الفجر يكتب لك قيام ليلة.
  • لو خرجت لإدراك صلاة العشاء في جماعة ففاتتك صلاة الجماعة، يكتب لك ثواب الجماعة.

 فنية المرء أبلغ من عمله، ومن نوى الشيء ثم لم يصل إليه أو لم يبلغه يكتب له أجر هذا العمل، في غزوة تبوك سيدنا النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (إن بالمدينة رجالا ما سلكتم شعبا ولا هبطتم واديا إلا شاركوكم الأجر، من هم يا رسول الله؟ قال قوم حبسهم العذر،

الخلاصة:

1-معنى الحديث (إنما الأعمال بالنيات،) أي عمل يقوم به الإنسان له فيه إرادة وقصد يترتب الأجر فيه على النية.

2- (وإنما لكل امرئ ما نوى) فمن نوى خيرا كان الجزاء خيرا ومن نوى شرا كان الجزاء شرا، من نوى إخلاصا لله كان الأجر من الله- سبحانه وتعالى- ومن نوى الرياء يرائي الناس بما عمل كان عمله محبطا وأجره عند الناس.

3- النية شرط لصحة العبادة، أي عبادة لازم فيها النية، والنية محلها القلب ولا يشترط التلفظ بها، والنية في العادات كالملبس والمطعم والمأكل والنوم النية في العادات لتحصيل الأجر من الله، فلو استحضرت النية في العمل المباح كان لك فيه أجر إن شاء الله، ومن هذا الباب قول النبي وفي بضع أحدكم صدقة، البضع يعني الجماع، قالوا يا رسول الله يأتي أحدنا شهوته وله فيها أجر؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فهكذا وضحها لهم رسول الله.

4- من هاجر من مكان يمنع فيه من إقامة شعائر دينه أو يجهر بدينه أو يضيق عليه في دينه أو يؤمر بالكفر أو يجبر على الكفر فهاجر إلى الله ورسوله، وكانت هذه نيته فهجرته إلى الله ورسوله، ومن هاجر لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فيما أبطنه وأظهر أن هجرته لله فهجرته إلى ما هاجر إليه يعني لا أجر له على ذلك، أما الهجرة فيما سوى فهي هجرة مباحة تخضع لسبب هجرتك وتمكنك من إقامة شعائر دينك إلى آخر هذه الأمور.

5- نية المرء أبلغ من عمله، ورب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل كبير تحقره النية.

6- الإخلاص والرياء عمل قلبي، بينك وبين الله – سبحانه وتعالى-، فلا نتجرأ على اتهام الناس بالرياء، ولا نزكيهم بالإخلاص، ولذلك علمنا النبي أن نقول نحسبه ولا نزكيه على الله، لماذا؟ لأن رب العزة قال : فلا تزكوا أنفسكم، ربنا قال لي لا تزكِ نفسك فكيف أزكي غيري؟ لكن نقول: هذا الرجل نحسبه من المخلصين، نحسبه، لكن لا نجزم على سبيل اليقين، وكان سيدنا عبد الله بن عمر لما يرى عبدا من العبيد عنده يعمل الصالحات ويسبقه إلى الجماعة يعتقه، فالعبيد فرحوا، فكانوا يتنافسون على هذا، فقيل لعبدالله بن عمر ابن العبيد يخدعونك، فقال: من خدعنا بالله انخدعنا له في الله.

بارك الله فيكم، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 1 فبراير, 2024 عدد الزوار : 346 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم