شرح أسماء الله الحسنى
90- الديان
أولا /المعنى اللغوي:
ديان صيغة مبالغة على وزن فعال فعله دان يدين دينا، يقال: دنتهم فدانوا أي: حاسبتهم وقهرتهم فأطاعوا.
والديان يطلق على الملك المطاع والحاكم، ويقال: من ديان أرضكم؟ أي: من الحاكم بها؟، وقيل: هو الحاكم القاضي.
وهو الذي يدين الناس أي يقهرهم، دان الرجل القوم إذا قهرهم فدانوا له إذا انقادوا.
أو يدين الناس بمعنى يحاسبهم، فالديان بمعنى المحاسب المجازي، يقال: دنت الرجل إذا جزيته، أدينه، والدين: الجزاء، ومنه المثل: كما تدين تدان.
ثانيا / وروده في السنة
لم يرد هذا الاسم في القرآن الكريم، لكن ورد في السنة النبوية:
عن عبد الله بن أنيس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يحشر الناس يوم القيامة عراة غرلا بهما، ثم يناديهم: أنا الملك أنا الديان) رواه أحمد، وصححه الألباني في “ظلال الجنة” (1/266)
وغرلا يعني ما أخذ منا عند الختان يعاد إلينا.
وبُهما: يعني لا يستطيعون جوابا من هول يوم القيامة
وقال عمر رضي الله عنه: ويل لديان الأرض من ديان السماء.
ويقصد بديان الأرض الحاكم، وديان السماء هو الله عز وجل.
وورد في حديث أبي قلابة عن أبي الدرداء: (البر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديان لا ينام، فكن كما شئت، كما تدين تدان) وهذا الحديث يرد مرسلا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم والصحيح أنه موقوف من كلام أبي الدرداء، وله شواهد كثيرة في القرآن والسنة.
وقد ذكر هذا الاسم في الأسماء الحسنى عدد من العلماء منهم: الخطابي، وابن منده، والحليمي، والبيهقي، والقرطبي، وابن القيم.
ثالثا / المعنى في حق الله تعالى
الديان: هو المحاسب المجازي الذي يجازي الناس على أعمالهم يوم القيامة، وهو الملك المطاع القهار الذي يقهر الناس على طاعته.
رابعا / تأملات في رحاب الاسم الجليل
الله -سبحانه- هو الديان، جعل يوم القيامة يوم الجزاء والحساب، بل إن من كمال مجازاة الديان -سبحانه- أنه يجيء بنفسه في ذلك اليوم للفصل بين العباد، قال تعالى: (وجاء ربك والملك صفا صفا) [الفجر: 22]
وكل عبد سيجد أعماله كلها محضرة خيرها وشرها؛ فالكيس من حاسب نفسه ما دام في دار العمل.
والحساب يومئذ بالحسنات والسيئات، وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: “أتدرون ما المفلس؟” قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: “إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه. ثم طرح في النار” رواه مسلم.
وحساب الديان حساب دقيق كما قال سبحانه: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفىٰ بنا حاسبين) [الأنبياء: 47]. وقال سبحانه: (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) [النساء: 40].
وعن عائشة -رضي الله عنها-: “أن رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- جليس بين يديه فقال: يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ويخونني ويعصونني فأضربهم وأسبهم، فكيف أنا منهم فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك فإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك، وإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل الذي يبقى قبلك”. فجعل الرجل يبكي بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويهتف فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما له أما تقرأ كتاب الله تعالى (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) [الأنبياء:47]، فقال الرجل يا رسول الله ما أجد شيئا خيرا لي من فراق هؤلاء: “أشهدك أنهم أحرار كلهم” (أخرجه أحمد والترمذي وصححه الألباني).
وإذ كان الديان -سبحانه- سيقتص للحيوانات بعضها من بعض فكيف بالإنسان؟! قال -صلى الله عليه وسلم- : “لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء” (أخرجه مسلم).
وعن جابر قال لما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرة البحر قال ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة قال فتية منهم بلى يا رسول الله بينا نحن جلوس مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلة من ماء فمرت بفتى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرت على ركبتيها فانكسرت قلتها فلما ارتفعت التفتت إليه فقالت سوف تعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي وجمع الأولين والآخرين وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدا.
قال : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صدقت صدقت كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم .)
فعلى المؤمن أن يحقق الخوف من الله -سبحانه- واجتناب مظالم العباد؛ لأن أن هناك يوم لا ريب فيه لا فرق فيه بين غني وفقير ومسكين وأمير، فالكل بين يدي حكم عدل ديان.
وفي الحديث قال -صلى الله عليه وسلم-: “من قذف مملوكه، وهو بريء مما قال، جلد يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال” (أخرجه البخاري)
ومما يذكر أن فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز -رحمها الله-، دخلت عليه، فوجدته في مصلاه، يده على خده، تسيل دموعه، فقالت: يا أمير المؤمنين لشيء حدث؟ قال: يا فاطمة، إني تقلدت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فتفكرت في الفقير، والجائع، والمريض، والضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب المأسور، والكبير، وذي العيال في أقطار الأرض فعلمت أن ربي سيسألني عنهم، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم، فخشيت ألا تثبت لي حجة عند خصومته، فرحمت نفسي، فبكيت.
ولقد أحسن أبو العتاهية في قوله حين حبسه الرشيد :
أما والله إن الظلم لؤم وما زال المسيء هو الظلوم
إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
العدل التام والجزاء الأوفي يوم القيامة:
ما نراه في الدنيا ليس هو الجزاء التام، لأن الله تعالى ينزل بعض بأسه على الظالم، وبعض إنعامه على المحسن، لكن الجزاء الأوفى والحساب للجميع يوم القيامة ولذلك قال: (وإنما توفون أجوركم يوم القيامة) [آل عمران 185] وفي الدنيا أنت تتحصل على طاعة الله فتسعد وتهنأ وتشعر براحة البال والطمأنينة والبركة لكن لا تحصل على الجزاء الأوفى لأن جزاء العمل الصالح لن تأخذه في الدنيا مستوفيا إنما تأخذه في الجنة دار السلام دار الراحة الأبدية دار النعيم المقيم دار المقامة هكذا سماها الله عز وجل.
كذلك الظالم وإن أصابه ما أصابه من بلاء أو انتقام فهو لا شيء بالنسبة لجزاء الله له يوم القيامة (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد)[الفجر: 25،26] سبحان الله العظيم فإذا رأيت الظالم يظلم ويفعل ما يفعل ويغتصب الحقوق والأموال ويظن أنه حصل الدنيا وحاز الخيرات فهذا كله وهم، قال تعالى: (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)[إبراهيم:42]
يقول الأستاذ سيد قطب في الظلال : (والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يحسب الله غافلاً عما يعمل الظالمون. ولكن ظاهر الأمر يبدو هكذا لبعض من يرون الظالمين يتمتعون، ويسمع بوعيد الله، ثم لا يراه واقعاً بهم في هذه الحياة الدنيا. فهذه الصيغة تكشف عن الأجل المضروب لأخذهم الأخذة الأخير، التي لا إمهال بعدها. ولا فكاك منها. أخذهم في اليوم العصيب الذي تشخص فيه الأبصار من الفزع والهلع، فتظل مفتوحة مبهوتة مذهولة، مأخوذة بالهول لا تطرف ولا تتحرك.
وفي الصحيحين: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم قول الله جل وعلا: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) هود:102.
أيها المظلوم! إياك أن تظن أن الله قد أهمل الظالم، أو أن الله عز وجل قد نسي الظالم فتعالى ربنا فلا يضل ربنا ولا ينسى، بل إن الله ليملي لأهل الظلم، والطغيان حتى إذا ما أخذهم فلن يفلتهم
أين الطواغيت والظالمون في كل زمان؟!
أين قارون ؟! أين فرعون ؟! أين هامان ؟! أين النمرود بن كنعان ؟! أين أصحاب الأخدود؟!
أين الظالمون وأين التابعون لهم في الغي؟!
أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم وذكرهم في الورى ظلم وطغيان
هل فارق الموت ذا عز لعزته أو هل نجا منه بالسلطان إنسان
لا والذي خلق الأكوان من عدم الكل يفنى فلا إنس ولا جان
وفي الحديث عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا، والله ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط) رواه مسلم.
فهذا الإنسان المنعم جدا، هذا الكافرالذي ليس له هم إلا الحياة الدنيا وما فيها بمجرد صبغة واحدة في النار ينسى كل شيء، وينقشع عنه كل وهم، فيقول ويحلف: لا والله يا رب يعني: ما رأيت شيئا، ما رأيت شيئا من النعيم ولا مر بي خير قط، يحلف على هذا، وهذا إما أن يكون باعتبار أن ما رأى من العذاب المؤلم غاية الإيلام أنه ليس بشيء بالنسبة إليه ما وجده وعاشه من الترف والنعيم في ستين سنة أو سبعين سنة أو أقل أو أكثر، ولا شيء، أو أنه تلاشى ذلك عنه واضمحل، وهذا لا يعارض المعنى الأول، فعندما يرى الإنسان الحقائق ويعاين الأهوال ينسى كل لذة ونعيم قارفها، وبهذا ندرك أن هذه المتع التي في هذه الحياة الدنيا أنها كالأحلام سرعان ما تزول وتنقشع، ثم بعد ذلك ينساها الإنسان، نسأل الله العافية.
وهكذا أيضا يؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، تصور ماذا لقي هذا البائس من أهل الجنة، ماذا لقي من العناء والآلام والأمراض والقهر، والذل، والمهانة، والفقر؟ فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟، هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا، والله ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط.
هذا البؤس الطويل الذي في الدنيا هو بالنسبة للإنسان طويل في أيام الدنيا، لكنه بالنسبة للآخرة لا شيء.
كما تدين تدان:
الفعل دان مأخوذ من الجزاء، تقول: دنته بكذا، أي: جازيته، ومعناها كما تفعل يفعل بك أو كما تجازي تجازى، أو كما تصنع يصنع بك، أو (الجزاء من جنس العمل).
وقد وردت هذه العبارة كما سبق في أثر عن أبي الدرداء (البر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديان لا يموت، فكن كما شئت، كما تدين تدان)
وعن مالك بن دينار قال: مكتوب في التوراة (كما تدين تدان، وكما تزرع تحصد)
وهذه قاعدة عظيمة مطردة في جميع الأحوال، وبالتأمل في الكتاب والسنة نجد شواهد لها كثيرة:
قوله تعالى: (وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم) [البقرة/40]
وقوله تعالى: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) [البقرة/152]
وقوله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)[ محمد/7]
وقوله سبحانه: (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) [النور/22]
يقول ابن كثير رحمه الله “تفسير القرآن العظيم” (3/368):” فإن الجزاء من جنس العمل ، فكما تغفر عن المذنب إليك نغفر لك ، وكما تصفح نصفح عنك ” انتهى.
ومن السنة أحاديث كثيرة، منها: قوله صلى الله عليه وسلم: (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) صححه الألباني في صحيح أبي دواد.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله يحفظك) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، في قول الله تعالى للرحم حين تعلقت به سبحانه: (أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك) رواه البخاري ومسلم
وقد جاء في السنة من الوعيد على بعض الذنوب ما هو مناسب ومشاكل لها، فمن ذلك:
قوله صلى الله عليه وسلم:(من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه)رواه الترمذي
وقوله صلى الله عليه وسلم: (من ضار ضار الله به، ومن شاق شاق الله عليه) رواه الترمذي
ومنه ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(من سئل عن علم ثم كتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار) رواه الترمذي
وهكذا كلما تأملت في نصوص الوحي، وفي حوادث التاريخ، وفي سنن الله في أرضه، تجد أنها لا تتخلف عن هذه السنة (الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان)، وذلك من مقتضى عدله وحكمته سبحانه وتعالى.
خامسا / ثمار الإيمان بالاسم الجليل
1- الإيمان بأن الله تعالى هو الديان المحاسب والمجازي للعباد، وهو الحاكم بينهم يوم المعاد، كما قال سبحانه: ﴿ مالك يوم الدين ﴾ [الفاتحة: 4] ، وقال: ﴿ اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ﴾ [غافر: 17].
2- أن يتوخى المسلم العدل مع الناس، ممن ابتلاه الله -تبارك وتعالى- بالحكم بينهم، فيحكم بالعدل، ويقضي بينهم بالحق، يقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “ويل لديان اﻷرض من ديان السماء إلا من عدل.”
3- ينبغي على العبد أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب، ويستعد للقاء ديان السماوات والأرضين قبل مجيء يوم الدين، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية.
4- تسلية المظلومين والمقهورين في هذه الدنيا، لأن الله تعالى الديان هو الذي سيقتص يوم القيامة من الظالمين ويشفي صدور المظلومين ممن ظلمهم، وهو الذي سيحكم بينهم ويقضي بالحق وهو أحكم الحاكمين.
5- أن الجزاء من جنس العمل فهذه سنة الله في شرعه وقدره, يقول ابن القيم -رحمه الله-:” لذلك كان الجزاء مماثلا للعمل من جنسه في الخير والشر, فمن ستر مسلما ستره الله, ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة, ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة, ومن أقال نادما أقاله الله عثرته يوم القيامة, ومن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته, ومن ضار مسلما ضار الله به, ومن شاق شاق الله عليه, ومن خذل مسلما في موضع يحب نصرته فيه خذله الله في موضع يحب نصرته فيه, والراحمون يرحمهم الرحمن وإنما يرحم الله من عباده الرحماء, ومن أنفق أنفق عليه, ومن عفا عن حقه عفا الله له عن حقه, ومن جاوز تجاوز الله عنه, ومن استقصى استقصى الله عليه, فهذا شرع الله وقدره ووحيه وثوابه وعقابه كله قائم بهذا الأصل”.
6- التوبة إلى الله والتخلص من مظالم العباد ورد الحقوق إلى أهلها.