
تستقبل الأمة الإسلامية في الأيام القليلة القادمة ضيفاً عزيزا تتشوّف القلوب إلى مجيئه وتتطلع النفوس إلى قدومه ؛ وكلهم يرجو أن يبلُغَ هذا الضيف وأن يُحَصِّل ما فيه من خير وبركة؛ ألا وهو شهر رمضان المبارك ، ذلكم الشهر الذي خصه الله جلّ وعلا بميزات كريمة وخصائص عظيمة ومناقب جمّة تميزه عن سائر الشهور، وإليكم عشر نصائح قبل رمضان نحب أن نشاركها معا استعدادا للشهر الكريم.
عناصر الخطبة:
أولا / اللهم بلغنا رمضان.
ثانيا / الفرحة ببلوغ رمضان.
ثالثا / نية المرء أبلغ من عمله.
رابعا / التوبة النصوح قبل رمضان
خامسا / طهارة القلب قبل رمضان
سادسا/ رمضان تجارة رابحة.
سابعا / تعلم أحكام رمضان.
ثامنا/ قلل ساعات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي
تاسعا/ اختر صديقا ناصحا
عاشرا/ كن للخير إماما
أولا / اللهم بلغنا رمضان
إذا دخل رمضان على المسلم وهو حي يرزق، فتلك منحة كبيرة وخير وفير، فإذا وفق العبد لصيامه وقيامه وطاعة الله فيه كما ينبغي، فتلك نعمة عظيمة وهبة كريمة تستحق الشكر والثناء، وتستوجب الاعتراف بكرم الله وفضله، لذلك، يتعين على المؤمن أن يحمد الله على مد عمره لبلوغ هذا الشهر الكريم، وشرح صدره لاغتنام هذا الفضل العظيم، فندعو الله أن يعيننا على أن نحسن استقبال الشهر وأن نحسن العمل فيه.
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: إذا دعوت الله أن يبلغك رمضان فلا تنس أن تدعوه أن يبارك لك فيه، فليس الشأن في بلوغه! وإنما الشأن ماذا ستعمل فيه؟!!!
لأنك إذا وفقت فيه لعمل صالح فإنك ستسبق الجميع إلى الجنة حتى الشهيد.
فعن أبي هريرة قال: كان رجلان من بلي من قضاعة أسلما مع النبي صلى الله عليه وسلم واستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة. قال طلحة بن عبيد الله: فأريت الجنة فرأيت فيها المؤخر منهما أدخل قبل الشهيد فعجبت لذلك!! فأصبحت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال: أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة أو كذا وكذا ركعة صلاة السنة؟!! رواه أحمد بسند حسن.
فمع أنهما أسلما في يوم واحد، ومات الأول شهيدا، إلا أن تأخير موت الآخر سنة جعله سابقا للشهيد إلى الجنة، لأنه أدرك شهرا من رمضان زيادة على صاحبه وبارك الله له فيه.
ثانيا / الفرحة ببلوغ رمضان
رمضان هو شهر الخيرات وموسم الرحمات، فيه يزداد الأجر وتضاعف الحسنات، لذلك يفرح المسلم لإطلالة هذا الشهر العظيم، ويبتهج لمقدم هذه المناسبة العطرة، مصداقا لقوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس:58] فالمسلم الحقيقي هو الذي يفرح بطاعة الله ويبتهج بعبادته، ويسعد بفضل الله عليه أن مَدَّ في عمره وبلَّغَه هذا الشهر الكريم.
وكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بمقدم هذا الشهر فيقول : ( جاءكم شهر رمضان شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم … ) أخرجه أحمد
(شهر مبارك) لأن فيه خيرات وبركات كثيرة… بركة في الدعاء، بركة في الرزق، بركة في الصلاة، بركة في الإنفاق، بركة في قراءة القرآن، بركة في الوقت، بركة في الليل، بركة في النهار، بركة في الطعام، وغيرها من البركات.
وقد صور رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هذه الفرحة بقوله : ( لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) ( متفق عليه ) .
وعمر بن الخطاب هو أول من فكر في إنارة المساجد في ليالي رمضان حتى يستطيع المسلمون أداء صلاة التراويح وإحياء ليالي رمضان، وروي أن علي بن أبي طالب كان يمر ذات ليلة من ليالي رمضان فرأى المساجد تتلألأ بالأنوار في منظر مفرح بهيج، فقال: (نوَّر الله على عمر بن الخطاب في قبره كما نوَّر علينا مساجدنا)
ثالثا / نية المرء أبلغ من عمله
وهذا ليس بحديث ولكن أثر معناه صحيح والمعنى من نوى الخير، وعمل منه مقدوره، وعجز عن اكماله، كان له أجر العامل. كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا، الا كانوا معكم ، قالوا: وهم بالمدينة؟ قال: (وهم بالمدينة، حبسهم العذر).
فجدد يا أخي العزم والنية على صيام رمضان وقيام جميع لياليه وخطط لنفسك ماذا تنوي من ختم القرآن وصلة الرحم والصدقة والذكر والدعاء وسائر الأعمال الصالحة ، فلو قدر الله وحال دون ما عزمت حائل من سفر أو مرض أو نحو ذلك كتب لك أجر ما نويت كما في الصحيحين عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (اذا مرض العبد او سافر، كتب له من العمل ما كان يعمله وهو صحيح مقيم)
فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير، قال الله عز وجل : { فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ } [ محمد : 21} فعلى المسلم تبييت النية الصالحة على أن تكون في رمضان على حال يرضاها الله تعالى.
والنية أساس العمل ونية المؤمن أبلغ من عمله ، وكان الإمام أحمد رحمه الله يوصي ولده ويقول: ( يا بني انو الخير فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير) فما الذي نويت أن تكون عليه في رمضان من الآن؟!
ما الذي تحدث نفسك به؟ وما الذي تتصوره لنهارك وليلك؟
ما الذي يراه الله في قلبك الآن؟ عزم على أن تكون أكثر قرباً منه؟
عزم على أن تختم القرآن كذا وكذا مرة؟
عزم على ألا تفوت صلاة الجماعة ولا مرة واحدة خلال رمضان؟
عزم على ألا تضيع صلاة التراويح ؟
أم أن الله ينظر إلى قلبك الآن فيرى غفلة وضياعاً أو يرى تبييتاً لمتابعة المسلسل الفلاني والبرنامج الهابط الفلاني وغير ذلك مما يعده قطاع الطرق ولصوص رمضان من شياطين الإنس من البرامج والمسلسلات الساقطة التي تقطعك عن الله في رمضان وتحول بينك وبين روحانية الصيام ولذته وحلاوته.
والله ما رأيت آية أصدق في وصف هؤلاء وما يعدونه في رمضان من قول الله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 27]
والكثيرون منا يخططون تخطيطاً دقيقاً لأمور الدنيا ، ولكن قليلون هم الذين يخططون لأمور الآخرة ، وهذا ناتج عن عدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذه الحياة، ونسيان أو تناسى أن للمسلم فرصاً كثيرة مع الله ومواعيد مهمة لتربية نفسه حتى تثبت على هذا الأمر، ومن أمثلة هذا التخطيط للآخرة ، التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات ، فيضع المسلم له برنامجاً عملياً لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى .
رابعا / التوبة النصوح قبل رمضان
من أعظم نعم الله على عباده أن فتح لهم باب التوبة والإنابة، فيرجع العبد إلى ربه معترفا بذنبه، مؤملا في ربه، نادما على فعله، ليجد في قربه من ربه ما يزيل عنه وحشة الذنب، وينير له ظلام القلب، وتتحول حياته من شقاء المعصية وشؤمها، إلى نور الطاعة وبركتها.
ولذا خاطب الله بها أهل الإيمان وخيار خلقه، فقال سبحانه: {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} (النور:31)،
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها) رواه مسلم.
وإذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يقول: (يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مئة مرة) رواه مسلم، فكيف بغيره من المذنبين والمقصرين.
والمسلم ليس معصومًا عن الخطأ، فهو عرضة للوقوع في الذنوب والآثام، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وبيّن أنه من طبع البشر، وبيّن علاجه فقال صلى الله عليه وسلم: (كلُّ بني آدَمَ خطّاء، وخيرُ الخطّائين التوّابون) وقال : (والذي نفسِي بيَدِه، لو لم تُذنِبوا لذَهَب الله بكم، ولجاءَ بقومٍ يذنِبون فيستغفِرون اللهَ، فيغفِر لهم)
وشهر رمضان هو شهر مغفرة الذنوب، وشهر القبول ومضاعفة الحسنات، وشهر العتق من النار، هو الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتصفد فيه الشياطين ؛ كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة، هو الشهر الذي «ينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغيَ الشرّ أقصِر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة» (كما في السنن وعند أحمد من حديث أبي هريرة أيضًا).
قال الإمام ابن القيم : (فمما ينبغي أن يعلم أن الذنوب والمعاصي تضر ولا بد، وأن ضررها في القلب كضرر السموم في الأبدان، على اختلاف درجاتها في الضرر، وهل في الدنيا والآخرة شر وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي ؟)
فحريٌّ بالمؤمن الصادق الذي مدّ الله في عمره حتى أدرك هذا الشهر أن يغتنمه بتوبة صادقة، وانطلاقة جادة بعزيمة أكيدة، فيجدد العهد مع الله بأن يلتزم بطاعته، وأن يأتمر بأوامره، وينتهي عن مناهيه، ويستقيم على دينه حتى يلقاه؛ فإن العبرة بالخواتيم.
التوبة الصادقة :
ورمضان من أعظم مواسم التوبة والمغفرة وتكفير السيئات، ففي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)، كيف وقد جعل الله صيامه وقيامه وقيام ليلة القدر على وجه الخصوص إيمانا واحتسابا مكفرا لما تقدم من الذنوب؟!
والعبد يجد فيه من العون ما لا يجده في غيره، ففرص الطاعة متوفرة، والقلوب على ربها مقبلة، وأبواب الجنة مفتحة، وأبواب النار مغلقة، ودواعي الشر مضيقة، والشياطين مصفدة، وكل ذلك مما يعين المرء على التوبة والرجوع إلى الله.
خامسا / طهارة القلب قبل رمضان
شهر رمضان شهر خير وبركة وإحسان، وهو فرصة عظيمة لتطهير القلوب من أدران الحسد والبغضاء، والكراهية والشحناء.
وهو فرصة لوصل أرحام قطعت، وزيارة إخوان هجروا.
إنه مناسبة جليلة لإزالة أسباب الخلاف والنزاع بين المتخاصمين، ووضع حد للمتهاجرين والمتقاطعين، إنه فرصة لأن تسمو فيه النفوس على حظوظها، وتتطهر فيه القلوب من أدرانها وغلوائها، فتمتد فيه الأيدي بالمصافحة بعد سنوات الانقباض، وتطرق فيه الأبواب للزيارة بعد طول الجفاء والهجران، وتجتمع فيه الأرحام بعد التفرق والانقطاع.
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الصيام سبب لإزالة ما في القلوب من الغش والدغل، فتكون النفوس أقرب ما تكون إلى الصفح والعفو والمسامحة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صوم شهر الصبر ، و ثلاثة أيام من كل شهر ، يذهبن وحر الصدر) قال الألباني في صحيح الترغيب: حسن صحيح.
سادسا/ رمضان تجارة رابحة
أوقات رمضان كلها غالية فاشغلها كلها بالطاعة ، ورمضان ميدان للعمل الصالح فسيح، وسوق للآخرة كبير، وأرباحه مضمونة، والأعمال فيه محفوظة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين» رواه الشيخان.
وإنما تفتح في رمضان أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، بسبب ما يقوم به العباد من أعمال صالحة ترضي الله تعالى، فيرضى سبحانه عن أعمال الصالحين فيه.
ورمضان ميدان لجملة كبيرة من الأعمال الصالحة؛ فصيامه فريضة، والصوم من أجل الأعمال؛ وفيه الصدقة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم: (أجود ما يكون في رمضان).
ومن الصدقة: إطعام الطعام، وسقي الماء، ومن فطر صائما كان له مثل أجره كما جاء في الحديث.
وهو شهر القرآن بنص القرآن ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن﴾ [البقرة:185] وكان جبريل عليه السلام يدارس فيه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل ليلة، مما يدل على خصوصية قراءة القرآن فيه على غيره.
وفي ليله تمتلأ مساجد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالقرآن، يصلون التراويح.
ولقيام رمضان ميزة على سائر ليالي العام فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه الشيخان.
وفي رمضان ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه كما جاء في الحديث.
والعمرة في رمضان ليست كالعمرة في غيره؛ إذ تعدل العمرة فيه حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
فكل هذه الأعمال الكبيرة بأجورها العظيمة لتدل على أن رمضان ميدان للعمل الصالح، وموسم من مواسم الله تعالى يفيض فيه على عباده من فضله ورحمته وعفوه ومغفرته، فلا يضيعه إلا ضائع، ولا يفرط فيه إلا جاهل، فاستقبلوه خير استقبال، وأروا الله تعالى فيه من أنفسكم خيرا، واعمروه بالطاعات، واجتنبوا مجالس اللهو والغفلة؛ فإنها تسرق أوقات الناس وأعمالهم، وتأكل حسناتهم كما تأكل النار الحطب.
سابعا / تعلم أحكام رمضان
شرَع الله – سبحانه – لنا صيام رمضان، وجعَلَه أحدَ أركان الإسلام، فكان لزامًا على كل مسلم أن يتعلَّم من الأحكام ما يتعلَّق بالصيام؛ حتى يعبدَ الله – تعالى – على بصيرة، وليؤدِي الواجب عليه عن عِلمٍ ومعرفة، وفَرْقٌ بين مَن يعبد الله – تعالى – على علْمٍ وإدراك، فيتَّبع النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم – أحسنَ اتِّباع، ومَن يبني عبادته على مشاهدة الناس، وما يتناقله العوام أو يدعونه.
وقد قرَّر أهل العلم أنه يجب على المكلَّف تعلُّم ما تَصِحُّ به عبادته، ومَن يُرِد الله به خيرًا، يُفَقِّهه في الدين، فيجب على كل صائم تعلم أحكام صومه، وهي سهلة ميسرة، ونحن اليوم في عصر تتوفر فيه المعلومة بشكل كبير، فيمكن مطالعة كتيب في أحكام الصوم، أو مشاهدة برنامج أو دورة في أحكام الصيام كما يمكن حضور إحدى الدورات الفقهية في أحكام الصيام، والتي تعقد قبيل شهر رمضان في المساجد والمراكز الثقافية؛ فلا يجوز لك أخي الصائم، الإهمال في تعلم أحكام ركن من أركان الإسلام في زمن وجوبه.
ثامنا/ قلل ساعات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي
رمضان أياما معدودات شهر … ثلاثين يوما وليلة، ينفض بعدها الموسم ليربح فيه من ربح ويخسر فيه من خسر، فليس أهم من تدبر وقتك في رمضان، وأكثر ما يستنفذ الوقت في وقتنا الحالي هو الإنترنت خاصة بعد انتشار الهواتف الذكية؛ وبخاصة مع إدمان مواقع التواصل الاجتماعي ، ومتابعة الأخبار مع كثرتها وتشعب تفصيلاتها .
والوقت هو أنفس ما يملك فهو في الواقع رأس المال الحقيقي للإنسان وفي مثل هذا يقول الحسن البصري يا ابن آدم، إنما أنت أيام مجموعة، كلما ذهب يوم ذهب بعضك.
ولعلي لا أخالف الصواب إذا قلت : إن هؤلاء المضيعين لأوقاتهم على الانترنت بلا فائدة يضيعون أعمارهم هدرا ، وقد كان السلف رضي الله عنهم أحرص ما يكونون على أوقاتهم ، لأنهم كانوا أعرف الناس بقيمتها . وكان السلف يقولون:(من علامة المقت(غضب الله) إضاعة الوقت).
ويقول الحسن البصري : أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم.
تاسعا/ اختر صديقا ناصحا
فالمرء على دين خليله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، وأغلبنا يدخل رمضان متحمسا فيحافظ على صلواته وأوراده في الأيام الأولى، ثم لا يلبث أن ينسى ويتراخى، فاتخذ أخا في الله يعينك ويأخذ بيدك ، والرفيق الصالح خير معين، اتفق مع أحد أصدقائك على أن تصطحبا بعضكما يوميا إلى صلاة القيام، وانتق إماما حسن الصوت تطرب لتلاوته نفسك ويخشع لها قلبك.
عاشرا/ كن للخير إماما
شهر رمضان أرض خصبة لنشر الدعوة ، ذلكم أن القلوب في رمضان تخشع لذكر الله، وتستعد لقبول المواعظ الحسنة، وتقوى بها إرادة التوبة، وهداية رجل واحد خير من الدنيا ، فخذ بيد من حولك نحو هذا الخير ودلهم عليه وأبشر بالأجر الجزيل من الله .
said
جزاكم الله خيراً
لدي سؤال: هل يمكنني أن أنقل كلامكم القيم هذا وأعرضه على شكل فيديو في قناتي على موقع يوتيوب، لنشر الفائدة؟ مع العلم أني سأشير إلى مصدر الكلام في الفيديو
وشكراً لكم
abojannah
نعم يمكنك ذلك
بارك الله فيك
ولا تنسنا من دعائكم الصالح