أربعة أخلاق تكسب بها قلوب الناس (خطبة مفرغة)

تاريخ الإضافة 8 يوليو, 2022 الزيارات : 10491

أربعة أخلاق تكسب بها قلوب الناس (خطبة مفرغة)

قلنا في اللقاء الماضي: إن علاقات المسلم ثلاثة :
1-علاقة مع الله
2- علاقة مع الناس .
3- علاقة مع ذاته .
وقلنا إنه ينبغي أن يكون هناك توازن بين هذه العلاقات الثلاث : علاقتك مع الله وعلاقتك مع الناس ،وعلاقتك مع ذاتك، وقد تجد البعض منا حسن العلاقة بالله سيء العلاقة مع الناس ، فيختل معه الأمر ، والعكس بالعكس فإن كنت حسن العلاقة مع الناس ،سيئ في العلاقة مع الله يحدث الخلل أيضا .
وتكلمنا عن العلاقة مع الله واليوم نتكلم عن العلاقة مع الناس .

حسن العبادة وسوء الأخلاق :

أقول : إنا قد ابتلينا بمن حسنت علاقته بالله وساءت مع الناس ، يظن أن العبادة لله صلاة وصيام فقط لكن في المعاملة مع الناس هو حر، رغم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي ذر -رضي الله عنه – : “اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن .”

حسن الخلق ثمرة للعبادة الصحيحة :

ولو قرأنا القرآن الكريم لرأينا كيف أن الله جعل حسن الخلق ثمرة للعبادة ، فالعبادة إذا صحت أثمرت خلقا من الأخلاق قال تعالى : -( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )- [العنكبوت/45] وقال تعالى : – ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها )- [التوبة/103]

وقال تعالى :- ( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج )- [البقرة/197]

وقال تعالى :- ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )- [البقرة/183]

إذن في علاقاتك مع الناس أساس نجاح هذه العلاقة أن تكون معهم حسن الأخلاق ، فأنت بحسن أخلاقك تدرك درجة الصائم القائم ، لأن صومك وقيامك بينك وبين ربك ، عبادة تؤجر عليها من الله،  وكذلك حسن أخلاقك مع الخلق هذا مما يحبه الله ويرتضيه أيضا ، ويأتي كثمرة من ثمرات عبادتك لله ، فإذا صحت العبادة جاءت الثمرة حسن الخلق .

والحديث عن الأخلاق وحسن الأخلاق حديث يطول لكن سأركز على أربعة أخلاق رئيسية هي أساس لأن تكسب قلوب الناس وتحدث التوازن في علاقتك مع الخلق:
1- معاملة الناس بالاحترام .
2- الكرم.
3- الحلم.
4- التغافل.

أولا / احترام الناس :

أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به ، توقرهم تحترمهم ، لا تتعالى ولا تتكبر ، ولا تستهزيء ولا تحتقر ، إنما تعامل الناس وتنزلهم منزلتهم ومكانتهم ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال ” انزلوا الناس منازلهم ” 

ولما كان النبي يراسل الملوك والأمراء كان يخاطبهم بقوله : إلى هرقل عظيم الروم ….. إلى كسرى عظيم الفرس ….

ولما جاء سعد بن معاذ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-” قوموا إلى سيدكم “.
وعلمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا الخلق القويم فقال : ” ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعطي لعالمنا حقه “

فالمسلم يعامل الناس باحترام وتوقير ، بكلمة طيبة ، ينزل الناس منازلهم ، ويناديهم بأحب الأسماء إليهم، وإن كان من الاحترام أن تناديه بلقب فعليك أن تلقبه به من باب إظهار احترامك له ، وصونك لمكانته عندك ، فإذا عاملت الناس بهذا الاحترام توقع أنهم سيبادلونك نفس الأمر بالاحترام والتوقير ومعرفة حقك عليهم وبذلهم لك كل تقدير وتوقير .

الخلق الثاني : الكرم :
الحياة المادية هنا علمتنا أن كل شيء بمقابل ، سلعة أمامها ثمن ، فأنت تدفع في مقابل شئ ، لكن من أخلاقنا نحن المسلمين : الكرم أن تعطي بلا مقابل ، أن تبذل من مالك لمن حولك ،وهذا البذل دائما ما يأتي لأذهاننا في بداية الأمر أنه فقط الإنفاق على الفقراء والمساكين ، الكرم خلق يتسع لكل عطاء : أن تعطي للفقراء والمساكين صدقة ، ولوالديك برا وإحسانا ، ولأرحامك صلة وهدية ، وأن تعطي لأصدقائك إكراما،  وأن تعطي لمن حولك من بذلك وعطائك …. وهكذا يتسع باب الكرم .

بل إننا قصرنا مفهوم الكرم على الكرم بالمال فقط ، الكرم يكون بالنصيحة بالكلمة ، بالبذل ، بكل عطاء لا مقابل من ورائه فأنت إذا أسديت إلى من نُصحك أو بذلت لي من وقتك فهذا كرم منك ، وإذا أعطيتني من مالك إكراما وضيافة عندما أزورك فهذا كرم منك ، فأي عطاء لا تقصد من ورائه مقابل أنت بذلك كريم من الكرماء الذين يحبهم الله كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن الله جواد يحب الجود )، وفي الحديث القدسي (يا ابن آدم أنفق أنفق عليك ) والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال : “ما من يوم يصبح فيه العباد، إلاَّ وينادي مَلَكَان: اللهم أَعْط مُنْفِقًا خَلَفًا وَأَعْطِ مُمْسِكًا تلفًا “
فوعد الله سبحانه وتعالى كل من يبذل وينفق بالخلف العاجل ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين )- [سبأ/39] ووعد من ينفق بالخير فقال: (وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) البقرة/272

وهكذا فكن بين الناس كريما في كلامك ،كريما في أقوالك ، كريما في أفعالك ، كريما في وصفاتك ، كريما بمالك وحسن ضيافتك ، وإعطاء من يحتاج أنت بذلك تملك قلوب الناس ، وقديما قال العرب : أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان بالإحسان إنسانا.

الخلق الثالث / الحلم :
والحلم ضد الغضب ، فعندنا سريع الغضب والحليم ، فالحليم الذي لا يعاجل من أخطأ في حقه بالعقوبة وهو الذي لا يقابل الاساءة بإساءة مثلها إنما يقابلها بالإحسان ، والله تعالى قال : -( وجزاء سيئة سيئة مثلها )[الشورى/40] هذا هو العدل ثم أرشدنا إلى الفضل فقال ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين )- [الشورى/40] وقال تعالى -( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )- [فصلت/34]
إذن الإنسان فينا يملك نفسه عند الغضب ، والأطباء يقولون إن السبب الأول للوفاة في العالم ليس مرض السرطان ، ولا الذبحة الصدرية، ولا ارتفاع الضغط ، ولا السكري ؛ إنما السبب الأول هو الغضب والعصبية الزائدة ، والتي تولد الكثير من الأمراض المؤثرة على القلب والقولون والمعدة والضغط والدم ، بالإضافة إلى ما ينتج عنها من خراب البيوت بكلمة طلاق تخرج ساعة الغضب أو باعتداء أو قتل أو أذى لأي إنسان لم تمسك نفسك عند الغضب أمامه .
ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- يرسي مفاهيم جديدة للناس يقول : ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب ) فمفهوم الشديد عندكم هو من يطرح خصمه ، ويصرعه ؛ كلا إنما الشديد هو من يملك نفسه عند الغضب .

إذن فإذا كنت حليما كنت ذا فضل بين الناس ، أن تقدر أن تؤذي ، وأن تمسك نفسك وتعفو .

والله سبحانه وتعالى عاملنا بالحلم فمن واسع فضله ورحمته أن من أخطأ منا لا يعاجله الله سبحانه وتعالى بالعقوبة لأنه حليم قال تعالى : -( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة )- [فاطر/45] فالله سبحانه وتعالى يحلم علينا ويمهل العبد ويعطيه فرصة تلو الفرصة ليتوب ويرجع لربه سبحانه وتعالى .

فنحن نتخلق بهذه الصفة خلق الحلم بين الناس أن يكون عندك تأني فـ(التأني من الله والعجلة من الشيطان ) 

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأشج عبد القيس : ” إنك فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة “والأناة من التأني يعني عدم العجلة في الأمور التي ينتج عنها الطيش ، وسرعة عدم تقدير الأمور وعدم النظر في العواقب والمآلات .

من قدر فعفا ساد بين الناس :
هذا هو الخلق الثالث الذي تملك به قلوب الناس ، أن تحلم على الناس من قدر فعفا ساد بين الناس وملك قلوبهم ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- تعرض لجهالة العديد من الجفاة وأهل الغلظة وكان يحلم عليهم ويقول : رحم الله أخي موسى لقد أوذي أكثر من ذلك فصبر ….ومواقف كثيرة جدا لا يتسع المقام لبسطها ، إنما أقصد الإشارة فقط أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تعرض لما تعرض له فكان أوسع الناس صدرا وكان أحلمهم على من جهل عليه لنتعلم منه ونكون بين الناس بهذه الصفة صفة الحلم .

الخلق الرابع / التغافل :
الغفلة عدم إدراك الأشياء حولك ، يعني غائب عن الوعي ، التغافل أن ترى الأشياء وتبصرها لكنك تتغافل عنها…. لا تلتفت إليها .

ومن التغافل أن تتغافل عن الزلات والهفوات والأشياء الصغيرة والحقيرة ، يقولون في ذم بعض الناس أنه يتصدى في الأمور التافهة ، يجعل من الحبة قبة ، إلى غير ذلك.

فالمسلم أبدا لا يكون غافلا إنما يكون متغافلا ، وقد ذكر لنا الله هذه الصفة في نبينا -صلى الله عليه وسلم- في سورة التحريم قال الله تعالى: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) [التحريم: 3].
ففي هذه الآية الكريمة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسر لحفصة رضي الله عنها بسر وطلب منها ألا تذكره لأحد فذكرته لعائشة فأطلع الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- على الأمر ، فعاد عليها في هذا ، وذكر لها بعض ما دار بينها وبين زميلتها دون استقصاء لجميعه؛ تمشياً مع أدبه الكريم؛  فقد لمس الموضوع لمساً مختصراً لتعرف أنه يعرف وكفى، ومضمون هذا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم كل ما دار، لا الطرف الذي حدثها به وحده، ولكنه تغافل عنه كرما منه -صلى الله عليه وسلم- حتى لا يكون العتاب قاسيا وشديدا .
فالتغافل التغاضي عن الزلات لا تكثر من العتاب ، والقسوة في الكلام حتى لا يكون الأمر فيه ضيقا لمن حولك.

حاتم الأصم أتدرون لماذا سمي بالأصم؟

ومن علماء القرن الثالث الهجري حاتم الأصم أتدرون لماذا سمي بالأصم؟ جاءت امرأة لتسأل عن مسألة، فاتفق أنها خرج منها صوت ريح البطن (ضراط ) دون أن تقصد ، فكربت وخجلت المرأة وتغير لونها واستولى عليها الحرج ، فقال حاتم: ما اسمك ؟ قالت فلانة ، قال ارفعي صوتك فأوهمها أنه أصمّ فكرر السؤال وكررت الإجابة فقال ارفعي صوتك أنا لا أسمع فسرّت المرأة بذلك،والتفتت لصديقتها قائلة : الحمد لله لم يسمع الصوت، فلقّب بحاتم الأصم ولم يكن أصما إنما من كرم أخلاقه تصنّع هذا .
والرسول -صلى الله عليه وسلم- علمنا التغافل في العلاقة بين الزوجين قال : «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» 

معنى لا يَفْرَك: لا يبغض
في الحياة الزوجية البعض منا لا يرى إلا السلبيات ، ويبالغ في إظهارها ، ويقول : زوجتي فيها وفيها ….. من السلبيات ، ولو تغافلت عنها وأبرزت الجمال والمحاسن والصفات الطيبة والإيجابية لظهر لك الكثير من الأمور التي كنت غافلا عنها ، التركيز على السلبيات والسيئات يجعل الإنسان يضيق ويسخط على الشخص الذي يعيش معه .

والعكس أيضا يحدث فنحن بشر فينا محاسن وسيئات فينا سلبيات وإيجابيات لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا التغافل عن السلبيات فما من واحد منا إلا وعنده حسنات وسيئات،  لكن من غلبت حسناته سيئاته لا يعامل على أن السيئات هي الأساس فنتغافل عن السيئات ، حتى في المخاصمة والعتاب لا تكثر من العتاب والقسوة في الكلام،  قال رجل لابن السماك : غدا نتقابل فنتعاتب قال بل نلتقي فنتغافر .
وهذا التعاتب يكون قاسيا خاصة بين الزوجين أعطيت لزوجتك بعض المال لشراء شئ لا تكن دائما مستقصيا أنفقت كذا بكم ؟ واشتريت كذا بكم ؟ وكم تبقى من المال ؟ وأين هو ؟ وكما قيل: ما استقصى كريم قط.

كما أن بعض النساء كذلك تدقق في أمور زوجها ماذا يقصد بكذا؟ ومن هذا المتصل بك؟ ولماذا تأخرت إلى هذه الساعة؟ خرجت من العمل من ساعتين أين ذهبت ، مع من تكلمت …..الخ
هذا التفصيل والتحليل والتدقيق هذه أمور لا يتسع لها العمر ولا الوقت ولا الصدر .
فمن أخلاقنا التغافل ، تغافل تكن بين الناس كريما ، أما من يتصدى للناس ويتتبع الزلات والهفوات والصغائر ويكبر هذه ويضخم تلك هذا يعيش مكروها بين الناس .

مشكلة الإنسان الذكي:

والإنسان الذكي مشكلته أنه فاهم الأشياء من حوله لكن إذا أظهر للناس إنه فاهم ومدرك لكل الأشياء حوله كرهوه وهذه طبيعة الناس ، فمن تمام الذكاء أن تتغافل ، لا تسأل ولا تدقق في كل الأمور ولا تناقش الناس في كل مسألة .
من التغافل أن يتسع صدرك للناس وتسمع لهم فربما يكون حديث أحدهم حديثه مملا أو أنك تعرفه تمام المعرفة لكن من التغافل أن يتسع صدرك وتسمع لمن يتكلم وتحترمه وهو يتكلم يقول عطاء بن أبي رباح : إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأن لم أسمعه قط وقد سمعته قبل أن يولد.
وقد قيل:
                    ليس الغبي بسيد في قومه           لكن سيد قومه المتغابي
والإنسان منا إن كانت همومه كبيرة كانت اهتماماته كبيرة وأن كانت همومه صغيرة تجداهتماماته بالسفاسف والتوافه من الأمور ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة وفي الحديث ( ( إن الله تعالى جواد يحب الجود ، ويحب معالي الأخلاق ، ويكره سفسافها )
هذه هي الأخلاق الأربعة والتي هي أساس لكسب قلوب الناس :
1- معاملة الناس بالاحترام .
2- الكرم.
3- الحلم.
4- التغافل.

 اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 1 فبراير, 2024 عدد الزوار : 277 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم