الإنسان في القرآن: 6- وَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَـانَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا

تاريخ الإضافة 21 سبتمبر, 2023 الزيارات : 3548

وَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَـانَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا..”

يقول تعالى :﴿وَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَـانَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنۢبِهِۦۤ أَوۡ قَاعِدًا أَوۡ قَاۤىِٕمࣰا فَلَمَّا كَشَفۡنَا عَنۡهُ ضُرَّهُۥ مَرَّ كَأَن لَّمۡ یَدۡعُنَاۤ إِلَىٰ ضُرࣲّ مَّسَّهُۥۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ زُیِّنَ لِلۡمُسۡرِفِینَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ [يونس ١٢]

معاني الكلمات :

الإنْسانُ المُرادٌ بِهِ جِنْسُ الإنسان.

والضُّرُّ: أيْ إذا أصابَهُ جِنْسُ الضُّرِّ مِن مَرَضٍ وفَقْرٍ وغَيْرِهِما مِنَ الشَّدائِدِ .

والدُّعاءُ: هُنا الطَّلَبُ والسُّؤالُ بِتَضَرُّعٍ.
﴿لِجَنْبِهِ﴾ أي نائما أو مستلقيا على جنبه لشدة وجعه، واللّامُ في قَوْلِهِ: ﴿لِجَنْبِهِ﴾ بِمَعْنى عَلى كَقَوْلِهِ – تَعالى: ﴿ويَخِرُّونَ لِلْأذْقانِ﴾ [الإسراء: ١٠٧]

 ﴿أوْ قاعِدًا أوْ قائِمًا﴾ أي أنه يَدْعُو اللَّهَ في حالَةُ تَطَلُّبِ الرّاحَةِ ومُلازِمَةِ السُّكُونِ، أيْ دَعانا في سائِرِ الأحْوالِ لا يُلْهِيهِ عَنْ دُعائِنا شَيْءٌ.

﴿فَلَمّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمۡ یَدۡعُنَاۤ إِلَىٰ ضُرࣲّ مَّسَّهُ﴾ أي مضى على طريقته التي كان عليها قبل أن يمسه الضر من ترك العبادة ، ونسي حالة الجهد والبلاء والضيق والفقر،  كأنه لا عهد له به كأنه لم يدعنا من قبل.

﴿كَذَلِكَ ﴾ أي مثل ذلك التزيين العجيب أي كما زين له الدعاء عند الضرر والإعراض عند الرخاء.

(زين للمسرفين ما كانوا يعملون) والتزيين من الشيطان بالوسوسة أو من طريق النفس الأمارة بالسوء، والمعنى إنه زين لهم الإعراض عن الدعاء والغفلة عن الشكر والاشتغال بالشهوات.

وهنا لفتة بلاغية : أنَّ المُسْرِفَ هو الَّذِي يُنْفِقُ المالَ الكَثِيرَ لِأجْلِ الغَرَضِ الخَسِيسِ، ومَعْلُومٌ أنَّ لَذّاتِ الدُّنْيا وطَيِّباتِها خَسِيسَةٌ جِدًّا في مُقابَلَةِ سَعادة الدّارِ الآخِرَةِ، واللَّهُ تَعالى أعْطاهُ الحَواسَّ والعَقْلَ والفَهْمَ والقُدْرَةَ لِاكْتِسابِ ذلك، فَمَن بَذَلَ هَذِهِ الحواس لِأجْلِ أنْ يَفُوزَ بِهَذِهِ اللذات الدنيوية الخَسِيسَةِ، كانَ قَدْ أنْفَقَ أشْياءَ عَظِيمَةً كَثِيرَةً لِأجْلِ أنْ يَفُوزَ بِأشْياءَ حَقِيرَةٍ خَسِيسَةٍ، فَوَجَبَ أنْ يَكُونَ مِنَ المُسْرِفِينَ.

معنى الآية:

وإذا أصاب الإنسانَ الشدةُ استغاث بنا في كشف ذلك عنه، مضطجعًا لجنبه أو قاعدًا أو قائمًا، على حسب الحال التي يكون بها عند نزول ذلك الضرِّ به.

فلما كشفنا عنه الشدة التي أصابته استمرَّ على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضر، ونسي ما كان فيه من الشدة والبلاء، وترك الشكر لربه الذي فرَّج عنه ما كان قد نزل به من البلاء، والسر في هذا أن الإنْسانَ جُبِلَ عَلى الضَّعْفِ والعَجْزِ وقِلَّةِ الصَّبْرِ، وجُبِلَ أيْضًا عَلى الغُرُورِ والبَطَرِ والنِّسْيانِ والتَّمَرُّدِ والعُتُوِّ، فَإذا نَزَلَ بِهِ البَلاءُ حَمَلَهُ ضَعْفُهُ وعَجْزُهُ عَلى كَثْرَةِ الدُّعاءِ والتَّضَرُّعِ، وإظْهارِ الخُضُوعِ والِانْقِيادِ، وإذا زالَ البَلاءُ ووَقَعَ في الرّاحَةِ اسْتَوْلى عَلَيْهِ النِّسْيانُ فَنَسِيَ إحْسانَ اللَّهِ تَعالى إلَيْهِ، ووَقَعَ في البَغْيِ والطُّغْيانِ والجُحُودِ والكُفْرانِ.

وكما زُيِّن لهذا الإنسان استمراره على جحوده وعناده بعد كشف الله عنه ما كان فيه من الضر، زُيِّن للذين أسرفوا في الكذب على الله وعلى أنبيائه ما كانوا يعملون من معاصي الله والشرك به.

تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة

الدعاء نعمة كبرى، أنعم بها ربُّنا جل وعلا حيث أمرنا بالدعاء، ووعدنا بالإجابة والإثابة؛ فشأن الدعاء عظيم، ومنزلته عالية في الدين، فما اسْتُجْلِبت النعم بمثله، ولا استُدْفِعت النقم بمثله، والدعاء عبادة لله، وتوكُّل عليه، والدعاء سبب عظيم لانشراح الصدر، وتفريج الهم، ودفع غضب الله سبحانه، والدعاء مَفْزَع المظلومين، وملجأ المستضعفين، وأمان الخائفين،

فما أشد حاجتنا إلى الدعاء! بل ما أعظم ضرورتنا إليه! قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر:60]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة:186]

ومَن كانَتْ عادَتُهُ أنْ يَكُونَ عِنْدَ نُزُولِ البَلاءِ كَثِيرَ التَّضَرُّعِ والدُّعاءِ، وعِنْدَ زَوالِ البَلاءِ ونُزُولِ الآلاءِ مُعْرِضًا عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ مُتَغافِلًا عَنْهُ غَيْرَ مُشْتَغِلٍ بِشُكْرِهِ، كانَ مُسْرِفًا في أمْرِ دِينِهِ مُتَجاوِزًا لِلْحَدِّ في الغَفْلَةِ عَنْهُ، وفي الحديث ” تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة”

الرخاء ضد الشِّدّة، وحال الرخاء يشمل كل أحوال الإنسان الاعتيادية، أما الشدائد فهي عارضة وليست دائمة.

والمعنىأن العبد إذا اتقى الله وحفظ حدوده وراعى حقوقه في حال رخائه فقد تعرف بذلك إلى الله وصار بينه وبين ربه معرفة خاصة فعرفه ربه في الشدة، وهذه معرفة خاصة تقتضي قرب العبد من ربه ومحبته له وإجابته لدعائه.

وهي المشار إليها بقوله صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه (ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه) وفي رواية ولئن دعاني لأجيبنه

فالمسلم يلجأ إلى الله تعالى في أحواله كلها؛ في سرَّائه وضرَّائه، وشدَّته ورخائه، وصحته وسقمه، فلا يقتصر ذلك في حال الشدة فقط  إذ أن ملازمةُ المسلم للطاعة والدعاء حال الرخاءِ، ومواظبته على ذلك في حال السرَّاء سببٌ عظيمٌ لإجابة الدعاء عند الشدائد والمصائب والكُرَب والبلاء، وقد جاء في الحديث أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن سرَّه أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فلْيُكثِر الدعاءَ في الرخاء رواه الترمذي وسنده حسن.

قال ابن رجب رحمه الله: “معرفة العبد لربه نوعان: (كتاب جامع العلوم والحكم)

أحدُهما: المعرفةُ العامة، وهي معرفةُ الإقرار به والتَّصديق والإيمان، وهذه عامةٌ للمؤمنين.

والثاني: معرفة خاصة تقتضي ميلَ القلب إلى الله بالكلية، والانقطاعَ إليه، والأُنس به، والطمأنينة بذكره، والحياء منه، والهيبة له، وهذه المعرفة الخاصة هي التي يدور حولها العارفون، كما قال بعضهم: مساكينُ أهلُ الدُّنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيبَ ما فيها، قيل له: وما هو؟ قال: معرفةُ الله عز وجل“.
وقال أحمدُ بنُ عاصم الأنطاكيُّ: “أحبُّ أنْ لا أموتَ حتّى أعرفَ مولاي“.
ومعرفة الله أيضاً لعبده نوعان:

معرفة عامة وهي علمه سبحانه بعباده، واطِّلاعه على ما أسرُّوه وما أعلنوه، كما قال: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ، وقال: (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ)،

والثاني: معرفة خاصة: وهي تقتضي محبته لعبده وتقريبَه إليه، وإجابةَ دعائه، وإنجاءه من الشدائد، وهي المشار إليها بقوله -صلى الله عليه وسلم- فيما يحكى عن ربِّه: «ولا يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافِل حتَّى أُحِبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصرُ به، ويدَه التي يبطِشُ بها، ورجلَه التي يمشي بها، فلئن سألني، لأُعطِيَنَّهُ، ولئن استعاذني لأعيذنَّه». ا. هـ

مقارنة بين يونس وهو في بطن الحوت وفرعون وهو يغرق:

معرفة الله والإيمان به وتعظيمه ليس شيئا طارئا لينقذ الإنسان نفسه من الهلكة كما فعل عدو الله فرعون حينما أدركه الغرق لجأ إلى الله وقال: (آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩٠) يونس

فيجيبه الله (آَلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٩١) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (٩٢) يونس

ومن الملفت للنظر أن المد في ( آلآن ) في قراءة حفص مد لازم ست حركات “آلآن” لم تتذكر أن لك إلها تؤمن به إلا الآن

أمَّا سيدنا يونس حينما ابتلعَهُ الحوت (فنادى في الظلمات أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧) الأنبياء

لماذا قُبِلَت هذه الكلمة من يونس ولم تُقبل من فرعون؟ كلاهما في المحنة قال: لا إله إلا الله؟

فرعون ما عَرَفَ الله قبل المحنة لذلك ما نفعته عند المحنة.

سيدنا يونس عَرَفَ الله قبل المحنة فلما جاءت المحنة نفعته هذه الكلمة .

 فرعون قال بكل كبر وغرور (أنا ربكم الأعلى) النازعات24 

أما يونس نادى وهو مكظوم (لا إله إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (٨٧) الأنبياء

هناك شيءٌ آخر: وهو أنَّ سيدنا يونس قال” لا إله إلا أنت سبحانك” كلمة (أنت) يخاطبه وجهاً لوجهٍ.

أما فرعون فماذا قال؟ قال” لا إله إلا الذي آمنت به بنو اسرائيل 

سيدنا يونس قال: “لا إله إلا أنت” وكأنه يرى الله جل في علاه!!!

أما فرعون سمع أنه يوجد إله لموسى بيده كل شيء فلما شرع في الغرق شعَر أن إله موسى هو الذي أغرقه فقال” آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل”، فذِكرُ ضمير الغائب دليل على أنه غير مُتحقق.

قُبلتْ (لا إله إلا الله) من سيدنا يونس لأنه كان من المُسبحين ولم تُقبل من فرعون لأنه لم يكن من المُسبحين .
ففِرعون حينما قال :لا إله إلا الله قبل أن يغرق قالها ليتخلّص من الغرق.

تاب في الطائرة ثم انتكس

يقول الدكتور خالد حنفي : حدثني من أثق به أن صديقا له كان مسافرا وقبل هبوط الطائرة في بلده العربي أخبرهم قائدها أن خللا وقع في إطارات الطائرة وأن الهبوط قد يؤدى إلى أن يفقد الجميع حياته!!!

 وهنا فزع إلى جوار راوي الموقف رجل عربي انخرط في نوبة بكاء شديدة ، وتحدث إلى هذا الأخ أنه نهب أموال أولاد أخيه وخان الأمانة وأنه الآن نادم على ما فعل تائب إلى الله منه ….. وطلب منه إن كتب الله له الحياة أن يرد هذه الأموال إلى أولاد أخيه وأن يطلب منهم العفو والمسامحة …..

وأثنى الأخ على صنيعه ودعا له وهو يؤمن وهما يبكيان وكذا كل من في الطائرة بعد أن أحاط الموت بهم.

وبعد دقائق هبطت الطائرة بسلام ونجى الله جميع من فيها.

وقبل خروجهم منها قال الرجل التائب لمن عاهده: كأنك لم تسمع منى شيئا وإياك أن تخبر به أحدا!! المال مالي ولا حق لأحد فيه!

فاحذر أن تكون من الذين ينقضون عهودهم مع الله

قصة الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار

قص النبي عليه السلام خبر الثلاثة من بني إسرائيل آواهم المبيت إلى غار فتدهدهت عليهم صخرة عظيمة أغلقت فم الغار فإذا الغار صندوق مغلق محكم الإغلاق، مقفل موثق الإقفال. إن نادوا فلن يسمع نداؤهم, وإن استنجدوا فلا أحد ينجدهم, وإن دفعوا فسواعدهم أضعف وأعجز من أن تدفع صخرة عظيمة سدت فم الغار, وكانت كربة, وكانت شدة, فلم يجدوا وسيلة يتوسلون بها في هذه الشدة إلا أن يتذكروا معاملتهم في الرخاء, فدعوا الله في الشدة بصالح أعمالهم في الرخاء.
دعا أحدهم ببره والديه, يوم أتى فوجدهما نائمين، وطعامهما قدح من لبن في يده، وصبيته يتضاغون(يبكون) من الجوع, وكان بين خيارين إما أن يوقظ الوالدين من النوم, وإما أن يطعم الصبية!! فلم يختر أيًا من هذين الخيارين, ولكن اختار خيارًا ثالثًا وهو أن يقف والقدح على يده والصبية يتضاغون عند قدميه، ينتظر استيقاظ الوالدين الكبيرين, والوالدان يغطان في نوم عميق حتى انبلج الصبح وأسفر الفجر فاستيقظا، وبدأ بهما وأعرض عن حنان الأبوة وقدم عليه حنان البنوة على الأبوة فشرب أبواه وانتظر بنوه. “اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه”.
ثم دعا الآخر, فتوسل إلى الله بخشيته لله ومراقبته يوم أن قدر على المعصية, وتمكن من الفاحشة ووصل إلى أحب الناس إليه، ابنة عمه, بعد أن اشتاق إليها طويلاً وراودها كثيرًا وحاول فأعيته المحاولة, حتى إذا أمكنته الفرصة واستطاع أن يصل إلى شهوته وينال لذته خاطبت فيه تلك المرأة مراقبة الله فقالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه, فارتعد القلب واقشعر الجلد، ووجفت النفس وتذكر مراقبة الله تعالى فوقه، فقام عنها، وهي أحب الناس إليه وترك المال الذي أعطاها.”اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه”.

ودعا الثالث فتوسل بعمل صالح قربه, وهو الصدق والأمانة حيث استأجر أجراء فأعطاهم أجرهم, وبقي واحد لم يأخذ أجره فنمّاه وضارب فيه, فإذا عبيد وماشية وثمر…. ثم جاء الأجير بعد زمن طويل يقول: أعطني حقي.
فكان أمينًا غاية الأمانة, نزيهًا غاية النزاهة, فقال: حقك ما تراه, كل هذا الرقيق, وكل هذه الماشية, كلها لك, فكانت مفاجأة لم يستوعبها عقل هذا الأجير الفقير, فقال: “اتق الله ولا تستهزئ بي” فقال: يا عبد الله إني لا أستهزئ بك, إن هذا كله لك, فاستاقه جميعًا, ولم يترك له شيئًا.”اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه”.

وتنامت دعواتهم, فإذا الشدة تفرج والضيق يتسع, وإذا النور يشع من جديد فيخرجون من الغار يمشون
الله أكبر صدق نبينا عليه الصلاة والسلام تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة .


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود

 رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود   ما أجمل أن يتلمس الدعاة في عصرنا الحاضر السير على خطى الأنبياء، والتخلق بأخلاقهم، والاقتداء بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، من خلال المنهج القرآني في عرض قصصهم، وأحوالهم مع أقوامهم؛ من خلال دراستي لأحد سور القرآن (سورة هود)

تاريخ الإضافة : 24 أبريل, 2024 عدد الزوار : 24 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع