جريمة إحراق القرآن وإسلام جيفري لانج

تاريخ الإضافة 28 يناير, 2023 الزيارات : 560

جريمة إحراق القرآن وإسلام جيفري لانج

ماذا حدث؟

 أحبابي وإخواني الكرام في يوم السبت الماضي (21 يناير 2023 م) قام أحد المتطرفين كما يصفونه متطرف من الدانمارك ومعه جنسية سويدية قام بحرق المصحف أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم عاصمة السويد، وكان هذا الأمر يتم تحت سمع وبصر وحماية الشرطة السويدية، وخرج رئيس الوزراء السويدي يعبر عن استنكاره لهذا الموقف وعدم رضاه عما حدث لكنه يبرر أن هذه هي حرية التعبير!!!

 طبعا هذا المشهد يحتاج منا إلى التوقف معه للحديث عن العديد من النقاط:

 النقطة الأولى: هل حرق المصحف وإهانة المقدس لأي دين، حرية تعبير أم إساءة أدب؟

 يعني السويد نفسها وكثير من عواصم الدول الأوروبية فيها حرق علم من الأعلام ممنوع لأنه معاداة للسامية، بل ممنوع حرق علم المثليين لأن هذا اعتداء على حرية واختيار مواطنين يعيشون في الدولة السويدية، فحرق علم معاداة للسامية وحرق علم اعتداء على حرية وحقوق مواطنين، أما حرق المصحف فحرية تعبير!!!

 أين حرية التعبير في إساءة ليست لفرد ولا لعائلة إنما لأمة يفوق تعدادها المليار مسلم على مستوى العالم؟

 حرق المصحف لن يؤثر على كتاب الله، فكتاب الله- عز وجل- في أرقى وأعلى المنازل، فهذا كلام الله- سبحانه وتعالى-، القرآن لا يحتاج إلى شرف ليسمو إليه فهو في أعلى قمة الكلام؛ إنه كلام الله- سبحانه وتعالى-، اكتسب قدسيته وجلاله بأنه آخر وحي منزل من السماء على أهل الأرض، اكتسب قدسيته بأنه ليس صنعة بشرية وليس تراث أمة أو تاريخ لأمة؛ إنما هو منهج رب العالمين لعباده المكلفين.

 الرمزية في هذا الأمر المقصود منها استفزاز مشاعر المسلمين، وجرهم إلى رد الفعل، وهذا هو الاتجاه الذي يسلكه اليمين المتطرف سياسيا حاليا، وهو العزف على وتر العصبية ورد الفعل وهذا شأن كثير من ناقصي العقول الذين يحرصون على استفزازك بكل سبيل ثم إذا غضبت وعبرت عن ردة فعلك يقول للناس انظروا كيف يغضب انظروا ردة فعله هكذا هم المسلمون هكذا هؤلاء هكذا … وينسى الناس الفعل نفسه ويتابعون ردة الفعل.

الغضب العاقل:

 نحن نحتاج إلى الغضب العاقل!

 ما هو الغضب العاقل؟

 كيف نمنع تكرار مثل هذا الحدث الذي ليس هو الأول وليس هو الأخير، سواء كان موضوع الإساءة لنبينا- صلى الله عليه وسلم- أو المصحف أو التضييق على الأخوات المحجبات، أو ما شابه ذلك من هذه القضايا التي تثار بين الحين والآخر، نحن نحتاج إلى جهد جهيد، لأن نصل ونستغل الحدث مع العالم أجمع، بأن يعرفوا ما هو القرآن، ماذا في هذا الكتاب، لماذا اكتسب هذا الكتاب أهميته، بل لو سألنا هذا الذي سموه متطرف ويميني هل قرأت هذا الكتاب الذي قمت بحرقه؟ أشك أن الإجابة نعم، وهل قرأ وفهم؟ أشك أن الإجابة نعم.

 فإذا كان القرآن كتاب يقدسه المسلمون فإنه كان الأولى به أن يناظر في القرآن، أن يحاور المسلمين وعلماءهم القرآن، فيقابل الحجة بالحجة، ويقابل الكلمة بالكلمة، أما استفزاز المشاعر وحرق القرآن وما شابه ذلك فهذه حيلة العاجز، وهو من حيث لا يدري لفت أنظار العالم إلى قدسية هذا الكتاب، فهي فرصة أن يعرف العالم كله ما هو القرآن؟

وهناك مشروعات ضخمة كبيرة لترجمة معاني القرآن إلى جميع اللغات الحية على مستوى العالم، لماذا لا يكون هناك اهتمام بنشر هذه الترجمات في كل مكان ليتعرف العالم على القرآن وعظمته وأخلاق القرآن والأوامر الإلهية التي جاءت في القرآن.

 عدد المسلمين في السويد:

 عدد المسلمين في السويد ليس كبيرا بالنسبة لعدد سكان الدولة التي تبلغ عشرة مليون نسمة تقريبا، عدد المسلمين هناك لا يتجاوز ثمانمائة ألف، لكنها دولة يضرب فيها الإلحاد بشدة بعض الإحصائيات تقول إن الإلحاد وصل 86% من عدد السويديين، طبعا الديانة الرسمية أو المعتمدة البروتستانتية، والمسلمون يشكلون 1.5% من عدد السكان.

فهذه فرصة للمسلمين هناك والمسلمين في أوروبا وكندا وأمريكا أن يتعرف العالم ما هو القرآن؟

 وكنا نشكو في القديم من صعوبة الوصول إلى القنوات الإخبارية والإعلامية، نحن عندنا السوشيال ميديا التي لها تأثيرها العميق والكبير تقلب الدنيا وتقيل حكومات وتهزم سياسات … فما المانع أن نقوم بكتابة منشورات عن القرآن وعن التعريف به وعما فيه من أوامر إلهية وتعاليم من الله- عز وجل- ومنهجية يعيش بها المسلمون ليتعرف العالم أجمع ما هو القرآن.

لماذا يعادون الإسلام؟

هناك عدة أسباب أهمها:

1- الجهل بالإسلام:

إشكالية الكثير ممن يعادون الإسلام ويعادون القرآن أو يتطاولون على النبي- صلى الله عليه وسلم- أنهم أصلا لم يعرفوا ولم يقرأوا ولم يسمعوا هو عنده عداء من أجل العداء إما عصبية وإما تأثر بخطاب من نوع معين أو سياسة من نوع معين.

2- الإعلام:

وطبعا لا يخفى علينا أن الإسلام مادة خصبة وثرية عند الإعلام في العالم أجمع، فتناول الإسلام أو ما يخص المسلمين هو مادة خصبة وثرية، وفي نفس الوقت جاذبة للجمهور، على مستوى العالم بالسلب أو بالإيجاب، هو مادة جاذبة.

3- التغطية على الفشل السياسي:

بالإضافة إلى أن الكثير من السياسيين عند فشلهم يسترون عوراتهم بمهاجمة الإسلام، وهذه مسألة معروفة ليست مخبأة، أي فشل اقتصادي أو سياسي أو رسمي يسترون عوراتهم، خلف موضوع مهاجمة الإسلام مع موضوع الإسلاموفوبيا، إن الإسلام كذا و كذا.

 المهم إنه يلهي الناس ويشغل الناس ويعلو صوته ، وهذا الحزب وهذا الشخص لا ذكر له ولا أحد يعرفه لكنه أراد أن يذكر وأن يعرف وأن يكون له عامل جذب لبعض من يهتمون بأسلوبه في التفكير أو ما شابه ذلك فيكتسب شعبية ويكتسب أرضا إلى آخره.

 هذه هي الإشكالية، جهل بالإسلام أو تجارة بالإسلام، فدورنا هو التعريف بالإسلام، كيف يصل صوت القرآن وصوت المسلمين العاقل لكل العالم، بما يحمله من القيم والمبادئ والمثل بصورة حضارية تصل إلى هؤلاء الناس فلا يكون هناك جهل بما يهينونه أو يحرصون على استفزاز مشاعر المسلمين من خلاله.

 قصة إسلام (جيفري لانج):

كان في قصة لبروفسور أمريكي أسلم اسمه (جيفري لانج) ، وله حوار على اليوتيوب مشهور يحكي قصة إسلامه ، وألف كتابا اسمه (الصراع من أجل الإيمان)، هذا البروفيسور الأمريكي ظل ملحدا من سن السادسة عشرة حتى سن الثامنة والعشرين، وإلحاده كان سببه أن والده كان قاسيا وعنيفا جدا، وكان يعامل أمه الطيبة الودودة بكل غلظة ويضربها ويهينها ، فصارت عنده تساؤلات وحدثت عنده فجوة بسبب هذا الأب الذي كان من المفترض ألا يعامل الأم الحنون الودودة بهذه القسوة وهذا العنف… أين الإله في هذا كله؟ لماذا لا يتدخل لمنعه؟ لم يجد أجوبة ولم يجد شيئا مقنعا فصار في طريق الإلحاد.

وشاء الله تعالى أن يهديه أحد طلبته في الجامعة وهو طالب سعودي أهدى إليه نسخة مترجمة لمعاني القرآن باللغة الإنجليزية، وقبل الهدية وامتن له ووضعها في البيت من باب أنها تذكار… بعد عدة أيام وجد عنده وقت فمن باب الفضول فتح هذه النسخة وبدأ يقرأ فيها، وسجل الرجل بعض الكلمات وطبعا نحن حينما نسمع هذه الكلمات بعقلية رجل ظل أغلب فترات حياته ملحدا تعلمون كيف أن هؤلاء بحاجة إلى أن يعرفوا ما هو القرآن.

 في كتابه الصراع من أجل الإيمان، يقول : (لا تستطيع أن تقرأ القرآن إلا إذا كنت جاداً في قراءته، القرآن يهاجمك بشكل مباشر وشخصي، ويناقشك، وينتقدك، ويتحداك،كنت مع القرآن في الجانب الآخر، في الجانب الضعيف، فالمؤلف يعرفني أكثر من نفسي،(طبعا هو يقصد بالمؤلف الله رب العالمين والأولى أن يقول الله أو الخالق أو منزل الكتاب ، لكن هذه ترجمة حرفية لكلامه)

الفنان قد يرسم عيناً تتابعك أينما ذهبت، ولكن كيف يتسنى لمؤلف كتاب أن يتابع أفكارك، ويتوقعها في تقلباتك اليومية،، القرآن دائماً يسبق ما أفكر فيه، يزيل حواجز وضعتها أمامه منذ سنين طويلة، ويجيبني على أسئلتي،
كنت كل ليلة أضع أسئلةً واعتراضات، وفي اليوم التالي أجد فيه الإجابة عليها،
الظاهر أن المؤلف كان يقرأ أفكاري، ويضع الإجابة عنها في السطور التالية التي سأقرؤها! لقد وجدت نفسي خلال صفحات القرآن، وكنت مرتعباً لما أراه، وجدتني مدفوعاً لزاوية لا أستطيع فيها إلا خياراً واحداً!)

حين وصل إلى مشهد خلق آدم الذي يبدأ من الآية 30 من سورة البقرة: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك” مثلت هذه الآية صدمةً لأفكاره، لأنها تخالف النظرة الدينية التي نشأ عليها والتي ترى وجود الإنسان على الأرض عقوبةً على خطيئته بعد طرده من الجنة، لكن هذه الآية تقول إن الإنسان مكرم وإنه خليفة “نائب ووكيل” في هذه الأرض ليؤدي دوراً إيجابياً!
يقول: كانت الصدمة الإيجابية الثانية في ذات الآية في سؤال الملائكة: “أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء،”، يقول جيفري مدهوشاً: “هذا بالضبط هو سؤالي! (السؤال الذي يرجع بسبب والده القاسي العنيف) لماذا تخلق هذا المخلوق العدواني القادر على فعل الشر في الوقت الذي تستطيع فيه أن تخلق الملائكة! كل ما فكرت فيه، كل ما خبرته في حياتي كان في قلب هذا السؤال”،
يواصل جيفري لانج تأملاته في مشهد خلق آدم في سورة البقرة “وعلم آدم الأسماء كلها”: “هذه الآية لا تشير فقط إلى تلقين الأسماء إنما إلى أن آدم كائن قادر على التعلم، إن أول الأمور التي يؤكد عليها القرآن هي قدرة الإنسان على المعرفة ويتميز عن الملائكة بموهبة اللغة، لأن اللغة ليست مجرد وسيلة لتعلم البشر، بل وسيلة ليتلقى بها خبرات الآخرين الذين عاشوا في مئات الأماكن البعيدة عنه ومئات السنين التي تفصله عنهم، وهذا ما يعني تراكم الخبرة ومشاركة المعرفة”،

 هكذا في الكتاب المقدس وجود الإنسان في الأرض هو عقوبة على خطيئة الأكل من الشجرة في الجنة، وفي الأصل إخواني آدم لم يخلق للجنة يعني في بداية الخلق الله تعالى قال: (إني جاعل في الأرض خليفة) وليس في السماء، إني جاعل في الأرض خليفة وليس في الجنة خليفة، والراجح أن الجنة التي سكنها آدم كانت في الأرض لأن الله جعله خليفة في الأرض وليس للسماء، لم يخلق آدم ليسكن السماء، ولم يخلق للجنة، لكن النصارى فلسفوا أن وجود الإنسان في الأرض خطيئة، يعاقب عليها بسبب أبيه آدم، بل أيضا كما نعلم أن من عقيدة المسيحية أن قصة الصلب والفداء هي قصة سببها أو الهدف منها أن الرب يكفر عن خطايا البشر بما حدث لابنه عيسى، هذا ما يقولونه، وعيسى هذه التسمية الإسلامية هم عندهم يسوع والتي معناها الفادي أو المخلص الذي فدى البشرية من الخطيئة، الإسلام لا يرى أبدا أن وجودنا عقوبة إنما الإسلام ذكر لنا هذا الحوار بين رب العزة وبين الملائكة أن الإنسان خلقه الله ليكون في الأرض له دور في عمارتها وله دور في نمائها وتطورها الحياة عليها، نكمل كلامه.

يقول : (وحين يظهر الله للملائكة هذه الميزة في الخلق الجديد يقول لهم: “ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون”، كأن الله يقول للملائكة: نعم إن البشر قادرون على فعل القبائح، لكن انظروا إلى هذه الإمكانات العقلية المذهلة التي أغفلتموها، يستطيع البشر أن يُذنبوا وأن يصنعوا البؤس، إلا أنهم أيضاً يستطيعون القيام بالعكس تماماً)

ثم يقول معترفاً: “حتى هذه اللحظة في حياتي، كنت أفعل ما فعلته الملائكة، كنت أرى جانبا واحداً، ولأول مرة عندما قرأت هذه الآية أبصرت الحقيقة! كنت دائماً مأخوذاً بالشر الكامن في البشر، لكن الإنسان قادر على صناعة الجمال كما يصنع القبح، وقادر على ممارسة الرحمة كما يمارس العنف)

هذا سؤال كثيرا ما يطرحه الملحدون وهو: لماذا الشر في الدنيا؟ لماذا القبح؟ لماذا الحروب؟ لماذا المجاعات؟

نقول لك هذا هو الابتلاء والاختبار، نحن ما جئنا لنعيش في دار الجنة، الدنيا دار الابتلاء، دار الاختبار، فجعل الله فيها كل شيء، وأقدر الناس على فعل هذه الأشياء، ليس لأنه يرضى بالشر أو أنه يأمر به حاشاه جل جلاله، إنما ابتلاء واختبارا، فيوجد الإيمان والكفر، الحسن والقبح، الشر والخير النفع والضر كل هذه الأمور وعكسها موجود في الدنيا.

مشهد سجود الملائكة لآدم يقرأ فيه جيفري لانج أنه اعتراف من الملائكة بفضل هذا الكائن، وأنهم سيخدمون نمو وتزكية البشر، وحتى الشيطان الذي رفض السجود لآدم سيخدم هدف تزكية البشر، لأن القوة الملائكية ستدفع الإنسان باتجاه فعل الخير بينما القوة الشيطانية ستدفعه في الاتجاه المعاكس، والإنسان كائن أخلاقي عليه أن يختار، ومن خلال الخيارات الأخلاقية تنمو نفس الإنسان، إذن، فالإنسان وفق الرؤية القرآنية كائن متعلم، وكائن أخلاقي)

 في الكتاب المقدس يذكر أن الشجرة التي نهي آدم عن الأكل منها شجرة المعرفة، والكنيسة تاريخيا كانت تعادي كل ما له صلة بالعلم، وترى أن العلم والدين لا يجتمعان، ومن هنا كانت نشأة العلمانية كما نعلم، فصل الدين عن الدولة أن الدين يبقى في الكنيسة، أما حياة الناس فيكون وفق ما يرون من تشريعات وقوانين.

استلهم جيفري لانج من ذلك الحوار بين الله والملائكة عنواناً لكتابه الآخر الذي أسماه “حتى الملائكة تسأل”

ما شاء الله المعاني رائقة وجميلة لكن أنقل هذا المعنى الأخير، ومن المعاني التي جذبت انتباه جيفري في هذا المشهد، المقارنة بين تناول قصة الأكل من الشجرة المحرمة في كل من الإنجيل والقرآن، إذ يقول:

(إن القرآن ينحو إلى التقليل من شأن بعض الأمور، ومن الواضح أن الله ليس منزعجاً بشدة من احتمال أكل آدم من الشجرة ولا يشعر بالتهديد”، وهو يشير بذلك إلى المناخ الصراعي الذي يغلف هذه القصة في تناولها في العهد القديم،
في الآية التالية: “فأزلهما الشيطان”، للوهلة الأولى ظن جيفري أن هناك خطأً في ترجمة كلمة “فأزلهما”، وراجع صديقاً عربياً للتأكد من ترجمة الكلمة! فقد كان يتوقع الغضب والثورة الإلهية، هل الخطيئة الكبرى في تاريخ البشرية تسمى زللاً! بمعنى الانزلاق البسيط، ثم في الآية التي تليها تلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه)

يوجز جيفري لانج الرؤية الكلية لمقاصد القرآن وفق تأملاته فيقول إن هناك جملةً من “عمل الصالحات” التي يحث القرآن المؤمنين عليها مثل “الرحمة- التسامح- العدل- الدفاع عن المظلومين- كسب العلم والحكمة- الكرم- الصدق- السلام.
يقول : (
إننا لا نستطيع أن نتصل بذات الله لأنه ليس كمثله شيء ولا تدركه الأبصار، لكننا نستطيع الاقتراب منه بالاتصاف بصفاته، كما أن الإنسان حتى
يقترب من إنسان آخر فلا بد أن يكون هناك شيء ما يتشاركانه، وحين نتصف بصفات الرحمة والكرم والعطف والعدل والصدق سنتمكن من الإحساس بصفات الله الرائعة وأسمائه الحسنى، وكلما جاهدنا لنتصف بالرحمة والرأفة والسلام والحق والعدل في هذه الحياة كلما تمكنا من الاقتراب من المصدر الأعلى للرحمة والرأفة والسلام والحق والعدل لرب العالمين)

الخاتمة:

حتى لا أطيل عليكم أختم وأقول : لقد قصدت من طرح هذا الأمر، أن نسمع هذه الكلمات برؤية هذا الرجل، لنعلم أن الإشكالية عند الكثير ممن يعادون الإسلام، أو المسلمين أو القرآن أو الرسول هي مشكلة معرفة، من جهل شيئا عاداه، لو أن الناس عرفوا ما في هذا الكتاب من عظمة ومعان سامية وقيم وأخلاقيات، تدفع البشرية إلى الخير، لو علموا أن الإسلام علمنا نحن المسلمين قوانين وتشريعات أن نحترم ما يعتقده الغير وأنه ليس من الإسلام أن نؤذي أحدا في مشاعره وفيما يقدسه وفيما يعظمه لو علموا أن الإسلام علمنا أن أسلم طريقة عند الاختلاف في الدين أو في الاعتقاد أو في بعض مسائل هي الحوار والتفكر والتأمل ، وأن الإسلام علمنا الأدب مع الخصم دون غضب ودون استفزاز للمشاعر قال تعالى :﴿ وَإِنَّآ أَوۡ إِيَّاكُمۡ لَعَلَىٰ هُدًى أَوۡ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ قُل لَّا تُسۡ‍َٔألُونَ عَمَّآ أَجۡرَمۡنَا وَلَا نُسۡ‍َٔلُ عَمَّا تَعۡمَلُونَ [سبأ: 24-25]

أرى أني تجاوزت الوقت، لكن أريد أن أقول يا إخواني والله إن البشرية جمعاء بحاجة إلى معرفة هذا الكتاب العظيم، هذا القرآن كلام الله- عز وجل- لن يضيره لا حرق ولا اعتداء لأنه إذا كانت على نسخة من القرآن فملايين النسخ موجودة إنما المسألة هي من جهل شيئا عاداه، نسأل الله تعالى أن يردنا إلى الحق جميعا مردا جميلا.


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 1 فبراير, 2024 عدد الزوار : 278 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم