خواطر حول وفاة “الشيخ عبد الله كامل”

تاريخ الإضافة 8 مايو, 2023 الزيارات : 728

خواطر حول وفاة “الشيخ عبد الله كامل”

 أحبابي وإخواني الكرام خلقنا الله تعالى في هذه الحياة الدنيا وأجرى فيها من أسباب المعايش وتفاوت الأرزاق والمواهب والأعمال، ما يجعلنا في هذه الدنيا لمرضاة الله، فنموت يوم نموت ولا يبقى لنا إلا عملنا الصالح وأثر هذا العمل الصالح”

صدق ربنا القائل : (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور) [الملك 2]

خبر وفاة الشيخ عبد الله كامل:

في الأسبوع الماضي سمعنا نبأ وفاة أحد قراء القرآن الكريم وهو الشيخ عبد الله كامل رحمة الله عليه، وهذا الرجل مثله مثل مئات أو آلاف من القراء الذين آتاهم الله الحفظ وحسن الصوت بالقرآن الكريم في العالم الإسلامي قديما وحديثا، لكن موته أحدث ضجة كبيرة، فالرجل ما زال في سن الشباب فهو في سن الثامنة والثلاثين!!

وكان ضيفا في شهر رمضان الماضي ، وطاف ولايات أمريكية عدة يصلي بهم التراويح، ومات صائما وهو في صيام الستة من شوال.

بطبيعة الحال البعض منا قد كان يعرفه قبل وفاته، وهناك من لم يعرفه من قبل، لكن لما مات واستمع الناس إلى تلاواته هنا كأن هذا الرجل بينه وبين الله سر، كما قلت أن هناك مئات وربما آلاف من القراء في العالم الإسلامي أجود منه تلاوة وأندى منه صوتا، لكن هذا الرجل حينما تسمعه آتاه الله تعالى ميزة عجيبة، وهي: أنه يحرك قلبك ويجبرك على سماع كل حرف وكل كلمة يرق لها قلبه، وتسيل مدامعه ، ربما لأنه كان كفيف البصر لكنه كان عنده نور البصيرة، منحه الله تعالى هذه القوة في صوته وفي تأثيره، حينما تسمع له الآيات : (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا)

ترى وكأن هذا المشهد من مشاهد يوم القيامة يتجسد أمامك بتلاوته.

تسمع: ( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ) ترى كيف أن هذا المشهد كأنه قريب منك وان هذه الآيات ترتل من أجلك أنت!!

وتسمع منه (ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم) فيرتجف قلبك من جلال العرض على الله.

رقة القلب:

– سبحان الله- له وقفات مع كتاب الله- عز وجل- أبرزت معاني عظيمة في القرآن ربما غفل عنها الكثير والكثير منا،وذلك لأن الكثير من القراء يهتم طبعا بالحفظ وبالأداء، أداء التلاوة من ناحية قواعد التجويد ومخارج الحروف وهذا الرجل فوق اهتمامه بهذا الأصل، اهتم بإبراز معاني القرآن، وكان في رقة قلبه سريع الدمعة مع كل آية فيها إجلال وتعظيم لله- سبحانه وتعالى-، وهذا ليس في الصلاة فقط بل سمعت له بعض المقاطع في حفلة أو في مسجد أو مع إخوانه، ما إن يقرأ ويندمج في القراءة حتى تجد دمعته تسبقه وهو يتلو، وفي هذا إشارة إلى رقة القلب الذي يرتل هذه الآيات وإدراكه لعظمة الله وجلاله.

ذكر أحد إخوانه أنه كان في أحد الخواطر في رمضان الماضي يتكلم عن النظر إلى وجه الله الكريم، فقال إلى هؤلاء الذين ينكرون إن أهل الجنة سينظرون إلى وجه الله الكريم، وهل يصبرني على ما أنا فيه إلا هذا الأمر، هل يصبرني؟ يعني على ما ابتلي به من العمى إلا هذا الأمر أن الله سيرد عليه بصره وسيمتع مع أهل الجنة- إن شاء الله- بالنظر إلى وجه الله الكريم.

هل صليت اليوم عليه؟

وقام بعمل قصيدة أنشدها الكبير والصغير، لأنها كانت في الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- ومطلعها طبعا الكثير منا يحفظه هل صليت اليوم عليه؟

هل صليت اليوم عليه؟

هل حقا تشتاق إليه *** ترجو أن تسقى بيديه؟

أرغم أنف الظلم وقلها *** هل صليت اليوم عليه؟

الفائز حقا من صلى *** والخاسر من عنه تخلى

مت يا مبغض أحمد غلا *** قد صلينا اليوم عليه

بشرا نصرا لمكانته *** غيظا لمحارب سنته

رب أرحمنا بشفاعته *** قولوا صلي الله عليه

وبقية القصيدة يتكلم فيها عن النبي وعن الصلاة عليه وعن أخلاقه وعن شمائله .

وله قصائد عدة فهو شاعر بارع ويحفظ الشعر ويلقيه ويعرف كيف يصل إلى قلوب السامعين.

ثناء الناس عليه وحبهم له:

لو أننا قلنا إن هناك شخصا يهتف له الناس أو يقبل عليه الناس فنقول من أجل مكانته، لعله من أغنى الناس أو من أصحاب المناصب الرفيعة، لكن من العادة أن هؤلاء إذا ماتوا انتهى أمرهم، أما هذا الرجل ومثله الكثير من العلماء والمصلحين عبر التاريخ تجد أن موتهم كعبير يفوح في الأرض كلها، كما قلت من لم يعرفه عرفه، ومن لم يسمع صوته يسمعه الآن، ومن لم يتأثر بتلاوته وجد لهذه التلاوة صدى مع هذا الرجل الذي لقي الله- عز وجل-، فهذا السر في الإخلاص، البعض ممن عرفوا على وسائل التواصل بعمل مضمون ديني أو علمي أو دنيوي دائما التركيزعلى كمْ عدد المشاهدات؟ كمْ عدد من أحب هذا؟ كمْ عدد من قام بعمل مشاركة لهذا الشيء؟

لكن العبرة ليست بالكثرة العبرة بالبركة، العبرة بالقبول عند الله- عز وجل-، هناك آلاف المقاطع والمواعظ والتلاوات رآها ملايين، لكنها نسيت – سبحان الله- لكن حينما تمر بمقطع أي مقطع لهذا الرجل تجد أن بتلاوته حياة لقلبك، وهذا مصداق حديث رسول الله صلى عليه وسلم: (إن من أحسن الناس صوتا من إذا سمعتموه حسبتموه يخشى الله)

ولما مر النبي بأبي موسى الأشعري وهو يقرأ القرآن وقف النبي يسمع له وكان من أجود وأحسن الناس صوتا بكتاب الله- سبحانه وتعالى-، فلما أخبره النبي- صلى الله عليه وسلم- بأنه استمع لتلاوته، وأنه قد أوتي مزمارا من مزامير آل داود، والمزمار هنا ليس المقصود المزمار الآلة المعروفة، كلا المزمار هنا الصوت الحسن، قال: (لو أعلم أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا)

وتحبير القرآن المقصود به أن يقرأ بصوت حسن مع تحزين في الصوت، وهذا التحزين ليس تحزينا مصطنعا، ولا لجذب الناس إنما هذا يخرج من القلب، خشوع القلب يا إخواني يفيض على الجوارح، الخشوع ليس مسألة تمثيلية بمشهد معين أو مقطع معين، الخشوع أمر قلبي، أمر قلبي، ولذلك من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه) لماذا ففاضت عيناه؟

لأن إجلاله لله وخوفه من الله كان في قلبه، ففاضت دموع العين، كجارحة معبرة عما في القلب، هناك من يبكي تأثر وهناك من يبكي حزن، لكن من يبكي من خشية الله خشوعا فهذا هو المقصود.

 وهذا الرجل يقول عنه مرافقه الشيخ مصطفى أبو سيف إمام المركز الإسلامي بجيرسي سيتي قال إنه أخبره أنه ختم القرآن خلال هذا العام أربعا وعشرين مرة، وإنه في العام الذي قبله ختمه ثمان وعشرين مرة وما منعه من الإكثار من الختمات إلا كثرة الأسفار.

وأربعة وعشرين مرة يعني كل أسبوعين كان له ختمة مع كتاب الله- عز وجل-، وقال إنه كان- سبحان الله- يتدارسون بعض الكتب العلمية والشرعية، قال- سبحان الله- وجئنا على كتاب من الكتب يتحدث عن خواطر حول سورة التكوير فرأيت الشيخ يبكي طويلا، هذا مجرد يقرأ عن يوم القيامة ومشاهد يوم القيامة من خلال سورة التكوير فبكى الشيخ كثيرا.

لما نزل بالمسجد في رمضان عرض عليه أحد الإخوة أن يضيفه في بيته، فقال أحب أن أكون ضيفا في بيت الله، وأنا أحب هذه الغرفة يقصد غرفة كانت في المسجد غرفة الضيافة، لأني ختمت فيها القرآن كثيرا، و- سبحان الله- لقي الله في هذه الغرفة صلى بهم الفجر، وبقي حتى صلى الظهر معهم ولما انتظروه في صلاة العصر لم يخرج قالوا ربما أراد الراحة ولم ينزل المغرب ، فلما صعدوا إليه إذا به قد فارق الحياة، – سبحان الله- العظيم.

نقول : بشرى لأهل القرآن الذين وعت قلوبهم آيات الله وجل وبلغوا آيات الله كما أنزلها الله، النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول يقال لقارئ القرآن يوم القيامة: اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)

– سبحان الله- وأنا أقلب في بعض المقاطع للشيخ رحمة الله عليه، وجدت له مقطعا في مسابقة عرفت باسم المزمار الذهبي، كان في قناة قديما ألغيت الآن، اسمها قناة الفجر، ووقف يرتل آيات من سورة الزمر، فبكى وأبكى كل لجنة التحكيم، أبكاهم جميعا- سبحان الله- العظيم، فالرجل أوتي قوة على التأثر والتأثير وإبلاغ كلام الله- عز وجل- فينفذ إلى القلوب.

ثناء العلماء عليه:

وثناء العلماء والناس عليه، وانجذاب كل من يسمع آيات الله تتلى على لسانه هذا من علامات القبول، لما مرت جنازة بالنبي- صلى الله عليه وسلم- فأثنوا عليها خيرا، قال وجبت، ولما مرت جنازة أخرى فأثنوا عليها شرا، الثناء في اللغة يطلق على الخير والشر، فقال وجبت، قال عمر وما وجبت يا رسول الله؟ قال أما الأول فقد أثنيتم عليه خيرا فقلت وجبت أي وجبت له الجنة، وأما الآخر فأثنيتم عليه شرا فقل وجبت أي وجبت له النار)

فثناء الناس على هذا الرجل بعد وفاته وقال أحد الأئمة مقسما بالله إنه لم يشهد جنازة في أمريكا كلها بهذا الحجم،- سبحان الله- صلوا عليه الجنازة في مكان في متنزه، وهو نفس المكان الذي خطب فيه العيد، خطب العيد في جمعة وصلوا عليه في الجمعة التالية بنفس المكان،- سبحان الله- العظيم، قال فجاءت الجموع من مختلف الولايات الأمريكية بل منهم من جاء مسافرا بالطائرة على مسافة ثمان وتسع ساعات حتى يدرك صلاة الجنازة على الشيخ، وهذا أيضا من علامات القبول.

سنرحل جميعا ، ويبقى الأثر:

الذي أريد أن أقوله إننا جميعا سنرحل، ويبقى الأثر، سنرحل وتبقى أعمالنا عند الله – عز وجل-

يا إخواني بعض الناس يظن أن الإنجاز بطول العمر، هناك من يعيش ثمانين وتسعين سنة وليس له أي أعمال يلقى بها الله، حياة طويلة عريضة فيها خسران وفيها ضياع وفيها إسراف في جنب الله ومعاص في حق الله- سبحانه وتعالى- فيلقى الله بهذا كله، وهناك من يموت يوم يموت لم يتم الأربعين حتى ويبقى أثره العظيم عند الله- عز وجل-

الشيخ عبد الله كامل مات كما قلت في هذا السن38 سنة بالنسبة لمقاييس الناس شباب ، لكن ترك ختمة كاملة مرتلة للقرآن الكريم ومقاطع لآيات الله تتلى وكلمات تتدبر ويخشع من ورائه- سبحان الله- هذا أثرطيب يا إخواني.

ولذلك تجد مثلا عالما مثل الإمام النووي رحمه الله الإمام النووي لم يتجاوز السادسة والأربعين من عمره وتوفي، لكن إذا راجعت آثار الإمام النووي ستجد أن له آثار ما شاء الله، لا تخل مكتبة إسلامية منها، لعل أشهر كتبه كتاب الأربعين النووية، كتاب رياض الصالحين، الأذكار للإمام النووي هذا غير كتبه في المذهب الشافعي،- سبحان الله-!  كل هذه المؤلفات ورزقه الله تعالى القبول.

فالبركة في الأعمار يا إخواني هذه من عند الله- عز وجل-، العبرة ليست بالكثرة، العبرة بالإخلاص لله، فما كان لله يبقى، ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل.

الكثير من الناس الآن كلما عمل عملا صالحا بادر بتوثيقه على الفيسبوك، وكأن الفيسبوك هو الكتاب الذي سيفتح لك يوم القيامة، اقرأ كتابك، افتح بروفايلك واقرأ صفحة الفيسبوك التي عندك، أنا صليت العشاء أمس وكان صوت القارئ جميلا، طيب عرفنا حضرتك أنك صليت العشاء، يا سلام على صلاة الفجر وحلاوة صلاة الفجر في مسجد كذا، لقد صليت الفجر الآن، الحمد لله رب العالمين، لقد قرأت عشرة أجزاء من القرآن، لقد ذهبت إلى الفقراء وأعطيتهم، زكاة مالي، لقد ذهبت المكان الفلاني وأعطيت الأيتام في دار كذا كذا وكذا….

يا أخي لمن تنشر هذا الكلام؟

إن كان لله فاجعله لله، لكن لماذا تنشر للناس؟ تريد ثناء الناس؟ تريد حصد لايك وشير وهذه الأشياء كلها ؟

هذا كله يا إخواني لا أقول إنه رياء فالله أعلم بالقلوب، لكن يقع فيه الرياء، اجعل عبادتك لله- سبحانه وتعالى-، إذا كان عندك دعوة إلى خير أو نهي عن منكر الحمد لله، لكن عبادتك اجعلها بينك وبين الله، إخلاصك بينك وبين الله عملك الصالح مخبوء بينك وبين الله أنت لا تعمل إلا لله ولا تبتغي إلا وجه الله، الناس تعرف ما تعرف الناس أدركت ما أدركت أنا أعمل لله وحده، فقط لا غير.

إنما هذا الهوس الذي أصاب الناس لدرجة أن بعضهم يصور نفسه وهو يلبس الملابس، وهو يرتدي الحذاء والأخرى تصور نفسها وهي تطبخ في المطبخ، والثالثة وهي تلاعب ابنها أو طفلها، والخامس من يلقن ابنه كلاما لا يقوله إلا الكبار، حتى يحصد مشاهدات وإعجاب هذا يا إخواني هوس أصاب الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله، طبعا ناهيك عن المعاصي والرقص وهذه الأشياء .

لكن أقول اجعل عملك بينك وبين الله، الإخلاص كما قال بعض السلف ألا تطلب على عملك شهود، إذا علم العباد بقدر الله فلا بأس، لكن أنت لا تحرص أن الناس تعرف أو لا تعرف، فالعبرة بالبركة يا إخواني، العبرة بالقبول عند الله- عز وجل-

كمْ من مصل منا يصلي؟ كمْ واحدا مقبول كمْ من صائم مقبول؟ كمْ من متصدق؟ كمْ من حاج؟ كمْ من معتمر؟ كمْ من فاعل لخير؟ كمْ واحدا منهم مقبول عند الله؟ فلا نغتر أبدا بثناء الناس وتمجيد الناس أو نغتر بالمظاهر العمامة أو اللحية الطويلة أو المظهر الحسن، كل هذا لا شيء عند الله عند الله النظر إلى القلوب، إلى الإخلاص في الأعمال، هذا هو الذي يبقى وهذا الذي هو يدوم أثره يا إخواني.

الموت يأتي فجأة:

كل واحد منا معرض إلي يموت، من يظن أن الموت لن يأتي إلا في سن كذا نقول له أنت واهم، الموت حتما سيأتي، هذا كلام ليس فيه جدال، متى سيأتي؟

الله اعلم، وأنا لا أدعو الناس إلى الاكتئاب والقلق والحزن، كلا إنما أقول يأتي وقت ما يأتي، يأتي الآن يأتي بعد عشرة بعد عشرين بعد خمسين سنة ، لكن أن يقبضك الله وعندك زاد تلقى به الله هذا هو الأمر، هذا هو السؤال الذي نتدبره كيف نلقى الله وبماذا نلقى الله؟

قال تعالى : (إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا) هذه هي الأعمال،( وآثارهم ) أثر عملك الصالح، أثر عملك الصالح في صدقة جارية، أثر عملك الصالح في هداية بعض الناس، في إحسان غرسك وتربيتك لأولادك، في أن تدعو إلى خير فيقيم الله بك سنة ويهدم بك بدعة.

كن في الخير إماما:

أن تكون إماما في الخير، وليس المقصود بها إمامة الصلاة فقط، فعباد الرحمن في دعائهم يقولون: (واجعلنا للمتقين إماما) معناها أن تكون إماما في الصلاة، أو تكون إمام في الصدقة، أو تكون إمام في تلاوة القرآن، أو تكون إمام في الصلح بين الناس، أو تكون إماما في هدم البدع ونشر السنن، أو تكون إماما في تعليم الناس الخير، أو تكون إمام في أي باب من الأبواب التي ترضي الله- عز وجل-

ولذلك في أئمة يدعون إلى الحق وفي أئمة يدعون إلى الباطل، الله تعالى قال عن فرعون وجنده : (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار)، أئمة يدعون إلى النار أئمة باطل أئمة ضلال، ممكن إمام في الفسق إمام في الفجور، إمام في البدع إمام في الظلم ….

فالمقصود هنا واجعلنا للمتقين إماما، أين أنت؟ ما هو صفك؟ ما هو تميزك ما هو أثرك عند الله عز وجل؟ فإذا لقيت الله لقيته وهو عليك راض.

إخواني هذه موعظة أردت أن أذكر بها نفسي وأحبابي، لنعلم أن الدنيا هي مزرعة للآخرة، وإننا حتما سنرحل، فالموت لا يعرف صغيرا ولا كبيرا، لكن ماذا سنترك؟ ما هو عملنا الصالح؟ ما هو الذي العمل الذي سنلقى عليه الله عز وجل ؟

نسأل وتعالى أن يجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين اللهم أمين

 اللهم ارحم شيخنا وجميع موتى المسلمين، اللهم أعل درجاته في المهديين، وأخلفه في عقبه في الغابرين، وتقبل منه إحسانه وعمله الصالح، وتجاوز عنه أساءته برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنه حل بك ضيفا فأكرم ضيافته يا أكرم الأكرمين، وأحسن إليه يا خير المحسنين، اللهم إنا نسألك أن تحسن في أعمالنا وفي أعمارنا، وأن ترزقنا البركة في أعمالنا وأوقاتنا، وأن ترزقنا القبول اللهم اجعل عملنا كله صالحا ولوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا المصطفى المختار وعلى آلة وصحبه الأطهار.


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 14 مايو, 2024 عدد الزوار : 1036 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع