هل يجوز للإمام أن يقرأ نصف آية طويلة ثم يركع؟

تاريخ الإضافة 5 August, 2024 الزيارات : 123

هل يجوز للإمام أن يقرأ نصف آية طويلة ثم يركع؟

الجواب

يجوز للمصلي أن يقرأ بعد الفاتحة جزءا من آية ، خاصة الآيات الطويلة كآية الدين ، لا حرج في تقطيعها وقراءتها في ركعتين
والبداية من وسط الآية لا حرج فيه، إذا لم يكن الوقف والابتداء قبيحا، كما لو قرأ: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا) ووقف ثم ابتدأ فقرأ: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ).

فهذا قبيح، ولو اعتقد معناه لكفر.
ولا يستحسن إذا بدأ بما يتعلق بما قبله لفظا ومعنى.
قد يكون الوقف حسنا، ولا يحسن الابتداء بما بعده؛ لتعلقه به في اللفظ والمعنى.

ومثاله أيضا البدء بقوله تعالى: (بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) يونس/9 من آية: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ) هو من هذا القبيل الذي لا يحسن الابتداء به لتعلقه بما قبله؛ فإن قوله (بإيمانهم) جار ومجرور متعلق بفعل: (يهديهم)، أي يسدّدهم بسبب إيمانهم، وليس متعلقا ب (تجري).

وجملة (تجري من تحتها الأنهار) خبر ثان لإنّ. فكيف يجعل (بإيمانهم) متعلقا ب (تجري)؟!
وقد نبه ابن الجزري رحمه الله على أشياء مما يقع فيه بعض القراء اليوم فقال:

” ليس كل ما يتعسفه بعض المُعربين، أو يتكلفه بعض القراء، أو يتأوله بعض أهل الأهواء، مما يقتضي وقفا وابتداء: ينبغي أن يتعمد الوقف عليه، بل ينبغي تحري المعنى الأتم، والوقف الأوجه، وذلك نحو الوقف على (وارحمنا أنت)، والابتداء (مولانا فانصرنا) على معنى النداء.

ونحو: (ثم جاءوك يحلفون) ثم الابتداء (بالله إن أردنا). ونحو: (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لا تشرك) ثم الابتداء (بالله إن الشرك) على معنى القسم. ونحو: (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح). ونحو: (فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا) ويبتدأ: (عليه أن يطوف بهما)، و(علينا نصر المؤمنين) بمعنى واجب أو لازم.

ونحو الوقف على (وهو الله) والابتداء (في السماوات وفي الأرض)، وأشد قبحا من ذلك الوقف على (في السماوات) والابتداء (وفي الأرض يعلم سركم).

ونحو الوقف على (ما كان لهم الخيرة) مع وصله بقوله: (ويختار) على أن: ” ما ” موصولة.

ومن ذلك قول بعضهم في (عينا فيها تسمى سلسبيلا) أن الوقف على (تسمى) أي: عينا مسماة معروفة، والابتداء (سل سبيلا) هذه جملة أمرية، أي: اسأل طريقا موصلة إليها، وهذا مع ما فيه من التحريف، يبطله إجماع المصاحف على أنه كلمة واحدة.

ومن ذلك الوقف على (لا ريب) والابتداء (فيه هدى للمتقين)، وهذا يرده قوله تعالى في سورة السجدة: (لا ريب فيه من رب العالمين). ومن ذلك تعسف بعضهم، إذ وقف على (وما تشاءون إلا أن يشاء) ويبتدئ (الله رب العالمين)، ويبقي ” يشاء ” بغير فاعل، فإن ذلك وما أشبهه تمحل، وتحريف للكلم عن مواضعه يعرف أكثره بالسباق والسياق” انتهى من “النشر في القراءات العشر” (1/231).
ولكننا مع ذلك نقول إن هذا العمل خلاف الأولى والأفضل ، فالآية الواحدة مترابطة المعنى ، محكمة البناء ، تفصيلها وتقطيعها غالبا ما يعود على المعنى بالنقص ، أو السياق بالخلل . ولذلك كان السلف يستحبون إتمام السورة الواحدة ، واجتناب تقطيعها في أكثر من ركعة ، فمن باب أولى أن يستحب ذلك أيضا في الآية الواحدة ولو طالت .
الجواب منقول من موقع الإسلام سؤال وجواب مع اختصار يسير


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 14 May, 2024 عدد الزوار : 991 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين