الصديق وقت الضيق
أصيبت ابنته في حادث ونقلت إلى المستشفى فاتصل بأحد إخوانه يطلب منه أن يأتي مسرعا ويحضر مالا معه لتغطية مصاريف المستشفى، فتأخر صديقه كثيرا ، فعاود الأب الاتصال به مرة واثنين وثلاث ….. لكن هاتفه كان مغلقا !!!
فأخذته الظنون في أخيه غير أنه لم يتحدث بها ، وأخذت زوجته تلوم عليه وتندب على الإخوة والصداقة وأنه تخلى عنه وقت الشدة بل وأغلق هاتفه ،ولم يسرع لنجدته وقت الشدة ،ولم…. ،ولم… ،وظل الرجل صامتا لا يتحدث ، وتكاد الظنون في أخيه تقتله …..
وإذا به يفاجأ بقدوم صديقه من بعيد يسرع الخطا وناوله ألفي جنيه ، فسأله بغضب : أين كنت ؟ ولم تأخرت ؟ حاولنا الاتصال بك وهاتفك مغلق طوال الوقت ؟
فأجاب صديقه قائلا : اصبر ولا تعجل علي ، لما اتصلت بي لم يكن معي مال يكفي فقمت بعرض هاتفي على أكثر من محل حتى توصلت مع أحد المحلات لمبلغ ألفي جنيه فبعته وجئتك في الباص فهذا سبب تأخري وعدم ردي عليك !!!
فترقرق الدمع في عين الأب واحتضنه باكيا ثم قال له سامحني أن ظننت بك السوء ظننت أنك تخليت عني في هذه الضائقة ، فنعم الأخ ونعم الصديق وصدق من قال : الصديق وقت الضيق.