“عساه خير “
يروى أن ملكا كان يصطحب دائما معه أحد وزرائه المخلصين ، وكان الوزير إذا حدث مكروه أمام الملك أو جاءه خبر سيء قال يا مولاي عساه خير !!
وذات مرة خرج الملك للصيد رفقة هذا الوزير، وبينما هو يطارد غزالا لصيده وقع الملك بالحصان الذي كان يركبه في حفرة عميقة، وأصيب الملك إصابة بالغة في أحد أصابع يده ؛ فجعل وزيره يهدأه قائلا: يا مولاي عساه خير.
وذهب الملك للطبيب،وحاول علاج أصبعه الذي أصيب لكن لم يحدث أي تحسن ، فقال الطبيب متأسيا: إن إصبع الملك يجب أن يتم قطعه ، وعلى الرغم من خشية الملك من ذلك وتردده من فعل ذلك، إلّا أنه وافق بالنهاية، فجعل وزيره يهدأه قائلا: يا مولاي عساه خير!!! فغضب الملك من الوزيرغضبا شديدا، وأمر بسجنه فورا ظنًا أنه سعيد بإصابة الملك.
وبعدما تعافى الملك بدأ في ممارسة هوايته المحببة إلى نفسه وهي الخروج للصيد، وبينما هو يطارد غزالا لصيده ابتعد كثيرا عن مملكته وجنوده دون أن ينتبه لذلك ، فهاجمته أحد القبائل في هذا المكان ، وأخذوه أسيرا وكانوا في هذا اليوم عندهم عيدا لآلهتهم وكان من عادتهم أن يأخذوا أول شخص غريب يأتيهم فيذبحونه قربانا لآلهتهم، فكان هذا الشخص هو الملك !!!
وربطوه بالحبال وعزموا على أن يقدموه قربانًا لآلهتهم، وبعد ربطه بالحبال وتجهيزه للذبح ؛ أخذ الكاهن عندهم يقرأ بعض الترانيم الغير مفهومة ، والملك يتلوى في قيوده وقد أصابه فزع كبير ولا يدري كيف تكون النجاة من هؤلاء؟
وبينما هم كذلك إذ بالكاهن وقد لمعت عيناه وصاح قائلا: هذا لا يصلح أن يقدم قربانا للآلهة !!! لماذا ؟ لأن عنده أصبع مقطوع !!
ففكوا قيوده وردّوه من حيث أتى ، لأنهم لا يريدون أن يقدّموا قربانًا ناقصًا أو به عيب للآلهة.
هنا أحس الملك بمقولة الوزير : “عساه خير” وفهمها أخيرًا، وجعل يردد: الحمد لله عساه خير، الحمد لله عساه خير….
وعاد لمملكته سالما ، وأمر بإحضار وزيره الذي سجنه ليخبره بما حصل له….
ثم قال للوزير: لقد فهمت الخير ممّا أصابني بقطع أصبعي، ولكن ما الخير الذي حصل لك يا وزيري حينما قمت بسجنك ؟
قال الوزير يا مولاي تعلم أني أرافقك في كل رحلاتك فلولا أني دخلت السجن لأخذوني مكانك فأكون أنا القربان!!! فضحك الملك وضحك الوزير.