سألها ابنها كيف أحب الله وانا لا أراه؟

تاريخ الإضافة 23 أغسطس, 2023 الزيارات : 474

سألها ابنها كيف أحب الله وانا لا أراه؟

أم سألتها ابنها كيف أحب الله وانا لا أراه لا ألمسه و أنا لا أشعر بحبي له أو العكس ؟

والسؤال الثاني كيف الله عدل و هو سيخلد الانسان في نار جهنم أبدا لأنه لم يصلي ؟….أسئله تراود شبابنا إن لم نجد لها أجوبه تقنعهم بمنطقهم (هم جيل مختلف تماما عنا نحن نقول سمعا وطاعه دون تردد لكن هم جيل الميديا التي تروج كل زيغ و فتنه ) فنحن مسئولون أمام الله عن عواقبها.

عليك أن تُخبِري الولد، وتعرِّفيه بأن الله موجود، وأنه خالق كلِّ شيءٍ، وبيِّني له دلائل وجوده، مِن خلال تحديثه عن الآيات الكونية، بطريقةٍ سهلةٍ تُناسب عقله، وقولي له: إن الله هو الذي خلقَنا، وأعطانا السمع والبصر، وخلق السماء، والشمس، والأرض، والجبال، وأنبتَ الثِّمار، وذكِّريه بما عنده هو مِن النِّعم، واجلسْي معه جلسات تأمُّل في هذا الكون الفسيح، وبيِّني له أنه من المستحيل أن توجد هذه المخلوقات بغير مُوجِد، ولا يستطيع إيجادَها إلا الله تعالى، فالله إذًا موجود.
فإذا أصرَّ على سؤالِه أنه لا يرى الله، فأَخبِريه أن الله لا يُرَى في الدنيا، وإنما يُرَى في الجنة، واصرِفْي ذهنه عن التفكير في ذاتِ الله، وحضَّيه على التفكُّر في آياته الكونية، وفي نعمه التي أَسبَغها علينا ظاهرةً وباطنةً؛ ففي الحديث: “تفكَّروا في آلاءِ الله، ولا تفكَّروا في الله” وقولي له: إن الله في السماءِ، ورؤيةُ اللهِ نعمةٌ عظيمة، وجائزة لا يستحقها إلا المؤمنون الصالحون، وهم مَن سيمكِّنهم الله تعالى من رؤيته عندما يدخلون الجنة. كما يجب أن تعرِّف الطفل أن الله خالقُ كلِّ شيءٍ؛ فهو خالق الأرض، والسماء، والناس، والحيوانات، والأشجار، والأنهار, ويُمكِن أن تستغلَّ بعض المواقف فتسأل الطفل في نزهة عن خالق الماء، والأنهار، وما حوله من مظاهر الطبيعة؛ لتَلفِت نظره إلى عظمة الخالق – سبحانه وتعالى – وأنه يُرَاقِب أعمالنا في كل اللحظات، فيُثِيبنا على الحسنات، ويُعَاقِبنا على السيئات.
اما السؤال الثاني
فمن بلغه دين الاسلام ولم يؤمن فقد انقطع العذر في حقه وكان من الكافرين المستحقين للخلود في النار طال عمره أم قصر ما دام لم يحقق سبب النجاة قبل حلول أجله؛ فإنه لو أسلم قبل الغرغرة بساعة كان من الناجين ولو عاش قبلها كافراً مئة سنة؛ فليست العبرة بمدة حياته كافراً بل العبرة بإتيانه بشرط النجاة.
والخلود في النار للكافرين هو عين العدل، رجل أرسل الله إليه الرسل وأنزل مع رسله الكتب وأزاح عنه العلل و زين له الحق وبين له طريقه وقبح له الباطل وحذره طريقه، ومكنه من الهداية وأمده بالنعم الدنيوية في الأبدان والمآكل والمشارب والمناكح والمساكن ثم كفر نعمة سيده وأشرك معه غيره واستكبر عن عبادته واتبع هواه وقدم طاعة شيطانه على طاعة خالقه ومدبره هل يستوي بعبد أذعن لربه بالتوحيد و أطاع رسله وإن قصر في العمل؟ ، ثم إن هذا الخلود للكافرين شيء من أشياء يظهر بها عظيم منزلة التوحيد والايمان الذي هو مقصد خلق الخلق، وظهور حسن أحكام الله ودينه بل أصل دينه مما يحبه الله تعالى، ومما ينشرح أهل الايمان به نفساً ويزادادون به إيماناً ويثبتون به على الصراط المستقيم.
وثمة أصول محكمة في هذا الباب لا بد للمسلم من معرفتها منها:
الأول: أن الله لا يظلم لا في أحكامه القدرية و لا الشرعية، قال تعالى: (إن الله لا يظلم مثقال ذرة) وقال: (ولا يظلم ربك أحداً)، وخلود الكافرين حكم قدري، ولا أحسن من الله حكما لمن أيقن قال تعالى: ( ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)
الثاني: أن الله يضع الضلال في محله اللائق به، قال تعالى: ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) فهذه الآية إخبار من الله العليم بالغيب أن هؤلاء الكافرين المعذبين في النار لو أعيدوا لدار الدنيا لعادوا لكفرهم فاقتضى ذلك تخليدهم في النار


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 9 يناير, 2025 عدد الزوار : 14035 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن العظيم

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين