عليك أن تُخبِري الولد، وتعرِّفيه بأن الله موجود، وأنه خالق كلِّ شيءٍ، وبيِّني له دلائل وجوده، مِن خلال تحديثه عن الآيات الكونية، بطريقةٍ سهلةٍ تُناسب عقله، وقولي له: إن الله هو الذي خلقَنا، وأعطانا السمع والبصر، وخلق السماء، والشمس، والأرض، والجبال، وأنبتَ الثِّمار، وذكِّريه بما عنده هو مِن النِّعم، واجلسْي معه جلسات تأمُّل في هذا الكون الفسيح، وبيِّني له أنه من المستحيل أن توجد هذه المخلوقات بغير مُوجِد، ولا يستطيع إيجادَها إلا الله تعالى، فالله إذًا موجود.
فإذا أصرَّ على سؤالِه أنه لا يرى الله، فأَخبِريه أن الله لا يُرَى في الدنيا، وإنما يُرَى في الجنة، واصرِفْي ذهنه عن التفكير في ذاتِ الله، وحضَّيه على التفكُّر في آياته الكونية، وفي نعمه التي أَسبَغها علينا ظاهرةً وباطنةً؛ ففي الحديث: “تفكَّروا في آلاءِ الله، ولا تفكَّروا في الله” وقولي له: إن الله في السماءِ، ورؤيةُ اللهِ نعمةٌ عظيمة، وجائزة لا يستحقها إلا المؤمنون الصالحون، وهم مَن سيمكِّنهم الله تعالى من رؤيته عندما يدخلون الجنة. كما يجب أن تعرِّف الطفل أن الله خالقُ كلِّ شيءٍ؛ فهو خالق الأرض، والسماء، والناس، والحيوانات، والأشجار، والأنهار, ويُمكِن أن تستغلَّ بعض المواقف فتسأل الطفل في نزهة عن خالق الماء، والأنهار، وما حوله من مظاهر الطبيعة؛ لتَلفِت نظره إلى عظمة الخالق – سبحانه وتعالى – وأنه يُرَاقِب أعمالنا في كل اللحظات، فيُثِيبنا على الحسنات، ويُعَاقِبنا على السيئات.