السنن المهجورة: 1- فضل إحياء السنن

تاريخ الإضافة 3 مايو, 2022 الزيارات : 2754

السنن المهجورة: 1- فضل إحياء السنن

تعريفها:

يُقصد بإحياء السنن: تذكير المؤمنين بما سنه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما شرعه لأمته من عبادات في أحوال مختلفة وغفل عنها الناس؛ فنبينها ونتواصي فيما بيننا بإحيائها.

فضل احياء السنن:

 ورد في السنة النبوية ما يدل على حصول الأجر العظيم لمن أحيا السنن ونشرها، ومن ذلك:

1- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث رضي الله عنه: «مَنْ أحْيا سُنَّةً من سُنَّتِي قدْ أُمِيتَتْ بَعدِي فإنَّ لهُ من الأجرِ مِثلَ مَنْ عَمِلَ بِها من غَيرِ أنْ يَنْقُصَ من أُجُورِهِمْ شيءٌ ومَنِ ابْتدَعَ بِدعةً ضَلالَةً لا يَرْضَاها اللهُ ورسولُهُ كان عليه مِثلُ آثامِ مَن عَمِلَ بِها لا يُنقِصُ ذلِك من أوزارِ الناسِ شيئًا» رواه الإمام الترمذي وحسنه

2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي فَعَمِلَ بِهَا النَّاسُ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَعُمِلَ بِهَا، كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا شَيْئًا» سنن ابن ماجة

3- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» صحيح مسلم.

4- وأما حديث (من تمسك بسنتي عند فساد أمتي، فله أجر مائة شهيد.) وفي رواية: (فله أجر شهيد. ) رواه الطبراني من حديث أبي هريرة، وذكره الشيخ الألباني في كتابه: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة المجلد الأول رقم: (326)، وحكم عليه بأنه ضعيف جدًّا، أما رواية الإفراد: فذكرها برقم: (327)، وحكم عليه بأنه ضعيف فقط.

كيف نحيي السنن؟

1- العلم بها.

2- العمل بها.

3- تعليمها للناس ونشرها بينهم قولًا وفعلًا.

4-الحث على التمسك بها.

5-التحذير من مخالفتها.

حجية السنة في التشريع :

 نريد ان نفرق  بين ما ورد دليله في السنة وما كان حكمه حكم السنة:
ما ورد دليله في السنة معناه أن له الحجية في التشريع و هذا ما قال العلماء عنه حجية السنة،  بمعني أنه كما قال الله تعالي بأمر كذا ونهي عن كذا فقد ثبت من السنة أن رسول الله قد أمر بكذا ونهي عن كذا والرسول مُشرع بعد الله عز و جل و مُبلغ عن مراد الله من عباده، قال تعالي:” من يُطع الرسول فقد اطاع الله” [النساء:80]
وقال أيضا :”وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” [ الحشر: 7]
لأننا ابتلينا في زمننا هذا بمن جاءوا لينكروا السنة وحجتهم في ذلك أن السنة فيها الصحيح والضعيف والمكذوب، وهذا حق أُريد بها باطل.

أي نعم السنة فيها كل هذا لكن هذا لا يعني إهمال السنة كلها، ما المانع ان نأخذ ما صح وما ثَبُت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
لكن كلام رسول كلام له حجيته ويجب بطاعته اذا كان واجبا ويُستحب طاعته اذا كان مستحبا كما سنبين.
فاذا ورد شيءٍ في السنة فهذا لا يعني أن حكمه أنه سنة ، يوجد فارق بين الاثنين:

فمثلا ما الدليل علي أن صلاة الظهر أربع ركعات أو أن الصبح ركعتين أو أن المغرب ثلاثة؟

الدليل من السنة لأن هذا أمر ورد في القرآن مجملا حيث قال تعالى : ( وأقيموا الصلاة ) هذا أمر الله ، أما بيان رسول الله فهو أنه بين أن العصر أربع وهكذا فهذا أمر ورد دليله في السنة و الأمثلة كثيرة حتي لا نطيل.
أما بالنسبة لأمر في الشرع حكمه أنه سنة فهذا يدعونا ان نتعلم أن الأحكام التكليفية لها خمس درجات:
1- الوجوب:

الواجب أو الفرض الاثنين بمعني واحد عند جمهور الفقهاء هو ما أوجبه الله علي عباده أو أمر من الشارع بإلزام وكلمة الشارع بتعبير الفقهاء يقصد بها الله جل جلاله ثم رسوله صلى الله عليه وسلم . لان الله يأمرنا وينهانا،  ورسول الله يبلغ إلينا ما اوحي اليه من ربه.

فمثلا ماحكم صلاة الظهر ؟ فريضة
ما حكم الحجاب؟ فريضة
ما حكم الصيام ؟فريضة
فهذا امر اوجبه الله علي عباده.

2-الاستحباب:

 وهو أمر من الشارع بغير إلزام. يُثاب فاعله ولا يُعاقب تاركه مثل ركعتي سنة الفجر إذا تركتها لا تأثم، حكم السواك مثلا : (لولا أن أشق علي امتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) ، فحكمه انه سنة.
ما حكم صدقة التطوع ؟ سنة
ويقال سنة ويقال مندوب ويقال مستحب كلها ألفاظ متقاربة في المعني .

3- الإباحة:

ثم بعد هذا درجة الإباحة ، وهي الأمر الذي يستوي فيه الفعل والترك بمعني اذا فعلته لا إثم ولا عقاب واذا تركته فلا إثم ولا عقاب مثلما أباح الله من الملابس والطعام والشراب والطيبات ، كل هذا من المباحات يستوي فيه من الفعل والترك.

4-  الكراهة:

الكراهة المقصود بها النهي من الشارع بغير إلزام والأمور المكروهة منها النهي عن افتراش الكلب في الصلاة بمعني بسط الذراعين عند السجود.

5-  التحريم:

التحريم هو نهي من الشارع بإلزام، كتحريم الخمر والربا و الظلم و أكل مال اليتيم.

إحياء سنن النبي من دلائل محبته:

إحياء السنن من توابع محبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن نبحث عمًا فيه قربى الي الله عز و جل من خلال ما سنه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعندنا الرتبة الأولي المطالب بها جميع المؤمنين هو أداء الفرائض، قال تعالي في الحديث القدسي :”وَمَا تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ”
الرتبة الثانية ما زاد على الفرائض وهي النوافل ، التطوع، قال :”وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها…” إذن فالاصل هو إتيان الفرائض ثم فعل السنن والمستحبات .
والرجل الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم قال: مَتَى السَّاعَة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَاذا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» قال: حُبُّ الله ورَسُولِه، قال: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ».
فمن صدق محبة النبي صلى الله عليه وسلم حب سنته والحرص عليها والحرص علي نشرها ودعوة الناس إليها وان نكون قدوة نهدي الناس ونأخذ بأيديهم  لهدم البدع وإقامة السنن.
 نسأل الله تعالي ان يجعلنا هداه مهتدين لا ضالين ولا مُضلين اللهم أمين
وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد و علي آله وصحبه اجمعين.


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر مشرف الموقع

هو الشيخ  الدكتور/ حسين محمد عامر من مواليد بلبيس بمحافظة الشرقية -مصر-عام 1976 م . الشهادات العلمية : 1- أتم حفظ القرآن وهو ابن الرابعة عشر عاما ، وحصل على إجازة برواية حفص بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يد شيخه يوسف عبد الدايم -رحمه الله- . 2-  حصل على الإجازة

تاريخ الإضافة : 1 فبراير, 2024 عدد الزوار : 351 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم