يقول: وتأمل كيف دلت السورة صريحًا على أن الله سبحانه وتعالى يعيد هذا الجسد بعينه الذي أطاع وعصى، فيُنَعِّمه ويُعَذِّبه، كما يُنَعِّم الروح التي آمنت بعينها ويُعَذِّب التي كفرت بعينها. لا أنه سبحانه يخلق روحًا أخرى غير هذه فيُنَعِّمها ويُعَذِّبها، كما قال من لم يعرف المعاد. يعني إيه؟ في جماعة من الفلاسفة أيام ابن القيم كانوا بيقولوا: إن ربنا سبحانه وتعالى أه قادر على أنه يعيد الأرواح ثاني بس مش لنفس الأجساد، هو سيعيدها لأجساد أخرى. ده رأيهم يعني. هم الكفار قالوا: لا، ما فيش حاجة اسمها بعث خالص نهائي: أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ سورة السجدة، الآية 10. لا ما فيش خالص أبدًا، يعني نفوا البعث نهائيًا. الناس بقى اللي حابة تتفلسف دي قال لك: لا، هو خلاص الجسد انتهى مش هيرجع ثاني، بس الروح موجودة، فربنا سيلبِّس أو سيركِّب الروح دي في جسد آخر.
فهو شوف كلام العلماء بيقول لك إيه: فالسورة تدل دلالة واضحة على أن الذي يعيده الله الجسد بعينه. الجسد هو اللي هيرجع، لأن هذا الجسد هذه اليد هي التي أطاعت وهي التي عصت، هذه العين هي التي أطاعت وهي التي عصت. فكما أطاعت هذه الجوارح ربها ينعمها، والأخرى التي عصت ربها يعاقبها. إزاي ربنا يخلق جسد آخر يُنَعِّم أو يُعَذِّب وهو لم يُطِع ولم يَعْصِ؟ وصلت ولا لسه؟ يعني سأقربها لك: واحد مثلًا مجرم قتل مئة شخص، القصاص في حقه أن هو يعمل إيه؟ نقتله مئة مرة؟ لا، هو بيموت مرة واحدة، يُقتل مرة واحدة، صح؟ طب والـ 99 الباقية؟ أه، في بقى حساب يوم القيامة.
وفي حساب يوم القيامة يأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت. أنت فاكر أن حتى لو عُوقب في الدنيا هو ده عقاب؟ هو ده عقاب؟ لا، مش عقاب، هذا لا يكفي في أن يكون عقابًا، هذا جزء من العقاب. شوف أنت الله ينتقم منه، بشار الأسد مثلًا عامل إيه في شعب بأكمله عشان يفضل على الكرسي؟ شعب بقى مُشرَّد في الدنيا كلها، وغير الأطفال المعوَّقين والمُشوَّهين واللي فقدوا أهاليهم، البيوت التي، سوريا بقت بيقول لك 1000 سنة قبل الميلاد. هذا الفاسد، هذا السفاح، سفَّاك الدماء، لو حاكموه هيدوه كام سنة؟ هيأخذ كم إعدام؟ لكن مين اللي هيعوض الملايين اللي تشرَّدت، والطفولة التي عُذِّبت، والأولاد اللي بيعانوا من القهر النفسي وبيتعالجوا نفسيًا، والناس اللي مش لاقية لقمة العيش اليابس، والناس اللي كذا والناس اللي كذا؟ فواجع. ومثل هذا السفاح كثيرون. فحتى لو عُوقب، أنت عندك سلوبودان ميلوسيفيتش اللي هو بتاع المذبحة المشهورة أيام البوسنة والهرسك، عمل إيه؟ أقصى عقوبة حكموا عليه فيها إيه؟ السجن مدى الحياة. السجن مدى الحياة، والأف الضحايا اللي كانوا يقتلوهم ويخلوا آباءهم يأكلوا من أجسامهم، ولما كانوا يعملوا عليهم الرصاص ويخلوهم هم اللي يدفنوهم، وفظائع وفظائع وفظائع. يبقى مين اللي بقى اللي هيقيم العدل التام؟ قاضي الدنيا اللي حكم عليه بالإعدام، بالسجن مدى الحياة، سيأكل ويشرب وينام ويلبس ويتنعَّم، وكل ما هنالك أن هو عنده حيز محدود مش هيتحرك إلا من خلاله بس. ده عقاب؟ ده كفاية؟ أبدًا، مش كفاية، مش كفاية. أقصد يعني لم يتحقق العدل التام.
نفس الحكاية قصة نيوزيلندا والسفاح اللي قتل المسلمين هناك، أقصى عقوبة في نيوزيلندا قال لك: السجن مدى الحياة. نفس القصة. طب والأولاد اللي تيتمت والأسر والأرامل والناس اللي اترعبت واتفزعت وكل ده؟ لازم إقامة عدل الله التام. فعقوبة الدنيا مهما كانت لن تعادل جُرم الفاعل، لن تعادله، لكن العقاب الحق يوم القيامة بين يدي الله عز وجل: فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ سورة الفجر، الآية 25-26. سبحانه وتعالى.
يبقى ده رد على الجماعة الفلاسفة اللي قال لك: لا، الروح هترجع بس في جسد آخر، حيث زعموا أن الله سبحانه يخلق بدنًا غير هذا البدن من كل وجه، عليه يقع النعيم والعذاب، والروح عندهم عَرَض من أعراض البدن، فيخلق روحًا غير هذه الروح وبدنًا غير هذا البدن. وهذا غير ما اتفقت عليه الرسل ودل عليه القرآن والسنة. هو إيه العَرَض؟ العَرَض المقصود أن هو شيء عارض، يعني الروح شيء عارض وستزول، والجسد شيء عارض وستزول، فربنا سبحانه وتعالى سينشئ جسدًا آخر وروحًا أخرى ويبعث الناس على هذا الأساس.
قال: وفي هذا في الحقيقة إنكار للمعاد. هذا كفر، لأنه إنكار لقدرة الله عز وجل، وموافقة لقول من أنكره من المكذبين. في واحد كافر، يعني كافر تمامًا، وفي واحد نص كافر. ما فيش حاجة اسمها نص كافر، هي العقيدة كاملة. ما ينفعش واحد يقول لك: والله أنا مؤمن أن ربنا هيرجع الأرواح بس الأجساد هتتغير. طب إيه السبب؟ يعني إيه الاستحالة العقلية اللي عندك في كده؟ والثاني قال لك: لا روح ولا جسد كله سينتهي.
فقال: إن هذا في الحقيقة إنكار للمعاد، وموافقة لقول من أنكره من المكذبين. فإنهم لم ينكروا قدرة الله على خلق أجسام غير هذه الأجسام يعذبها وينعمها، كيف وهم يشهدون النوع الإنساني يُخلق شيئًا بعد شيء، فكل وقت يخلق الله سبحانه أرواحًا وأجسامًا غير الأجسام التي فنيت. فكيف يتعجبون من شيء يشاهدونه عيانًا؟ وإنما تعجبوا بعودتهم بأعيانهم بعد أن مزَّقهم البِلى وصاروا عظامًا ورفاتًا. فتعجبوا أن يكونوا هم بأعيانهم مبعوثين للجزاء. لهذا قالوا: أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ سورة ق، الآية 3. استبعاد للأمر يعني. وقالوا: ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ سورة ق، الآية 3. رجع يعني عودة، بعيد يعني مستحيل أنه يحصل.
طبعًا المقصود هنا بهذا الكلام إيه يا إخواني؟ أن الإنسان فينا ربنا ذكر أن آدم أبو البشرية خلقه من تراب، ثم اختلط هذا التراب بالماء فصار طينًا، ثم هذا الطين تماسك فصار طينًا لازبًا، لازبًا يعني متماسكًا أو ملتَصِقًا، وبعدين عمل ريحة بقى اسمه حَمَأٍ مَسْنُونٍ، وبعدين يابس ونشف بقى ناشف صار مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ، وبعدين نُفِخَت فيه الروح، فبقدرة الله صار لحمًا ودمًا. هذه مراحل الخلق. يرجع الإنسان بقى إيه؟ لو أنا مثلًا مسافر من المغرب إلى مونتريال، عايز أرجع للمغرب ثاني، رجوعي إلى المغرب من آخر خطوة خطوتها في مونتريال، صح؟ فهنا آخر مرحلة من مراحل الخلق هي إيه؟ أن تدخل الروح في الجسد. طيب، نهاية هذا الشيء أو نهاية هذه الحياة، نبدأ بالروح تخرج من الجسد، ثم اللحم يتهرأ، يتحلل، بعد كده العظام سبحان الله تبدأ تبقى الميت هيكل عظمي، بعد كده يتفتت ويعود ترابًا. كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ سورة الأنبياء، الآية 104. ثم يبعث الله تعالى كل هذا.
ولذلك في كلام ابن القيم جاي أن ربنا سبحانه وتعالى لم يقل أنه فقط قادر على إحياء الموتى وإعادة الموتى من قبورهم، ده قال: قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ سورة ق، الآية 4. رب العزة علم مُحيط بكل ذرة الأرض أخذتها من هذا الجسد، لأنه بيتحلل يا إخواني. احنا لو فتحنا على قبر أو مقابر اللي هي بتبقى مثلًا بتتهدم بسبب السيول والأمطار أو الكوارث أو كذا، تلاقي عبارة عن عظام مفتتة أو ما فيش أصلًا تراب، رغم أن في جثث كتير كانت هنا، راحت فين؟ تحللت، صارت ترابًا مخلوطًا بالأرض، صارت ترابًا مخلوطًا بالأرض، ما فيش فرق بينها وبين التراب اللي موجود في الأرض، سبحان الله العظيم. فقد علمنا ما تنقص الأرض منهم. علم الله مُحيط بكل ذرة تنقص من الجسد. طب إذا كان علمه مُحيط بهذا الشكل، أفلا يقدر سبحانه على إعادتهم وإلى إعادتهم الخلق مرة أخرى؟
يقول: ولو كان الجزاء إنما هو لأجسام غير هذه، لم يكن ذلك بعثًا ولا رجعًا. لو المسألة كده أن الروح ستحل في جسد جديد، طب ربنا سمَّاه بعث ليه، وسمَّاه رجع ليه، وليه قال: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ؟ فهو بعث يعني أن هذا الجسد الذي تحلل وتفتت سيعود مرة أخرى فيُسمى بعثًا ورجْعًا، يعني إرجاعًا للأجساد مرة أخرى. أما لو كان جسدًا جديدًا كما زعموا، ما كان سُمي بعثًا ولا رجعًا. ولم يكن لقوله تعالى: قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ كبير معنى. فإنه سبحانه جعل هذا جوابًا لسؤال مُقدَّر، وهو أنه يميز تلك الأجزاء التي اختلطت بالتراب واستحالت إلى العناصر بحيث لا تتميز. فأخبر سبحانه وتعالى بأنه قد علم ما تنقصه الأرض من لحومهم وعظامهم وأشعارهم. يبقى مش ستتوه بقى في وسط الأرض وتتوه، لا، ده ربنا عارف كل ذرة وكل شعرة وكل شيء، وأنه كما هو عالم بتلك الأجزاء فهو قادر على تحصيلها وجمعها بعد تفرُّقها وتأليفها خلقًا جديدًا. وهو سبحانه وتعالى يقرر المعاد بذكر كمال علمه وكمال قدرته وكمال حكمته.
يبقى إذا المقصود من هنا أن هذه الشبهة أو هذا الكلام لا أساس له من الصحة من الناحية العقلية ومن الناحية النقلية. العقلية يعني اللوجيك. من الناحية العقلية، إذا قلنا أن الأجساد جديدة يبقى إيه فايدة مسألة البعث والإيمان باليوم الآخر والنشور والرجعة؟ ومن الناحية النقلية أن ربنا سبحانه وتعالى قال: قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ سورة ق، الآية 4.
فتركزت شبهات هؤلاء في ثلاثة أنواع:
-
أن الأجزاء ستختلط بالتراب وبالتالي فهي لن تتميز أو لن يُعرف شخص من شخص آخر، هيبقى بقى مثلًا زي مثلًا بعض المقابر تبقى جماعية مثلًا، فيبقى جثة فلان مع جثة فلان، كل ده تحلل وده تحلل وده تحلل، فنعرف نميَّز بينهم إزاي؟ ده علمك أنت، لأنك بتقيسها بعلمك أنت، لكن بعلم الله مش مستحيلة، هذا غير مستحيل. يعني من الأخطاء اللي بيقع فيها البعض أنه بيقيس المسائل المتعلقة بقدرة الله بقدرته هو. أنت مين؟ أنت مين؟ سبحان الله العظيم. لا مع الفارق، مثلًا لو جبنا طفل رضيع وقلنا له: شيل الطاولة دي. يبقى احنا كده بنهزر. طفل رضيع إيه اللي هو قادر يقف؟ هو عارف يمشي؟ ده بيصحف على إيديه ورجليه، تيجي تقول له: تعال شيل طاولة؟ فهذا بالنسبة لقدرة طفل رضيع هذا عبث غير صحيح. لكن لما تقول لواحد زي الأخ فلان ولا فلان: تعال شيل الطاولة. عادي، ما فيش حاجة. يعني هذه قدرته. فالشيء أو الفعل يُقاس مدى قدرة الإنسان عليه بقدرته وقوته على الفعل. فـ أنا حينما آمر ابني بفعل أنا أعلم أنه يقدر على هذا الفعل، لكن لما آمره بفعل يعجز عنه يبقى أنا كده ده عبث. فحينما أنسُب شيء إلى قدرة الله، قادر ولا مش قادر؟ قادر. علمه مُحيط؟ أه، مُحيط. حتى الأجزاء اللي تحللت واختلطت الجثث ببعضها والآدميين، أه قادر، قادر سبحانه وتعالى. فهم قالوا: اختلاط أجزائهم بأجزاء الأرض على وجه لا يتميَّز. هذا كلام باطل.
-
الشبهة الثانية قالوا: إن القدرة لا تتعلق بذلك، يعني قدرة الله ما تتعلقش بشيء مستحيل. هو مستحيل برضه عندك أنت، باللوجيك وبالعقل. عقلًا، أه مستحيل أن في واحد ميت، ما فيش ميت عدل الحياة ممكن. بالنسبة للإيمان، ما هي قضايا العقيدة والإيمان كلها قضايا غيب، فـ أنت توقن وتؤمن بأن الله قادر على ذلك. وإحنا عندنا قصة سيدنا إبراهيم لما قال له: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي سورة البقرة، الآية 260. أراد أن يرتقي كما قال العلماء من علم اليقين إلى عين اليقين. أنت عندك علم أن في حاجة اسمها الكعبة؟ أه، عندي علم يقين، طبعًا كل صلاة بنصلي للكعبة. شفتها؟ لا. أه، يعني أنت عندك علم يقين بس. أه. سافرت السعودية ورحت الحج ولا عمرة وشفت الكعبة بعينيك، ده اسمه إيه؟ عين يقين. فنحن كلنا نؤمن بالبعث والنشور، ده اسمه إيه؟ علم يقين. لكن لم نرَ بأعيننا ليس عين يقين. تمام؟ أنا بس بوضح ليه سيدنا إبراهيم قال له: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي. فربنا قال له: خد أربعة من الطير، أنواع مختلفة، وبعدين إذبحهم واخلط اللحوم والدم والريش وكله على بعضه، اعملوا مكس، وبعدين المكس ده تقوم واخده حاطط على كل جبل جزء كمان، يعني في تباعد، جبل هنا وجبل هنا، ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا سورة البقرة، الآية 260. ده بقدرة مين؟ بقدرة الله عز وجل سبحانه وتعالى.
-
الشبهة الثالثة قالوا: إن ذلك أمر لا فائدة فيه، أو أن الحكمة اقتضت دوام هذا النوع الإنساني شيئًا بعد شيء هكذا أبدًا، كلما مات جيل خلفه جيل آخر، فـ أما أن يميت النوع الإنساني كله ثم يُحيي فلا حكمة في ذلك. نقول لهم: بل في حكمة وهي قدرة الله عز وجل.
قدرة الله سبحانه وتعالى. الشركات الآن الكبرى، طبعًا أنا مع الفارق طبعًا لله المثل الأعلى، بس بقرب لك الأمر يعني. الشركات الكبرى اللي هي عملت طفرة في مجال الإلكترونيات لما يجي واحد مثلًا يمسك هاتف بشكل معين يقول لك: ده إمكانياته كذا وكذا وكذا وكذا. مين اللي صنعت ده؟ شركة سامسونج ولا شركة آبل ولا ماعرفش إيه. طب هم يقدروا يعملوا، يصنعوا أقلام مثلًا؟ نعم. أنت بتهزر بقى، اللي عاملين السمارت فون والإلكترونيك ده كله وكذا مش هيعرفوا يصنعوا قلم؟ من الناحية العقلية، اللي عمل الحاجة الكبيرة دي قادر على أنه يعمل الحاجة الصغيرة. شركة بومباردييه بتاعة كندا مشهورة بصناعة إيه؟ الطائرات. واحد يقول لك: ينفع تعمل دراجات للأولاد أو سيارات؟ أنت بتعمل طيران، يعني من باب أولى القدرة اللي عندها على صناعة الطائرات أن هي تصنع دراجات وتصنع السيارات. فده نفس الأمر.
أنت عندك تقول لي اللوجيك والعقل والكلام ده كله. إذا كان الله قادر على أن يخلق من عدم، من لا شيء، فهل هو قادر على أن يعيد الناس من قبورهم؟ قادر ولا مش قادر؟ قادر سبحانه وتعالى. قادر. ولذلك قال: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ سورة الروم، الآية 27. والله تعالى ليس عنده سهل وصعب، إنما هذا لتقريب الأمر لعقولنا أن عقولنا تُدرك وتفهم. إنك أنت نجيب واحد نجار نقول له: اعمل لنا المنبر ده. هيجيب من الهواء ويقول لك مش عارف كذا و ما ينفعش. لا، ده هيقول لك: هات خشب نوعه كذا ومقاسات كذا وعايز مسامير وعايز وعايز وعايز. يبقى هو صنعه من مادة. ما يعرفش يصنعه من عدم. الله خلقنا جميعًا من عدم، من لا شيء. فالذي خلقنا من لا شيء، أليس ذلك بقادر على أن يُحيي الموتى؟ سبحانه وتعالى. فإعادة الخلق أيسر وأسهل وأهون من الناحية العقلية من إنشائه من العدم. لا أريد الإطالة عليكم. إن شاء الله نكمل في الأسبوع القادم. جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم. سبحانك اللهم وبحمدك.