يقول الأستاذ عمر البلتاجى على صفحته على الفيس بوك :
من الممكن أن الإنسان في أواخر عمره ينسى كل شيء حتى اسمه و اسم زوجته و اسم أولاده و يصير كالطفل الصغير لا حول له و لا قوة…..
إلا حاجة واحدة مستحيل ينساها طالما عاش قلبه معلق بها فى الدنيا و خادم لها و هو القرآن الكريم!!!
سأحكى لكم ثلاثة مواقف عايشتهم بنفسي للدلالة على كلامي و يشهد الله أن ما سأقوله حدث بالفعل…..
الموقف الأول سنة 1998 م والدى رحمه الله دخل غرفة العمليات لاستئصال ورم خبيث من البنكرياس و كانت الساعة 8 صباحا و تقريبا مدة إجراء العملية كانت أكتر من عشر ساعات و كان فيها أكثر من طبيب شاركوا فى إجراء العملية.
بعد خروجه دخل عناية مركزه فائقة و كان لا يستطيع الكلام ولم أره… اتصلت بالدكتور المعالج له الدكتور عمر فتحى و قلت له : كيف حال أبي طمنى؟
قال لي و الله بالحرف يا بنى لا تسأل عن أبيك واحد مثلي … نحن قمنا بشق بطنه نصفين و هو مخدر و أخذ يقرأ القرآن كان يقرأ سورا كاملة وطويلة !!!
الموقف الثاني فى آخر أسبوع من حياته عام 2000 م و كان الورم وصل للمخ و الرئتين و الكبد و أصبح فى شبه غيبوبة و عندما يفيق للحظات ينظر الينا نظرة الطفل التائه الصغير و أقسم بالله كان ينظر إلى و ينادينى باسم أمى و ينظر إلى أمى و يناديها باسمى و أصبح لا يفرق بين ولده و زوجته و بين ذكر و أنثى…..
الشاهد كنت أجلس بجانبه يوميا أقرأ له القرآن ورد يومى و هو فى الغيبوبة و أثناء قراءتى كنت أحيانا أخطئ فى مد أو فى مقدار غنة او إقلاب غير منضبط فإذا به ينطق ليصحح لى ما أخطأت فيه و استمر على هذا الحال حتى وفاته و آخر كلمة نطقها كنت اقرأ فى سورة الرعد آية ( يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون) وأخطات فى نطق الإخفاء فضغط بإصبعه على يدى و نطقها تصحيحا لى ثم فاضت روحه إلى بارئها!!!
الموقف الثالث مع شيخى و شيخ والدى الذى حفظ القرآن عليه و قد شرفت أيضا بحفظ نصفه عليه حفظا و تجويدا الشيخ صديق الجمل رحمة الله عليه و قد أصيب بالزهايمر فى أواخر أيامه و لكن لم ينسى كتاب الله أبدا و آخر مرة رأيته فيها كانت فى 2007 على ما أذكر و رأيته جالسا أمام المسجد فسلمت عليه و قلت له هل تذكرنى يا شيخى فنظر إلى و قال على الفور : رحم الله أباك يا بلتاجى أما زلت لا تحسن سورة النحل؟!!
رحمة الله عليهم أجمعين و جعل عملهم فى ميزان حسناتهم و ألحقنا بهم فى الصالحين و جعلنا الله و اياكم من أهله و خاصته أهل القرآن الكريم.