دموع رجل وفاء لزوجته
دخل على باكيا وقال ادع الله لي ياشيخ أن يرزقني الصبر !!!!
فنظرت إليه فإذا به رجل تبدو عليه علامات الشيخوخة أظنه قد تجاوز الستين من عمره .
فقلت له اهدأ قليلا وتعال نجلس معاً …..
خيرا ماذا حدث فقال والدموع تنهمر من عينه : لقد ماتت زوجتى من أسبوعين بعد عشرة عمر خمسة وثلاثين عاما ….أنا مؤمن وحمدت ربنا واسترجعت لكن دموعي تغلبني كلما تذكرتها …أنا خايف ربنا يعذبها ببكائي عليها .
فقلت له – وقد أجهشت بالبكاء تأثرا بالموقف – :أسأل الله أن يغفر لها ويرحمها وأن يربط على قلبك وأن ينزل عليك السكينة ….ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ، ولكن يعذب بهذا أو يرحم وأشار إلى لسانه )
والذي أراه من دموع عينك يعبر عن الوفاء لعشرة دامت كما قلت خمسة وثلاثين عاما، وليس في ذلك سخط ولا جزع على قضاء الله وهذا الخلق من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ظل وفيا لزوجته خديجة رضي الله عنها بعد وفاتها ، حتى إنه لما سمع صوت هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ رضي الله عنها ، أُخْتُ خَدِيجَةَ رضي الله عنها ، وكانت تشبه أختها في سمتها ودلها ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَالَةُ .
فأخذت عائشة رضي الله عنها الغيرة فقالت : مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ ، حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ ، هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ ، قَدْ أَبْدَلَك الله خَيْرًا مِنْهَا ”
فرد عليها وقد بدا الغضب في وجهه: «مَا أَبْدَلَنِي الله خَيْرًا مِنْهَا، لَقَدْ آمَنَتْ بِي حِينَ كَفَرَ النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي حِينَ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَأَشْرَكَتْنِي فِي مَالِهَا حِينَ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي الله وَلَدَهَا وَحَرَمَنِي وَلَدَ غَيْرِهَا. ».
فهدأ الرجل وسر لما سمع وقال : الحمد لله …الحمد لله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد …
ثم سلم على وانصرف