ما حكم الجمع بسبب المطر والثلج؟
بالنسبة لجمع الصلاة الأمطار والثلج ينزلان هنا تقريبا بلا انقطاع ومع ذلك يذهب الناس لأعمالهم والأولاد لمدارسهم ولا تتوقف الحياة اليومية عن طبيعتها فالجميع متأهب لهذه الظروف واعتاد عليها وبعضهم يستمتع بها ،وأحياناً الدولة تتدخل اذا زاد الأمر خطورة وتمنع المدارس وتحذر من الحركة في الشوارع، فهل ترون الرخصة بالجمع في الصورة الأولى التي يباشر الناس الحياة فيها بصورة طبيعية ؟ وأنا كإمام مقيم في المكان لا أخرج منه هل لي رخصة في ذلك؟
يجيب الدكتور صلاح الصاوى حفظه الله:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد: فلا حرج في الانتفاع برخصة الجمع رغم قدرة كثير من الناس على التكيف مع هذه الظروف المناخية،لأن المساجد يغشاها الضعفة وكبار السن ونحوهم، وهؤلاء يشق عليهم الإتيان إلى المسجد في وقت كل صلاة في ظل هذه الظروف المناخية، وعلى سبيل المثال في الجمع بين الظهر والعصر لا يكاد يغشى المساجد إلا هؤلاء الضعفة لأن غيرهم مشغولون بأعمالهم ولا يستطيعون مفارقتها، ولا يكادون ياتون إلى المساجد إلا نادرا، فلا حرج في الانتفاع بهذه الرخصة.
ولا حرج على الإمام في ذلك لأنه قد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في المطر، وليس بين حجرته والمسجد شيء، ولأنه هو الذي سيؤم الصلاة وسيجمع بالمصلين ولا تطيب أنفسهم أن يجمعوا بدونه.
قال ابن رشد في كتابه البيان والتحصيل:(سئل الإمام مالك – رحمه الله – عن القوم يكون بعضهم قريب المنزل من المسجد إذا خرج منه دخل إلى المسجد من ساعته، وإذا خرج من المسجد إلى منزله مثل ذلك، يدخل منزله مكانه، ومنهم البعيد المنزل عن المسجد، أترى يجمعون بين الصلاتين كلهم في المطر؟ فقال: ما رأيت الناس إذا جمعوا إلا القريب والبعيد، فهم سواء يجمعون، قيل: ماذا؟ فقال: إذا جمعوا جمع القريب منهم والبعيد)
وقال ابن قدامة:(هل يجوز الجمع لمنفرد أو من كان طريقه إلى المسجد في ظلال يمنع وصول المطر إليه، أو من كان مقامه في المسجد؟ على وجهين: أحدهما الجواز؛ لأن العذر إذا وجد استوى فيه حالُ وجود المشقة وعدمها؛ كالسفر، ولأن الحاجة العامة إذا وجدت أثبتت الحكم في حق من ليست له حاجة… ولأنه قد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في المطر، وليس بين حجرته والمسجد شيء.)
زادك الله حرصا وتوفيقا، والله تعالى أعلى وأعلم.