أيها الإخوة المؤمنون :إن ربنا -جل وعلا – أمرنا أن نشعر دائما أن امتنا هي امة واحدة , يشعر كل واحد بألم لآخر فيحزن الغني إذا رأى الفقير, ويحزن الصحيح إذا رأى السقيم , ويحزن السليم إذا رأى المبتلى .
وقد كان نبينا -صلوات ربي وسلامه عليه – يقدم ما استطاع لنصرة الضعفاء , والمساكين , والمظلومين , وكان –صلى الله عليه وسلم – يمر بهم في مكة وهم يعذبون , يمر ببلال و سمية ..وغيرهم , وكان عليه –الصلاة والسلام – لا يملك أن يقدم لهم شيئا إلا أن يدعوا الله تعالى , و أن يصبرهم بكلام من عنده يوحي به – الله تعالى- اليه , ولما هاجر عليه –الصلاة والسلام – إلى المدينة وقوي شأنه استطاع عليه- الصلاة والسلام- أن يكون جيشا , و أن ينصر الإسلام حيث كان مستضعف بعد ذلك .
أخبر – الله تعالى- أن في كل أرض من أرضه جنداً يقاتلون في سبيله , ويذودون عن دينه , ويبذلون ارواحهم , ويجرون دماءهم رفعا لراية -الله تعالى- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ الأَزْدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَجْنَادًا ؛ جُنْدًا بِالشَّامِ ، وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ ، فَقَالَ الْحَوالِيُّ : خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ،[ يعني اختر لي هل اكون بالعراق أم بالشام أم باليمن ] فقَالَ – رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ” عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ ؛ فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بَيَمَنِهِ وَيَسْقِ مِنْ غُدُرِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِه ” رواه أحمد وصححه الألباني .
وقال –رسول الله صلى الله عليه وسلم – مبيننا أن أرض الشام هي أرض العلم والإيمان , قال –عليه الصلاة والسلام – ” إِنِّي رَأَيْتُ أَنَّ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي ، فَنَظَرْتُ ، فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ عَمَدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ ، أَلا إِنَّ الإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الْفِتَنُ بِالشَّامِ ” أخرجه الحاكم وصححه الألباني.
إنها الشام أرض المحشر والمنشر , في حديث ابي ذر أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال : ” الشام أرض المحشر والمنشر ” رواه أحمد وهو صحيح.
وعن معاوية بن حيدة قال أن النبي عليه وسلم اخبرنا فقال : ” إنكم تحشرون رجالا و ركبانا و تجرون على وجوهكم هاهنا – و أومأ بيده نحو الشام” صححه الألباني .
وعن سالم ابن عبد الله عن ابيه أن النبي –صلى الله عليه وسلم –قال : “سَتَخْرُجُ نَارٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنْ حَضْرَمَوْتَ تَحْشُرُ النَّاسَ ” فقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَا تَأْمُرُنَا ؟[ماذا تأمرنا استعدادا لخروج هذه النار, ماذا تأمرنا استعدادا لقرب قيام الساعة ]”فقال :-عليه الصلاة والسلام-
:” عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ” صححه الألباني ورواه أحمد
عن بَهْزُ بنُ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدّهِ أن النبي صلى الله عليه وسلم “قيل له :يا رَسُولَ الله أين تأمرني ؟” [ اين تأمرني ؟ اين اسكن ؟ إلى اين اذهب ؟ اين تأمرني ؟] ” قال: هاهنا وأومأ بيده نحو الشام ثم قال : إنكم تحشرون رجالا و ركبانا ومجرون على وجوهكم ” اخرجه الإمام احمد وصححه الألباني
وسألت جارية لعبد الله بن عمر –رضي الله تعالى عنهما – قالت له :” اشتد عليه الزمان و إني اريد أن اخرج إلى العراق ” [يعني أن تسكن في العراق ] فقال لها ابن عمر : ” فهلا إلى الشام ارض المنشر” رواه الترمذي وصححه الألباني.
إنها الشام خير ارض يهاجر اليها :
ولقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يدل الناس عليها , ويحثهم بالذهاب اليها , عن عبد الله ابن عمر -رضي الله تعالى عنه – قال النبي –صلى الله عليه وسلم – “سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ ، فَخِيَارُ أَهْلِ الأَرْضِ أَلْزَمُهُمْ مُهَاجِرَ إِبْرَاهِيمَ [يعني الشام ]، وَيَبْقَى فِي الأَرْضِ شِرَارُ أَهْلِهَا ، تَلْفِظُهُمْ أَرَضُوهُمْ ، وتَقْذَرُهُمْ نَفْسُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ “رواه ابو داوود وصححه الألباني .
نعم انها الشام فيها أهل الحق يسكنون وفيها يتدينون وفيها يطلبون و يتعلمون , في حديث ابي هريره أن النبي –عليه الصلاة والسلام – قال : ” لا تزال من أمتي عصابة قوامة على أمر الله عز وجل، لا يضرها من خالفها، تقاتل أعداءها [ إن كانوا نصيرية من حكامهم قاتلوهم , وإن كانوا من اطرافٍ من الرافضة قاتلوهم , وإن كانوا نصارى قاتلوهم ]، ” لا تزال من أمتي عصابة قوامة على أمر الله عز وجل، لا يضرها من خالفها،” [ خالفها مجلس امن هيئة امم خذلتها جامعة دول عربية , خذلتها رؤساء دول زمجروا وزجروا ووعدوا ثم انخذلوا ], ” لا يضرها من خالفها، تقاتل أعداءها ” …وساق الحديث حتى ذكر عليه الصلاة والسلام ” هم أهل الشام، هم أهل الشام, هم أهل الشام , قال الصحابي : وجعل عليه الصلاة والسلام يكررها بإصبعه حتى أوجعها ” لا زال يشير يقول : هم أهل الشام ,أهل الشام ,أهل الشام حتى شق ذلك على صحابته لما تعبت يد النبي –صلى الله عليه وسلم – صححه الألباني .
إنها الشام الأرض المباركة :
لم اباركها أنا و لا أنت ولم تبارك بأنساب أهلها ولا بشرفهم انما باركها ربنا -جل وعلا – وهو سبحانه وتعالى هو الذي يخلق ما يشاء ويختار , قال عبد الله ابن عمر –رضي الله تعالى عنه – “صلى بنا النبي –صلى الله عليه وسلم – ثم اقبل على القوم فقال : اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا , اللهم بارك لنا في حرمنا وبارك لنا في شامنا ” حديث صحيح .
إنها الشام فيها صفوة عباد الله تعالى وخير عباد الله تعالى في آخر الزمان :
هم الذين يكونون في الشام عندما يحشر الناس على وجوههم وعلى اقدامهم رجالا وركبانا ويجرون على وجوههم بنار تحشرهم إلى الشام خيار أهل الأرض من يكون ساكن في الشام يومئذ , عن عبد الله بن حواله قال : قلت يا رسول الله : “اكْتُبْ لِي بَلَدًا أَكُونُ فِيهِ” [ اختر لي بلد اكون فيه ], “فَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَبْقَى لَمْ أَخْتَرْ عَلَى قُرْبِكَ شيئا “[فلو أعلم انك تبقى لم أختر على قربك شيئا , لو اعلم انك تبقى في المدينة لاخترت قربك ومجالستك يا رسول الله فاختر لي بلد اكون فيه ]، فقَالَ عليه الصلاة والسلام يا عبد الله بن حواله: عَلَيْكَ بِالشَّامِ ، عَلَيْكَ بِالشَّامِ , عَلَيْكَ بِالشَّامِ , ثَلاثًا ، ثم رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وجه عبد الله كَرَاهِيَّة في أن يذهب إلى الشَّامِ ، قفَالَ عليه الصلاة والسلام : هَلْ تَدْرُونَ مَاذا يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، قال : انه يَقُولُ : أَنْتِ صَفْوَتِي مِنْ بِلادِي , وَإِلَيْكِ الْمَحْشَرُ ” صححه الألباني
ومن حديث عبد الله ابن حواله في رواية من هذا الحديث قال -عليه الصلاة والسلام- : ” عَلَيْكَ بالشَّامُ فَإِنَّه خِيْرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ ” يعني اختاره الله من ارضه “،يَجْتَبِي إِلَيْه خِيْرَتَهُ مِنْ خلقه ” رواه ابو داود وهو حديث صحيح .
إن ارض الشام هي عقر دار المؤمنين , هي مستقر المؤمنين , وهي مجتمعهم , وهي مآبهم , وهي مألف قلوبهم , اختارها الله تعالى لذلك .
عن سلمة ابن نفيل الكندي قال : كنت جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فقال رجل يا رسول الله , أذال الناس الخيل، ووضعوا السلاح، [اهملوا الخير ووضعوا السلاح ]وقالوا: لا جهاد، قد وضعت الحرب أوزارها! قال :فأقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بوجهه وقال كذبوا! الآن، جاء القتال، ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق، ويزيغ الله لهم قلوب أقوام ويرزقهم منهم، حتى تقوم الساعة،” …..ثم ساق الحديث وقال في آخره “وعقر دار المؤمنين في الشام ” يعني تلك الطائفة المنصورة المؤيدة يجعلها الله تعالى في الشام – اخرجه النسائي وصححه الالباني
إن الشام هي الأرض التي تقصم الجبابرة , وتكسر ظهور الكياسرة , وهي التي يقتل فيها الدجاجلة
عن ابي هريرة –رضي الله تعالى عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم –قال : “الإيمان يماني والكفر من قبل المشرق , وإن السكينة في أهل الغنم و إن الرياء والفخر في أهل الفدادين أهل الوبر وأهل الخير ..ثم قال : ويأتي المسيح من قبل أهل المشرق [يعني المسيح الدجال ] وهمته المدينة حتى إذا جاء دبر احد تلقته الملائكة فضربوا وجهه قبل الشام هنالك يهلك هنالك يهلك هنالك يهلك ..كررها بأبي هو وأمي– صلوات ربي وسلامه عليه – ففي الشام يقتل الدجال وهو الذي يسفك فيه دمه ” رواه الترمذي.
إنها الشام هي أرض الغنيمة , هي ارض الرزق , هي ارض الإيمان , عن أبي امامة الباهلي أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال :” إن الله استقبل بي الشام وولى ظهري اليمن وقال يا محمد : اني جعلت ما تجاهك غنيمة ورزقا [يعني الشام :غنيمة :يعني تقاتل في سبيل الله فتغنم ] اني جعلت ما تجاهك غنيمة ورزقا , وما خلف ظهرك مددا “[يعني : جنودا يقاتلون معك في سبيل الله ] رواه الطبراني وصححه الألباني.
نعم إنها الشام , إن ذكرت الجهاد فأذكر الشام , إن ذكرت البطولة فأذكر الشام , إن ذكرت التضحية فأذكر الشام ,إن ذكرت البسالة فذكر الشام , إن ذكرت الإيمان والثبات على الحق والإصرار على الايمان فلا بد لزاماً أن تذكر الشام
أطفال إدلب قد غــــــــــــدو أبطـــــــالها
هـــــــذي بلاد دمشق يا قومي غدت
إنـــــــــــي أرى والله أن لــــــــــــــــــيوثنــــــــــــــا
أبطـــــــــــــــــــــال حرب أو كماة كــرامة
والغوطة : هي الأرض الزراعية التي فيها ماء وزرع وبساتين ,
وكأنه والله -عليه الصلاة والسلام – يرى غوطة دمشق بعينه وهو يصفها بهذا الوصف , وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال:” اتيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم –وهو في بناء له قال :فسلمت عليه , قال : من ؟ , قلت : عوف , قال : ادخل يا عوف [يعني ادخل في هذه الخيمة معي ] قلت : ادخل كلي أم بعضي , قال : ادخل كلك ثم قال –عليه الصلاة والسلام- يا عوف اعدد ستاً بين يدي الساعة “[اعدد سته امور تقع بين يدي الساعة ]”موتي” [فجعل موته بأبي هم وامي و روحي -عليه الصلاة والسلام- أول اشراط الساعة ] قال “موتي ..ثم ذكرها ثم قال والسادسة هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر يصيرون اليكم على ثمانين راية تحت كل راية اثنا عشر الفا فسطاط المؤمنين يومئذ في ارض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق “اخرجه احمد وصححه الألباني
إنك إذا ذكرت الجهاد , وذكرت البطولة ,و أنت ترى هذه الأرواح تبذل في سبيل إعزاز دين الله وترى تلك الأيدي تقطع , وترى رؤوس فصلت عن اجساد اصحابها , وترى عذارى قد هتكت اعراضهن ثم مزقت اجسادهن , وترى اطفال يتاما نحروا بعد نحر ابائهم وامهاتهم , إنك لترى أن ربنا جل وعلا من حكمته سبحانه انه يهيئ لأهل الشام لإقامة الجهاد في سبيل الله , ولا يزالون إلى اليوم يجتمعون تحت مسمى الجيش الحر جهاداً وقتالاً في سبيل الله , بعد ما غيبهم ذلك الفاجر -بشار الكلب- بعدما غيبهم عن دينهم وعن صلاتهم وعن تلاوتهم للقرآن ها هم اليوم يجتمعون تحت المساجد يقودهم ائمة وطلاب علم يتلون عليهم سورة التوبة وسورة الأنفال ولا يزالون يقرؤون إلى اليوم آيات الجهاد
ﺧﺎﺽ ﺍﻟﻤﻨﻮﻥ ﻭﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻧﻴﺎﺑﻬﺎ
ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﺋﻢ ﺇﻥ ﺭﻓﻌﺖ ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ
ﺷﺴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﺟﻞ ﻋﻦ ﺃﺷﻨﺎﺑﻬﺎ
ﻭﻷﻧﺘﻤﻮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﺍﻟﺤﻖ ﺇﺫ
ﻫﻢ ﻓﻲ ﺭﺑﺎﻁ ﺍﻟﺰﻭﺭ ﻓﻲ ﺳﺮﺩﺍﺑﻬﺎ
ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﺋﺮ ﻣﻦ ﺻﻘﻮﺭ ﺳﻤﺎﺋﻬﺎ
ﻣﻦ ﺑﻘـــــــﻬﺎ ﻭﺑﻌﻮﺿﻬــــﺎ ﻭﺫﺑﺎﺑﻬﺎ
ﻓﺎﻣﻀﻮﺍ ﻛﺮﺍﻣﺎ ﺭﺍﺷﺪﻳﻦ ﺃﻣﺎﻣﻜﻢ
ﺭﻛﺐ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﺑﺸﺮﻭﺍ ﺑﺜﻮﺍﺑﻬﺎ
ايها المسلمون : إن دمشق على موعد مع رسول الله –عيسى عليه الصلاة والسلام- عن النواس بن سمعان قال : سمعت النبي – عليه الصلاة والسلام- يقول :” ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ” رواه الإمام مسلم ,
وما اختار الله تعالى دمشق لينزل فيها –عيسى ابن مريم – مع وجود الدجال قبل نزول عيسى فإن الدجال ينزل قبل عيسى و يعيث في الأرض فساداً ثم يقضى الله تعالى أن ينزل عيسى لقتل الدجال , فلماذا اختار الله دمشق لأجل ان ينزل فيها عيسى؟! إلا لأن اهلها في ذلك الزمان يكون لهم خير ناصر لدين الله تعالى , يكون لهم اهل التوحيد , اهل البسالة , اهل الشجاعة , اهل التضحية , فيستحقون أن ينزل بين اظهرهم نبي الله –عيسى عليه الصلاة والسلام- , وقال – عليه الصلاة والسلام- مبين ذلك في حديث اطول قال :” لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو قال بدابق [يعني في شمال سوريا ]فيخرج إليهم جيش من المدينة [يعني من مدينة دمشق ]من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا [يعني للقتال , الروم قد جاءوا من الشمال فنزلوا في شمال سوريا يخرج عليهم جيش من مدينة دمشق فإذا تصافوا ]قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث[يعني من المسلمين من شدة القتال يهزم ثلث ] لا يتوب الله عليهم أبدا ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله [نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم ]ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا فيفتتحون قسطنطينية [يعني ينتصرون على جيش الروم حتى يصعدون شمالا حتى يصلون الى القسطنطينية ]فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا جاءوا الشأم خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم فإذا رآه عدو الله [يعني الدجال ]ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته” رواه الإمام مسلم .
ايها المسلمون : لا يزال الله -جل وعلا- يؤيد الدين بأهل الشام ولله تعالى حكمة عظيمة لا ادركها أنا ولا أنت إلا أن ينبئنا الله تعالى بها , – قال عليه الصلاة والسلام – ” إذا وقعت الملاحم [المعارك على المسلمين وقعت يمينا وشمالا وتسلط الأعداء عليهم ] ” إِذَا وَقَعَتِ الْمَلاحِمُ بَعَثَ اللَّهُ مِنْ دِمَشْقَ بَعْثًا مِنَ الْمَوَالِي هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرْسًا وَأَجْوَدُهُ سِلاحًا يُؤَيِّدُ اللَّهُ بِهِمُ الدِّينَ “رواه ابن ماجه وصححه الألباني ,” فيا طوبى للشام , يا طوبى للشام , يا طوبى للشام , تلك ملائكة الرحمن باسطة اجنحتها على الشام “كما قال –عليه الصلاة والسلام -فيما رواه احمد وصححه الألباني
ايها لمسلمون : إن اخواننا في الشام لا يخفى علينا حالهم , ولا يغيب عن انظارنا مناظرهم وصورهم , إننا نبكي مع بكائهم ,ونحزن لحزنهم ,ونجد لموجدتهم , ولو كنا بينهم لدافعنا عن اعراضهم لأنها اعراضنا , ولسكبنا ارواحنا فداء لأرواح اخواننا فلهم اهل لنا ,وهم احبتنا , ولا يرضا مسلم ابدا أن يرى امرأة عفيفة نشأت على القرآن و الحجاب يتأبطها فاجر تحت إبطه فيسوقها إلى مخدعه , أي رجل يحل له أن ينام , أو يسكت له دمع ,
أو يهدى له بال , وهو يسمع عن اخواننا مثل هذه الأحوال , لكننا واثقون بنصر الله تعالى ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [الحج: 39] , ﴿ يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الّذِينَ يَلُونَكُمْ مّنَ الْكُفّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ مَعَ الْمُتّقِينَ﴾[التوبة : 123].
﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾[الحج: 40] , بين الله جل وعلا – انه يبتلي عباده ليتخذ منهم شهداء ولأجل أن يعرف صدقهم , ولأجل أن يمحص الصادق من الكاذب﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾ [محمد:31] , نبلوكم بالقتل تارة ونبلوكم بالجرح تارة , ونبلوكم باغتصاب اعراضكم تارة , وذهاب اموالكم تارة , ونبلوكم بخذلان الناس لكم تارات لنعلم المجاهدين منكم لنعلم الصابرين ,
هي رسالة إلى أهلنا في الشام إنما النصر صبر ساعة , وإذا اشتدت الأزمة انفرجت , واشد الليل ظلمة اقربه إلى الفجر , قلوب إخوانكم معكم , واموالنا معكم , وسلاحنا بإذن الله سوف يكون قريباً معكم , وارواحنا معكم , وايدينا سوف تقاتل في صفوفكم , انتم المقدمة ونحن بإذن الله تعالى بعدكم , نقاتل معكم قتالا نرجو به وجه الله تعالى , لكن لا ينبغي أن يظن أهلنا في الشام اننا قصرنا في حقهم أو تكاسلنا عنهم , لكن الله -جل وعلا- له حكمة يقدر سبحانه وتعالى ما يشاء ويختار , ونسأل الله -جل وعلا- أن يشرفنا جميعا بالجهاد في سبيل الله , اسأل الله -جل وعلا -أن يشرفنا جميعا بالجهاد في سبيل الله , وأن يأخذ ربنا من دمائنا حتى يرضا , وأن يتوفانا ربنا وهو راض عنا , وأن نكون ممن يغفر له من أول قطرة من دمه .
اسأل الله أن ينصر الشام وأهله , أسأل الله أن ينصر اخواننا هناك , اسأل الله أن يؤيدهم بتأييده , وان ينصرهم بنصره , وأن يقويهم بقوة من عنده , اللهم امددهم بملائكة السماء بعظمتك , وبجنود الأرض بقدرتك , اللهم سدد رميهم ,و اجمع كلمتهم , ووحد صفوفهم يا رب العالمين , اللهم اجعل الدائرة لهم , اللهم احم اعراضهم , واشف جرحاهم , وداوي مرضاهم وتقبل شهداءهم , وصبر ايتامهم واراملهم يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام , اللهم يا حي يا قيوم إنا نسألك يا ذا الجلال والإكرام أن ترينا عجائب قدرتك فيمن ظلمهم , اللهم ارنا فيمن ظلمهم عجائب قدرتك , اللهم مزقه هو وملكه في البلاد تمزيق الريح الجراد يا قوي يا عزيز يارب العالمين , اللهم اشف صدور قوم مؤمنين , واذهب غيض قلوبهم , اللهم اشف صدور قوم مؤمنين , واذهب غيض قلوبهم , اللهم اشف صدور قوم مؤمنين , واذهب غيض قلوبهم يا حَنّان يا مَنّان , يا ملك ,يا قدوس, يا سلام, يا مؤمن, يا مهيمن ,يا عزيز ,يا جبار, يا متكبر, يا منتقم , يا مالك الملك , ياذا الجلال والإكرام, يارب العالمين