ما معنى قوله تعالى : “وإن منكم إلا واردها”
فضيله الشيخ تفزعني كثيراً الآية 70من سوره مريم (وإن منكم إلا واردها كان علي ربك حتماً مقضيا) أود من فضيلتكم تفسير هذه الآية.
مرور الناس جميعا على النار وورودهم إياها أمر قد نطق به القرآن المجيد، فذكر الله تعالى في كتابه أن الناس جميعا يردون النار، وأن المتقين ينجون منها، ويبقى فيها الظالمون.
قال تعالى: (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا * ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا.)
ثم اختلف العلماء في معنى الورود المذكور في الآية على أقوال:
قال العلامة الشوكاني رحمه الله: وقد اختلف الناس في هذا الورود، فقيل: الورود الدخول، ويكون على المؤمنين بردا وسلاما، كما كانت على إبراهيم.
وقالت فرقة : الورود هو المرور على الصراط.
وقيل: ليس الورود الدخول إنما هو كما يقول وردت البصرة ولم أدخلها.
وقد توقف كثير من العلماء عن تحقيق هذا الورود، وحمله على ظاهره؛ لقوله تعالى : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون }
ولا يخفى أن القول بأن الورود هو المرور على الصراط أو الورود على جهنم وهي خامدة فيه جمع بين الأدلة من الكتاب والسنة فينبغي حمل هذه الآية على ذلك، لأنه قد حصل الجمع بحمل الورود على دخول النار مع كون الداخل من المؤمنين مبعدا من عذابها، أو بحمله على المضي فوق الجسر المنصوب علها وهو الصراط. انتهى.
الخلاصة أن مرور الناس جميعا على النار حق، وأن جميع الناس يردون النار بنص القرآن، وأن ورودهم هو دخولهم جميعا فيها، ثم ينجو المؤمنون، أو هو مرورهم جميعا على الصراط، ثم ينجي الله المؤمنين ويذر الظالمين فيها جثيا. والله أعلم.