ما حكم الوقوف مع الصمت لمدة دقيقة حدادا ؟
هناك رأيان في المسألة:
الرأي الأول: أن حكم الوقوف دقيقة صمت جائز، وليس هناك ما يمنع في الشرع الحنيف من الوقوف دقيقة صمت على من أثروا في حياة الإنسان، أو من لهم دور كبير في رفعة المجتمع، أو أصحاب الدرجات الرفيعة في المجتمع، ولهذا الوقوف مرجع في السنة النبوية المطهرة، واستدلوا بقصة الجنازة التي مرّت على النبي-صلى الله عليه وسلم- فقام النبي، فقال أحد أصحابه- رضي الله عنه- إنها جنازة يهودي، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: أليست نفسًا؛ فتكريم النبي وقيامه ليس المراد منه تكريم صنف على صنف من الناس، وإتمام تكريم النفس البشرية عموما، مهما كانت ديانتها، وهكذا كان الإسلام يُنبّه دومًا على الالتزام بمبادئه التي من أهم أسسها المحافظة على النفس البشرية واحترامها، على اختلاف أشكالها وانتماءاتها، وقيل إن الوقوف دقيقة صمت ليس قيامًا للميّت أو مركزه أو مكانته، وإنما حتى يتّعظ المرء بالموت، ويعرف أن مصيره لا محالة إلى هذا الوضع سواء رضي ذلك أم لم يرض.
أما المذهب الثاني؛ فلم يُجوّزوا الوقوف دقيقة صمت على الشهداء، أو العلماء، أو غيرهم، بل جعلوه من البدع المحرمة التي لم يذكر لها دليل في القرآن ولا في السنة، وأن الوقوف دقيقة صمت من الأشياء التي لم يذكرها النبي-صلى الله عليه وسلم- في الإحداد، وأن تلك الأشياء إنما هي من قبيل التشبه بالغرب غير المسلمين، حيث إنهم يفعلون مثل تلك العادات، والتشبه بها دليل على التشبه بهم.