قصة الحجاج بن علاط في خداع العدو

تاريخ الإضافة 15 ديسمبر, 2023 الزيارات : 240

قصة الحجاج بن علاط والعباس عم النبي في خداع العدو

هذه القصة أعجبتني ولها ارتباط بأحداث غزة
يقول لك العباس: إن الله أعلى وأجلّ من أن يكون الذي جئت به حقاً

 

قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر الحجاج بن علاط فأسلم، وكان هذا الرجل غنياً كثير المال، فقال: يا رسول الله إن مالي عند امرأتي أم شيبة بنت أبي طلحة بمكة، ومتفرق في تجار مكة، فائذن لي أن آتي مكة لآخذ مالي قبل أن يعلموا بإسلامي، فإن علموا بإسلامي لا أقدر على أخذ شيء منه، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب إلى مكة ليجمع ماله المتفرق بين تجار مكة، ثم قال: يا رسول الله، لابد من أن أقول شيئاً (أي لابد من أن أتقول عليك، وأذكر ما هو خلاف الواقع، أي ما أحتال به لأسترد مالي)

فقال صلى الله عليه وسلم بطيب نفس: قل ما بدا لك.

قال الحجاج: فخرجت حتى قدمت مكة وجدت بثنية البيضاء – مكان- رجالاً من قريش يستمعون الأخبار، ويسألون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بلغهم أنه سار إلى خيبر، وقد عرفوا أنها قرية الحجاز المنيعة، وهم يتجسسون الأخبار من الركبان، وكان بينهم تراهن عظيم وتبايع، منهم من يقول: يظهر محمد وأصحابه، ومنهم من يقول: يظهر الحليفان ويهود خيبر، فلما رأوا الحجاج قالوا: الحجاج عنده والله الخبر، ولم يكونوا قد علموا بإسلامه، قالوا: يا حجاج بلغنا أن القاطع – هكذا كانوا يلقبون النبي عليه الصلاة والسلام أخزاهم الله – قد سار إلى خيبر.

فقال الحجاج: عندي من الخبر ما يسركم، فاجتمعوا يقولون: إيه يا حجاج؟

فقال الحجاج: لم يلق محمد وأصحابه قوماً يحسنون القتل غير أهل خيبر، فهزم هزيمةً لم يسمع بمثلها قط، وأسر محمد وقالوا: لا نقتله حتى نبعث به إلى مكة فنقتله بين أظهرهم بمن كان أصاب من رجالهم، فصاحوا وقالوا لأهل مكة: قد جاءكم الخبر، هذا محمد إنما تنتظرون أن يُقدم به عليكم فيقتل بين أظهركم.

قال الحجاج: فقلت لهم: أعينوني على غرمائي، أريد أن أقدم فأصيب من غنائم محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار إلى ما هنالك.

فجمعوا لي مالي على أحسن ما يكون ففشا ذلك بمكة، وأظهر المشركون الفرح والسرور، وانكسر من كان بمكة من المسلمين، وسمع بذلك العباس بن عبد المطلب.

فجعل لا يستطيع أن يقوم من مرقده من شدة الألم والحزن، ثم بعث العباس إلى الحجاج غلاماً، قال قل له: يقول لك العباس: إن الله أعلى وأجلّ من أن يكون الذي جئت به حقاً- هذا حسن الظن بالله- فقال الحجاج للغلام: اقرأ على أبي الفضل السلام وقل له: ليخل لي بعض بيوته لآتيه بالخبر على ما يسره، واكتم عني، فأقبل الغلام وقال: أبشر أبا الفضل، فوثب العباس فرحاً.
خبر واحد أقعده عن القيام، شُلت قواه، وخبر آخر جعله يثب من الفراش،سبحان الله!!

أبشر أبا الفضل فوثب العباس فرحاً كأنه لم يصبه شيء، وقد أعتق هذا الغلام لفوره، وقال: لله عليّ عتق عشر رقاب، فلما كان ظهراً جاء الحجاج فناشده الله أن يكتم عنه ثلاثة أيام، وقال: إني أخشى الطلب، فإن مضت ثلاثة فأظهر أمرك، فوافقه العباس على ذلك.

قال الحجاج: إني قد أسلمت وإن لي مالاً عند امرأتي وعند غرمائي في قريش، ولو علموا بإسلامي لم يدفعوه إلي، إني تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فتح خيبر، وجرت سهام الله وسهام رسوله فيها، وتركته عروساً بابنة ملكهم حيي بن أخطب فلما أمسى الحجاج غادر مكة.

 وطالت على العباس تلك الليالي الثلاث، فلما مضى الحجاج ومضت الثلاث، عمد العباس إلى حلة جديدة لبسها، وتخلق بخلوق – تعطر- وأخذ بيده قضيباً، ثم أقبل يخطر حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مرّ بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل!!

قال: كلا والله الذي حلفتم به لم يصبني إلا خير بحمد الله، لقد أخبرني الحجاج أن خيبر فتحها الله على يد رسوله، وجرت فيها سهام الله وسهام رسوله، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت ملكهم حيي بن أخطب لنفسه، وأنه تركه عروساً بها، وإنما قال لكم ذلك ليخلص إلى ماله، وإلا فهو ممن أسلم!!!!

فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، فقال المشركون: ألا يا عباد الله، أنفلت عدو الله – يعنون حجاجاً – أما والله لو علمنا الحقيقة لكان لنا وله شأن، ولم يلبثوا أن جاءهم الخبر الصحيح.


أيها الأخوة الكرام: دققوا في حسن ظن العباس بالله – إن الله أجلّ وأكرم من أن يكون هذا الخبر صحيحاً- إن الله لا يتخلى عن عباده المؤمنين، لا يتخلى عن رسوله، ولا عن أنبيائه، ولا عن المؤمنين الذين آمنوا به، واستقاموا على أمره.


اترك ردا

بدريك الإلكتروني لان يتم نشره.


قناة فتاوى أون لاين

تم إنشاء قناة جديدة تحت عنوان فتاوى أون لاين للإجابة على الفتاوى الشرعية
رابط الانضمام

رابط تيليجرام

الواتس اب

السيرة الذاتية للدكتور حسين عامر

رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود

 رسالة الدكتوراة المناهج الدعوية للأنبياء من خلال سورة هود   ما أجمل أن يتلمس الدعاة في عصرنا الحاضر السير على خطى الأنبياء، والتخلق بأخلاقهم، والاقتداء بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، من خلال المنهج القرآني في عرض قصصهم، وأحوالهم مع أقوامهم؛ من خلال دراستي لأحد سور القرآن (سورة هود)

تاريخ الإضافة : 24 أبريل, 2024 عدد الزوار : 48 زائر

خطبة الجمعة

تفسير القرآن

شرح صحيح البخاري

شرح مدارج السالكين

جديد الموقع