ما علاج الوسواس بالكفر؟
أريد حلا لمشكلتي عندي وسواس سب الذات الإلهية كلما أتوضأ أو أصلي أو اذكر الله تجيني شتيمة شنيعة ؟
الجواب:
أنت تعاني من وسواس قهري، والوسواس كما تعلم من الشيطان الرجيم، وهو من كيده، وكيده كما هو معلوم ضعيف، كما قال ربنا جل في علاه: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا).
والشيطان عدو لدود للإنسان، لكنه لا يقوى على المواجهة فيلجأ إلى الوسوسة، فمن صد تلك الوساوس بتجاهلها وتحقيرها وعدم التحاور أو التعاطي معها، واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم فور ورود تلك الوساوس، وذكر الله تعالى؛ خنس عنه الشيطان ونفض يديه، وقنع من إنسان بهذه الصفات والقوة، أما إن أبان الإنسان ضعفه بتقبل تلك الوساوس وتحاور معها؛ فإن الشيطان ينقض عليه؛ لأنه اكتشف ضعف هذا الإنسان، فانهال عليه بكثرة الوساوس وتنوعها؛ كل ذلك من أجل أن يجعل هذا الإنسان من حزبه ومن أصحاب السعير -عياذا بالله تعالى-.
والوساوس تأتي لكل واحد من بني آدم، وخاصة للمؤمنين، فقد جاء لأفضل هذه الأمة بعد نبيها، وهم أصحابه صلى الله عليه وسلم، فثبت في الحديث الصحيح أنه جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم. قال: ذاك صريح الإيمان).
وفي الحديث الآخر: أتى عثمان بن أبي العاص النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثا. قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني).
ومن العلاجات الناجعة لهذه الوساوس ما أخبر به نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: (يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا ؟حتى يقول: من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته).
من رحمة الله بالإنسان أنه لا يؤاخذه بما وسوست به نفسه أو جال في خاطره، يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم).
الشيطان هو الذي يحاول أن يشكك هل نطقت أم لا؟ فأنت في الحقيقة لم تنطق فلا تلتفت لخواطر الشيطان أبدا.
أظهر قوتك أمام الشيطان، ولا تضعف واعزم على الانتصار عليه، واستعن بالله ولا تعجز
استمر في أداء الصلاة، ولا تلتفت لوساوس الشيطان؛ لأنه يريدك أن تترك الصلاة، ويوسوس لك أن الحل للابتعاد عن هذه الوساوس يكمن في ترك الصلاة، وكذب؛ فإنه سيتابعك ويدخلك في دوامة أخرى ووساوس من نوع آخر.
أكثر من تلاوة القرآن الكريم واستماعه، وحافظ على أذكار اليوم والليلة؛ فالشيطان يفر من الإنسان الذاكر لله تعالى، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس).
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد وسل الله سؤال المضطر أن يذهب عنك وساوس الشيطان، وكن على يقين أن الله لن يرد يديك صفرا.
أكثر من دعاء ذي النون؛ فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
سيستمر يأتيك الشيطان بوساوسه أثناء الصلاة، بل قد تكثر عليك الوساوس، ولكن عليك أن تقاومها، وكلما جاءتك استعذ بالله من الشيطان الرجيم ولو كنت داخل الصلاة، وانفث ثلاثا على يسارك؛ يذهب الله عنك ما تجد
إن وجد الشيطان منك إصرارا على محاربته، وصبرا، وكثرة ذكر وعبادة؛ سينسحب خسران خائبا بإذن الله تعالى.
الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عيه وسلم ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ، ومن كل هم فرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).