شرح أسماء الله الحسنى:44- الكريم 45- الأكرم
أولا /المعنى اللغوي:
الكريم: صفة مشبهة للموصوف بالكرم، والكرَم نقيض اللؤم.
والكريم: الصفوح كثير الصفح.
وقيل لشجرة العنب: كَرمَةٌ بمعنى كريمة، لأنها فاكهة كثيرة الخير، ظل ظليل، وثمار يانعة وقطوف دانية، وغذاء جيد وفاكهة محببة.
والكريم الشيء الذي تكثر منافعه ، ومن ذلك قولنا قرآن كريم .
وإذا قلنا مكارم الأخلاق، يعني أفضلها وأحسنها وأسماها.
ثانيا / وروده في القرآن الكريم :
ورد اسم الله تعالى الكريم ثلاث مرات، في قوله تعالى: (فَتَعَالَى الله الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ )المؤمنون:116،
وقول الله عزَّ وجلَّ: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ )الانفطار: 6، وقوله تعالى (..وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) النمل:40.
وورد اسمه تعالى الأكرم في قوله: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (العلق:3
ثالثا / المعنى في حق الله تعالى :
الكريم هو كثير الخير، الجواد المعطي الذي لا ينفذ عطاؤه، الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل، فالكريم اسم جامعٌ لكل ما يُحمد.
يقول الغزالي “الكريم: هو الذي إذا قدر عفا وإذا وعد وفى، وإذا أعطى زاد على منتهى الرجاء، ولا يبالي كم أعطى ولمن أعطى….” (المقصد الأسنى:1:117)
أما معنى اسم الله تعالى الأكرم:
الأكرم: اسم دل على المفاضلة في الكرم ، والأكرم هو الأحسن والأنفس والأوسع، والأعظم والأشرف، والأعلى من غيره في كل وصف كمال، قال تعالى: “إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ “الحجرات:13
الفرق بين الكريم والأكرم:
والأكرم سبحانه هو الذي لا يوازيه كرم ولا يعادله في كرمه نظير، وقد يكون الأكرم بمعنى الكريم، لكن الفرق بين الكريم والأكرم هو:
أن الكريم، دل على الصفة الذاتية والفعلية معًا، كدلالته على معاني الحسب والعظمة والسعة، والعزة والعلو والرفعة وغير ذلك من صفات الذات، وأيضًا دل على صفات الفعل فهو الذي يصفح عن الذنوب، وهو الذي تعددت نعمه على عباده بحيث لا تحصى وهذا كمال وجمال في الكرم...
أما الأكرم : فهو المنفرد بكل ما سبق في أنواع الكرم الذاتي والفعلي، فهو سبحانه أكرم الأكرمين له العلو المطلق على خلقه في عظمة الوصف وحسنه، ومن ثم له جلال الشأن في كرمه وهو جمال الكمال وكمال الجمال.
رابعا / تأملات في رحاب الاسم الجليل :
اسم الله تعالى الكريم من الأسماء المُحببة إلى النفوس المؤمنة، فهم متقلبون في نعمه ليل نهار، فلا كرم يسمو على كرمه، ولا إنعام يرقى إلى إنعامه، ولا عطاء يوازي عطاءه، فما أكرمه سبحانه ، قال تعالى : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لا تُحْصُوهَا ) النحل:18
وكل ما في الكون إنما هو من شواهد جوده وإكرامه فهو الذي يعطي بغير حساب ، وينعم وإن جحد به الجاحد.
وكم نعمة أجراها لخلقه قبل سؤالهم , فأحسن صورهم , وأغدق أرزاقهم ، وحملهم في البر والبحر ؛ قال تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)[الإسراء:70]،
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( يَدُ الله ملأى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَقَالَ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ ) متفق عليه
وقوله : (ملأى ) تأنيث ملآن والمراد منه لازمه وهو أنه في غاية الغنى وعنده من الرزق ما لا نهاية له في علم الخلائق .
وقوله : (لا يغيضها ) لا ينقصها ، يقال غاض الماء يغيض إذا نقص .
قوله ( سحاء ) دائمة الصب.
قوله : أرأيتم ما أنفق ) تنبيه على وضوح ذلك لمن له بصيرة .
قوله (فإنه لم يغض ) أي ينقص.
كأنه لما قال ملأى أوهم جواز النقصان فأزيل بقوله لا يغيضها شيء ، وقد يمتلئ الشيء ولا يغيض ، فقيل سحاء إشارة إلى الغيض وقرنه بما يدل على الاستمرار من ذكر الليل والنهار ثم أتبعه بما يدل على أن ذلك ظاهر غير خاف على ذي بصر وبصيرة بعد أن اشتمل من ذكر الليل والنهار بقوله أرأيتم على تطاول المدة.
ومن شواهد كرمه قبوله العمل من عبده المخلص له على يسره وقلته وينميه له ويشكره عليه :
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ الله إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ الله يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ ) متفق عليه
والحسنة تكتب عشرا ويضاعفها لمن يشاء إلى سبعمائة ضعف فعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ ( جَاءَ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ فَقَالَ هَذِهِ فِي سَبِيلِ الله فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُ مِائَةِ نَاقَةٍ كُلُّهَا مَخْطُومَةٌ ) رواه مسلم
ويعطي من يخصهم بفضله إلى ما لا نهاية فيزيدهم على السبعمائة مع ما يكرمهم به من سعة أرزاقهم , وانشراح صدورهم , وطيب عيشهم, فإذا كان هذا عطاؤه في الدنيا فكيف سيكون عطاؤه لأوليائه في دار كرامته قال تعالى (َمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) سورة غافر : آية 40
قال ابن القيم :”فالله سبحانه غني حميد كريم رحيم , فهو محسن إلى عبده مع غناه عنه يريد به الخير ويكشف عنه الضر , لا لجلب منفعة إليه سبحانه ولا لدفع مضرة , بل رحمة وإحسانا وجودا محضا ؛ فإنه رحيم لذاته محسن لذاته جواد لذاته كريم لذاته ؛ كما أنه غني لذاته قادر لذاته حي لذاته ؛ فإحسانه وجوده وبره ورحمته من لوازم ذاته لا يكون إلا كذلك كما أن قدرته وغناه من لوازم ذاته فلا يكون إلا كذلك وأما العباد فلا يتصور أن يحسنوا إلا لحظوظهم” طريق الهجرتين 105
ومن معاني اسم الله الكريم سبحانه شرف الذات وعلو القدر فهو سبحانه ذو الجلال والإكرام أي ذو العظمة والكبرياء والمجد الذي يعظم ويبجل ويجل لأجله والإكرام الذي هو سعة الفضل والجود الذي يكرم أولياءه وخواص خلقه بأنواع الإكرام الذي يكرمه أولياؤه ويجلونه ويعظمونه ويحبونه .
وكل صفة محمودة تسمى كرماً على خلاف ما يظنه معظم الناس ، من أن فلاناً كريم يعني أنه يعطي لغيره مالا كثير.
فكلمة كريم شاملة واسعة: فالحلم كرم، والسخاء كرم، واللطف كرم، والصبر كرم، والمروءة كرم.. فالكرم يعني أيّة صفة حميدة يتصف بها الإنسان، بل إن الصفات الحميدة كلها تلخص بكلمة واحدة هي الكرم، بينما الصفات الخسيسة كلها تلخص بكلمة واحدة هي اللؤم.
فالناس رجلان ؛ كريم ولئيم.
كما قال الشاعر
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
وهكذا قال عليه الصلاة والسلام يومَ فتحِ مَكَّةَ: ( يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ الله قد أذهبَ عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليَّةِ وتعاظمَها بآبائِها فالنَّاسُ رجلانِ: برٌّتقيٌّ كريمٌ على الله ، وفاجرٌ شقيٌّ هيِّنٌ على الله …) صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي
الكريم هو الصفوح
إذا اذنب العبد وتاب يعامله الله أولا باسمه الغفور فيستره ،ويغفر الذنب إذا تاب العبد منه …ثم يعامله ..بالعفو ..أي يمحو السيئة
وعفو الله عز وجل ليس معناه أن يلغي العقاب فحسب وليس معناه أن ينسي الناس ذنبك أيضاً ، ولكن عفو الله معناه ، أن ينسيك ذنبك ، وهذا معنى دقيق جداً ، يعني أنت صاحب الذنب، ومن كمال عفوه عنك أنه ينسيك ذنبك .
كما في الحديث” إذا تاب العبدُ أنسى اللهُ الحفَظةَ ذنوبَه ، و أنسى ذلك جوارحَه و معالِمَه من الأرضِ ، حتى يَلقى اللهَ و ليس عليه شاهد من اللهِ بذنبٍ
” والحديث في سنده ضعف كما قال الألباني
ومن بالغ كرمه أنه يبدل السيئات حسنات لمن تاب وصدق في توبته قال تعالى : “إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ الله غَفُورًا رَحِيمًا “الفرقان 70
وكما في الحديث “ إنِّي لأعلمُ آخرَ رجلٍ يخرجُ من النارِ يُؤتَى بالرجلِ يومَ القيامةِ ، فيُقالُ : اعْرِضُوا عليهِ صِغَارَ ذُنُوبِه ؛ ويُخَبَّأُ عنه كِبَارُها ، فيُقالُ : عملتَ يومَ كذا كذا وكذا ، وهوَ مقرٌ لا يُنكِرُ ، وهوَ مُشفِقٌ مِنْ كِبَارِها فيُقالُ : أَعطُوه مكانَ كلِّ سيئةٍ حسنةً .
فيقولُ : إنَّ لي ذنوبًا ما أَرَاها ههنا ؟؟؟
قالَ أبو ذرٍّ : فلقدْ رأيتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ضَحِكَ حتى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ” السلسلة الصحيحة للألباني
فيوم القيامة تعرض علينا صغار أعمالنا فنستحي من الله ان يسألنا ..أنت فعلت هذا الذنب …فيسكت العبد ..فيقول الله تعالى : أعطوه مكان كل سيئة حسنة …..لأنه تاب في الدنيا ، فيتذكر العبد الذنوب الكبار فيقولُ : إنَّ لي ذنوبًا ما أَرَاها ههنا يريد أن تتبدل السيئات حسنات .
الكريم بمعنى الحيي
في الحديث (إنَّ اللهَ حَيِيٌّ كريمٌ يستحيي إذا رفع الرجلُ إليه يدَيه أن يردَّهما صِفرًا خائبتَينِ) صححه الألباني في سنن الترمذي
واذا اقترن الحيي والكريم معا يصبح المعنى : الذي يستر العيب ويظهر الجميل .
كيف سمعتك (بضم السين)عند الناس ماهي السيرة الذاتية لك ؟
الذي يكتب لك الذكر الحسن في نفوس الناس هو الله عز وجل ، الذي يجعل الناس تبتسم لك عندما تقابلك هو الله ….الله هو الذي يجعل صدور الناس تنشرح لك …فهو الذي يظهر الجميل ويستر القبيح سبحانه.
وصدق القائل :
أنت الذي أطعمتني وسقيتني ….. من غير كسب يد ولا دكان
وجبرتني وسترتني ونصرتني …… وغمرتني بالفضل والإحسان
أنت الذي آويتني وحبوتني ……… وهديتني من حيرة الخذلان
وزرعت لي بين القلوب مودة ….. والعطف منك برحمة وحنان
ونشرت لي في العالمين محاسنا …… وسترت عن أبصارهم عصياني
وجعلت ذكري في البرية شائعا …… حتى جعلت جميعهم إخواني
والله لو علموا قبيح سريرتي ……. لأبى السلام علي من يلقاني
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي …… ولبؤت بعد كرامة بهوان
لكن سترت معايبي ومثالبي ……. وحلمت عن سقطي وعن طغياني
فلك المحامد والمدائح كلها ……. بخواطري وجوارحي ولساني
خامسا / ثمار الإيمان بالاسم الجليل
أولا / أن يقابل العبد كرم الله بشكره وطاعته والتذلل له :
وهذا والله ليس بالأمر الهين ولا يوفق الله إليه إلا القلة الذين قال الله فيهم (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُور ) سبأ :ُ 13 .
أما عامة الخلق فأعرضوا وتناسوا المنعم الكريم (إِنَّ الله لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ ) غافر :61
ثانيا / الحذر الشديد أن يكون كرمه سبحانه على عبد من عباده سبب لمعصيته له:
فلا يعصيه بنعمه ولا يغتر بإكرام الله له بالنعمة قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيم ِ)العلق : 6
فتأمل كيف جاء هذا الاسم لله في هذا الموضع !!!
قال ابن كثير “لأنه إنما أتى باسمه الكريم لينبه على أنه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال الفجور مع أنه قادر على خلق النطفة على شكل قبيح من الحيوانات المنكرة الخلق ولكن بقدرته ولطفه وحلمه يخلقه على شكل حسن مستقيم معتدل تام حسن المنظر والهيئة ” تفسير ابن كثير ج4/ص482
وقال ابن القيم “غره بربه الغرور (بفتح الغين )وهو الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء وجهله وهواه ، وأتي سبحانه بلفظ الكريم وهو السيد العظيم المطاع الذي لا ينبغي الاغترار به ولا إهمال حقه فوضع هذا المغتر الغرور في غير موضعه واغتر بمن لا ينبغي الاغترار به” الجواب الكافي 13.
وقال ذو النون المصري :”كم من مغرور تحت الستر وهو لا يشعر “
ثالثا / أن يسعى العبد أن يكون ممن أكرمهم ربهم بطاعته ولم يهانوا بمعصيته؛ قال تعالى : ( وَمَنْ يُهِنْ الله فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) الحج :18
فالإكرام الحقيقي هو إكرام الله بالتوفيق للإيمان ، قال تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ) الحجرات:13 ،
وعند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ ؟ قَالَ : أَتْقَاهُمْ ، فَقَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ ، قَالَ : فَيُوسُفُ نَبِي اللهِ ابْنُ نَبِي اللهِ ابْنِ نَبِي اللهِ ابْنِ خَلِيلِ اللهِ ، قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ ، قَالَ : فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونَ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقُهُوا ) رواه البخاري
رابعا / الدعاء والتمجيد لله بهذا الاسم:
فقد ورد الدعاء بالاسم المطلق عند البيهقي في أصح الروايات عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يدعو في السعي : ( اللهمَّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ ) رواه البيهقي في السنن ، وفي رواية أخرى : ( اللهمَّ اغْفِرْ وَارْحَمْ ، وَاعْفُ عَمَّا تَعْلَمُ ، وَأَنْتَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ ، اللهمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
ومن الدعاء بالوصف ماورد من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي كان إذا دخل المسجد قال : ( أَعُوذُ بِالله العَظِيمِ ، وَبِوَجْهِهِ الكَرِيمِ ، وَسُلطَانِهِ القَدِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ قَالَ الشَّيْطَانُ حُفِظَ مِنِّي سَائِرَ اليَوْم ) رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني
ومن التمجيد له سبحانه بهذا الاسم أن يذكر نفسه بعد كل صلاة فريضة بأنه سبحانه ذو الجلال والإكرام كما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم لا يقعد يعني بعد الصلاة إلا بقدر ما يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام )
.Dr. A
La Ilah Illa Allah