1- ماهي الوسوسة ؟وهي على أنواع منها ما هو عملي كالوسوسة في الطهارة والصلاة ، ومنها ما هو اعتقادي كالتشكيك في الله ويوم القيامة .
وهناك أيضا ما يعرف بالوسواس القهري وهو أفكار تتسلط على الإنسان وتحمله على تكرار التفكير أو الأفعال بشكل قهري وإذا لم يستجب لتلكم الأفكار والأفعال وينساق معها حصل له قلق شديد وتوتر نفسي لا يزول عنه إلا بالاستجابة لها.
و ربما يكون سببه من عمل الشيطان وقد يكون مرض نفسي يتعلق بالجهاز العصبي، وهذا مثاله من يعيش متوهما أن كل الناس يكرهونه ويتآمرون عليه ، أو أن زوجته تخونه وأنها تكذب عليه وتخادعه …..الخ .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنّ الله تجاوز لأمتي عما وسوست به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) رواه البخاري.
ثَبَتَ في حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: “يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول له: من خلق هذا؟ من خلق هذا … حتى يقول: من خلق الله؟. فمن وجد ذلك فليستعذ بالله وليَنتَهِ“.
وإذا قاوم العبد الشيطان على وسواسه وجاهده على ذلك وصبر على بلائه كان مأجورا على ذلك ولم يؤاخذه الله بما حصل منه وكان ذلك دليلا على كمال إيمانه ونور بصيرته .
والمعنى أن حصول الوسواس في نفوسهم مع كراهتهم له ودفعه عن قلوبهم هو من صريح الإيمان وليس المراد أن الوسواس من صريح الإيمان. وقال ابن عباس لأبي زُميل وقد سأله: “ما شيء أجده في صدري؟
قال: ما هو؟ قال: قلت: والله لا أتكلم به .
قال: أشيءٌ من شك؟ قلت: بلى.
فقال لي: ما نجا من ذلك أحد فإذا وجدت في نفسك شيئاً فقل: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ والْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) الحديد 3
فأرشده بهذه الآية إلى أن سلسلة المخلوقات في ابتدائها تنتهي إلى أول ليس قبله شيء كما تنتهي في آخرها إلى آخر ليس بعده شيء، كما أنّ ظهوره هو العلو الذي ليس فوقه شيء، وبطونه هو الإحاطة التي لا يكون دونه فيها شيء, ولو كان قبله شيء يكون مؤثراً فيه, لكان ذلك هو الربُّ الخلاق، ولا بدّ أن ينتهي الأمر إلى خالق غير مخلوق، فهو الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والظاهر الذي ليس فوقه شيء، والباطن الذي ليس دونه شيء.
صاحب العذر كالمريض بسلس البول(عدم التحكم الكامل في البول) الذي يعاني الكثير من المسنين منه ويشكون من انفلات البول مع الكحة أو العطس أو رفع الأشياء ، أو انفلات الريح ، أو المرأة المصابة بنزيف ؛ كل واحد من هؤلاء يتوضأ بعد دخول الوقت ويصلي بذلك الفرائض والنوافل، أما صلاة الجمعة فيتوضأ قبل دخول الخطيب .
وذلك لما في الصحيحين عن عائشة قالت : جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ، إنما ذلك عرق وليس بحيض ، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي ،ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت . رواه البخاري
يشكك الشيطان المصلي خرج منه ريح، أم لا ….خرج، ما خرج، خرج شيء بسيط، خرج لكن …..، وهكذا قال صلى الله عليه وسلم مبيناً العلاج: (إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه أخرج منه شيء أو لا فلا يخرج من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً) رواه مسلم
وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أحدكم إذا كان في الصلاة جاءه الشيطان فأبسّ به،
كما يبس الرجل بدابته، فإذا سكن له أضرط بين إليتيه ليفتنه عن صلاته، فإذا وجد أحدكم شيئا من ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا لا يشك فيه ».
أي أن الشيطان يأتي إلى المصلي أثناء صلاته ويوسوس له، كما يعبث الرجل بدابته ليضطرب حالها، والمقصود أن الشيطان يحاول إزعاج المصلي وإشغاله عن خشوعه.
(كما يبس الرجل بدابته)“يبس” أي شدّها وحرّكها لتقلق أو تضطرب، والمقصود أن الشيطان يتعامل مع المصلي كما يفعل الراكب الذي يشدّ على دابته حتى تتحرك وتضطرب.
(فإذا سكن له أضرط بين إليتيه ليفتنه عن صلاته)أي إذا استجاب المصلي لهذه الوسوسة وسكن واطمأن، زاد الشيطان في وسوسته حتى يجعله يظن أنه قد أحدث، وذلك من خلال إيهامه بوجود ريح ليقطعه عن الصلاة.
(فإذا وجد أحدكم شيئًا من ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا لا يشك فيه)هذه قاعدة عظيمة في الشك في الطهارة، وهي أن المصلي لا يخرج من صلاته بسبب الوسوسة أو الشك، بل يجب أن يكون على يقين بأنه أحدث، إما بسماع الصوت أو بوجود الريح حقيقة.
5- أعاني من الوسوسة في الصلاة ويصيبني الشرود والشك في كل ركن من أركانها؟
قال عثمان بن أبي العاص :” يا رسول الله : إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ذاك شيطان يقال له خنزب ، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، و اتفل عن يسارك ثلاثاً ). قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني “رواه مسلم .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِذَا نُودِيَ بِالصَّلاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لا يَسْمَعَ الأَذَانَ فَإِذَا قُضِيَ الأَذَانُ أَقْبَلَ ، فَإِذَا ثُوِّبَ (الإقامة ) بِهَا أَدْبَرَ ، فَإِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ : اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا مَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لا يَدْرِي كَمْ صَلَّى ) رواه البخاري ومسلم4-الوسوسة في عدد الركعات :
أولا ما الفرق بين الشك والوسوسة :
الشك : هو التردد بين أمرين أيهما الذي وقع . والشك لا يلتفت إليه في العبادات في ثلاث حالات :
الأولى : إذا كان مجرد وهم لا حقيقة له كالوساوسالثانية : إذا كثر مع الشخص بحيث لا يفعل عبادة إلا حصل له فيه شك.
الثالثة : إذا كان بعد الفراغ من العبادات فلا يلتفت إليه مالم يتيقن الأمر فيعمل بمقتضى يقينه .
إذن فالشك حالة طارئة تحدث مرة كل عدة أشهر، أما الشك الدائم فهذا وسواس، وإذا كان الفقهاء يقولون بأن الشاك في صلاته يبني على اليقين وهو الأقل ، فإني أقول للموسوس ينبغي أن تبني على الأكثر فمثلا إذا حدث وسواس هل صليت ثلاثا أم أربعا؟ أقول اعتبرها أربعا، هل سجدت سجدة أم اثنين؟ اعتبرها اثنين وهكذا .
وحكى عمر أن الشيطان وسوس له وهو يصلي فقال له إنك تصلى على غير طهارة قال : فقلت له ائتني بشاهدين !!!
6- عندى وسوسة في الطلاق وأتخيل كل كلمة وكل حديث أني طلقت زوجتي؟
الوسواس بالطلاق كل هذا وهم لا حقيقة له ، مثل هذا المبتلى حتى لو فرض أنه تكلم بكلام مسموع ، فما دام أنه موسوس ، ولم يُرِد الطلاق إرادة حقيقية ، فلا يقع طلاقه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( المبتلى بالوسواس لا يقع طلاقه حتى لو تلفظ به بلسانه إذا لم يكن عن قصد ، لأن هذا اللفظ باللسان يقع من الموسوس من غير قصد ولا إرادة ، بل هو مغلق عليه ومكره عليه لقوة الدافع وقلة المانع ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا طلاق في إغلاق ” . فلا يقع منه طلاق إذا لم يرده إرادة حقيقية بطمأنينة ، فهذا الشيء الذي يكون مرغما عليه بغير قصد ولا اختيار فإنه لا يقع به طلاق.) انتهى ، نقلا عن : فتاوى إسلامية ، 3/277
جاء رجل إلى ابن عقيل الحنبلي فقال إن الشيطان يوسوس لي أني طلقت زوجتى …. قال ألم تطلقها ؟ قال كلا !!!
قال الشيخ بلى جئتني البارحة وطلقتها أمامي ؟ قال كلا والله ما أتيتك ولا طلقتها .
قال فإذا جاءك الشيطان يوسوس لك أنك طلقت زوجتك فأقسم له كما أقسمت لي.
7- ما هو سبيل الخلاص من الوسواس فقد تعبت كثيرا؟
أوصي كل من ابتلي بذلك بأن ينتبه إلى الأمور التالية:
1- أن وسوسته طاعة للشيطان:
فينبغي أن يعلم أنه بهذه الوسوسة وبهذا الإصرار، وبهذا التأخير للعبادة هو عاص لله مطيع للشيطان، ومن الذي يرضى أن يكون في فعله مطيعاً للشيطان.
2- لا يُلتفت إلى الوسوسة:
أنه ينبغي أن يُعلم أنه لا يُلتفت إلى الوسوسة بعد انتهاء العبادة، فإن الإنسان إذا توضأ وعلم أنه توضأ وانتهى، فلا يجوز أن يلتفت إلى شك أو وسوسة ترد عليه، كما أنه إذا صلى وانتهت صلاته لا يلتفت إلى شك في صلاته، فلو جاءه الشيطان بعد نهاية الوضوء، ليقول له لم تغسل وجهك لا يلتفت إليه، ولو جاءه الشيطان ليقول له بعد انتهاء صلاته، لم تسجد السجود الأول أو الثاني في الركعة الأولى، أو الثانية ونحو ذلك فلا يلتفت إلى ذلك، لا يلتفت إلا إلى شيء متيقن مائة بالمائة، أما الوسوسة والشكوك فلا يلتفت إليها بعد انتهاء العبادات.
3- قطع الوسوسة:
هو أن الإنسان ينبغي له أن يقطع الوسوسة؛ حتى يقطع على الشيطان ما يريده منه، بمعنى أن الإنسان في ذات الطهارة إذا أراد أن يتوضأ، فعليه أن يستحضر بين يديه ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء، ثم يتوضأ بسرعة ثم بعد ذلك لا يلتفت إلى شيء، ولهذا فالشيطان إذا وسوس للإنسان وهو في صلاته، فإنه يريد أن يفسد عليه ما جاءت به الشريعة بمراغمته بالسجود؛ لأن الشيطان يكره المسلم و يكره صلاته وسجوده لله رب العالمين، ويعلم الشيطان الرجيم أنه أُمر بالسجود فأبى، وأن الله أمر هذا العبد المصلي بالسجود فاستجاب.
4– الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم :
وهذه الاستعاذة – أعوذ بالله من الشيطان الرجيم – إنما تبلغ أثرها حين تكون على اعتقاد جازم بمعانيها .
ومن استعاذ بالله اعتصم به ولجأ إليه ، فأي كيد يصله وهو يعتقد اعتقادا جازما أنه معتصم بالله الذي هو رب كل شيء ومليكه .
والله جل وتعالى يقول :” وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ”
فهو سميع يسمع استعاذتك فيجيبك .
عليم : يعلم ما تستعيذ منه فيدفعه عنك .
5- العلم:
فإن العلم يدفع عن المؤمن الشبهة ،إذا علمنا أن سلطان الشيطان إنما هو سلطان نزغ وإغواء لا سلطان حجة وبرهان وأنه قد يأتي للعبد من هذه الجهة فصار طلب العلم والإخلاص فيه سببا من أسباب دفع الوسواس ودحضه .
6- المداومة على أذكار الصباح والمساء وخاصة ( المعوذات ) :
فإن الذكر هو الحصن الحصين من الشيطان الرجيم .
7- قطع الاسترسال:
فلا يسترسل المؤمن مع حبائل الشيطان ومكائده وخواطره وهواجسه .
فإن الشيطان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم يأتي للعبد فيسأله من خلقك فيسترسل معه حتى يقول له : من خلق الله ؟؟!!
وعلاج هذا قطع الاسترسال وعدم الاستجابة لهذا الوسواس سدّا للذريعة وصيانة للنفس من أن يتسلّط عليها الشيطان بوسوسته .
8-صحبة الأخيار:
فإن في صحبتهم عوناً ورشاداً ونصحا وتوجيهاً ، وتبصيرا وتثبيتاً ، والشيطان أقرب من الواحد وأبعد من الاثنين فعن عمر – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة؛ فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة) رواه الترمذي وصححه الألباني.
وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة؛ إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية) رواه أحمد وحسنه الألباني
9- كثرة الدعاء واللجأ إلى الله تعالى :
فإن الله هو الذي يقدّر البلاء وهو الذي يدفعه مثل أن يقول: (اللهم أعذني من الشيطان، اللهم أجرني من الشيطان، اللهم احفظني من الشيطان، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم احفظني من مكايد الشيطان).
10- الذهاب للطبيب النفسي:
و إذا ثبت أن الوسواس ناشئ عن مرض نفسي فلا بأس في تعاطي العلاج النفسي و الاستعانة بالمختصين وغير ذلك من الأسباب النافعة مع تلاوة القرآن و الذكر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ) رواه البخاري.
8- ما حكم من تخرج منه الريح عند الوضوء أو الصلاة فقط، وليس في باقي اليوم؟
إذا كان هذا أمرًا متكررًا غالب الوقت عندك وقت الوضوء أو الصلاة، ولا تستطيع منعه أو التحكم فيه، فأنت في حكم “صاحب السلس”. فما هو الواجب عليك؟
1. تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها (ولو خرج منك شيء بعده).
2. تصلي بهذا الوضوء ما شئت من الفرض والنفل حتى خروج وقت الصلاة.
3. لا تعيد الوضوء لخروج الريح ما دام الوقت لم يخرج.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:“من به سلس البول أو استطلاق بطن أو ريح لا ينقطع، يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، ويصلي ما شاء بهذا الوضوء، ولا يضره ما خرج منه أثناء الصلاة.”
والقاعدة الشرعية:“المعذور له حكم خاص”
لأن الطهارة شرط للصلاة، لكن إذا تعذر التحكم فيها، رُفع الحرج.
تنبيه مهم:
• إن كنت تشعر بانتفاخ أو ألم أو غازات بسبب شدّة التركيز أو القلق عند الوضوء والصلاة، فقد يكون هذا من الوسواس وليس مرضًا عضويًا.
• وكثير من الناس إذا تجاهل هذه الأحاسيس ومضى في وضوئه وصلاته دون التفتيش، توقف الأمر بإذن الله.
نصيحة عملية:
1. لا تُكرر الوضوء.
2. لا تُفتش نفسك: هل خرج شيء أو لا؟
3.اطمئن.. صلاتك صحيحة ما دام ذلك خارج عن إرادتك.
9- أنا عندي فتور وانتكاسة بسبب الابتلاءات والوسواس مش عارف ارجع؛ بس الحمدلله أحاول أن أحافظ علي الصلاة لكن في أوقات أصلي فرض اليوم تاني يوم أنا زعلان جدا ومقروف من نفسي هل صلاتي مقبولة وما الحل؟
بارك الله فيك، وأسأل الله العظيم أن يربط على قلبك، ويشرح صدرك، ويزيل عنك الفتور والهم والوساوس، ويُعيدك إليه عودًا جميلًا.
أولًا: اعلم أن مجرد إحساسك بالحزن على حالك، وسؤالك عن القبول، ومحاولتك المحافظة على الصلاة، خصوصًا صلاة الفجر، كل هذا من دلائل الخير فيك، ومن علامات محبة الله لك.
فالعبد إذا أحبّه الله، ألقى في قلبه الندم على الذنب، والرغبة في العودة، والشوق إلى الطاعة، ولو كان مقصّرًا.
ثانيًا: هل صلاتك مقبولة؟
نعم، بإذن الله، صلاتك مقبولة.فالله تعالى يقول:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: 120]
ويقول النبي ﷺ:“ما من عبدٍ يذنب ذنبًا، ثم يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يصلي ركعتين، ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له”.
فما دمت تصلي وتندم وتحاول أن تعود، فأنت على خير عظيم، وإن تأخرت عن الصف الأول أو فاتتك السنن.
ثالثًا: الفتور والانتكاس
الفتور والضعف في العبادة أمر طبيعي يمرّ به كل مؤمن، ولا يعني أنك فاسد أو غير مقبول.حتى الصحابة – رضي الله عنهم – اشتكوا إلى النبي ﷺ من الفتور فقالوا:“يا رسول الله، نكون عندك فترقّ قلوبنا، فإذا خرجنا، عافسنا النساء والأولاد، فنسينا كثيرًا”، فقال ﷺ:“ساعة وساعة”.
ولكن الفارق هو: كيف تتعامل مع لحظة الفتور؟ هل تستسلم؟ أم تقاوم وتحاول، ولو بأضعف الإيمان؟
وما دمت تحاول، فأنت مأجور، بإذن الله.
رابعًا: الوساوس
الوساوس ليست منك، وإنما هي من الشيطان، ليقنّطك من رحمة الله، ويصرفك عن الطاعة.
قال تعالى:{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوا۟ إِذَا مَسَّهُمْ طَآئِفٌۭ مِّنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ تَذَكَّرُوا۟ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} [الأعراف: 201]
فالواجب في مثل هذه الحال:
• الاستعاذة بالله كثيرًا: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”
• قطع التفكير وعدم الاسترسال في هذه الوساوس
• ملء القلب بالذكر والقرآن
خامسًا: خطوات عملية للعودة التدريجية
ابدأ بما تقدر عليه، واثبت عليه، ثم زد شيئًا فشيئًا.
وإليك خطوات عملية لمساعدتك:
1 المواظبة على الصلوات الخمس، وإن فاتتك جماعة المسجد
2 المحافظة على صلاة الفجر خاصة، فهي مفتاح الخير
3 الإكثار من الدعاء: “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”
4 قراءة ولو قدر قليل من القرآن يوميًا.
5 تخصيص وقت للجلوس مع نفسك للتوبة والاستغفار.
10- أنا تعبت كثيرا من الاستنجاء والخوف من النجاسة وانتشارها في كل شيء حولي ماذا أفعل؟
الاستنجاء من البول له أصلان في الشريعة:
1. إزالة النجاسة.
2. عدم المبالغة أو الوسوسة.
أولًا: ما هو المطلوب؟
المطلوب في الاستنجاء هو إزالة أثر البول (النجاسة) من موضع خروج البول فقط، ولا يشترط الفرك أو المسح ثلاث مرات إلا إذا كنت تستخدم أحجارًا أو مناديلًا جافة (الاستجمار)، أما الماء فيكفيه صبٌّ مع التأكد من زوال الأذى.
ثانيًا: ما هي الطريقة الصحيحة؟
إذا كنت في مكان عام وتلبس ملابسك:
• لا يجب خلع الملابس كاملة.
• الأفضل أن تصب الماء مباشرة على موضع البول (رأس الذكر وما حوله إن لزم)، حتى يزول أثر النجاسة.
• لا يجب أن تمسح بيدك إذا كان الماء كافيًا لإزالة البول.
• لو احتجت أن تمسك الذكر بيدك اليسرى أثناء صب الماء، فلا حرج.
• المهم: تزول النجاسة بدون انتشارها على الملابس أو البدن.
ثالثًا: هل طريقة “الصب فقط” بدون مسح صحيحة؟
نعم، صب الماء كافٍ إذا أزال عين النجاسة. ولا يشترط المسح إذا لم يبقَ أثر.
رابعًا: هل ينتشر الماء على الملابس؟
نعم، قد يبتل شيء من الملابس الداخلية، وهذا لا يضر ولا ينجس الملابس، لأن الماء الطاهر لا يُنجِّس، ما دام لم يختلط بالبول نفسه.
إذا صببت الماء على موضع البول، وزال أثره، فحتى لو تناثر بعض الماء على ملابسك، فهو طاهر لا يُنجّس.رذاذ الماء المتطاير من أرضية الحمام إذا أصاب جسم الإنسان أو ثوبه، ففيه تفصيل:
1. إذا كانت الأرضية طاهرة (أي لم يُعلم بوجود نجاسة عليها يقينًا)، فالرذاذ المتطاير منها لا يُعتبر نجسًا، ولا يُلزم تطهير ما أصابه، لأن الأصل في الأشياء الطهارة، ولا ينتقل الحكم بالنجاسة إلا بيقين.
2. أما إذا كانت الأرضية متنجسة بيقين (مثلاً: شوهدت عليها نجاسة كالبول أو الغائط)، وكان الماء المتطاير ناتجًا من موضع النجاسة نفسه، ففي هذه الحالة يُعد الرذاذ نجسًا، ويجب غسل ما أصابه من البدن أو الثياب، خاصة إذا كان كثيرًا أو واضح الأثر.
3. أما وجود التراب أو الاتساخ العادي في الحمام، فلا يجعله نجسًا بالضرورة، ما لم يكن هذا الاتساخ ناتجًا عن نجاسة شرعية (كبراز أو بول). فليس كل قذر يُعد نجسًا شرعًا.
11-يا شيخنا الفاضل أنا تعبت كثيرا من الصلاة دائما أشك في عدد الركعات خاصة الصلاة الرباعية وهل قرأت الفاتحة أم لا ماذا أفعل؟
ما تعانينه من سهو متكرر في عدد الركعات، خاصة في الصلوات الرباعية، هو أمر شائع بين الصالحات الحريصات على صحة صلاتهن، وقد يكون ناتجًا عن وسوسة شيطانية أو تعب نفسي أو ذهني، لكن بحمد الله، الدين بيّن لنا الحل بوضوح.
أولًا: لا ذنب عليكِ، بل هذا من حرصكِ
• النبي صلى الله عليه وسلم قال:“إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته فيلبس عليه صلاته حتى لا يدري كم صلى، فإذا وجد ذلك فليسجد سجدتين وهو جالس”(رواه البخاري ومسلم)
ثانيًا: هل هذا وسواس أم سهو عادي؟
• إن كنتِ تشكين أحيانًا فقط، فهذا سهو طبيعي، وتُبنين على ما يغلب على ظنك.
• أما إذا كان الشك دائمًا في كل صلاة رباعية، فلا تعرفين هل هذه الركعة الثالثة أم الرابعة، فهذا يدخل في باب الوسواس، ويُبنى حينها على الأكثر وليس الأقل.
ثالثًا: ماذا تفعلين حين تشكين؟في حالة الوسواس خالفي الشيطان دائما وابني على الأكثر وليس الأقل ، فإذا شككت هل صليتي ثلاثا أم أربعا غلبي اليقين أنك صليتي أربعا لأن الشك أنها ثلاثا وسواس من الشيطان فلا تلتفتي له.
رابعًا: نصائح عملية للتغلب على المشكلة
1. ابدئي الصلاة بالاستعانة بالله بثقة
• قولي في بداية الصلاة:“اللهم أعني على الخشوع، وأعذني من وسوسة الشيطان.”
2. لا تعيدي الصلاة ولا تكرري الركعات لأن هذا يُدخل في الوسواس.
3. تدريب ذهني عملي
• في الصلاة، جربي أن تربطي كل ركعة بسورة أو ذكر معين لتتذكريها.
• مثال: في الركعة الأولى تقرئين “الفاتحة والتين”، في الثانية “الإخلاص، وهكذا.
4. لا تلتفتي إلى الوسواس، وثقي أن صلاتك صحيحة ما دمتِ اتبعتي الخطوات السابقة.
12-يا شيخ أنا تعبت من الوساوس بقالي أكتر من سنتين وسمعت فيديوهات وفتاوي وذهبت لدكتور مختص وأخدت دواء وتجاهلته فتره كبيرة ومفيش فايدة أنا تعبت ودائما أسمع صوت أثناء الصلاة وخايف ألا تقبل الصلاة ؟
أخي الكريم، أعلم أن معاناتك مع الوساوس في الصلاة طويلة ومؤلمة، وأريد أن أطمئنك أن الله يعلم حالك ويجازيك على جهادك وصبرك، وأن الوسواس لا يبطل صلاتك ولا يحرمك من قبولها، فالله رحيم بعباده، وهو أكرم من أن يرد عبدًا بسبب شيء لا يتحكم فيه.
كيف تتعامل مع الوسواس في الصلاة؟
1. افهم طبيعة الوسواس القهري
• الوسواس ليس ذنبًا، ولكنه مرض نفسي أو ابتلاء روحي.
• الشيطان يريد أن يجعلك تشعر أن صلاتك باطلة أو غير مقبولة، لكن الإسلام دين اليسر، والله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.
2. التجاهل التام هو العلاج الأساسي
• عندما تسمع أصواتًا غير مفهومة أثناء الصلاة، تجاهلها تمامًا ولا تحاول تحليلها أو التركيز عليها.
• إذا جاءتك أفكار أن صلاتك غير مقبولة، قل في نفسك: “لن ألتفت، صلاتي صحيحة، والله يقبلها”، واستمر بالصلاة.
• الوسواس يزداد كلما استجبت له، لكنه يضعف عندما تتجاهله تمامًا.
3. لا تعيد الصلاة أبدًا بسبب الوسواس
• مهما شعرت أنك أخطأت أو لم تخشع أو لم تؤدِ الصلاة كما ينبغي، لا تعيدها أبدًا.
• النبي ﷺ قال: “إن الله تجاوز لأمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تتكلم” (رواه البخاري ومسلم).
4. الاستعاذة قبل الصلاة وفي أثنائها
• قل قبل أن تبدأ الصلاة: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”.
• إذا شعرت بالوسواس أثناء الصلاة، انفث (نفخ خفيف) عن يسارك ثلاث مرات، واستعذ بالله، ثم أكمل صلاتك.
5. لا تبحث عن الفتاوى باستمرار
• كثرة البحث عن الفتاوى في الوسواس تزيد من المشكلة، لأن عقلك يعتاد على القلق، لذا اكتفِ بالعلم الذي عندك وطبّقه.
6. التزم بالأدوية والمتابعة مع الطبيب
• إذا كان الطبيب قد وصف لك دواءً، فلا تتجاهله، لأن الوسواس القهري له جانب طبي، وبعض الحالات تحتاج إلى علاج دوائي لضبط كيمياء الدماغ.
• يمكنك الجمع بين العلاج الطبي والرقية الشرعية، مثل قراءة الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذتين يوميًا.
كلمة أخيرة لك
أخي، أعلم أنك تعبت، ولكن اصبر وجاهد نفسك، والله يراك ويعلم مجاهدتك. لا تجعل الشيطان ينتصر عليك، فالله أرحم بك من نفسك، ويقبل منك حتى لو لم تشعر بحلاوة الصلاة، فالإيمان ليس دائمًا شعورًا، ولكنه ثبات واستمرار.
أسأل الله أن يمنحك الطمأنينة والشفاء، ويعينك على الوسواس حتى تتغلب عليه نهائيًا. لا تستسلم، وتذكر أنك أقوى من الوسواس، ومع الوقت والتجاهل سيزول بإذن الله.
13- أنا عندي وسواس دائما فى الوضوء و أحس بخروج فقاقيع و مع الأسف أعيد الوضوء أكتر من مرة و لما أصلى وحدى أرفع صوتى عند قراء الفاتحة بسبب خوفى من قراءتها بشكل غير صحيح فتبطل صلاتى حتى ممكن أعيد الصلاة لأنى أحس أنى لم أعقد النية قبلها؟!
أخي الكريم، واضح أنك تعاني من الوسواس القهري في الوضوء والصلاة، وهذا أمر شائع عند بعض الناس، لكنه مجرد وساوس لا تأثير لها على صحة عبادتك.
الحل الأساسي هو التجاهل وعدم إعادة الوضوء أو الصلاة مهما شعرت بالخطأ. وإليك تفصيل الحلول لمشكلتك:
1. وسواس خروج فقاقيع أثناء الوضوء والصلاة
• خروج الريح لا ينقض الوضوء إلا إذا سمعت صوتًا واضحًا أو شممت رائحة يقينية، وليس مجرد إحساس أو شك.
• النبي ﷺ قال: “إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا، فلا يخرج من المسجد حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا” (رواه مسلم).
• القاعدة الشرعية: “اليقين لا يزول بالشك”، فلو شككت في خروج شيء، فتجاهله تمامًا واستمر في صلاتك ووضوئك.
الحل:
• لا تكرر الوضوء مهما وسوس لك الشيطان.
• إذا شعرت بفقاقيع أو هواء، تجاهلها ولا تعيد الوضوء أو الصلاة إلا إذا سمعت صوتًا يقينًا أو شممت رائحة واضحة.
2. وسواس رفع الصوت في الفاتحة خوفًا من الخطأ
• رفع الصوت أثناء الصلاة بشكل غير طبيعي قد يكون من تأثير الوسواس وليس من الحاجة الفعلية.
• لا يلزم أن تكون قراءتك مثالية تمامًا حتى تُقبل صلاتك، فالله يعلم نيتك ويقبل منك حتى لو كان هناك خطأ بسيط غير متعمد.
• إذا قرأت الفاتحة بصوت منخفض وكنت متأكدًا من نطق الحروف بشكل صحيح، فلا حاجة لرفع الصوت.
الحل:
• لا ترفع صوتك إلا إذا كان ذلك ضروريًا لك لتحسين التركيز، لكن لا تجعل هذا عادة وسواسية.
• اقرأ الفاتحة بهدوء، ولا تكررها أكثر من مرة مهما شعرت أنك أخطأت.
3. وسواس عقد النية في الصلاة
• النية محلها القلب، ولا يجب التلفظ بها، بل يكفي أن تنوي في قلبك أنك ستصلي الصلاة المطلوبة.
• النبي ﷺ لم يكن يقول قبل الصلاة: “نويت أن أصلي”، بل كان يكبر مباشرة.
• حتى لو شعرت أنك لم تعقد النية، فاستمر في الصلاة، لأنها صحيحة ما دمت تعلم أنك دخلت فيها بنية صحيحة.
الحل:
• لا تُعيد الصلاة أبدًا بسبب الوسوسة في النية، بل كبر وابدأ فورًا.
• عندما تقف للصلاة، قل في نفسك: “أنا أعلم أنني سأصلي”، ثم تجاهل أي وسوسة بعد ذلك.
4. الصلاة تأخذ وقتًا طويلًا بسبب الوسواس
• إعادة الصلاة والوضوء بسبب الوسواس يجعل الصلاة مرهقة، لكن الحل هو التجاهل الكامل وعدم الإعادة.
• الوسواس مثل العدو، إذا تجاهلته، فإنه يضعف ويذهب مع الوقت، لكن إذا استجبت له، فإنه يزداد.
الحل:
• اجعل صلاتك طبيعية، لا تكرر الآيات ولا تعيد الصلاة بسبب الشك.
• حتى لو وسوس لك الشيطان أنك أخطأت، أكمل صلاتك ولا تعيدها.
• لا تجعل الوسواس يتحكم فيك، بل تحكم فيه بتجاهله تمامًا.
الخلاصة:
لا تعد الوضوء بسبب الشك، ولا تلتفت لخروج الفقاقيع إلا إذا كنت متأكدًا يقينًا.
لا ترفع صوتك بالفاتحة إلا إذا احتجت للتركيز، وتجنب تكرارها.
لا تحتاج إلى عقد النية بالكلام، ولا تعيد الصلاة بسببها.
لا تجعل الصلاة تأخذ وقتًا طويلاً بسبب الوساوس، بل أدها ببساطة واستمر بدون تكرار.
تذكر: كلما تجاهلت الوسواس، فإنه سيضعف مع الوقت، أما إذا استجبت له، فإنه سيزداد ويجعل الصلاة مرهقة.
ابذل جهدك، والله أرحم بك مما تتخيل، وهو يقبل منك حتى مع الأخطاء غير المتعمدة.
أسأل الله أن يشفيك ويمنحك راحة البال والخشوع في الصلاة. لا تستسلم للوسواس، بل حاربه بالتجاهل والصبر.
14- ما الفرق بين أن يبني الموسوس على أول خاطر وبين أن يبني على الأكثر فمتى يبني على أول خاطر ومتي يبني على الأكثر فأنا مصابة بوساوس ودائما ابني على الاكثر حتى مع غلبة الظن، أرجو تبسيط الأمر.
أسأل الله أن يشفيك من الوساوس ويمنحك الطمأنينة،
أحاول تبسيط المسألة حتى يتضح لكِ الموضوع
أولاً: من هو الموسوس؟
الموسوس هو الشخص الذي يعاني من الشكوك والوساوس بشكل متكرر في العبادات، مثل الوضوء أو الصلاة، ولا يستطيع التمييز بين اليقين والشك بسهولة. وهذه الوساوس قد تشتد حتى تجعله يشك في صحة عباداته ويعيدها مرارًا.
متى يبني الموسوس على أول خاطر؟
البناء على أول خاطر يعني أن الشخص الموسوس يتجاهل الوسواس والشكوك التي تأتيه بعد أول خاطر أو بعد قيامه بالفعل. فالموسوس هنا يبني على ما اعتقده في البداية.
• مثال: إذا كان الشخص الموسوس في الصلاة وشعر بعدم اليقين هل نطق بالتكبير أم لا، فيبني على أول خاطر وهو أنه قد نطق بالتكبير، ولا يعيد التكبير أو الصلاة بناءً على الوسواس اللاحق.
متى يبني على الأكثر؟
البناء على الأكثر يعني أن الشخص يحكم بناءً على غلبة الظن، أو ما يغلب على ظنه من الأفعال التي قام بها أو لم يقم بها.
فإذا كان الشك يحدث بين عدد معين من الركعات أو الأعمال، فيبني على الأكثر احتمالًا.
• مثال: إذا شك الشخص الموسوس في عدد الركعات التي صلاها (هل صلى ثلاث ركعات أم أربع)، فإنه يبني على الأكثر احتمالًا أو غلبة الظن، فإذا غلب على ظنه أنه صلى أربع ركعات، فيعتمد هذا الظن ويكمل الصلاة.
كيف يميز الموسوس بين الحالتين؟
1. في حالة اليقين القريب (أول خاطر): إذا كان الشخص قد بدأ الفعل وشعر بأنه قام بالفعل، ثم بعد ذلك جاءته الوساوس أو الشكوك، فيجب أن يبني على أول خاطر ويتجاهل الوساوس.
• مثال: إذا كان الشخص بدأ في الصلاة وهو متأكد أنه نوى ودخل فيها، ثم بعد ذلك بدأ يشك هل نوى أم لا، يبني على أول خاطر (النية التي أتى بها في البداية) ويتجاهل الشكوك.
2. في حالة الشك في عدد الركعات أو الأعمال (الأكثر): إذا شك الموسوس في عدد الركعات أو الأعمال ولم يكن عنده يقين، فيبني على ما يغلب على ظنه، أو على الأكثر احتمالًا.
• مثال: إذا شك في الركعة الثالثة أو الرابعة، فيبني على الأكثر (غالبًا ما يصلي أربع ركعات) ويكمل الصلاة بناءً على هذا.
من هو الموسوس الذي يبني على الأكثر؟
الشخص الذي يعاني من الوساوس بشكل مستمر ويشك كثيرًا في عباداته (في كل صلاة أو في معظم الصلوات) هو الذي يُنصح بالبناء على الأكثر، لأن الهدف هو التخفيف من الوساوس وقطع الطريق على الشيطان.
أما إذا كانت الوساوس تأتي مرة أو مرتين في اليوم، فهذا قد لا يُعد وسواسًا قهريًا مستمرًا، ويمكنه أن يتبع القاعدة العامة في الفقه وهي البناء على الأقل في حالة الشك.
خلاصة:
• الموسوس يبني على أول خاطر إذا جاءته وساوس بعد القيام بالفعل (مثل الشك في النية أو تكبيرة الإحرام).
• الموسوس يبني على الأكثر في حالة الشك في عدد الركعات أو الأعمال، إذا غلب على ظنه أنه قام بها.
• الشخص الذي يعاني من الوساوس المتكررة في كل صلاة أو معظم العبادات هو الذي يجب أن يتبع قاعدة البناء على الأكثر للتخفيف من تأثير الوسواس.
نسأل الله أن يخفف عنكِ هذه الوساوس، وأن يمنحك الطمأنينة في عبادتك.
15- ما حكم من يعاني من انتفاخات البطن والقولون و إصابات في الدبر تخليه أكثر ما يحدث له وقت الصلاة الشك في خروج الريح، ولكنه لا يتيقين بسماع الصوت ولا الرائحة وكلما أهم بإعادة الصلاة تحدث له نفس الأشياء ربما يعيدها ثلاث مرات حتي يخرج الوقت ولم يتمها؟
أسأل الله أن يشفيه وييسر أمره. هذا السؤال يتعلّق بحالة من الوسوسة الممزوجة بحالة مرضية جسدية، ولذا يجب التعامل معها بحكمة ورحمة بناءً على الأحكام الشرعية الواضحة.
الحكم الشرعي في هذه الحالة:
1. الأصل في الطهارة اليقين:
قاعدة مهمة في الفقه تقول:“اليقين لا يزول بالشك”.
إذا كان الشخص متأكدًا أنه على طهارة، فلا يُبطل وضوءه أو صلاته إلا إذا تيقّن يقينًا جازمًا بخروج الريح (مثل سماع الصوت أو شم الرائحة بوضوح).
• مجرد الشعور بالحركة أو الانتفاخ أو “فتح خفيف” دون يقين ليس كافيًا لنقض الوضوء.
• قال النبي ﷺ:“إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد حركة في بطنه، فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرج من المسجد حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا” (رواه مسلم).
2. حكم من يعاني من مرض أو كثرة الشكوك:
إذا كان الشخص يعاني من حالة مرضية تجعل خروج الريح متكررًا وغير منضبط، فهذا يدخل في باب السلس، ويُعامل بالآتي:
• يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، ثم يصلي بهذا الوضوء ما شاء من الفروض والنوافل، حتى لو خرج منه شيء أثناء الصلاة.
• قال العلماء إن أصحاب الأعذار (مثل السلس أو من لديهم انتفاخات مزمنة) يُرخص لهم أن يصلوا بوضوء واحد لكل وقت صلاة.
3. الشك المتكرر (الوسوسة):
إذا كان هذا الشك متكررًا جدًا، فعليه أن يُعرض عنه تمامًا ولا يلتفت إليه.
• الوسوسة من الشيطان، والالتفات لها يؤدي إلى الحرج والمشقة.
• قال النبي ﷺ:“دع ما يريبك إلى ما لا يريبك” (رواه الترمذي).
نصيحة عملية:
1. إذا شك في خروج الريح ولم يسمع صوتًا أو يشم رائحة، فلا يقطع صلاته.
الأصل بقاء الطهارة، ولا يُبطلها إلا يقين.
2. إذا كان يعاني من مرض مستمر، كحركة القولون أو الإصابة التي تجعل خروج الريح متكررًا، يكفيه أن يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، ويصلي بهذا الوضوء حتى لو خرج منه شيء أثناء الصلاة.
3. مواجهة الوسوسة:
• عليه أن يتجاهل الوساوس تمامًا ولا يعيد الصلاة بسبب الشك.
• كثرة إعادة الصلاة ليست من الدين، بل تزيد من الوسوسة وتُثقل النفس.
4. زيارة طبيب مختص:
إذا كان السبب مرضيًا (كالقولون أو إصابة الدبر)، فعليه أن يراجع طبيبًا لعلاج المشكلة الصحية.
الخلاصة:
• لا تبطل الصلاة أو الوضوء بمجرد الشك أو الشعور بحركة دون يقين بخروج الريح (صوت أو رائحة).
• إذا كان يعاني من حالة مستمرة، يكفي الوضوء لكل صلاة ولا يلتفت لما يحدث أثناء الصلاة.
• الوسوسة يجب تجاهلها تمامًا.
أسأل الله أن يرفع عنه البلاء، وييسر له العبادة على الوجه الذي يرضيه.
16- ممكن شرح لقاعدة: لايجوز ان نبني على الاوهام النفسية احكاما شرعية.
قاعدة “لا يجوز أن نبني على الأوهام النفسية أحكامًا شرعية” هي قاعدة أساسية في الشريعة تهدف إلى ضبط الأحكام الشرعية بناءً على ما هو يقيني أو راجح، وليس على شكوك أو أوهام. وإليك شرحًا واضحًا لهذه القاعدة:
مفهوم القاعدة:
• الأوهام النفسية: هي الأفكار أو الشكوك التي ليس لها دليل أو أساس يقيني.
• الأحكام الشرعية: تعتمد على الأدلة الواضحة (من القرآن، السنة، الإجماع، أو القياس الصحيح) أو على ما يُتحقق منه باليقين أو غلبة الظن.
بناءً على ذلك:
• لا يجوز إصدار حكم شرعي أو اتخاذ قرار شرعي (مثل الطهارة، الصلاة، العقود) بناءً على الشكوك أو الوساوس النفسية التي لا تستند إلى دليل يقيني.
الأصل في الأمور:
1. اليقين لا يزول بالشك:
• الأصل أن ما ثبت بيقين لا يُنقض إلا بيقين آخر.
• مثال: إذا كنت على طهارة وشككت هل انتقض وضوؤك، فأنت باقٍ على طهارتك حتى تتحقق يقينًا من نقضها.
• دليل: حديث النبي ﷺ:
“إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد حركة في بطنه، فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا؟ فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا” (رواه مسلم).
2. الشك يُهمل إذا لم يكن له دليل:
• إذا شك الإنسان في أمر دون وجود سبب ظاهر أو دليل، فإن الشرع لا يلتفت إلى هذا الشك.
• قال الإمام النووي:
“الشك في الأمور بعد تحققها لا يُلتفت إليه، لأن الأصل بقاؤها على حالها”.
تطبيقات القاعدة:
1. في الطهارة والعبادات:
• إذا شك الإنسان هل غسل وجهه أثناء الوضوء أم لا، ولم يكن متيقنًا، فإنه لا يُطالب بإعادة الوضوء بناءً على شكوك.
• إذا شك أثناء الصلاة هل سجد سجدة واحدة أم اثنتين، فإنه يبني على الأقل (الواحدة) لأنه اليقين.
2. في المعاملات المالية:
• لا يجوز أن يُتهم شخص بأخذ مال دون دليل قاطع.
• الأصل براءة الذمة، ولا يُبنى الحكم على مجرد شكوك أو ظنون.
3. في الوسوسة:
• الشخص الذي يعاني من وسوسة في الطهارة أو الصلاة، كأن يشك كثيرًا في خروج الريح أو عدم إتمام الأركان، مأمور بتجاهل هذه الشكوك لأنها من الأوهام النفسية، ولا يُرتب عليها حكم شرعي.
الحكمة من القاعدة:
1. التيسير ورفع الحرج:
الشريعة جاءت برفع الحرج عن الناس. لو أُخذت الشكوك والأوهام بعين الاعتبار، لصار الدين مشقة ووسوسة.
2. حماية النفس من الوسوسة:
الاعتماد على الشكوك يؤدي إلى اضطراب النفس والدخول في وساوس قد تجعل العبادات ثقيلة على النفس.
3. تحقيق العدالة:
الأحكام الشرعية تُبنى على أدلة واضحة ويقين، لا على شكوك أو أوهام، وهذا يضمن تحقيق العدل في الحقوق والمعاملات.
أمثلة عملية:
• الطهارة:
• إذا توضأ شخص وشك أثناء الصلاة هل انتقض وضوؤه، فإنه يبني على الطهارة.
• لو شعر بحركة خفيفة في بطنه دون يقين بخروج الريح، فإنه يبقى على وضوئه.
• الاتهامات:
• إذا ظن شخص أن زميله أخذ شيئًا من ماله دون دليل واضح، لا يجوز اتهامه لأن الشك وحده لا يكفي.
• الصلاة:
• إذا شك في عدد الركعات أثناء الصلاة، يبني على الأقل (وهو اليقين)، ثم يسجد للسهو.
خلاصة القاعدة:
• الأحكام الشرعية تُبنى على اليقين أو غلبة الظن، وليس على الشكوك أو الأوهام النفسية.
• الأصل في الأمور الطهارة، البراءة، والصحة، ولا يُنقض هذا الأصل إلا بيقين واضح.
• هذه القاعدة تهدف إلى التيسير ومنع الوقوع في الوسوسة أو الظلم.
أسأل الله أن يرزقك العلم النافع والفهم الصحيح للدين.
17-هل الغسيل في الغسالة يطهر الملابس من النجاسة؟
نعم، غسل الملابس في الغسالة يطهرها من النجاسة، بشرط أن يتم تنظيفها بطريقة تزيل النجاسة وتغمرها بالماء الطاهر.
إليكِ الشروط التي ينبغي توفرها:
1. إزالة عين النجاسة: إذا كانت النجاسة واضحة (كالدم أو البول) على الملابس، فمن الأفضل أن تزال قبل وضعها في الغسالة إن أمكن، وذلك بمسحها أو غسلها يدوياً جزئياً للتأكد من زوال أثرها.
2. استخدام الماء الطاهر: الغسالة تعتمد على دورات غسيل تشطف الملابس بالماء عدة مرات، مما يُعد كافياً لطهارتها، خاصة مع استعمال مسحوق الغسيل.
3. دورة الشطف النهائية: المهم أن تكون دورة الشطف النهائية بالماء الطاهر، حيث يعتبر الماء الطاهر الذي يزيل بقايا النجاسة ويخرج دون أثر للنجاسة (رائحة أو لون أو طعم) محققاً للطهارة.
إذا اتبعتِ هذه الطريقة، فإن الغسالة تطهر الملابس من النجاسة، وتكون صالحة للصلاة بها.
18- شيخنا ما نصيحتكم لمن عنده ابتلاء في الدين وساوس تفسده عليه صلاته وسيره الى الله بلاء تقريبا مرتين كل شهر وعنده فروض كثيرة يجب عليه قضاءها؟
أسأل الله أن يرفع عنك هذا البلاء، ويثبتك ويهديك لما فيه خير الدنيا والآخرة.
ابتلاء الوسواس في الدين من أصعب الابتلاءات التي قد يواجهها المسلم، ويحتاج إلى الصبر، والاستعانة بالله، واتباع خطوات تساعد في التغلب على هذا الابتلاء، بإذن الله.
إليك بعض النصائح التي قد تعينك في هذا الطريق:
1. اللجوء إلى الله بالدعاء المستمر: اجعل الدعاء سلاحك، وكن صادقًا مع الله في دعائك.
اسأل الله أن يشفيك من هذا البلاء ويعينك على الطاعة والثبات.
ادعُ بما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يُسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع.”
2. البعد عن الشك والوساوس: من أساليب الشيطان أنه يحاول زرع الشك والوساوس في قلب المؤمن ليبعده عن الطاعة.
إذا شعرت بالوسواس، قل “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” وتجاهله، ولا تدعه يسيطر على عقلك.
3. الصلاة والاستغفار: مهما كانت الصعوبة، حاول أن تحافظ على الصلاة، حتى لو كنت تشعر بالوسواس أو الشكوك.
حافظ على أداء الفروض، وإن كانت لديك فروض سابقة عليك قضاؤها، ابدأ بها تدريجيًا ولا تشعر باليأس.
كل خطوة نحو الطاعة ستقويك وتجعل قلبك أكثر ثباتًا.
4. العناية بالبيئة المحيطة: حاول أن تبني علاقات طيبة، سواء من خلال الصحبة الصالحة أو الابتعاد عن كل ما يغذي الشهوات أو الوساوس. البيئة السليمة تعينك على الثبات والاستقامة.
5. الالتزام بالذكر وقراءة القرآن: الذكر هو حصنك من الوساوس، حاول أن تلتزم بأذكار الصباح والمساء، وأذكار الصلاة، واستعن بقراءة القرآن بتركيز.
سورة البقرة و المعوذتين رقية لطرد وساوس الشياطين عنك.
6. التدرج والصبر على نفسك: لا تتوقع أن تزول كل الصعوبات فورًا، ولكن تدرج في التحسن واستعن بالله على نفسك، ولا تلم نفسك أو تيأس عندما تقع في الشهوات. كلما تعثرت، قم مجددًا وحاول مرة أخرى.
7. التفاؤل والثقة بالله: تذكر أن كل بلاء هو فرصة للتقرب من الله، وأن الله معك طالما تسعى إلى الطاعة. كل خطوة نحو الله ستحظى فيها برحمة منه، فلا تيأس.
أسأل الله أن يخفف عنك هذا البلاء، ويهديك إلى طاعته ويثبتك على طريقه.
19- ياشيخنا عندي شك دائم في الصلاة والوضوء وأعيد وأعيد ماذا أفعل تعبت وربنا ؟
أختي الكريمة، أسأل الله أن يرفع عنك هذا البلاء ويمنحك الطمأنينة واليقين.
ما تعانين منه قد يكون وسواسًا، وهو أمر يحدث لكثير من الناس، خاصة في أمور الطهارة والصلاة.
الوسواس يتلاعب بالإنسان ويدفعه للشك في عباداته وإعادة ما قام به من وضوء وصلاة، وهذا من تلبيس الشيطان الذي يريد أن يُشعرك بالتعب والإرهاق ويثقل عليك الطاعات.
النصيحة هنا:
لا تلتفتي إلى الوساوس ولا تسترسلي معها.
عليك أن تعلمي أن الشكوك المتكررة لا تلغي يقين الطهارة أو صحة الصلاة.
عندما تتوضئين أو تصلين وأنت على يقين بأنك أديتِ ما عليك، فإن عبادتك تكون صحيحة ومقبولة عند الله، ولا يلزمك إعادتها حتى لو أتاك الشك بعد ذلك.
ومن النصائح العملية للتعامل مع الوسواس:
1. الإعراض عن الشكوك: عندما يأتيك الشك بعد الوضوء أو الصلاة، تجاهليه وامضي في يومك.
2. عدم إعادة العبادة: اجعلي القاعدة لديكِ أن ما أديته من عبادات هو صحيح ولا تعيديها، مهما شعرتِ بالشك.
3. الدعاء والاستعاذة بالله من الشيطان: استعيذي بالله واطلبي منه أن يثبتك ويخلصك من هذا الوسواس.
4. الاستمرار في الطاعات دون الالتفات إلى الشك، فهذا يجعلك أقوى على مواجهة الوسواس.
تذكّري أن الله كريم ورحيم، ويعلم بصدق نيتك، وأن هذه الوساوس لا تؤثر على قبول عبادتك بإذن الله، طالما أنكِ اجتهدتِ في أدائها.
أسأل الله أن يرزقك الطمأنينة واليقين وأن يبعد عنك الشكوك والوساوس.
20- ما الحل مع وسواس قطع النية وتغييرها أثناء الصلاة وقبلها بحيث يمنع الشخص من بدء الصلاة لتردده فيها وكل ما نوى الفريضة وسوس له الشيطان انها سنة ولا يستطيع أن يدفع هذه الوساوس حتى انه يصلى سنن غير وارده عن النبى لتقليل هذه الوساوس؟
أختي الكريمة، أسأل الله أن يرفع عنك هذا البلاء ويمنحك الطمأنينة في عباداتك.
الوسواس في النية، سواء قبل الصلاة أو أثناءها، من أكثر ما يُثقل على الإنسان ويجعله يتردد في عباداته. هذه الوساوس من مداخل الشيطان، يريد بها إفساد خشوعك وتعكير صفو عبادتك.
الشريعة وضعت حلولًا واضحة للتعامل مع هذه الوساوس، وأهمها القطع بعدم الالتفات إليها والمضي في العبادة بثبات.
نصائح للتغلب على وسواس قطع النية:
1. اعقدي النية مرة واحدة ولا تترددي: النية في الصلاة أمر بسيط، فهي مجرد عزم القلب على الصلاة التي تريدين أداءها.
لا تحتاجين إلى تكرارها، فبمجرد عزمك على الصلاة، فقد تحققت النية.
لا تنصتي للشكوك التي تأتيك بعدها.
2. قاومي الوساوس ولا تستسلمي لها: عندما تشعرين بالوسواس بأن الصلاة التي تصلينها سنة وليست فريضة، تذكّري أن هذا من الشيطان يريد إيقاعك في الحيرة. تجاهلي هذا الشعور وأكملي صلاتك.
3. تجنبي الصلاة الزائدة عن السنة النبوية: الصلاة النافلة لا يُسن فيها الابتداع بصلوات غير ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يزيد الوسواس بدلاً من تقليله.
حاولي الالتزام بالسنن المؤكدة التي وردت عن النبي فقط، دون زيادة.
4. استعيذي بالله من الشيطان واستعيني به: قبل الدخول في الصلاة، استعِيذي بالله من الشيطان الرجيم، واقرئي “قل أعوذ برب الناس” أو آية الكرسي لتهدئة نفسك.
5. الاستمرار وعدم التوقف عند الوسواس: ضعي قاعدة أنك لن تتوقفي عن الصلاة حتى لو شعرتِ بأن نيتك مضطربة أو أنك في تردد.
مع مرور الوقت، سيخف هذا الوسواس بإذن الله.
6. الدعاء لله أن يرفع عنك الوسواس: اسألي الله بصدق أن يعينك على وساوس الشيطان ويمنحك الطمأنينة في الصلاة.
تذكّري أن الله يعلم بنيتك وصدقك في العبادة، ويعلم أيضًا أن الوساوس خارجة عن إرادتك، فلا تؤثر على قبول الصلاة بإذن الله. استمرارك في الصلاة بثبات هو أفضل وسيلة للتغلب على هذا الوسواس، ومع الوقت سيزول تدريجيًا.
أسأل الله أن يثبتك ويمنحك راحة البال وأن يبعد عنك الوسواس.
21- أنا أبقى في الحمام كثيرا عند كل صلاة ، ممكن اخلص استنجاء وأرجع مرات ومرات ماذا أفعل؟
أسأل الله أن يرفع عنكِ هذا البلاء، الوسواس في الطهارة والاستنجاء أمر يعاني منه كثير من الناس، وهو من أكثر الوساوس التي يستخدمها الشيطان ليعكر على الإنسان عبادته.
وللتغلب عليه، هناك عدة نصائح عملية يمكنك اتباعها:
1. الاقتصار على الحد الأدنى من الاستنجاء: يكفيكِ عند الاستنجاء أن تغسلي موضع النجاسة ثلاث مرات فقط، فهذه هي السنة ولا حاجة للإكثار من الماء.
المبالغة في الاستنجاء ليست مطلوبة، ومن السنة الاكتفاء بالحد الأدنى لتحقيق الطهارة.
2. تجنب العودة إلى الحمام بعد الاستنجاء: إذا انتهيتِ من الاستنجاء وغادرتِ الحمام، فتذكري أن الشكوك التي تأتيك بعدها هي من الوسواس، ولا يجب الالتفات إليها. اجعلي قاعدة لنفسكِ أن الاستنجاء قد انتهى بمجرد خروجك من الحمام، وألا تعودي له مرة أخرى مهما شعرتِ بالشك.
3. الاستعاذة من الشيطان قبل دخول الحمام: قولي “أعوذ بالله من الخبث والخبائث” قبل دخول الحمام، واطلبي من الله أن يبعد عنكِ هذه الوساوس.
4. الاقتصار على ما يرفع الحرج وليس على المبالغة في النظافة: اطمئني أن الله لا يكلفكِ بما يشق عليكِ، والشكوك لا تؤثر على طهارتك.
حتى لو شعرتِ بخروج شيء بعد الاستنجاء، فهذا مجرد وهم من الشيطان ليثقلك ويزعزع طمأنينتك.
5. التدرج في تقليل الوقت الذي تقضينه في الاستنجاء: حاولي مع مرور الوقت تقليل المدة تدريجيًا، وتذكري أن الوسواس لا يتوقف إلا إذا تجاهلتِه ولم تستجيبي له.
6. الدعاء والتوكل على الله: اسألي الله بصدق أن يخلصك من هذا الوسواس، واحتسبي الأجر في مقاومتك له، وأحسني الظن بالله أنه يقبل طهارتك.
تذكري أن الله يعلم صدق نيتك ويعلم أن هذه الوساوس ليست بيدكِ، وأنه لن يحاسبكِ على أمور خارجة عن إرادتك.
أسأل الله أن يمنحكِ السكينة ويعينكِ على التغلب على هذه الوساوس.
هذه رسالة من دكتورة مشتركة معنا بجروب النساء
بعد إذن شيخنا الجليل لأنّ الاسئلة المرتبطة بالوسواس القهري مكررة بشكل كبيرنصيحة للأخوات اللاتي يعانين من الوسواس القهري
الموضوع ليس مرتبطا بمشكلة شرعية فقط ولا بالشيطان فقط أنا دكتورة وبحكم خبرتي أنصحكم بصدق
مريض الوسواس يحتاج لطبيب مختص لتحليل الهرمونات والغدد لأن أي خلل في الهرمونات أو الغدد يؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان العقلية
فمريض الوسواس القهري (OCD) يعاني من خلل في كيمياء الدماغ، خاصة في تنظيم بعض النواقل العصبية، وأهمها:
• السيروتونين (Serotonin): يُعتبر أهم ناقل عصبي مرتبط بالوسواس القهري، إذ يُعتقد أن انخفاض مستواه أو خلل في طريقة استخدامه في الدماغ يُساهم في ظهور الأعراض.
• الدوبامين (Dopamine): له دور في السلوكيات التكرارية والمكافأة، ويُلاحظ أن بعض المرضى يظهر تحسنًا عند استخدام أدوية تؤثر أيضًا على هذا الناقل.
كما تشير الدراسات إلى وجود نشاط زائد في بعض مناطق الدماغ
وهذا النشاط الزائد يساهم في توليد الأفكار الوسواسية ويدفع الشخص إلى أداء الطقوس القهرية لتخفيف القلق.
لكن ملاحظة مهمة: الوسواس القهري ليس ناتجًا فقط عن كيمياء الدماغ، بل هو ناتج عن تفاعل معقد بين العوامل:
• البيولوجية (مثل الجينات والكيمياء العصبية)
• البيئية (مثل التجارب الصادمة أو التوتر)
• الاجتماعية والنفسية (مثل نمط التفكير وأسلوب التربية)
من المؤكد وجود علاج دوائي لكل حالة حسب التشخيص
أيضا يوجد العلاج السلوكي المعرفي (CBT)وهو أهم علاج نفسي للوسواس القهري، ويعدّل طريقة التفكير والاستجابة للوساوس:
يتكوّن من تقنيتين أساسيتين:
• التعرّض ومنع الاستجابة
المريض يتعرض تدريجيًا للشيء اللي يسبب له الوسواس (مثلاً لمس شيء يعتقد أنه ملوث)،
ثم يُمنع من القيام بالطقس القهري (مثل الغسل)، إلى أن يقل القلق تلقائيًا.
• إعادة هيكلة الأفكار
المريض يتعلّم كيف يتحدى الأفكار الوسواسية ويحللها بمنطق عقلاني،
بدل ما يخضع لها أو يحاول طردها بالقوة.
أرجو من الله السلامة للجميع