كيف نفهم وصف الملائكة بالإيمان؟
قال الله تعالى في سورة غافر:“ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا” (غافر: 7) لماذا وصف الله الملائكة بالإيمان، مع أنهم يرون الله ويكلمهم، والإيمان يتعلق بالغيب؟
الجواب:
• الإيمان لغة: التصديق واليقين.
• وشرعا: التصديق القلبي الجازم بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
فالملائكة يصدقون بالله تصديقًا جازمًا، ويسبحونه ويعظمونه، وهذا هو عين الإيمان، وإن كانوا لا يرونه رؤية البشر للأشياء.
نحن نؤمن بالله بالغيب دون أن نراه، والملائكة أيضا يؤمنون بالله ولم يروه ، والنبي ﷺ قال: (إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه) رواه مسلم.
إذن حتى الملائكة لا يرون الله مباشرةً في ذاته، بل يرون نور عظمته وعرشه وسلطانه، ولهذا هم في مقام الإيمان بالغيب، ولكن بطريقة تناسب حالهم.