ما حكم بيع وشراء الحسابات في الألعاب الإلكترونية؟
بالنسبة للمعاملة التي ذكرت، فيها عدة نقاط تحتاج إلى توضيح قبل بيان الحكم الشرعي:
أولًا: بيع وشراء الحسابات في الألعاب الإلكترونية
1. ملكية الحسابات:
• إذا كانت شروط اللعبة أو الشركة المنتجة لا تسمح ببيع الحسابات أو التنازل عنها للغير، فإن بيع الحسابات في هذه الحالة يُعد مخالفًا للشروط التي وافق عليها المستخدم عند التسجيل.
وفي هذه الحالة، قد يعتبر ذلك مخالفة للعقد الشرعي؛ لأنك دخلت اللعبة بناءً على تلك الشروط، والالتزام بها واجب شرعًا.
قال النبي ﷺ:“المسلمون على شروطهم”[رواه أبو داود].
2. إذا كانت اللعبة تُجيز نقل الحسابات أو بيعها:
• إذا كانت اللعبة أو الشركة المنتجة تسمح بنقل الحسابات أو بيعها، فلا حرج شرعًا في شراء وبيع الحسابات، بشرط أن تكون المعاملة خالية من المحاذير الشرعية مثل الغش أو الربا أو التغرير.
ثانيًا: دورك كوسيط بين البائع والمشتري
1. إذا كنت تعمل كوسيط وتأخذ عمولة:
• إذا كنت تقوم بالتنسيق بين البائع والمشتري وتأخذ عمولة متفق عليها بين الطرفين، فلا بأس بذلك شرعًا، بشرط أن تكون العمولة واضحة ومعلومة للطرفين، وألا يكون في البيع نفسه مخالفة شرعية (مثل بيع حساب مخالف لشروط اللعبة).
2. إذا كنت تشتري الحساب لنفسك ثم تبيعه للآخرين:
• في هذه الحالة، الأمر يعتمد على وضع الحساب. إذا كان الحساب مباحًا بيعه (وفقًا لشروط اللعبة) ولم يكن فيه غش أو ضرر أو شيء محرم، فيجوز لك شراء الحساب ثم بيعه بسعر أعلى لتحقيق الربح، وهذا يدخل في باب التجارة المباحة.
ثالثًا: محاذير يجب التنبه لها في هذا المجال
1. أنواع الألعاب وحكمها:
• إذا كانت اللعبة نفسها تحتوي على محرمات (كالترويج للعنف غير المبرر، أو الإساءة للعقائد، أو الترويج للقمار أو الغش)، فإن التعامل مع الحسابات المرتبطة بها لا يجوز.
2. التغرير بالمشتري:
• لا يجوز بيع حساب به عيوب أو تقييدات دون إعلام المشتري بذلك، لأن هذا من الغش المحرم. قال النبي ﷺ:“من غش فليس مني”[رواه مسلم].
3. تضييع الوقت أو المال في ما لا ينفع:
• إذا كانت هذه الألعاب سببًا في تضييع الوقت أو المال دون فائدة شرعية أو دنيوية معتبرة، فقد تكون المعاملة مكروهة أو محرمة بناءً على أثرها.