قصة الشيخ عبد الحميد كشك مع المعلم عطية
يقول الشيخ في مذكراته : جلست ذات يوم فدخل علىّ ” المعلم عطية” قبل المغرب عندما أوشكت الشمس أن تودع الكون ، وجلس بجانبي حزينا وسألته عن حزنه فقال لي : أنت السبب !!
وسألته خيرا .
فقال : لقد وصيتنا بأداء صلاة الفجر ولما عدت وجدت القفل قد كسر وقد أخذ اللص كل محتويات الغرفة ، وهذه أول مرة أصاب بمثل هذا !! أبعد ما تبت إلى الله يصيبني هذا الذي أصابني ؟!
وكان هذا الرجل يعمل بائعا للسمك ويقيم في الغرفة وحده ؛ ولابد أن يكون الجواب منطقيا ومقنعا فقلت له :
وهل هذا يدعو إلى أن تحزن ؟
إن الإنسان عندما يتقدم للعمل بإحدى الوظائف لا يستلم عمله إلا بعد أن يقدم مسوغات التعيين وأنت اليوم قد تقدمت للعمل في ساحة الرحمن جل جلاله فلابد من مسوغات التعيين وها أنت ذا قد قدمتها بصبرك على البلاء ، فكن قرير العين مطمئن القلب فقد قال صلي الله عليه وسلم :” ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا غم ولا حزن ولا أذي حتى الشوكة يشاكها وصبر عليها إلا كفر الله بها من خطاياه “
ورضي الرجل بقضاء الله بعد ما أنزل الله برد السكينة على قلبه وأصبح من أوتاد المسجد الذين ما أذن لمؤذن للصلاة إلا وهم داخلها لا تفوتهم تكبيرة الإحرام وراء الإمام .