أنا الفقير إلى رب البريَّـات
شعر لابن تيمية
قال الإمام ابن القيم – طيب الله ثراه – :
ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية – قدس الله روحه – من ذلك أمرا لم أشاهده من غيره .
وكان يقول كثيراً :
ما لي شيء ، ولا منّي شيء ، ولا فيَّ شيء .
وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت :
أنا المكدّى وابن المكدّى وهكذا كان أبي وجدي
وكان إذا أثنى عليه في وجهه يقول :
والله إني إلى الآن أجدِّد إسلامي كل وقت ، وما أسلمت بعد إسلاماً جيداً .
وبعث إليَّ في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطِّه ، وعلى ظهرها أبياتٌ بخطه من نظمه :
أنا الفقير إلى رب البريَّـات أنا المُسَيْكينُ فى مجموع حالاتـي
أنا الظلوم لنفسى وهي ظالمتي والخير إن يأتنا من عنده ياتـي
لا أستطيع لنفسى جلب منفعة ولا عن النفس لى دفع المضراتِ
وليس لي دونه مولى يدبرني ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتـي
إلا بإذن من الرحمن خالقنـا إلى الشفيع كما جاء في الآيـاتِ
ولست أملك شيئاً دونه أبداً ولا شـريك أنا فى بعض ذراتِ
ولا ظهير له كي يستعيـن به كما يكون لأربـاب الولايـات
والفقر لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي
وهذه الحال حالُ الخلقِ أجمعهم وكلهـم عنده عبـدٌ له آتـي
فمن بغى مطلباً من غير خالقه فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكونِ أجمعـهِ ما كان منه وما من بعد قد ياتي
ا.هـ من مدارج السالكين ( 1 / 521 ( .
غير معروف
رحم الله علماء السنة الكرام وحفظ من بقي منهم وجزاهم عن الأمة الإسلامية خير الجزاء
غفر الله لنا ولكم
نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق حتى نلقاه وهو راض عنا
آمين