شرح أسماء الله الحسنى 1- الله
أولا /معنى الاسم في اللغة :
الله أصلها الإله استثقلت الألف واللام مع همزة إله فحذفت وشددت اللام فصارت (الله )
ولفظ الجلالة مأخوذ من التأليه والتأله وهو التعبد والتنسك فالله هو المألوه أي المعبود ومعنى ( لا إله إلا الله ) أي لا معبود بحق إلا الله
يقول ابن القيم في مدارج السالكين (باختصار )
فاسم (الله) دال على جميع الأٍسماء الحسنى والصفات العليا فإنه دال على إلهيته المتضمنة لثبوت صفات الإلهية له ، مع نفي أضدادها عنه وصفات الإلهية يعني أن الله الإله الحق وحده لا شريك له .
ولهذا يضيف الله تعالى سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم العظيم كقوله تعالى
) ولله الأسماء الحُسنى ) الأعراف 180
ويقال : الرحمن ، والرحيم ، والقدوس ، والسلام ، والعزيز ، والحكيم من أسماء الله ولا يقال: الله من أسماء الرحمن ولا من أسماء العزيز ؛ ونحو ذلك.
ولم يتسم بهذا الاسم غيره سبحانه لا حقيقة ولا مجازا قال تعالي (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥) مريم
ثانيا تأملات وإيمانيات :
(الله) هو الإسم الدال على الذات العظيمة الجامعة لصفات الإلهية والربوبية فهو اسم له وحده لا يتعلق به أحد سواه، ولا يُطلق على غيره ولا يدّعيه أحد من خلقه.
(الله) اسم للرب المعبود المحمود الذي يمجَّده الخلق ويسبحونه ويحمدونه، وتسبح له السماوات السبع والأرضون السبع ومن فيهم والليل والنهار والإنس والجن والبر والبحر “وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا” (الإسراء ، آية : 44″.
(الله) هو الرب الذي تألهُههُ القلوب وتحن إليه النفوس وتتطلع إليه الأشواق، وتحب وتأنس بذكره وقربه وتشتاق إليه وتفتقر إليه المخلوقات كلها في كل لحظة وومضة، وخطرة وفكرة في أمورها الخاصة والعامة، والكبيرة والصغيرة، والحاضرة والمستقبلة، فهو مبديها ومعيدها، ومُنْشِئها وباريها وهي تدين له سبحانه وتُقِرُّ، وتفتقر إليه في كل شؤونها وأمورها ما من مخلوق إلا ويشعر بأن الله تعالى طوّقه مِنَناً ونِعماً وأفاض عليه من آلائه وكرمه وإفضاله وإنعامه بالشئ الكثير، فجدير بأن يتوجه قلب الإنسان إلى الله تبارك وتعالى بالحب والتعظيم والحنين.
(الله): العظيم في ذاته وصفاته وأسمائه وجلاله ومجده، لا تحيط به العقول ولا تدركه الأفهام ولا تصل إلى عظمته الظنون، فالعقول تحار في عظمته وإن كانت تستطيع بما مُنحت من الطّوق والقدرة على أن تدرك جانباً من هذه العظمة، يمنحها محبة الله والخوف منه والرجاء فيه والتعبد له بكل ما تستطيع.
واسم الله إذا ذكر وجلت القلوب لجلاله وخشعت الأصوات لقوته وعنت الوجوه لعظمته وهو الذي إذا ذكر نزلت الطمأنينة في قلوب المؤمنين لجلاله ورحمته
قال تعالى (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ الله أَلَا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (٢٨) الرعد
قال الإمام الجنيد لتلاميذه تعالوا بنا نذكر الصالحين فبذكرهم تحل البركة فقال بعض طلبته يا شيخنا إذا ذكرنا الصالحين تحل البركة فماذا إذا ذكرنا الله ؟ فاطرق الشيخ قليلا ….ثم رفع رأسه فقال إذا ذكرنا الله حلت الطمأنينة في القلوب (ألا بذكر الله تطمئن القلوب (
(الله) هو الإله المعبود الذي يُخلص له المؤمنون قلوبهم وعبادتهم، وصلاتهم وحَجَّهم وأنساكهم وحياتهم وآخرتهم “قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ” (الأنعام ، آية : 162 ، 163).
وروح لا إله إلا الله وسرها: إفراد الرب جل ثناؤه وتقدست أسماؤه وتبارك اسمه وتعالى جده ولا إله غيره بالمحبة والإجلال والتعظيم والخوف والرجاء وتوابع ذلك من التوكل والإنابة والرغبة والرهبة، فلا يحب سواه، بل كان ما كان يحب غيره فإنما هو تبعاً لمحبته وكونه وسيلة إلى زيادة محبته ولا يُخاف سواه، ولا يُرجي سواه، ولا يتوكل إلا عليه ولا يُرغب إلا إليه، ولا يُرهب إلا منه، ولا يُحلف إلا باسمه، ولا يُنذر إلا له، ولا يُتاب إلا إليه، ولا يُطاع إلا بأمره، ولا يُحتسب إلا له، ولا يُستعان في الشدائد إلا به، ولا يُلتجأ إلا إليه، ولا يُسجد إلا له،
يقول الإمام ابن القيم: إذ استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله، وإذا فرح الناس بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنس الناس بأحبائهم فأنس أنت بالله، وإذا ذهب الناس إلى ملوكهم وكبرائهم يسألونهم الرزق ويتوددون إليهم فتودد أنت إلى الله.
الإيمان بوجود الله فطرة :
والإيمان بوجود الله سبحانه فطرة مركوزة في الأنفس لا تحتاج إلى أدلة ، ولذلك لما سئل بعض السلف عن الدليل على وجود الله قال أغنى الصباح عن المصباح متى احتاج النهار إلى دليل ؟
وقال بعض الصالحين مناجيا ربه : سبحانك ربي آمن بك المؤمن ولم ير ذاتك ، وجحدك الجاحد ووجوده في ملكك دليل على وجودك وعظمة ذاتك .
وقال ابن عطاء الله السكندري :إلهي كيف يُستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك
وقد بين الله تلك الفطرة بمثال بعض الكفار الذين ركبوا في سفينة ؛ وكانت الأمواج هادئة ، وانطلقوا في البحر، وفي أول الرحلة سخَّر الله لهم ريحًا طيبة جعلتهم يسيرون في البحر بسرعة، ففرحوا بها، وفجأة هاجت الأمواج، واشتدت الرياح والعواصف فأصبحوا في مأزق عصيب، عندئذ صاح هؤلاء الكفار بأعلى أصواتهم يدعون الله -عز وجل- ويلجئون إليه، ويطلبون منه النجاة، قال تعالى: {هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين} يونس:22 .
وهكذا فطرة البشر تلجأ إلى الله -عز وجل-، وتظهر حقيقتها في وقت الشدة والكرب حتى وإن وجد عليها الصدأ، وطُمِست شفافيتها في أوقات الغفلة واللهو والرخاء، ذلك لأن الله -عز وجل- خلق الإنسان مفطورًا على الإسلام والإحساس بوجود الله، قال تعالى: {فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} الروم: 30
وفي الحديث (ما من مولود إلا يولدُ على الفِطْرةِ فأبواه يُهوِّدانه (يجعلانه يهوديًا)، أو ينصِّرانه (يجعلانه نصرانيًا)، أو يمجِّسَانه (يجعلانه مجوسيًّا) البخاري.
جاء بعض الزنادقة إلى الإمام الشافعي –رحمه الله- وسألوه: ما الدليل على وجود الله؟ فقال: ورق التوت طعمه واحد، تأكله الدودة فيخرج منها الإبريسم (الحرير)، ويأكله النحل فيخرج منه العسل، وتأكله الشاة والبقر والأنعام فتلقيه بعرًا وروثًا،وتأكله الظباء فيخرج منها مسكا فمن جعل هذه الأشياء مع أن الطعم واحد.
ومن شعره رحمه الله :
الله ربي لا أريد سواه هل *** في الوجود حقيقة إلا هو
الشمس والبدر من انوار حكمته *** والبر والبحر فيض من عطاياه
الطير سبحه والوحش قدسه *** والموج كبره والحوت ناجاه
والنمل تحت الصخور الصم مجده *** والنحل يهتف حمدا فى خلاياه
والناس يعصونه جهرا فيسترهم *** والعبد ينسى وربى ليس ينساه
ويروى أن بعض الزنادقة (وهذا مصطلح قديم كان يطلق على الملاحدة المنكرين لوجود الله ) جاءوا إلى جعفر الصادق، فقال جعفر لأحدهم: هل ركبت البحر؟ قال: نعم. قال جعفر: حدثني عن أغرب شيء حدث لك؟ قال الرجل: هاجت يومًا رياح هائلة، فكسرت السفينة، وأغرقت الملاحين، فتعلقت أنا ببعض ألواحها، فإذا أنا مدفوع في تلاطم الأمواج، وفُقد اللوح، ودُفعتُ إلى الساحل.
فقال جعفر: قد كان اعتمادك على السفينة والملاح ثم على اللوح حتى ينجيك. فلما ذهبت عنك هذه الأشياء، هل أسلمت نفسك للهلاك أم كنت ترجو السلامة بعد؟
قال: بل رجوت السلامة. قال جعفر: ممن كنت ترجوها؟ فسكت الرجل، فقال جعفر: إن الله هو الذي كنت ترجوه في ذلك الوقت، هو الذي نجاك من الغرق. فاعترف الرجل بوجود الله وأسلم على يديه.
دلالة العقل على وجود الله:
سأل بعض القدرية- الذين ينفون قدرة الله، ويغالون في قدرة الإنسان- أبا حنيفة عن وجود الله -عز وجل- فقال لهم: دعوني فإني مفكر في أمر أُخبرت عنه، ذكروا لي أن سفينة في البحر مملوءة بالبضائع، وليس فيها أحد يحرسها أو يسوقها، ومع ذلك فإنها تسير بنفسها، وتخترق الأمواج، وتسير حيث شاءت فماذا تقولون؟ قالوا: هذا شيء لا يقبله العقل. فقال أبو حنيفة: يا سبحان الله، إذا لم يجر في العقل سفينة تجري في البحر مستوية من غير متعهد ولا مجر، فكيف يجوز قيام هذه الدنيا على اختلاف أحوالها، وسعة أطرافها، وتباين أكنافها من غير صانع وحافظ؟! ،
قالوا: صدقت وتابوا إلى الله، وحسن إسلامهم.
و سُئِل أعرابي عن الدليل على وجود الله؟ فقال: البعرة تدل على البعير، والروثة تدل على الحمير، وآثار الأقدام تدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ألا يدل ذلك على وجود اللطيف الخبير؟!
رائد الفضاء الروسي يوري جاجارين ذهب في 1961م على متن أول سفينة فضاء روسية ، وعندما عاد توجه له الصحفيين يسألونه عن مشاهداته وماذا حدث له ، فقال لهم لقد انبهرت بجمال الكون فظللت أبحث عن الله !!!
صدم الجميع من هذا التصريح ، فاجتمعوا طويلاً من أجل دراسة هل ينشر هذا التصريح أم لا في صحف اليوم التالي
أخيرا ، اتفقوا على أن يتم نشر التصريح ويتم إضافة عبارة فلم أجده !!!
فسبحان من أنطق الكافر الملحد وأنساه كل حياته التعليمية في مدارس الإلحاد
دلالة المشاهدة على وجود الله:
والمسلم يؤمن بكل ما يشاهده من نصر الله للمستغيثين والمكروبين، فالمؤمنون في غزوة بدر عندما دعوا الله -عز وجل– وطلبوا منه النصر، استجاب الله دعاءهم، وأيدهم بجنود من عنده يقاتلون معهم، قال تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} [الأنفال: 9].
وزكريا -عليه السلام- دعا الله -عز وجل- أن يرزقه الذرية الصالحة، فاستجاب الله دعاءه ووهب له يحيي -عليه السلام-، فبعد أن كانت زوجته عاقرًا لا تلد أصبحت لديها القدرة على الحمل والولادة بإذن الله، قال تعالى: {وزكريا إذ نادي ربه رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين . فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين} [الأنبياء: 89-90] .
وفي عهد الرسول ( أصاب المدينة جفاف وقحط، فقام أعرابي والرسول ( يخطب الجمعة، فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا.
فأخذ الرسول ( يدعو وهو رافع يديه، فتجمع السحاب، ونزل المطر قبل أن يُنزل ( يديه، حتى إن المطر كان ينزل على رسول الله (، ورأى الصحابة قطرات الماء تنزل من كفيه، وظلت السماء تمطر طوال الأسبوع، فقام رجل، فقال: يا رسول الله، تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع الرسول ( يديه يدعو الله، ويقول: (اللهم حوالينا، لا علينا) فتوقف المطر. [متفق عليه].
لله في الآفاق آيات لعلّ أقلها هو ما إليه هداك
و لعل ما في النفس من آياته عجب عجاب لو ترى عيناك
و الكون مشحون بأسرار إذا حاولت تفسيرًا لها أعياك
قل للطبيب تخطفته يد الردى: يا مدعيا شفا الأمراض من أرداك ؟
قل للمريض نجا و عوفيّ بعدما عجزت فنون الطب: من عافاك ؟
قل للصحيح يموت لا من علة: من بالمنايـا يـا صحيح دهاك ؟
قل للبصير و كان يحذر حفرة، فهوى بها: من ذا الذي أهواك ؟
بل سائل الأعمى خطا بين الزحام بلا اصطدام: من يـقود خطاك ؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا راع و مرعى: ما الذي يرعاك ؟
قل للوليد بكى و أجهش بالبكاء لدى الولادة: ما الذي أبكاك ؟
و إذا ترى الثعبان ينفث سمه فسأله: من ذا بالسموم حشاك ؟
و اسأله: كيف تعيش يا ثعبان أو تحيا و هذا السم يملأ فاك ؟
و اسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهدا… و قل للشهد: من حلّـاك ؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين دم و فرث: ما الذي صفّاك ؟
و إذا رأيت النخل مشقوق النوى فسأله: من يا نخل شق نواك ؟
و إذا رأيت الليل يغشى داجيا فسأله: من يا ليل حاك دجاك ؟
و إذا رأيت الصبح يسفر ضاحيا فسأله: من يا صبح شق ضحاك ؟
إنه الله في كل العجائب ماثل إن لم تكن تراه فإنه يراك
معجزات الأنبياء دليل على وجود الله:
اجتمع المشركون في مكة، وطلبوا من الرسول ( أن يشق لهم القمر نصفين، فقال لهم: (إن فعلت تؤمنوا؟) قالوا: نعم. فأشار الرسول ( إلى القمر -وكان بدرًا- فانفلق فلقتين، ورآه الناس. ولكن المشركين المعاندين رفضوا أن يستجيبوا لنداء الحق، وأبوا أن يذعنوا لمعجزة الله، قال تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر} [القمر: 1].
والمعجزة تدل على وجود الله تعالى، لأنها أمر خارج عن مقدرة البشر، يؤيد الله بها رسله وأنبياءه، ومن هذه المعجزات ما أيَّد الله به نبيه موسى –عليه السلام- من معجزة العصا، فكان يضرب بها الحجر فيخرج منه الماء، ويضرب بها الماء فيتجمد، ويتحول إلى أرض يابسة، بإذن الله تعالى، قال تعالى: {فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا} [البقرة: 60.
أشعة كلمة لاإله إلا الله، تبدد ظلمات القلوب:
اعلم أن أشعة لا إله إلا الله تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه، فلها نور، وتفاوت أهلها وتفاوت أهلها في ذلك النور، قوة وضعفاً، لا يحصيه إلا الله تعالى، فمن الناس، من نور هذه الكلمة كالشمس، ومنهم، من نورها في قلبه كالكوكب الدري، ومنهم من نورها في قلبه كالمشعل العظيم، وآخر كالسراج المضيء، وآخر كالسرج الضعيف ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بأيمانهم، وبين أيديهم، على هذا المقدار، بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة علماً وعملاً ومعرفة وحالاً وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته، حتى انه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهة ولا شهوة ولا ذنباً، إلا أحرقه، وهذا حال الصادق في توحيده الذي لم يشرك بالله شيئاً، فأي ذنب أو شهوة أو شبهة دنت من هذا النور أحرقها، فسماء إيمانه قد حرست بالنجوم من كل سارق لحسناته، فلا ينال منها السارق إلا على غرّة وغفلة لا بد منها للبشر، فإذا استيقظ وعلم ما سُرق منه استنقذه من سارقه أو حصّل أضعافه بكسبه، فهو هكذا أبداً مع لصوص الجن والإنس، ليس كمن فتح لهم خزانته وولى الباب ظهره. مدارج السالكين (1 / 369).
ثالثا ثمرات الإيمان بهذا الاسم الجليل :
1- ألا نقصد بالعبادة غير الله
2- أن تعبد الله كأنك تراه
3- من أحب شيئا أكثر من ذكره