ما حكم من علم أن والده يلعب القمار؟ كيف ينصحه لكي يتخلى عن هذا العمل المحرم ، مع العلم أنه ينفقه على أولاده ، فما حكم الأكل والشرب من هذا المال الحرام إن كان الأبناء يعلمون بالأمر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقمار كبيرة من الكبائر ومحرم من أعظم المحرمات، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. {المائدة : 90}.
وهو من أكل أموال الناس بالباطل، فالمال المكتسب من القمار مال خبيث محرم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة جسد غذي بالحرام. رواه البيهقي وصححه الألباني.
وأوصي السائل بأن يكثر من الدعاء لوالده بالهداية والتقوى، وأن يجتهد في نصحه بقدر طاقته، ويتخير في ذلك أنسب السبل وأقومها وأقربها للقبول والتأثير، فإن قبل والده ـ فالحمدلله ـ وإلا فقد أدى ما عليه، قال الإمام أحمد: إذا رأى أباه على أمر يكرهه يعلمه بغير عنف ولا إساءة ولا يغلظ له في الكلام، وإلا تركه.
هل يجوز لأهله أن يأخذوا منه شيئا ؟
يجوز لهم أن يأخذوا نفقاتهم التي هي واجبة عليه بقدر حاجتهم ، لكن يجب عليهم أن ينصحوه و أن يبينوا له حرمة ما يعمله و أن اللعب بالقمار قادح في العدالة و مؤد إلى الفقر و هو سبب لنقص العقل و لنقص الدين و لم يعمل به إنسان قط فأفلح ونسأل الله أن يهديه إلى صراطه المستقيم .